يتعرض أركو ميناوي لضغوط مركزة بغية إضعاف موقفه كقوة كبرى وأساسية بين فصائل دارفور المسلحة التي وقعت على الاتفاقº فالمعارك الحامية التي اندلعت الأيام الماضية بين أجنحة حركة تحرير السودان المختلفة كانت نموذجا لهذه الضغوط!!..
وفي الداخل أصبح الوضع على حافة الانفجار بين ميناوي ورصفائه من الفصائل التي وقعت معه على الاتفاقº فدكتور عبد الرحمن موسى - قائد فصيل (الإرادة الحرة)، والمشارك في التوقيع على الاتفاق - اتهم فصيل أركوي ميناوي بمهاجمة الأراضي التي تقع تحت سيطرة قواتهº واعتبر ذلك مبرراً كافيا لفض التنسيق بينهما فيما يتعلق بتنفيذ بنود اتفاق أبوجا!!..
هذا بالإضافة لاتهامات الأمم المتحدة لفصيله بارتكاب انتهاكات خلال الأيام الماضية من ضمنها عمليات قتل واغتصاب!!..
ولكن لماذا تتركز الضغوط الدولية ضد ميناوي بهذه الطريقة وهو بعد لم يبدأ أيامه الأولى في السلطة؟!..
ولماذا تزامنت مع الزيارة التي قام بها للقاهرة، والزيارة التي يزمع القيام بها إلى واشنطنº حيث يجمعه مع سلفاكير لقاؤهما بالرئيس بوش؟!..
الواضح أن ميناوي - الذي سيحصل على منصب مساعد لرئيس الجمهورية (مساعد بمستوى نائب) - كان يأمل في تسويق نفسه عربياº فالأموال العربية التي ستتدفق إلى الإقليم من أجل إعمار دارفور ستكون على يدهº وهو أمر يدعم موقفه في مواجهة الفصائل الأخرى، بالإضافة إلى سعيه لإقناع دول الجامعة العربية بتبني وجهة نظره في تعديل بنود الاتفاق الذي وقع عليه ليتم رفع سقف التعويضات التي قررها الاتفاق!!.. بهذا يسقط الحجر من يد عبد الواحد الذي بنى موقفه الرافض للاتفاق على هذه النقطة!!..
شعبياً سيكسب ميناوي كثيراً إذا ما نجح في هذه الخطوةº ولكنه أمام القوى الغربية يكون قد دخل نقطة تقاطع كبرىº وتجاوز خطاً أحمر!!.. حيث تحرص تلك القوى على إبعاد أي دور عربي في قضية دارفور!!.. بل إن المنطق الأساس الذي تسوق به تلك القوى قضية دارفور عالمياً هو (الصراع العرقي)، وإبادة العربي لغير العربي!!.. فكيف يستقيم عندها ما يصنعه ميناوي (غير العربي) من الاحتباء بالعباية العربية بأي درجة من الدرجات؟!.. ولهذا كان طبيعياً أن توجه إليه الصفعات عسكرياً وإعلامياًº ليفيقº حتى إذا ما تم استدعاؤه لواشنطن - برفقة سلفاكير - يكون قد استوعب الدرس تماماً!!..
ويبدو أن ميناوي قد بدأ يستوعب قبل أن يذهب إلى واشنطنº فعلى إثر الصفعات التي تلقاها في الميدان من قبل الفصائل المناوئة له جاءت تصريحاته الأخيرة التي طالب فيها بتدخل القوات الدولية بأسرع ما يمكن!!.. وهكذا تكون القوى الدولية قد تمكنت من عزل المؤتمر الوطني تماماً بين شركائه في الحكم فيما يتعلق بالموقف من القوات الدولية!!..
إن القوى الدولية لا تتورع من إعادة تفجير الوضع الأمني في دارفور - بل وفي السودان كله - إذا كان ذلك يحقق مصلحتها في دخول القوات الدولية..
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد