العمل الإنساني والدور المشبوه في دارفور!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

نشرت صحيفة "لونوفيل أوبسرفاتور" (le nouvel observateur) الفرنسية هذا الأسبوع تقريراً حول الجدل الذي أثارته مواقف إحدى المنظمات غير الحكومية الغربية والتي تدعى (العمل الاستعجالي من أجل دارفور) بعد مطالبتها بالتدخل العسكري الدولي في أزمة دارفور، هذه التصريحات أثارت ردود فعل غاضبة لدى معظم المنظمات غير الحكومية الغربية، محذرة من تسييس "العمل الإنساني"، وتوظيفه من قبل بعض القوى الدولية الكبرى لتحقيق أهدافها عبر العالم، وخاصة في مناطق الأزمات.

يأتي هذا الجدل بعد تزايد الشكوك خلال السنوات الأخيرة حول طبيعة الدور الذي تلعبه بعض المنظمات الغربية، وخاصة تلك التي تنشط على الساحتين العربية والإسلامية تحت يافطة "العمل الإنساني"، وعلاقة تلك المنظمات بأجهزة الاستخبارات الغربية، وهيئات التنصير العالمية!

وجاء في التقرير:

عبرت منظمة "أطباء العالم" غير الحكومية (M D M) عن استغرابها لمطالبة منظمة "العمل الاستعجالي لدارفور" بالتدخل العسكري الدولي في الأزمة، أو تسليح فصيل معارض للسلطة المركزية بالخرطوم، وقد انتقد رئيس منظمة أطباء العالم "بيير ميشلتي" يوم الاثنين 14 مايو موقف المنظمة المذكورة الداعي لتدخل عسكري في إقليم دارفور، أو تسليح حركة التمرد الرئيسية ضد الحكومة السودانية، ويأتي موقف "أطباء العالم" الرافض لفكرة التدخل العسكري في أزمة دارفور بعد الانتقادات الشديدة الموجهة من طرف كل من منظمة "أطباء بلا حدود" (M S F)، ومنظمة "العمل ضد المجاعة" (A C F) الموجهة لهيئة "العمل الاستعجالي بدارفور" بعد تبنيها الدعوة لتدخل عسكري دولي في الإقليم، وهو الموقف الذي أعلنت عنه المنظمة المذكورة خلال مهرجان حاشد في 20 مارس الماضي، ونبهت منظمة "أطباء العالم" إلى أنها لا تريد الجدل العقيم، كما لا ترغب في تحويل الموضوع إلى مسألة خلاف شخصي، مذكرة في هذا السياق بان رئيس "العمل الاستعجالي من أجل دارفور" السيد "جاكي مامو" هو رئيس سابق لمنظمة "أطباء العالم".

رئيس منظمة "أطباء العالم" بيير مشيلتي أكد كذلك أن منظمته لا تريد التشكيك في شرعية القضية, لأن موضوع دارفور يستحق كل الاهتمام، لكن في المقابل - يضيف ميشلتي - فإن موقف "العمل الاستعجالي من أجل دارفور" يجعل قطاع منظمات العمل الإنساني يعيش حالة من عدم الاستقرار.

وأكد رئيس منظمة أطباء العالم (MDM) أن هيئته لا تؤمن بالتفسير الذي يرى أن قضية دارفور هي مجرد صراع بين الإسلام الراديكالي الأصولي والإسلام المنفتح "المعتدل"، لأن تلك القراءة حسب رأينا تعكس الكثير من التبسيط وتمييع القضية، يقول بيير ميشلتي.

"أطباء العالم" أدانت كذلك في سياق معارضتها لدعوة "العمل الاستعجالي من أجل دارفور" المواقف المؤيدة للتدخل العسكري في الإقليم, والتي عبّر عنها أبرز مرشحي الرئاسيات الفرنسية الأخيرة بمن فيهم الرئيس المنتخب نيكولا ساركوزي, محذرة من "الربط الخطير" بين العمل الإنساني والعمل العسكري المسلح، وعبّرت المنظمة العالمية غير الحكومية (MDM) عن قناعتها بأن تشجيع المنظمات غير الحكومية الدولية للتدخل العسكري يعد أفضل وسيلة للحد من قدراتها في التدخل لمساعدة المواطنين المحتاجين عبر العالم، وحذر رئيس منظمة أطباء العالم الدكتور بيير ميشلتي من أن قيام المنظمات غير الحكومية بدور المشجع للتدخل المسلح في مناطق الأزماتº سيجعل هذه المنظمات تقدم نفسها للعالم من خلال معادلة بسيطة: منظمات غير حكومية غربية = مصالح الدول الغربية = التواطؤ مع عمليات التدخل العسكري.

وكشف رئيس منظمة "أطباء العالم" حقيقة أخرى ذات دلالة وهي أنه يوجد من بين الفاعلين في هيئة (العمل الاستعجالي من أجل دارفور) من أيد بقوة التدخل العسكري الأمريكي في العراق، مع نتائج هذا التدخل الكارثية التي نشاهدها يومياً، إن هؤلاء الأشخاص "يضيف رئيس منظمة أطباء العالم(MDM)" يتناسون - على خجل - أنه يسقط 7000 قتيل كل شهر في العراق منذ شهر مارس.

ونبّه بيير ميشلتي - من جانب آخر - إلى أن منظمته وإن كانت قد انسحبت مؤخراً من دارفور لدواعي أمنية إلا أنها تسعى حالياً للتواجد الميداني في الإقليم, في الوقت الذي لا يعرف عن منظمة "العمل الاستعجالي لدارفور" أنها هيئة تنشط في الميدان" يقول رئيس منظمة أطباء العالم المعروفة اختصاراً بـ(MDM).

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply