بسم الله الرحمن الرحيم
لقد كثرت وتنوعت صرخات الموضة عند الغرب في عصرنا الحديث، وأصبحت المرأة الغربية تعرض نفسها في دور الأزياء، تحت شعار صرخة الموضة الجديدة، وقابل هذا الشعار في بلاد المسلمين التقليد لمختلف الصرخات الجديدة، من هذا ما نجده عند المرأة في جميع البلدان الإسلامية، فلقد استغلت استغلالاً تجارياً ليتمتع الرجال بجسدها ومنظرها، وهذا كثير، ومن أمثلة ذلك استغلالها في الدعايات التجارية، كما يشاهد في التلفاز، وفي السلع التجارية كالصابون، وأنواع الشامبو، والألبسة، والعطورات وغير ذلك كثير من البلاءِ الذي داهمنا، ونجد أنَّها اتخذت سلعة في الطائرات كمضيفات، وفي المستشفيات, والمستوصفات، وغير ذلك، وتأخذ منك الدهشة مأخذها حينما تتساءل ما السر وراء جعل من يقوم بهذا العمل هذه المرأة التي انتقيت بسبب جمالها، وأضافت إليها أنواعاً من الزينة المصطنعة؟ كل ذلك لأجل أن تناول الطبيب الأداة الفلانية، أو تأخذ درجة حرارة المريض ومقياس ضغطه، أفلا يستطيع الرجل أن يقوم بكل ذلك، وتبقى المرأة مصونةً مكرمة عن الابتذال للرجال بهذه الصفة التي تدعوك للوقوع في سخط الله، فتنظر إلى ما حرم الله عليك؟ أو ليسوا يدعوننا بلسان الحال للوقوع في الفاحشة؟ إننا أصبحنا كالفارس في وسط الميدان، وقد وجهت له السهام من جهات عدة، فإن ذهب يصد هذا فلا يؤمن عليه أن يصيبه ذاك، فإن حماه الله بحماه وإلاَّ فيا لضعفه، إننا نجد أن مجتمعنا الإسلامي المحافظ قد رمي بما ذكرنا، وما لم نذكر أكثر، فقد كثرت الأجواءِ الموبوءة التي يختلط فيها الرجال بالنساء، وكلنا يرى تلك الحدائق[1] التي يرتادها الرجل عديم الغيرة بنسائه، ليتبادل مع الآخرين النظرات، ولقد رأيت بنفسي ما يحزن قلب كل مؤمن، فما السر وراءَ انتشار الحدائق بهذه الكثرة المدهشة؟ وإن كان هناك عذرٌ نعتذر به، فلماذا لا يكون للنساءِ حدائق خاصة بهن؟ ولقد توفرت الأسواق والمجمعات التجارية التي يختلط فيها الرجال بالنساء، ويأتيها الرجل الفاسق عن أمر ربه لا لقصد الشراء، وإنما لقصد التصيد لفاسقة مثله، أو الظفر بالنظر على الأقل، مع أن واجبنا نحن المسلمين أن نعمل على كل ما من شأنه إبعاد المجتمع عن الوقوع في المعاصي والآثام. ولقد توفرت وسائل النقل بالأجرة، وكثر السائقون، وأصبح من الميسور للمرأة أن تذهب مع السائق إن وجد لأي مكان شاءت، وإذا لم يوجد السائق فسيارات الأجرة (الليموزين) موجودة في كل مكان، ويمكن استدعاؤه عن طريق الهاتف، وأصبح الكل يرى من المناظر المخزية ما يجعلهُ يتوقع نزول العقوبة عمَّا قريب، وليس أدلُ على هذا مما يُشاهد في هذه الأيام من قيامِ هؤلاءِ المستهترين بالأمن والقيم والأخلاق، في حال النشوة والسكر بالخمرة، والافتتان بها، من إيذاء الناس في طرقاتهم، واعتراض محارمهم، وقيام بعض الفتيات بالذهاب مع السائقين لمجاراة هؤلاء المجانين في هوسهم، فقد اعترض هؤلاء المفتونون سيارة أجرة (الليموزين) في نفق من الأنفاق، في ساعة متأخرة من الليل، وفيها نساء، فاستوقفوها، وأخذوا يطلبون من النساء النزول منها أمام جمهرة الناس وازدحامهم، فهم قد رفع عنهم القلم ما دام ذلك في نشوة النصر[2] لمعركة من أشرس المعارك، التي استطعنا بها افتتاح قلاع وحصون الأعداء، فياله من نصر؟!!
وليس اللوم على هؤلاء الشبان فقط، بل اللوم على الجميع، إذ يجب على كل منا أن يحرص على صون محارمهِ من الذهاب وحدهن مع هؤلاء السائقين، وأن يحرص على صونهنَّ أيضاً من الانسياق وراء هذه المتاهات والمزالق، بحجة تشجيع النادي أو الفريق الفلاني، ويجبُ على المسئولين أن يتقوا الله في شباب المسلمين، وأن يتقوا الله في بنات المسلمين، فإنهم والله سيسألون عنهم يوم القيامة، وإنَّ هذه الحوادث التي تحدث من مجانين الرياضة، لهي نذيرُ شؤمٍ, وطالع خطرٍ, يهدد بفقدان الأمن الذي ننعم به، وإنه سيؤدي حتماً إلى استفحال الداء، وتعسر الدواء، فإنَّهم اليوم يفعلون ما يفعلون بحجة الانتصار في الكرة، وسيأتي لهم يوم يستخفون فيه برجال الأمن كما استخفوهم في هذه اللحظات، ثم تكون النتيجة مروعة، فهل ما يحدث الآن أمر عفوي، وزلة من الزلات؟ أم هي مكيدة لإغراق شبابنا وشاباتنا في فتنة نارها تتأجج، ولا يعلم مداها إلاَّ فاطر الأرض والسماء،
يا أمة محمد..الله الله، عليكم بتقوى الله، والتمسك بكتاب ربكم، والاهتداء بسنة الهادي نبيكم- صلى الله عليه وسلم - فإنكم والله تساقون إلى بلاء، وتغادرون إلى محن، ابذلوا النصح لإخوانكم وأولياء أموركم، حذروهم من الشرور، فكل منكم على ثغر من ثغور الإسلام، فالله الله أن يؤتى الإسلام من قبله.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد