بسم الله الرحمن الرحيم
في سياق المحاولات المحمومة للولايات المتحدة الأمريكية من أجل "أمركة" الشرق الأوسط، والبلدان العربية، وعالم الإسلام على امتداده، يجيء ما يسمى بإصلاح التعليم لفرض النموذج الثقافي الأمريكي على المنطقة.
والنموذج الثقافي الأمريكي يرتطم ابتداءً مع الرؤية الإسلامية للكون والعالم والحياة والمصير، ولمهمة الإنسان في الأرض.. إنه بسبب من ماديته وعلمانيته ونفعيته وإباحيته وتكاثره بالأشياء ورفضه الغيب والإيمان الجاد بالله واليوم الآخر.. يبحر باتجاه معاكس تماماً لما تربّت عليه، وعايشته أجيال المسلمين على مدى أربعة عشر قرناً، ومارسته في عاداتها وتقاليدها وتربيتها وتعليمها وسلوكها وقناعاتها، رغم كل محاولات الانحراف بها ذات اليمين أو ذات الشمال، ولن يكون بمقدور الممارسة الأمريكية، رغم ضغوطها وإغراءاتها الهائلة، أن تمضي إلى أهدافها بسهولة حتى لو تمكنت من توظيف كل وزارات التربية والتعليم في بلدان العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه. لنتابع بعض ما تشهده البلدان العربية في هذا المجال للاطلاع على جانب مما يراد بهذه الأمة، والجهود الموصولة التي تبذل لإرغامها على قبول فكر الآخر ورؤيته.
فلقد أكد (أحمد الصياد) المدير العام المساعد لمنظمة اليونسكو في كلمته أمام المؤتمر العربي الإقليمي، الذي عقد في القاهرة في يونيو من العام الفائت، تحت عنوان " التعليم للجميع.. والرؤية العربية المستقبلية للتعليم": "أنه لا خيار أمام الدول العربية سوى قيامها بتغييرات شاملة في الأنظمة التعليمية، وعلى رأس هذه التغييرات تغيير المناهج الحالية في جميع الدول العربية". وأشار إلى أن التغيير في المناهج سيوجد حالة من التواصل مع الآخر!
كما طالب في كلمته بفتح حوار مع الأقليات الدينية والسياسية في الأقطار العربية.
وأضاف: إن حقوق الإناث في التعليم ما زالت متخلفة في العالم العربي.
وقد اعتبرت تصريحات المدير العام المساعد لمنظمة اليونسكو إشارة بدء للتغييرات في المناهج على النسق الأمريكي الغربي.
ومن الجدير بالذكر أن السفير الأمريكي في مصر (ديفيد ولش) حضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر من دون سائر السفراء، وقد اضطر للانسحاب بسبب عدم قبول كثير من الحضور لوجوده! كما قام وزراء التعليم العرب بعمل اجتماع مغلق من أجل مناقشة آليات التغيير في الأنظمة التعليمية العربية. وأكدت مصادر مطلعة أن الوزراء العرب درسوا في الاجتماع المغلق، المقررات الأمريكية لتعديل المناهج التعليمية. ومما يلفت الانتباه أن عبارة "الإقليمي" برزت في العنوان الرئيسي للمؤتمر وفي الكثير من عبارات البيان الختامي. ولنا أن نتساءل عن دلالة حشر هذه الكلمة في الكثير من الاجتماعات والمؤتمرات التي أقيمت في الدول العربية مؤخراً: ألا تكفي عبارة (المؤتمر العربي) حتى يضاف إليها (الإقليمي)؟ أليست هي الكلمة التي يطلقها الغرب على الأحداث التي تقع في الشرق الأوسط وتجمع كل دول المنطقة بما فيها "إسرائيل"؟!.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد