بسم الله الرحمن الرحيم
لا يزال أعداء الدين وخصوم الملة من أعداء الفضيلة وأنصار الرذيلة يقتنصون الفرصة تلو الفرصة لإفساد المجتمع، ونشر الانحلال، والهجوم على الحجاب رمز عفاف المرأة المسلمة، وسلاحها ضد أمواج الفساد، ذلك السلاح الذي أمر الله به نساء النبيº أشرف النساء وأطهرهن وأعفهن يحتجبن عن أشرف الرجال وأطهرهم وأعفهم، ومع ذلك يستغل أعداء الفضيلة كل فرصة تسنح لهم لإبراز ما في قلوبهم من عداء لهذا الدين ولأهله، وإبراز وإظهار النفاق الذي يبطنونه في قلوبهم، فلم يعد يقنعهم خروج المرأة بالعباءة على كتفيها ولا بالعباءة المزركشة المزينة بل ولا العباءة المخصرة فهذه كلها خطوات يودون من ورائها الوصول إلى هدفهم، ولم تعد تعجبهم ولا تقنعهم، فاستغلوا الفرصة في منتداهم الاقتصادي - زعموا - فخرجت فيه شرذمة من " الفاسقات " مظهرين لمفاتنهن بدعوى المشاركة في النهوض الاقتصادي، وإن كل مسلم غيور ليتسآل ما هي العلاقة بين الاقتصاد والحجاب؟!! ما هي العلاقة بين الاقتصاد وإظهار عدد من المفتونات على الصفحات الأولى للجرائد؟ ما هي العلاقة بين هذا وهذا؟!! لِمَ يتم إظهار النساء المشاركات في ذلك المنتدى الاقتصادي بتلك الطريقة على الصفحات الأولى، ولم يتم إظهار الرجال المشاركين أيضاً في نفس المنتدى بتلك الطريقة؟!! ثم إن هناك عدداً من الشابات شاركن في ذلك المؤتمر بينما في الرجال لم يشارك إلا الكهول، فلا أظن أن هناك مشاركاً يقل عمره عن الأربعين من الرجال في ذلك المؤتمر!! فما هذه المفارقات العجيبة؟! أيعقل أن أولئك الشابات جئن فعلاً للإدلاء في الاقتصاد أم أن الهدف هدف آخر بعيد عن هذا كل البعد؟!!
ثم أي شرع هذا الذي يبيح للمرأة أن تخرج متزينة متعطرة كاشفة عن مفاتنها أمام الرجال الأجانب بدعوى المشاركات الاقتصادية، إن الإسلام لا يحرم أبداً على المرأة استثمار أموالها، ولم يحرم عليها المتاجرة الحلال، فهذه خديجة - رضي الله تعالى- عنها كانت تتاجر بأموالها بل إن تجارتها كانت تفوق تجارة كثير من الرجال، بل ولم يحرم عليها المساهمة في نهضة المجتمع وتقدمه، ولكن ذلك كله تحت الانضباط بالضوابط الشرعية، فلم يبح الشرع للمرأة أن تظهر بلا حجاب بل وبكامل زينتها مدعية المشاركة في الاقتصاد، إنها سياسات تحللية من قيم الدين وأخلاقه، وإفساد للمجتمع، ونشر للفاحشة، وقد توعد الله تعالى أولئك جميعاً بقوله: ((إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة ...)) وتتعجب من الكلام الذي طرح بعد ذلك المؤتمر، فمن قائل: لقد أثبتت المرأة وجودها، وآخر لقد أثبتت المرأة عندنا أنها جديرة بالثقة وتحمل المسؤولية، ولنا أن نتساءل: هل إثبات وجودها بتعريها وانسلاخها من حجابها؟ هل جدارتها بالثقة هي بثورتها على حجابها ((كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً ))، يتلاعبون بالعبارات والألفاظ، وكما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن في آخر الزمان أقوام يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها، فهؤلاء يسمون التحلل والرذيلة بغير اسمها، إنها كلمات تدل على ما يحمل أولئك في بواطنهم من حقد على عفاف المرأة في مجتمعنا، وتحصنها بحجابها عن أعين الذئاب المترصدة لها، كلمات تخرج ما في نفوسهم من الرغبة في العبث بها، إن جعجعة أولئك لا تمثل المجتمع بل إن أولئك لا يمثلون إلا أنفسهم المريضة، ولكن لا يصح أبداً أن يرتفع صوت الباطل، بل لابد أن يدمغه الحق، فالواجب على كل منا أن ينكر بما يستطيع ولو بالكلمة، وأن نجتمع على كلمة سواء ضد الرذيلة والفساد
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً***وإذا افترقن تكسرن آحاداً
والله غالب على أمره، وهو ولي المؤمنين، اللهم من أراد ببنات المسلمين سوءاً اللهم فاشغله بنفسه، ورد كيده في نحره، اللهم اكشف بواره، وافضح عواره، واجعل الدائرة عليه.. والله أعلم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد