نتيجة للضربات الموجعة المتلاحقة، والخسائر الكثيرة الفادحة التي منيت بها أمريكا وحلفاؤها في عراق العروبة والإسلام، وفي أفغانستان الباسلة، وغيرهما من البلاد، على يد المقاومين الأشاوس، فكرت أمريكا أن تغير من استراتيجيتها من الغزو المباشر لديار الإسلام، ذي التكاليف الباهظة، والتبريرات الفاسدة، إلى الغزو المغلف، المتمثل فيما يسمى بقوات حفظ السلام.
إذ لا تزال أمريكا وأذنابها مصممون على المضي في حربهم الصليبية ذات الجوانب المتعددة على الإسلام والمسلمين.
وعليه فإنه يجب على ولاة الأمر وعلى العامة أن يحولوا دون دخول هذه القوات بمسمياتها المختلفة، إفريقية كانت أم أوربية، لأن الجميع يأتمر بأمر الكفار، وينفذ مخططاتهم الرامية إلى ضرب الإسلام والعروبة، عن طريق دعم الحركات الإثنية، وحضها وحثها على التمرد وحمل السلاح، ومدها بما تحتاجه من ذلك عن طريق المنظمات الكنسية، وتدويل هذه الخلافات.
وقد شجعهم على ذلك خنوع واستسلام الحكومة في اتفاقية نيفاشا الظالمة، ومن ثم فما إن فرغوا منها إلا وتوجهوا غرباً، حيث أشعلوا نار الفتنة بين الإخوة المسلمين في دارفور، فما كان من الحكومة إلا أن سلكت معهم نفس المسلك الذي سلكته في نيفاشا، وهكذا يستمر هذا المسلك القذر إلى أن تتفتت وحدة السودان، ويقسم إلى دويلات هزيلة تأتمر بأمر الكفار في كل صغير وكبير، سعياً لوقف المد الإسلامي جنوب القارة الإفريقية، وتمهيداً لقيام الدولة اليهودية من الفرات إلى النيل، ومسخاً لهوية السودان الإسلامية العربية.
من أوجب واجبات الحاكم المسلم الذود عن الدين، والدفاع عن ديار الإسلام، والسعي لفض النزاعات القبلية، وعدم الخنوع والاستكانة للكفار، والاعتماد على الله في ذلك بنصر دينه، وليعلموا أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وأنه لا يصلح آخر الأمة إلا بما صلح به أولها، وقد صلح أولها برفع راية الجهاد، وقمع أهل الكفر والفسق والعناد، وإن لم تفعلوا فسيصيبكم ما أصاب إخوانكم في الأندلس، اللهم هل بلغنا، اللهم فاشهد.
والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل، وصلى الله وسلم على نبي الملحمة الذي نصره الله على أعدائه بالرعب مسيرة شهر؟.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد