بسم الله الرحمن الرحيم
من منا لا يعرف وجه الصراع القائم بين الحضارات، ومن منا لا يعلم مدى الغبن الذي يعيشه المسلمون، والشعور بالضعف الذي ينتابهم أمام غطرسة الأعداء، فجحافل الاستعمار قد حضرت مجتمعة: سياسية، اقتصادية، اجتماعية، بل وعسكرية، تجتاح بلاد المسلمين، وتجوبها شرقاً وغرباً، إذن ماذا ينتظر المسلم بعد ذلك؟! ماذا يمكنه أن يفعل ومع من يتعامل؟! غزو في كل مجالات الحياة، ولا نستطيع أن ننكر ما تمر به الأمة من كرب عصيب؟؟
إن الأهداف التي ينبغي على المسلم سلوكها هي التبصير بمكائد الغرب، والوعي بما يريد الغرب لنا من انحطاط الأخلاق والقيم، وتبعية الفكر والاقتصاد والسياسةº لكي ينتظر المسلمون ما يأيتهم من الغرب، ثم لا يكون لهم سوى التطبيق والاستهلاك.
لقد حاد الغرب عن فكرة أن يرتد المسلمون ليدخلوا في النصرانية إلى فكرة أخرى هي إخراج المسلمين من دينهم إلى اللا دين - أو ما يسمى بالعلمانية -، فقد ذكر المبشر المسيحي زويمر أن بريطانيا عندما أرسلت المبشرين النصارى إلى بلاد المسلمين قيل لهم: أن مهمتكم ليست إخراج المسلمين من دينهم إلى النصرانية، فإن ذلك إكرام لهم، ولكن مهمتكم إخراجهم من النصرانية إلا اللادين، ويعني ذلك أن يبقى المسلم بلا هوية، بلا طابع، بلا دين، وهذه هي الكارثة التي وقع فيها بعض المسلمين، حيث أنهم انحازوا إلى شعارات تخالف الدين سواء كان الشعار: قومياً، اشتراكياً، رأسمالياً، أو غيرها من المسميات، وهذا نتج عن التأثر بثقافة الغرب وأفكاره.
إن الشعارات التي تعصف بالأمة لتبعدها عن هويتها انحراف يجب الوقوف أمامه، ولو دققنا قليلاً في الأفكار المطروحة على الساحة اليوم لوجدنا معظمها بل جلها تسير وفق وجهة النظر الغربية، ولو تزيَّا بعضها بلباس إسلامي جميل، كالدعوة إلى الاشتراكية الإسلامية مع قيام التناقض الواضح بين الاشتراكية والإسلام، فكلاهما على النقيض من الآخر.
فهل يعي المسلمون ما يدور؟ وهل يدركون ما يحاك من وراء الكواليس؟ هل يتنبهون إلى ما تحققه هذه الدعوات من تشويه للدين وطمس له؟ ألم يأن للمسلم أن يصف هذه النظريات بأنها دعوات شيطانية؟؟
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد