بسم الله الرحمن الرحيم
هل سمعت عن تلك التفاحة العجيبة التي سقطت على إسحاق نيوتن في ساعة خلوته..
يا لها من تفاحة! يبدو أن العالم البريطاني لا يحب أكل التفاح.. حتى ذهب يفكر ويتأمل عن سبب سقوطها لكي يتوصل بعد ذلك إلى قانون الجاذبية الأرضية، الذي كان بداية الصعود نحو قوانين فيزيائية دفعت عجلة التقدم نحو حضارة أشبه ما تكون بقصص نسجت من الخيال.
هذا العبقري ينظر له كثير من الأمم الغربية وغيرها على أنه قدم خدمة للإنسانية في باب العلم التجريبي، وفي الطرف الآخر نحن العرب على وجه الخصوص أصبح اسم نيوتن يعني لنا التعقيد (وضيقة الصدر) مع أن الحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أولى الناس بها.
ذكر في ترجمة نيوتن أن أمه أخرجته من المدرسة لعدم انسجامه لجو التعليم، وهنا ذهب لكي يطلق حرية التفكير والإبداع ويصل بعد ذلك إلى قمة الهرم العلمي في الفيزياء والرياضيات.
فيا ترى ما هي منهجية التفكير التي نسير عليها لكي ننهض بواقع أمتنا العربية والإسلامية نحو الحضارة والتمكين؟! )
تأمل!... تفاحة قادة الغرب إلى نتائج باهرة... وإسهامات نادرة.
أما نحن العرب فنعيش اليوم مع البرتقالة ليس لاكتشاف فكرة كالجاذبية، ولا لتذكر نعمة رب البرية، ولكن من خلال أغنية البرتقالة المشهورة.. التي تهتز معها قلوب الرجال..
وبنفس القدر تنضب عقولهم.. وذلك قانون نيوتن الثالث (لكل فعل رد فعل مساوٍ, له في القوة ومعاكس له في الاتجاه)
يا أحفاد الصحابة:
إن الأمة العربية أمة الرسالة... وأن قدرها ألا تنتصر حتى تعود إلى الله وتترك المعاصي والذنوب.
ألم يعاتب الله سبحانه وتعالى جيل الخير والانتصارات في غزوة أحد حينما خالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها. قلتم أنّى هذا. قل هو من عند أنفسكم))
وهذا سيد البشر بين ظهرانيهم... فماذا نقول نحن؟
الم يقل عمر وهو الرجل الملهم الذي وافقه القرآن في أكثر من موضع (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا بغيره أذلنا الله)
إن الجنس العربي لا تقوم له قائمة حتى يوحد الله ويعبده حق عبادته، ولذلك في فترة سقوط العرب في وحل الذنوب والآثام قيض الله عز وجل الأعاجم لرفع راية الإسلام (وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم)
إنه لا وجود ولا بقاء للعرب إلا مع الطاعة والانقياد لله تعالى.
فما بال الانهزاميين العرب الذي يسوقون الأفكار المعادية للإسلام والتي جاءوا بها معلبة مستوردة من الخارج، لا يستفيدون من تفاحة نيوتن للولوج نحو ميدان التقدم والتمكين.
ثم إني أنصحهم أن يتركوا التغريد خارج السرب في بلاد المسلمين وذلك من خلال أفكار ولدت في أوربا وستموت إن شاء الله في بلادنا العامرة بالإيمان.
يا أيها المهووسون بحضارة لندن وثقافة برلين.. ما هكذا تورد الإبل، لن تنتصر الأمة من خلال أغنية البرتقالة.. وبرامج ستار أكاديمي...
فيا ليتكم حين تغربتم عن أوطانكم ثم عدتم جئتم بفكرة علمية أو نظرية عالمية...
وأخشى إن يصدق فيكم قول القائل (أطال الغيبة.. وأتانا بالخيبة)
وأختم كلامي بعبارات رائعة لعبد الوهاب عزام نقلها الأنصاري في كتابة (تحولات الفكر والسياسة بمصر ومحيطها العربي).
يقول عزام:
" إذا أحسنا التفكير عرفنا الفرق ما بين الصناعات والأخلاق والعادات، ولم يلتبس علينا ما نأخذ من أوربا من العلوم الطبيعية ونتائجها وما نتجنبه من أخلاقها وآدابها. فإنه لا فرق بين الحساب والهندسة والكيمياء في الشرق والغرب لكن شتان ما بينمهما في العقائد والخلق وسنن الاجتماع، فإن لكل أمة من أخلاقها وآدابها ثوباً حاكته القرون وعملت فيه الأجيال، فليس يصلح لغيرها. ولا يصلح لها غيرها " ص42
فشتان بين تفاحة نيوتن... وبرتقالة العرب.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد