بسم الله الرحمن الرحيم
شنت المقاومة هجومًا صاروخيًا على سجن ' أبو غريب ' عند الساعة الواحدة قبل فجر اليوم الجمعة بصواريخ أبابيل شديدة التدمير وصواريخ كراد، واستمر القصف على السجن أكثر من 15 دقيقة أدى إلى استشهاد أربعة عراقيين ومعتقلة واحدة، وهي فاطمة صاحبة الرسالة التي وجهتها قبل ثلاثة أسابيع ونشرت 'مفكرة الإسلام' نصها حول اغتصابها من قبل جنود الاحتلال، كما جُرحت أيضًا فتاة تبلغ من العمر 22 عامًا وإصابتها بليغة.
وحسب ما صرح به مسئول عراقي مهم يعمل في سجن أبو غريب فإن أكثر من 68 جنديًا أمريكيًا قتلوا جراء القصف وأن الصواريخ استهدفت ثكناتهم العسكرية بالتحديد إلا أن القوات الأمريكية قامت قبل ليلة واحدة فقط بتحويل أكثر من 500 أسير وأسيرة إلى الجهة الشرقية من السجن للاحتماء بهم كعادتها في التترس بالنساء والأطفال والمعتقلينº مما أدى إلى مقتل عدد من السجناء، فيما قامت الشرطة العراقية بإيصال جثمان فاطمة إلى منزلها الكائن في قرية الذهب الأبيض 45 كم بمنطقة أبو غريب، وبسبب الحالة النفسية لذوي فاطمة لم يستطع مراسلنا هناك من إجراء لقاء مع ذويها إلا أن جارهم تكلم مع مراسلنا فقال: [سبحان الله لقد كان أخو فاطمة الأكبر- وهو أحد المجاهدين الذين تبحث عنهم قوات الاحتلال - في صلاة العشاء ليلة الخميس الماضي بالمسجد، وأثناء القنوت صار يدعو ببكاء حار وكل من في المسجد كان يسمعه وهو يقول اللهم اقبض روحها، اللهم خذها إليك شهيدة، اللهم إنه العار فاغسله، أنت قادر أنت قادر أنت قادر، فقام إليه أحد المصلين بعد انتهاء الصلاة ووبخه على قوله اللهم إنه العار فاغسله، وقال له: بل قل إنه الشرف فارفعه وأكرمه، نحن من تنطبق علينا كلمة العار لا فاطمة إنها أشرف وأزكى وأطهر فتاة وأنا أطلب يدها منك بعد خروجها من السجن إن شاء الله.
وأكمل ذلك الجار لمراسلنا قائلاً: لقد شن أخو فاطمة مع مجموعته القتالية أكثر من خمسين هجومًا صاروخيًا على السجن بعد رسالة فاطمة وقبلها، وكل يوم يصطاد سيارة أو اثنتين من سيارات الاحتلال وأصبح اسمه عندهم في تلك المنطقة مشهورًا كشهرة الزرقاوي].
وأما فاطمة فحدثتنا عنها زوجة هذا الجار فتقول: [قبل اعتقالها بشهر وزعت فاطمة حلوى وأصابع العروس وهي أكلة عراقية شعبية معروفة على أهالي الشارع بسبب أنها أكملت حفظ 13 جزءًا من القرآن الكريم وكانت تقول للنساء: 'البقرة وحفظناها ؟ باقي القرآن هيّن الحفظ.. امنحوني ثلاثة أشهر أخرى وسترون من الأحسن أنا أم الشيخ خالد '، والشيخ خالد هو إمام مسجد الحي الذي تسكن فيه فاطمة وتصفها تلك السيدة بقولها: إنها كانت تستحي من كل شيء وأذكر مرة في حفلة زفاف لأحد شباب المنطقة أن بقية البنات طلبن منها أن تخلع حجابها حيث لم يكن بيننا رجال ولكنها رفضت هذا من شدة حيائها].
فيما ذكر مراسلنا هناك أن فاطمة شيعت عند الساعة الواحدة ظهرًا من هذا اليوم الجمعة وسط تهليل وتكبير من الأهالي وخلت جنازتها من إخوتها أو أبيها بسبب خوفهم من قوات الاحتلال من أن تلقي القبض عليهم حيث إنهم مطلوبون لديهم حيث إن القوات الأمريكية كانت تطوق الجنازة من المنزل إلى المقبرة.
ويذكر التقرير الطبي أن إصابتها كانت في الرأس وكانت إصابة مميتة فارقت الحياة حال إصابتها بسرعة.
الآن هناك أعلام بيضاء ترفع على دار فاطمة حيث قام أهالي المنطقة باستقبال المعزين في دارها وكأن فاطمة الآن تقول في قبرها لكل المعزين:
فليتك تحـلو والحياة مـريرة *** وليتك ترضى والأنام غضـاب
إذا صح منك الود فالكل هين *** وكـل الذي فوق التراب تراب
فاطمة الآن ترقد في قبرها في مقبرة الكرخ الإسلامية غرب بغداد وقد أبكت الملايين من خلال رسالتها والتي استغاثت فيها بمن يغيث صرخة ' وامعتصماه ' غير أنا في زمن قلّ فيه من يسمون بالرجال.
وتتقدم أسرة 'مفكرة الإسلام' بتعازيها إلى شعب العراق الحر والذي أصبحت له فاطمة رمز شرف وعز يفتخر بها العراقيون في كل مجمع ومحفل حتى أن قصتها أصبحت على لسان الصغير والكبير والذكر والأنثى ونرجو من الله أن يجمعها وذويها وإيانا في جنة عرضها السماوات والأرض، ونسأل الله أن ينطبق عليها وعد النبي - صلى الله عليه وسلم -: ' ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر' أخرجه أحمد.
وأخيرًا نعيد نشر رسالة فاطمة والتي كان تفاعل الجميع معها كثيرًا مع أنه بقي الكثير من 'الفواطم' في سجن أبو غريب:
بسم الله الرحمن الرحيم
[قُل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَم يَلِد وَلَم يُولَد * وَلَم يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ]
اخترت هذه السورة الكريمة من كتاب اللهº لأنها أشد وقعًا على نفسي ونفسكم ولها رهبة في قلوب المؤمنين خاصة.
إخوتي المجاهدون في سبيل الله.. ماذا أقول لكم؟! أقول لكم: لقد امتلأت بطوننا من أولاد الزنى من الذين يغتصبوننا من أبناء القردة والخنازير؟! أم أقول لكم: لقد شوهوا أجسادنا وبصقوا في وجوهنا ومزقوا المصاحف التي في صدورنا؟ الله أكبر... هل أنتم لا تعقلون حالنا؟!! هل حقيقة أنكم لا تعلمون ما بنا؟!! نحن أخواتكم، سيحاسبكم الله يوم غد.
والله لم تمضِ ليلة علينا ونحن في السجن إلا وانقض علينا أحد القردة والخنازير بشهوة جامحة مزقت أجسادنا، ونحن الذين لم تفض بكارتنا خشية من الله، فاتقوا الله، اقتلونا معهم... دمرونا معهم، ولا تدعونا هكذا ليحلو لهم التمتع بنا واغتصابنا كرامة لعرش الله العظيم.. اتقوا الله فينا، اتركوا دباباتهم وطائراتهم في الخارج، وتوجهوا إلينا هنا في سجن 'أبو غريب'.
أنا أختكم في الله [فاطمة]، لقد اغتصبوني في يوم واحد أكثر من 9 مرات، فهل أنتم تعقلون؟ تصوروا إحدى أخواتكم يتم اغتصابها! فلماذا لا تتصورون وأنا أختكم؟! معي الآن 13 فتاة كلهن غير متزوجات يتم اغتصابهن تحت مسمع ومرأى الجميع.
وقد منعونا من الصلاة، لقد نزعوا ثيابنا ولم يسمحوا لنا بارتداء الثياب. وأنا أكتب لكم هذه الرسالة انتحرت إحدى الفتيات والتي تم اغتصابها بوحشية، حيث ضربها جندي بعد أن اغتصبها على صدرها وفخذها، وعذبها تعذيبًا لا يصدق، فأخذت تضرب رأسها بالجدار إلى أن ماتت، حيث لم تتحمل، مع أن الانتحار حرام في الإسلام، ولكني أعذر تلك الفتاة أرجو من الله أن يغفر لهاº لأنه أرحم الراحمين.
إخوتي أقول لكم مرة أخرى: اتقوا الله، اقتلونا معهم لعلنا نرتاح، وامعتصماه.. وامعتصماه.. وامعتصماه'.
ويقول مراسل ' مفكرة الإسلام ' هناك أن من العجائب في هذه القصة أن الرسالة خرجت من السجن يوم الجمعة ووصلت إلينا في نفس اليوم ولم تنشر سوى يوم السبت بعد التحقق منها فالاستغاثة انطلقت يوم الجمعة وشهادتها بإذن الله - كانت في يوم الجمعة بعد ثلاثة أسابيع، كما أن أمنية فاطمة - رحمها الله - أن تنالها قذائف المقاومة لترتاح من العذاب الذي هي فيه وأخواتها حيث هتك الأعراض المستمرة والموت البطيء الذي يلحق بهن، وقد حقق الله أمنيتها.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد