بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أخوتي في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعدما خلق الله تبارك و تعالى - آدم - عليه السلام - كانت بداية معاناته هي خروجه وزوجه من الجنة
بسبب معصيته لله، قال - تعالى -: (وعصى آدم ربه فغوى* ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى) طه
ولولا أن منّ الله عليه لهلك، ولننظر إلى معاناة البشر الحالية التي يغلب عليها القلق والملل،
مع ما يختلج في صدور غالبية المسلمين إلاّ من رحم الله من الخوف من المستقبل، وإذا نظرنا إلى أوضاع المسلمين حاليا على الرغم من التقدم والازدهار في مختلف المجالات نجد أنها غير صادقة ورتيبة وغير قادرة على التآلف فيما بينها وسبب ذلك المغريات المادية التي لم تدخل السعادة علينا نحن المسلمين، وجعلتـنا أكثر تعاسة وقلقا مما أوجد حالة من التنافر وعدم الانسجام فيما بيننا إلاّ من رحم الله، وانعكس ذلك على أطفالنا سلبا وجعلهم يعانون مثـلنا تماماً وبالتالي افتقدنا السعادة التي نرجوها ونبحث عنها.
وقد ذكر أحد الصالحين من عباد الله بقوله: (إنّ النفس تتألم مهما أشغلناها بنعيم حسي)، وربما أتفق مع هذا القول، فالنفس البشرية ذو حساسية فائقة تتأثر بمن حولها في البيئة التي نشأت فيها، وقد تأخذ من بيئات أخرى وتتأثر بما فيها من الصلاح والفساد أو أيهما أقرب للنفس، فلا تجد السعادة فيما أنعم الله عليها من نعم طالما أن بها نقص روحي، ولأجل ذلك تـتألم على الرغم من النعيم الحسي ويكون سبب ذلك في الغالب ضعف الإيمان وعدم الاقتناع بما قسمه الله من رزق.
وفي أحوال عباد الله الصالحين وهم القلة القليلة الذين لم يتغير لديهم شيء، فالسعادة لديهم موجودة بالإيمان والعمل الصالح والقناعة التامة فيما رزقهم الله، فسعادة الدنيا تكمل بسعادة الآخرة قال - تعالى -: (فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة)، إنّ أسلافنا لم يصبهم ما أصابنا من قلق أو خوف أو جزع ليقينهم وتوكلهم على الله تبارك و تعالى - حق التوكل في مختلف حياتهم، ولم تكن تأتيهم فكرة الانتحار أو حتى الأمراض النفسية والعصبية والجرائم كلها كانت قلة في زمانهم لتمسكهم بالشرع الإلهي والسنة المطهرة، ولم تكن الحروب سبباً في حدوث تلك الأمراض على العكس كانت حروبهم في سبيل الله - تعالى - طاعة وجلب للسعادة، وكان لديهم نظرة أمل وتفاؤل وتكافل وتعاون اجتماعي على البر والتقوى كبيراً فيما بينهم وهو ما حثنا عليه الدين الإسلامي الحنيف.
والآن أحبتي هل أشفقتم على حالكم وحال المسلمين اليوم وما يحدث لهم من تفكك وتمزق بسبب البعد عن كتاب الله والسنة النبوية الشريفة، فإنني أشفق على نفسي وأهلي وقومي وعليكم أيها الأحبة وعلى المسلمين إن لم يتداركنا الله - تبارك و تعالى - برحمته.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد