بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
للحج مكانته الروحية السامية في نفوس كل المسلمين، وقد حظي باهتمام كثير من الشعراء، سواء القدماء أو المحدثين، ولاسيما من كان عالماً أو نال شيئاً من العلم.
وشعراؤنا العلماء تناولوا رحلة الحج في أشعارهم بما تشتمل عليه الرحلة من عزم على السفر، أو شوق إلى شعائره، أو وصف للراحلة والركب إلى بيت الله الحرام، أو الحديث عن مناسك الحج وغفران الذنوب، وغير ذلك من أمور تلك الرحلة المقدسة..أما من الناحية الفنية فقد سار شعر الحج على مسارين:
الأول: يلج فيه الشاعر مباشرة إلى موضوعه.
والثاني: يسير فيه الشاعر على طريقة الشعراء الجاهليين حيث يبدأ قصيدته بمقدمة غزلية ينتقل منها إلى غرضه الأساسي، وهو وصف الحج.
وربما نظر البعض إلى هذه المقدّمات الغزلية على أنها مجرد تقليد ومجاراة لعصور سابقة، وبالأخص للقصيدة الجاهلية، أو أنها دخيلة على موضوع قصيدة الحج، لكنها ربما كانت رمزاً من رموز المعراج الروحي إلى الله، والإسراء البدني إلى بيته الحرام، أو بعبارة أخرى إسراء الأشواق إلى حرم الله المقدس.
وقد تراوح أسلوب هؤلاء الشعراء العلماء بين العذوبة السلسة والجزالة الفخمة، والتي ربما تسربت إليهم من كونهم علماء، أو في بعض الأحيان متأثرين بسابقيهم من الفحول المتقدمين.. ولم تخرج طريقتهم في التصوير وأدواتهم في التشكيل عن سابقيهم من استخدام للمحسنات البديعية، وأكثرها الجناس، ويتضح ذلك جلياً في شعر ابن دقيق العيد، وابن حجر العسقلاني، واستخدموا كذلك التشبيهات بأنواعها، وغير ذلك من أدوات التصوير والخيال التقليدية.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد