بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن الحرب بين الحق والباطل سجال منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، وإن من أعداء الله في أرضه، والمخالفين لأمره ونهيه: اليهود عليهم لعائن الله، وعندما خالفوا أمر أنبيائهم، وقاتلوهم وقتلوهم، سلط الله عليهم الخزي والعذاب الدنيوي الذي لا يرفع حتى يوم القيامة، ومع هذا الخزي والهوان الأبدي السرمدي لا يسئمون من محاربة الحق، والكيد بأهله، ولن يكون لهم عليهم سلطان إلاّ إذا تخلوا عن الحق الذي ينسبون إليه!، قال تعالى: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ﴾(البقرة:120)، وقال تعالى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾ الآية (المائدة:82) .
وبسبب الحملات الصهيونية، والعدوان اليهودي على الأراضي الفلسطينية، وما يحصل منهم من صنوف التنكيل بالمسلمين هناك: دخل الخور في قلوب بعض المسلمين، واستبطئوا وعد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بالنيل منهم، وأرهبهم دعاوى سيطرتهم على زمام سياسة العالم واقتصاده وإعلامه!، ومنهم من أخذ يتخرص بضرب الأرقام وجمعها، وتقليب صفحات الأناجيل والتوراة حتى يظفر ببشارة يتنفس بها الصعداء من وهن ما أصابه من ضعف اليقين!، وما علم أولئك -هداهم الله - أن لنا من الله تعالى عشر ضمانات صادقة ممن بيده مقاليد الأمور، وتصريف الأحوال سبحانه وتعالى، نصّ عليها في كتابه الكريم، بأن اليهود لن تعلو لهم راية بعامة، ولن يفارقهم الذل والهوان، ولن يخلعوا لباس السخط والمسكنة، ولن تجتمع لهم يد إلى يوم القيامة، وغير ذلك من الضمانات الآتي ذكرها.
وقد ذكر هذه الضمانات الشيخ الجليل، والعالم النبيل: عبدالله بن علي بن يابس رحمه الله تعالى في كتابه "الرد القويم" [ص: 40-44]، عندما قال أحد المخالفين: «إن القرآن لم يقدم لنا أماناً ولا ضماناً من خطر هذا الشعب الذكي الغني الماكر -ويعني بهم اليهود!-».
فقال الشيخ عبدالله بن يابس رحمه الله تعالى:
بلى والله ، فقد أعطانا عدة ضمانات قاطعة بذلتهم وهوانهم:
الضمان الأول: قال الله تعالى: ﴿لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ﴾ (آل عمران:111).
يخبرنا تعالى بأن اليهود لن يضروا المسلمين إلاّ من طريق الدس والمكر والغدر، وأما المقابلة وجهاً لوجهٍ، وقوة أمام قوة، فقد طمأن الله المسلمين من غَلبِهِم، فقال: ﴿وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ﴾، فإذا حصل الشرط حصل المشروط!، ومتى وقع القتال حصلت الهزيمة وتولية الأدبار، وعبّر تعالى بلفظ المضارع الذي يشمل الحال والاستقبال، فالهزيمة حاصلة لهم في كل زمن، وهذا حق تحقق، ويتحقق منذ أربعة عشر قرناً، ثم قال تأكيداً لهزائمهم: ﴿ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ﴾، فأي بيان أصرح من هذا البيان، وأي ضمان أتمّ من هذا الضمان؟.
الضمان الثاني: قوله تعالى: ﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا﴾ (آل عمران: 112).
فهذه الآية تعطيناً ضماناً بأن الذلة مضروبة عليهم كما ضربت الخيمة على ساكنها، وكما ضربت الكتابة على الدينار والدرهم!، فقد أحاطت بهم ولزمتهم من كل جانب فلا انفكاك لهم عنها.
ثم قال : ﴿أَيْنَ مَا ثُقِفُوا﴾ أي أينما وجدوا، سواء في فلسطين أو في أمريكا أو في أوروبا، وسواء في الزمن القريب أو البعيد، ثم أردف ذلك بالبرهان بذكر هوانهم على الله الذي أوجد الكون، والذي يتصرف فيه، فقال: ﴿وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ﴾ (آل عمران:112)، فأي انحطاط أنزل من هذا الانحطاط لهؤلاء القوم؟، وأي ضمان أبين من هذا الضمان ؟!.
الضمان الثالث: قوله تعالى : ﴿وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ﴾ (آل عمران:112).
والمسكنة فقر القلب وحاجته!، وإذا كان القلب فقيراً فإن الضعف ملازم له، فهو يشعر دائماً بالمهانة ويتطلع إلى حماية الآخرين، والاعتماد عليهم كما هو حاصل لليهود!، وإنك إذا تأملت (لن) التي هي حرف نفي واستقبال في الضمان الأول: علمت صحة هذه الضمانات وصراحتها، وداعية اليهود... لا يفهم آيات الكتاب، ولن يفهمها يهودي مناصر لليهود لا ينظر إلى القرآن إلاّ بمنظار اليهود، ومنظار نصر اليهود، ولذلك تراه يحاول بكل جهده أن يحرف الآيات ويؤولها، وإذا كانت هذه صفة اليهود فلن تكون لهم دولة، ولن تقوم لهم قائمة!
الضمان الرابع: قوله تعالى: ﴿وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾(المائدة: 64)، وإذا كانت الأمة قد سجل الله عليها أنه لا مخلص لها من عداوة بعضها لبعض، وبغضة بعضها لبعض: فلن يجتمعوا على كلمة، ولن يتفرقوا على رأي!، فأنى تكون لهم دولة؟، وكيف توجد لهم عزة؟.
إن من يؤمن بهذه الآية إيماناً صادقاً يستيقن يقيناً جازماً: أنه لا تقوم لهم دولة ولا ترتفع لهم راية حقيقية، وأن الواقع اليوم بين اليهود يؤيد القرآن الكريم أكبر تأييد، انظر إلى خلافاتهم وتفرقهم تجد صدق كتاب الله، وصحة ضمانه.
وهناك ظاهرة نفيسة: وهي أن المسكنة التي في قلوبهم تدفعهم إلى الخوف من الفقر، وإلى حب المال، فمتى أظهر لهم مخلوق مالاً سواء أكان عدواً أو صديقاً: دلوه على كل شيء، وسمحوا له بكل شيء، حتى بأعراضهم لأهم عباد المادة، وعشّاق المال.
الضمان الخامس: قوله تعالى: ﴿كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾(المائدة:64) .
قال كثير من المفسرين: كلما أرادوا محاربة أحد غلبوا وقهروا، ولم يقم لهم نصر من الله على أحد قط، وقد جاءهم الإسلام وهم تحت المجوس والروم.
وعن قتادة: لا تلقى اليهود ببلدة إلا وجدتهم أذل الناس.
قلت: والملك والسلطان إنما يؤخذان بالقوة والحرب، وهذه الآية نص على أن اليهود لا تستقيم نار حرب أشعلوها بينهم وبين الناس، فإذا فلا ملك ولا سلطان!
ثم أخبر سبحانه وتعالى بما تستطيع اليهود عمله فقال: ﴿وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾، فديدنهم الوقيعة بين الناس، وتحريض الناس بعضهم على بعض، ليعيشوا بين الاثنين، ويغنموا من المتحاربين.
الضمان السادس: قوله تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾(الأعراف:167).
تأذن: حكم وأعلم، ﴿لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ﴾ وهذا بمنزلة القسم من الله أنه لن يترك هذا الشعب (الذكي العالم والوثاب مملوء الأدمغة بالثقافات!!) كما يقول داعية اليهود!! بل إنه سيبعث عليه من يسومه الذل، ويلزمه الصغار إلى يوم القيامة، وهذا هو ما فعله الله بهم من قبل عهد المسيح إلى يومنا هذا!، فأين ذكاؤه وعلمه وثقافته؟ إذاً فيجب أن تخرس ألسنة المدافعين، وأن تكبت عواطف المادحين، وأن يذهب الملحدون أمثال ذي الأغلال!: يلتمسون رفعة اليهود من غير النظر في كتاب الله تعالى.
الضمان السابع: قوله تعالى: ﴿وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ﴾(البقرة:96) وصف اليهود بأنهم أشد بني آدم حبا في الحياة الدنيا، وأكثرهم محافظة على النفس، ومَن هذه صفته فإنه عند الحرب يمتلئ جبناً وخوفاً، ولن يدخل الحرب، وإن دخلها فسيحمله حبه للحياة على الفرار، ومن كانت هذه صفته فلن ينال ملكاً ولا عزة، وهذه حقائق ذكرها الله في كتابه صريحة الألفاظ، ثابتة المعاني.
الضمان الثامن: قوله تعالى: ﴿إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾(آل عمران:55) اعلم أن المراد بالذين كفروا هاهنا هم اليهود، فالسياق يدل على ذلك، وجُلُّ المفسرين قالوا به، والمسلمون هم الذين أثبت الله لهم الفوقية على اليهود الكافرين به إلى بوم القيامة، وهذا هو الذي أثبته الواقع منذ أربعة عشر قرنا، فالمسلمون فوق اليهود أخلاقاً وديناً وعزة وسلطاناً.
الضمان التاسع: قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ﴾(الأعراف:152).
والمراد بالذلة هنا: الذلة العظيمة، فالتنوين تنوين تعظيم وتفخيم، وكذلك هذه الذلة جعلها الله جزاء للمفترين ولا أكبر افتراء على الله وعلى الناس من اليهود، إذاً فالذلة العظيمة ملازمة لهم في جميع الحياة الدنيا، ومن لازمته الذلة فلا ملك له ولا سلطان.
الضمان العاشر: قوله تعالى: ﴿لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى﴾(الحشر:14)، هذه الآية ذكرها الله بعد قوله: ﴿وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ﴾ (الحشر:12).
فالله يخبر بأن اليهود لن ينصروا إذا قاتلوا، وأن من ناصر اليهود في قتالهم فسوف تكون الهزيمة مآله، وأخبر في هذه الآية أن اليهود لا يقاتلون وجهاً لوجهٍ!، ولكن في قرىً محصّنة أو من وراء جدرٍ أو دبابة أو سيارة!، لأن قلوبهم لا ثبات لها، ولأن أرجلهم لا تحملهم في الحرب لحبهم الحياة الدنيا والبقاء، وأخبر تعالى أن خصومتهم فيما بينهم شديدة للغاية، ومَن هذه أوصافه فلن تكون له دولة ولا سلطان.
انتهى كلام الشيخ ابن يابس -رحمه الله تعالى- بتصرف يسير، وكما ذكر من الضمانات الربانية على سفال اليهود، فكذلك عند المسلمين ضمانات ربانية على علوهم ورفعتهم ، ومن ذلك:
نصر الله للمسلمين عليهم كما قال تعالى : ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (الحج:40)، وقال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾(غافر:51)، ولكن هذا النصر معلّق بأن ينصر المسلمون ربهم!، والجزاء من جنس العمل، وأعظم ما ينصر الله به هو رفع راية التوحيد، والدعوة إليه، ونبذ الشرك، والبراءة منه ومن أهله كما قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾(النور:55) ، وهذه الآية نص في بيان الشرط الذي تقوم به دولة الإسلام، والمشروط لا يتحقق إلاّ به!، فلا تسمى الدولة دولةً إلاّ باستخلاف خليفة عليهم، ولا قيمة للخليفة إلاّ بالتمكين والسيطرة، ولا تنفع السيطرة إلا بأمنٍ يسود سائر الأفراد، وهذه الثلاث المتلازمة مشروط بقوله تعالى: ﴿يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً﴾، ومثل ذلك قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾(الأنعام:82)، فالأمان مرتبط بدولة الإسلام، والأمان لا يتحقق إلاّ بالإيمان، وبقدر ما مع المرء من أيمان يكون نصيبه من الإيمان، ولهذا أكثر الشعوب أماناً أكثرها إيماناً وإقامة لدين الله تعالى، ومن قاس الإيمان بكثرة العدة، وكثرة العسس والشرط فقد ضل الطريق وأساء الفهم، وإلاّ فما أكثر ذلك في بلاد الكفر وهم أكثر الشعوب خوفاً وذعراً، وخفراً للمحرمات، وانتهاكاً للحرمات!
ومن الضمانات على علو المسلمين: جهاد الكفار باليد واللسان، والله تعالى يقول: ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ﴾(التوبة:14).
وبشرنا بالعلو والرفعة عليهم فقال: ﴿فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُبِيناً﴾(النساء: من الآية91) .
وهذا العلو وصف دائم للمسلمين بالحجة والبيان، وفي الغالب بالقوة والسلطان، لأن ربنا الأعلى: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾(الأعلى:1).
ونبينا محمد r مرفوع الذكر وهو أعلى قال تعالى: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ (الشرح:4).
وكتابنا القرآن الكريم مهيمناً على كل الكتب فهو الأعلى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾(المائدة:48).
ونحن أمة الإسلام والتوحيد الأعلون، قال سبحانه: ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾(آل عمران:139)، تكفل الله تعالى بنصرتنا وغلبتنا على الغير فقال: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾(الصافات:171-173) .
وضمن الله لنا ضعف أولياء الشيطان عند اللقاء فقال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً﴾(النساء:76) .
والآيات في المعنى كثيرة جداً، والأحاديث مثل ذلك، فالواجب بالمؤمن أن يثق بوعد الله ورسوله r، وأن لا يدخل الوهن في فؤاده، وينخر الخور قلبه وقالبه، وليعلم أن نصر الله قريب من المتقين، والله ولي التوفيق.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد
التعليقات ( 1 )
تكملة يسيرة للموضوع
-احمد صالحي
23:46:41 2019-10-17