بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
ما أجمل التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة، وما أكثر الشواهد التي يرويها العلماء والوعاظ في ذلك ومنها القصة الشهيرة التي حدثت في الأمم السابقة قصة الثلاثة الذين كانوا في الغار، ومن هذه الشواهد التي حدثت أمامي هذه القصة الحقيقة- التي كنت شاهد عيان عليها – حيث دارات أحداثها منذ ما يقارب من عقد ونصف من الزمان حيث توافد المسافرون إلى الميناء استعدادًا لإنهاء إجراءات السفر من الدولة التي ستبدأ منها رحلة السفر إلى الدولة الأخرى المُسافَر إليها ،وما زالت السيارات التي تنقل المسافرين من مختلف الأماكن تتوافد إلى الميناء، والكل في غاية البهجة والسعادة.
وفجأة جاءت الأوامر أن السفينة ستتأخر في الإقلاع حيث إنها لم تصل بعد إلى الميناء الذي ستقلع منه ثانية لوجود عطل خارج عن الإرادة، فما كان من الشركة التي تملك السفينة إلا استضافة الناس للمبيت في أقرب استراحة، والكل قلق، ومر يوم والثاني والثالث والمسافرون في لهفة وترقبٍ لإقلاع السفينة، الكل يتضرع إلى الله، وفي غرفتي التي كنت أقيم فيها في فترة الانتظار جلس ثلاثة من المسافرين، وسمعتهم يقولون بعد طول الانتظار: هيا نتضرع إلى الله بأعمالنا الصالحة عسى الله أن يفرج عنا الكرب؛ قال الأول: اللهم إنني كنت قد بنيت مسجدًا، اللهم إن كنت قد بنيت هذا المسجد خالصًا لك، اللهم ففرج عنا ،وقال الثاني: اللهم إنك تعلم أنني بارٌ بوالدي المسنين، وإنني أعول أبناء أخي الأيتام ابتغاءً لرضاك، اللهم ففرج عنا، وقال الثالث: اللهم إنك تعلم أنني أسعى لقضاء حوائج الناس طلبًا لرضاك اللهم ففرج عنا، وما إن انتهى الثالث من قوله: اللهم ففرج عنا، إلا وسمعنا صيحات الفرح والبهجة خارج الغرفة، فخرجنا لمعرفة الخبر، فقيل لنا سَتُقلع السفينة بعد ساعات حيث أمرت قيادة الدولة (حفظها الله) بتوفير سفينة بديلة لنقل المسافرين، ولا شعوريا انزويت عن الناس وأخذت أبكي، ولسان حالي يقول: سبحان من يجيب من يتقرب إليه بالأعمال الصالحة، وعندها أقلعت السفينة !!
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد