بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
** قلة العرب وكثرة الروم: روى مسلم قَالَ الْمُسْتَوْرِدُ الْقُرَشِيُّ عِنْدَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: (تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرُّومُ أَكْثَرُ النَّاسِ) فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: أَبْصِرْ مَا تَقُولُ؟ قَالَ أَقُولُ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لَئِنْ قُلْتَ ذَلِكَ إِنَّ فِيهِمْ لَخِصَالًا أَرْبَعًا [وهذا من إنصاف المسلم للكافر]: إِنَّهُمْ لَأَحْلَمُ النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَةٍ [أي في النوائب العامة عندهم من الحلم والرزانة ما يواجهون به الهرج والمرج]، وَأَسْرَعُهُمْ إِفَاقَةً بَعْدَ مُصِيبَةٍ [أخبرهم بعلاجها والخروج منها]، وَأَوْشَكُهُمْ كَرَّةً بَعْدَ فَرَّةٍ [إذا انهزموا سريعا ما يرجعون للهجوم]، وَخَيْرُهُمْ لِمِسْكِينٍ وَيَتِيمٍ وَضَعِيفٍ، وَخَامِسَةٌ حَسَنَةٌ جَمِيلَةٌ وَأَمْنَعُهُمْ مِنْ ظُلْمِ الْمُلُوكِ. [كالديمقراطية الغربية الآن التي تحد من جبروت الحاكم إلا أنهم يرون أنها جنة لا يتمتع بها إلا الرجل الأوروبي].
** ينقض عرى الإسلام: فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم-: (لَتُنْقَضَنَّ عُرَى الإِسْلاَمِ عُرْوَةٌ عُرْوَةٌ [أي ينحسر الدين تدريجيا وتترك على مراحل أشياء لا يعمل بها، بعدما كان الدين كاملا]، فَكُلَّمَا انْتُقِضَتْ عُرْوَةٌ تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا، فَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا الْحُكْمُ [أي ترك الحكم بالشريعة والحكم بالقوانين الوضعية]، وَآخِرُهُنَّ الصَّلاَةُ]. [رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ]ُ
** قطع الأرحام: عن طارق بن شهاب قال: كنا عند ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة، وفشوا التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة، وقطع الأرحام، وظهور شهادة الزور وكتمان شهادة الحق) [رواه الحاكم في المستدرك، وقال هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه، وقال الذهبي قي التلخيص: صحيح]
** عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تقوم الساعة حتى يبني الناس بيوتا يوشونها وشى المراحيل) قال إبراهيم: يعني الثياب المخططة [والمزخرفة] [البخاري في الأدب المفرد، قال الشيخ الألباني: صحيح] وهذا من انشغال الناس بالدنيا
// وفي رواية: (كَيْفَ إِذَا غَدَى أَحَدُكُمْ فِي حُلَّةٍ وَرَاحَ فِي أُخْرَى، وَسَتَرْتُمْ بُيُوتَكُمْ كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةَ؟ قُلْنَا: نَحْنُ يَوْمئِذٍ خَيْر،ٌ نُكْفَى الْمَؤُنَةَ [القوت]، وَنَتَفَرَّغُ لِلْعِبَادَةِ، قَالَ: أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْكُمْ يَوْمئِذٍ). [أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، المسند]
** التشدق بالكلام والتفاصح، كَانَ لِعُمَرَ بْنِ سَعْدٍ إِلَى أَبِيهِ حَاجَةٌ فَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْ حَاجَتِهِ كَلَامًا مِمَّا يُحَدِّثُ النَّاسُ يُوصِلُونَ لَمْ يَكُنْ يَسْمَعُهُ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ يَا بُنَيَّ قَدْ فَرَغْتَ مِنْ كَلَامِكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ مَا كُنْتَ مِنْ حَاجَتِكَ أَبْعَدَ وَلَا كُنْتُ فِيكَ أَزْهَدَ مِنِّي مُنْذُ سَمِعْتُ كَلَامَكَ هَذَا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: (سَيَكُونُ قَوْمٌ يَأْكُلُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ كَمَا تَأْكُلُ الْبَقَرَةُ مِنْ الْأَرْضِ) [أحمد، قال شعيب الأرنؤوط: حسن لغيره]
// وفي رواية عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو -رضي الله عنهما- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: (إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبْغِضُ الْبَلِيغَ مِنَ الرِّجَالِ، الَّذِي يَتَخَلَّلُ بِلِسَانِهِ، كَمَا تَخَلَّلَ الْبَاقِرَةُ بِلِسَانِهَا) [أحمد وإسناده حسن]
قوله: (يُبْغضُ البليغ من الرجال)، أي: المبالغ في الكلام وأداء الحروف، أو المتكلم بالكلام البليغ بالتكلف دون الطبع والسليقة.
(يتخلل): أي يتشدق في الكلام، ويفخم لسانه، ويلفه كما تلف البقرةُ الكلأ بلسانها، والمراد: يُدير لسانه حول أسنانه مبالغةً في إظهار بلاغته. و(الباقرة): هي البقرة بلغة أهل اليمن.
// وفي رواية أنه يفتح القول ويخزن العمل .. عمرو بن قيس الكندي قال: كنت مع أبي الفوارس وأنا غلام شاب، فرأيت الناس مجتمعين على رجل قلت: من هذا؟ قالوا: عبد الله بن عمرو بن العاص، فسمعته يحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من اقتراب الساعة أن ترفع الأشرار، وتوضع الأخيار، ويفتح القول، ويُخزن العمل، ويقرأ بالقوم المَثنَاة ليس فيهم أحد ينكرها. قيل: وما المَثنَاة؟ قال: ما اكتتبت سوى كتاب الله عز وجل. [الحاكم في المستدرك، السلسة الصحيحة للألباني 2821]
«المَثنَاة»: قيل هو كتاب وضعه أحبار بني إسرائيل بعد موسى على ما أرادوا من غير كتاب الله الذي أنزل عليهم، أحلُّوا فيه ما شاءوا وحرموا ما شاءوا على خلاف الكتاب، وقد وقعت إلى ابن عمر كُتبُ يَوْمَ اليرموك فقال ذلك لمعرفته بما فيها.
// وفي رواية: (والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والبخل، ويُخَون الأمين ويؤتمن الخائن، ويهلك الوعول وتظهر التحوت). قالوا يا رسول الله وما الوعول والتحوت؟ قال: (الوعول وجوه الناس وأشرافهم، والتحوت الذين كانوا تحت أقدام الناس لا يُعلم بهم) [السلسة الصحيحة: 3211]
كما في حديث الرويبضة وهو الرجل التافه يتكلم في أمر العامة.
** عن قتادة عن الحسن عن سمرة -رضي الله عنه-: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تقوم الساعة حتى تزول الجبال عن أماكنها، وترون الأمور العظام التي لم تكونوا ترونها) [المعجم الكبير للطبراني، السلسة الصحيحة للألباني: 3.61]
** ومن الأحاديث الضعيفة التي يشهد لها الواقع، ما رواه البيهقي عن خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ الْفَزَارِىِّ -رضي الله عنها- قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: (إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَتَدَافَعَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ لاَ يَجِدُونَ إِمَامًا يُصَلِّى بِهِمْ).
** والملاحم الكبار التي ستكون في آخر الزمان، ستكون بين المسلمين والنصارى واليهود الذين مع الدجال.
// روى البخاري عن عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فَقَالَ: (اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ: مَوْتِي ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنْ الْعَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ [أي الروم النصارى] فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً [أي راية] تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا)
// وروى أبو داود عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ الْهُدْنَةِ قَالَ جُبَيْرٌ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى ذِي مِخْبَرٍ -رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَتَيْنَاهُ فَسَأَلَهُ جُبَيْرٌ عَنْ الْهُدْنَةِ؟ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: (سَتُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا [أي يأمن الناس فيه] فَتَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرَائِكُمْ، فَتُنْصَرُونَ وَتَغْنَمُونَ وَتَسْلَمُونَ ثُمَّ تَرْجِعُونَ حَتَّى تَنْزِلُوا بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ [أرض واسعة غنية بالخضرة ترعى فيها الدواب، وهي مرج دابق بين الحدود السورية التركية اليوم، قرب حلب] فَيَرْفَعُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّصْرَانِيَّةِ الصَّلِيبَ، فَيَقُولُ: «غَلَبَ الصَّلِيبُ» فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَيَدُقُّهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ الرُّومُ وَتَجْمَعُ لِلْمَلْحَمَةِ.
// وفي رواية صحيحة للحاكم: وَيَقُولُ قَائِلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: «بَلِ اللَّهُ غَلَبَ» فَيَثُورُ الْمُسْلِمُ إِلَى صَلِيبِهِمْ وَهُوَ مِنْهُ غَيْرُ بَعِيدٍ فَيَدُقُّهُ، وَتَثُورُ الرُّومُ إِلَى كَاسِرِ صَلِيبِهِمْ، فَيَضْرِبُونَ عُنُقَهُ، وَيَثُورُ الْمُسْلِمُونَ إِلَى أَسْلِحَتِهِمْ فَيَقْتَتِلُونَ، فَيُكْرِمُ اللَّهُ تِلْكَ الْعِصَابَةَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِالشَّهَادَةِ، فَتَقُولُ الرُّومُ لِصَاحِبِ الرُّومِ: كَفَيْنَاكَ الْعَرَبَ، فَيَجْتَمِعُونَ لِلْمَلْحَمَةِ، فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد