بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هل الأعمال الصالحة تكفر الصغائر والكبائر؟ وهل اجتناب الكبائر شرط لتكفير الذنوب؟
▪️ القول الاول: أن الأعمال الصالحة تكفر الصغائر والكبائر وهو منسوب لابن حزم.
▪️ القول الثاني: أن الأعمال الصالحة منها ما يكفر الصغائر ومنها ما يكفر الكبائر، وتقدم هذا عن ابن المنذر وابن بزيزة، واختاره شيخ الإسلام وابن القيم، وقال في قصة حاطب: إن الكبيرة العظيمة مما دون الشرك قد تكفر بالحسنة الكبيرة.
▪️ القول الثالث: إن الأعمال الصالحة تكفر الصغائر دون الكبائر وهذا الذي اختاره ابن رجب والنووي وابن عطية وحكاه عن الحذاق؛ بل حكاه القاضي عن أهل السنة، وكذلك ابن الملقن وقال: هو مذهب أهل السنة وهو ظاهر كلام ابن القيم كما في «طريق الهجرتين» عند كلامه على الطبقة التاسعة.
▪️ والقول الرابع: إن الأعمال الصالحة لا تعمل في الصغائر أصلا إلا باجتناب الكبائر، وهذا الذي حكاه ابن عطية عن جمهور أهل السنة وحكاه ابن رجب عن أبي بكر عبد العزيز واستغربه واختاره شيخنا ابن باز رحمه الله.
والراجح - والعلم عند الله - القول الثالث، والقول الثاني، حيث لا منافاة.
فائدة مهمة:
قال شيخ الإسلام في «منهاج السنة النبوية» (٦/ ٢١٦): (العمل الذي يمحو الله به الخطايا ويكفر به السيئات هو العمل المقبول، والله تعالى إنما يتقبل من المتقين، والناس لهم في هذه الآية وهي قوله تعالى: ﴿إنما يتقبل الله من المتقين﴾[المائدة: ٢٧.[
ثم قال رحمه الله: فالمحو والتكفير يقع بما يتقبل من الأعمال وأكثر الناس يقصدون في الحسنات حتى في نفس صلاتهم، فالسعيد منهم من يكتب له نصفها وهم يفعلون السيئات كثيرا، فلهذا يكفر بما يقبل من الصلوات الخمس شيء، وبما يقبل من الجمعة شيء، وبما يقبل من رمضان شيء آخر، وكذلك سائر الأعمال، وليس كل حسنة تمحو كل سيئة، بل المحو يكون للصغائر تارة ويكون للكبائر تارة باعتبار الموازنة) اهـ.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد