فضل الجلوس بعد الفجر


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

الجلوس بعد صلاة الفجر في المصلى سواءً كان رجلًا أو امرأة من الأعمال الصالحة التي يسن فيها الاشتغال بذكر الله عز وجل والدعاء وتلاوة القرآن، ما لم يعارضه ما هو أولى منه من القيام بما أوجب الله كالقيام على أهل أو مال أو مراعاة مصلحة تربو على جلوسه فحينئذ يفعل ما تقتضيه المصلحة، فإن لم يعارض جلوسه شيءٌ فإنه قد كان من هدي النبي عليه الصلاة والسلام وصحابته وكثير من السلف الجلوس بعد صلاة الصبح حتى طلوع الشمس، وكذلك بعد صلاة العصر كما نُقل عنهم..

كل هذا إذا فرغوا من الأشغال، أو لم يكن عندهم شيء يراعوه وكانت مصلحته أعظم، فهذا عمل طيب، وكذلك من جلس بعض الوقت يذكر الله عز وجل فله أجره بقدر ما جلس..

والجلوس حتى طلوع الشمس عملٌ فاضلٌ في نفسه وسببٌ لإدراك خير كثير، فلا يكون ضعف حديث: "مَنْ صَلَّى الغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ". سببًا في إهمال عمل صالح!

فضعف هذا الحديث لا يعني ضعف ما دلت عليه الأخبار والآثار من شرعية الجلوس حتى تطلع الشمس، ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين..

ومن هذه الآثار:

ما رواه مسلم في صحيحه، من حديث سماك بن حرب، قال: قلت لجابر بن سمرة: أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم كثيرًا، *كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت قام، وكانوا يتحدثون، فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون، ويتبسم* وفي رواية: *كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حَسَنًا*.

وكانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقرأ في المصحف أول النهار في شهر رمضان فإذا طلعت الشمس نامت.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه *كان إذا صلى الغداة جلس حتى تطلع الشمس*، فقيل له: لِمَ تفعل هذا؟ قال: *أريد به السنة*. والغداة: صلاة الفجر.

وقال القاضي عياض: وكان السلف يواظبون على هذه السنة ويقتصرون في ذلك على الذكر والدعاء حتى تطلع الشمس.

فاغتنموا مواسم الخيرات خاصة بالحرص على هذه العبادة العظيمة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply