بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الأفضل للصائم أن يفطر على رطبات وماء ثم يصلي مع الجماعة في المسجد ثم يتعشى لأن هذا هو غالب هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ بالعزيمة وأكمل في الأجر لكن لو وضع الطعام بين يديه أو وافق طعاما عند قوم فالمستحب له أن يتعشى ولو فاتته صلاة الجماعة في المسجد لأن هذه رخصة ثابتة في سنة النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا: "إِذَا وُضِعَ عَشَاءُ أَحَدِكُمْ وَأُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ، وَلَا يَعْجَلْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهُ. وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُوضَعُ لَهُ الطَّعَامُ وَتُقَامُ الصَّلَاةُ فَلَا يَأْتِيهَا حَتَّى يَفْرُغَ وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ قِرَاءَةَ الْإِمَامِ". متفق عليه. وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا قُدِّمَ العَشَاءُ، فَابْدَؤُوا بِهِ قَبْلَ أَنْ تُصَلُّوا صَلَاةَ المَغْرِبِ، وَلَا تَعْجَلُوا عَنْ عَشَائِكُمْ". وقال الترمذي: (وعليه العمل عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو بكر وعمر وابن عمر وبه يقول أحمد وإسحاق يقولان يبدأ بالعشاء وإن فاتته الصلاة في الجماعة. والذي ذهب إليه أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أشبه بالاتباع وإنما أرادوا ألا يقوم الرجل إلى الصلاة وقلبه مشغول بسبب شيء وقد روي عن ابن عباس أنه قال لا نقوم إلى الصلاة وفي أنفسنا شيء). فيأكل حتى يقضي حاجته ويفرغ قلبه ولا يعجل ثم إن خرج إلى المسجد وصلى مع الجماعة الثانية فحسن والأمر في ذلك واسع ولا ينبغي التشديد في ذلك.
وإن صلى في بيته فلا شيء عليه لأن صلاة الجماعة تسقط في حقه حينئذ لحديث أمنا عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لَا صَلَاةَ بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ، وَلَا هُوَ يُدَافِعُهُ الأَخْبَثَانِ". رواه مسلم. وقد نص عامة الفقهاء على سقوط صلاة الجماعة بسبب حضور الطعام.
ولا يجب الأخذ بالرخصة خلافا للظاهرية لحديث عمرو بن أمية رضي الله عنه: "أَنَّهُ رَأَى النَّبيَّ ﷺ يَحْتَزُّ مِنْ كَتِفِ شَاةٍ فِي يَدِهِ، فَدُعِيَ إلى الصَّلَاةِ، فَأَلْقَاهَا وَالسِّكِّينَ الَّتِي يَحْتَزُّ بِهَا، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ". رواه البخاري. ولو صلى ونفسه تتوق إلى الطعام فصلاته صحيحة عند عامة أهل العلم قال ابن عبد البر: (أجمعوا على أنه لو صلى بحضرة الطعام فأكمل صلاته أن صلاته تجزئه).
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد