حلقة 293: تجنب المدرس للألفاظ التي قد تضحك الناس - شرح حديث هما لله وللرسول - الدعاء الذي يقال في سجود السهو - هل يشترط لسجود الشكر والتلاوة الطهارة - حكم صلاة تحية المسجد في وقت النهي - غسلين بنية واحدة - أم الزوجة محرماً

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

43 / 50 محاضرة

حلقة 293: تجنب المدرس للألفاظ التي قد تضحك الناس - شرح حديث هما لله وللرسول - الدعاء الذي يقال في سجود السهو - هل يشترط لسجود الشكر والتلاوة الطهارة - حكم صلاة تحية المسجد في وقت النهي - غسلين بنية واحدة - أم الزوجة محرماً

1- هناك شخصٌ يحدث ويقرأ في كتاب بعد أذان العشاء حتى إقامة الصلاة، فعندما يقرأ الحديث يشرح بعض ألفاظه، ويأتي ببعض الكلام العامي، وقد يضحك الجلوس أو المستمعين في المسجد من خلال هذا الكلام، وإن لم يكن قصده ذلك وإنما قصده أن يفهم المستمعين الحديث، فهل في ذلك شيء يا سماحة الشيخ؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فإن المشروع للمدرس والمذكر أن يوضح للمخاطبين ما يريد بالأساليب الواضحة التي يفهمونها ؛ لأن المقصود نصيحتهم وتوجيههم إلى الخير، فيحدثهم بما يعرفون، مثلما قال علي - رضي الله عنه -: (حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله). ويشرع له تجنب الألفاظ التي قد تضحك الناس، ويأتي بألفاظٍ أخرى توضح المراد من دون أن تسبب إضحاكاً أو لعباً أو ما أشبه ذلك مما يخالف المطلوب في هذا المقام العظيم. المقصود أن المحاضر أو المدرس أو الواعظ يتحرى الألفاظ الواضحة التي يعرفونها الناس ويفهمونها ؛ لأن المقصود وعظهم وتذكيرهم وتفهيمهم ، ودعوتهم إلى الخير، أما الألفاظ التي قد تسبب ضحكاً أو استغراباً فالمشروع له تجنبها.  
 
2- ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه جاءته امرأة مع ابنتها، فرأى في يد ابنتها سوارين من ذهب فقال: (أتخرجين زكاة هذا؟ قالت: لا. قال: أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة سوارين من نار، فألقتهما ، وقالت: هما لله وللرسول). فهل قال الرسول لها أم لابنتها، وعندما قالت: هما لله وللرسول، فهل هذا يعتبر من الشرك، أم ماذا تفيد الواو عندما قالت ذلك؟ مأجورين؟
مرادها أن هذان لله وللرسول يتصرف فيهما الرسول - صلى الله عليه وسلم- بما أراه الله، يعني يتصرف في ذلك ليس من الشرك في شيء، يعني لله وللرسول للتصرف في ذلك كما شرع الله؛ لأن الرسول هو المبلغ عن الله، وهذا من أدلة وجوب الزكاة في الحلي؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم-: (أتخرجين زكاة هذا). فدل ذلك على أن الحلي فيها زكاة إذا بلغت النصاب، هذا هو الأرجح ولو كانت مستعملة. وقولها: هما لله ولرسوله. يعني يتصرف فيهما الرسول - صلى الله عليه وسلم- لأنه مبلغ عن الله والمرشد والموجه والمعلم.  
3- أرجو من سماحة الشيخ أن يحدثنا عن سجود التلاوة وسجود السهو، ما هو الدعاء الذي يقال في كلا السجودين؟ جزاكم الله خيراً؟
سجود التلاوة وسجود الشكر يقال فيهما ما يقال في سجود الصلاة ، وهكذا سجود التلاوة هكذا سجود الصلاة يقال فيها: سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى، اللهم اغفر لي، يدعوا فيهما، كما يدعوا في سجود الصلاة يدعوا في سجود السهو وفي سجود الشكر سجود التلاوة؛ لأن الحكم واحد، الله جل وعلا قال: فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا [(62) سورة النجم]. والنبي - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو في سجوده ويقول عليه الصلاة والسلام: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء). ويقول عليه الصلاة والسلام: (أما الركوع فعظموا الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم). وهذا يعم جميع أنواع السجود. وكان يقول في سجوده: سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى ، ويقول أيضاً في السجود والركوع: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي). ويقول فيهما: سبوح القدوس رب الملائكة والروح. فالمشروع في سجود التلاوة وسجود الشكر مثل المشروع في سجود الصلاة.  
 
4- هل يسجد الشخص وهو غير متوضئ؟
في سجود التلاوة والشكر نعم، أما سجود الصلاة جزء من الصلاة لا بد من الطهارة، أما سجود التلاوة فهو جزء مستقل، إذا كان في خارج الصلاة جاز أن يسجد على غير الطهارة على الصحيح، وهكذا سجود الشكر لأنهما يحدثان بأسبابٍ قد تقع والإنسان على غير طهارة، قد تأتيه النعمة يبشر بها وعليه الطهارة، قد يقرأ القرآن وهو على غير طهارة من المصحف، فإذا مر بآية سجود أو ما جاء ما يبشره بالخير وسجد لله شكراً كل هذا طيب، في الحديث كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا جاءه أمر يسره خر ساجداً لله. ولما جاء إلى الصديق خبر قتل مسيلمة خر ساجداً لله.   
 
5- دخل شخص المسجد قبل أذان المغرب بحوالي ربع ساعة أو بعشر دقائق أو أقل من ذلك، فهل على هذا الشخص أن يصلي ركعتين تحية للمسجد، أم يظل واقفاً حتى يؤذن للمغرب؟
السنة أن يصلي ركعتين متى دخل ولو قبيل الغروب لعموم قوله - صلى الله عليه وسلم-: (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين). وهاتان الركعتان من ذوات الأسباب ليس لهما وقت نهي كسجود التلاوة، وكصلاة الكسوف ، فإن الشمس متى كسفت صلّى الناس للكسوف ولو بعد العصر، فهكذا ركعتا التحية حكمهما حكم ذوات الأسباب ليس لهما وقت نهي.  
 
6- إذا اجتمع على الإنسان مثلاً غسل الجمعة وغسل الجنابة، فهل يغتسل غسلاً واحداً أو غسلين، وكيف ينوي النية في هذه الحالة؟
يكفيه غسل واحد بنية الجنابة، ويكفيه؛ لأن المقصود النظافة والنشاط وقد حصل بغسل الجنابة، فإن نواهما جميعاً فهو طيب لا بأس، إن نواهما غسل الجنابة وغسل الجمعة كله طيب، وإن نوى غسل الجنابة فقط كفى.  
 
7- هل يجوز للرجل أن ينظر أو يصافح أم زوجته؟

 

أم زوجته محرم، قال الله - تعالى -: وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ [(23) سورة النساء]. بينها في المحارم فله أن ينظر إليها وله أن يصافحها، لكن من غير شهوة، مصافحة العادة .... من غير شهوة.  

 

 
8- أرجو من سماحة الشيخ أن يحدثنا عن حلي النساء، وهل فيه زكاة أم لا؛ لأننا نسمع البعض يقول: إن عليه زكاة، وهل إذا كان معد للزينة فهل تزكي عليه المرأة، وإذا كانت تزكي عليه فما هو المقدار الذي يزكى عليه، وإذا لم يكن لديها مال فهل يزكي عنها الزوج أو الأب أو الأخ، وهل يجوز أن تبيع منه وتزكي عنه؟
الزكاة في الحلي مسألة خلاف بين العلماء، والأرجح والأصح فيما يظهر لي من جهة الأدلة الشرعية وجوب زكاة في الحلي من الذهب و الفضة، وهو الذي أفتي به من دهرٍ طويل ولم أفتي بغيره، وجوب الزكاة في الحلي إذا بلغ الذهب نصاباً أو الفضة، والنصاب عشرون مثقالاً من الذهب ، ومائة وأربعون مثقالاً من الفضة ، ومقدار ذلك أحد عشر جنيه وثالثة أسابع جنيه من الجنيه السعودي، ومن الفضة ستة وخمسون ريال من الفضة وما يقوم مقامها من العملة الورقية. وإذا كانت الزوجة لا تستطيع الزكاة لعدم وجود مال عندها تبيع منه وتزكي، وإن زكى عنها زوجها بإذنها كفى والحمد لله، إذا زكى عنها أبوها أو ولدها أو أخوها بإذنها كفى، وإلا فعليها أن تزكي إما باقتراض من غيرها أو ببيع شيءٍ منه وتزكي.  
 
9- هل للمصلى ركعتين تحية كتحية المسجد أم أنها خاصة بالمسجد فقط، وهل يعتبر المصلى يأخذ حكم المسجد كالبيع والشراء فيه، أم أنه ليس كذلك؟
ليس للمصلى حكم المساجد فلا تشرع الركعتان لدخوله، ولا حرج في البيع والشراء فيه؛ لأنه موضع للصلاة عند الحاجة وليس مسجداً، وإنما المسجد ما يعد للصلاة وقفاً، تؤدى فيه الصلاة كسائر المساجد، أما المصلى المؤقت تصلي فيه جماعة الدائرة، أو جماعة نزلوا لوقت معين ثم يرتحلون هذا لا يسمى مسجداً، فلا حرج أن يباع فيه ويشترى وليس له تحية المسجد، وإنما التحية لما أعد مسجداً وقفاً لله - عز وجل - لإقامة الصلاة فيه.  
 
10- كيف كان هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في وضع اليدين في الصلاة، وهل علي حرج عندما أضع ذلك بين السرة والصدر؟
السنة في وضع اليدين في الصلاة على الصدر، هذا هو المحفوظ عن النبي - صلى الله عليه وسلم- من حديث وائل بن حجر، ومن حديث سهل بن سعد ، ومن حديث قبيصة بن هلب عن أبيه، فإنها يفسر بعضها بعضاً، يروى عن علي - رضي الله عنه – أن من السنة وضع اليدين تحت السرة. لكنه حديث ضعيف عند أهل العلم ليس بصحيح، وإنما المحفوظ وضعهما على الصدر، كما في حديث وائل بن حجر ، وفي حديث قبيصة بن هلب عن أبيه، وفي حديث سهل بن سعد قال: كان الرجل يؤمر أن يضع يده يمينه على ذراعه اليسرى في الصلاة. كانوا يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على يديه اليسرى في الصلاة، ففسره حديث قبيصة بن هلب عن أبيه وحديث وائل وأن المراد يضعهما على صدره وأطراف يده اليمنى على ساعده على ذراعه.  
 
11- كيف تكون وضع الرجلين عند السجود، هل هي مضمومة أم متفرقة؟
مفرقة، السنة أن يفرقهما، كما يفرق يديه إذا سجد وهكذا يفرق رجليه إذا سجد، أما ما يروى عنه - صلى الله عليه وسلم- كان ساجداً وكعبه متصل بالكعب الآخر فهذا فيه نظر، والظاهر أنه شاذ مخالف للأحاديث الصحيحة رواه الحاكم و الجماعة. والمحفوظ أنه - صلى الله عليه وسلم- كان يقيم قدميه كل واحدة منفردة عن الأخرى.  
 
12- هل وضع الشجرة أو غصن الشجرة على القبر يخفف من العذاب كما وضعه النبي صلى الله عليه وسلم، أم أنه خاصٌ به - صلى الله عليه وسلم - فقط، وضحوا لنا ذلك سماحة الشيخ؟
وضع الجريد على القبور غير مشروع، بل هو بدعة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم- لم يفعل ذلك إلا في قبرين خاصين اطلع على عذابهما فوضع عليهما جريدتين، ولم يضع جرائد على قبور أهل البقيع ولا على غيرها، فدل ذلك على أن هذا الوضع خاصٌ بالقبرين الذين أطلعه الله على عذابهما خاصة، ولو كانت سنة لفعلها النبي - صلى الله عليه وسلم- في سائر القبور.  
 
13- ما صحة هذا الحديث: (إن الحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن صافحه فكأنما صافح الله) ما صحة هذا الحديث؟
المعروف أن هذا مروي عن ابن عباس وليس له إسناد قائم عن النبي - صلى الله عليه وسلم- فيما أعلم، ومعناه صحيح، وهو شرعية المصافحة، يعني شرعية استلامه، كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يستمله بيده ويقبله. هذا ثابت في الأحاديث الصحيحة. أما هذا اللفظ: (يمين الله في الأرض). فهذا لا أعلم فيه حديثاً صحيحاً وإنما هذا يروى عن ابن عباس وفي صحته نظر، لكن معناه صحيح، أن السنة أن يصافح يستلم باليد اليمنى إن تيسر ذلك ويقبل فإن لم يتيسر استلم وقبلة اليد، أو استلمه بعصى وقبله بعصى، فإن لم يتيسر هذا أشار إليه وكبر، كل هذا فعله النبي - صلى الله عليه وسلم-، وفي الصحيحين عن عمر - رضي الله عنه - أنه لما طاف بالبيت قبل الحجر وقال: إني أعلم أنك حجرٌ لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي يقبلك ما قبلتك - عليه الصلاة و السلام-. فالمقصود أن تقبيله واستلامه سنة، وليس هو يمين الله ، ولكن المقصود مشبه، يهني من صافحه فكأنما صافح الله، وهو يمين الله صفة لذات الله- سبحانه وتعالى - واصفاً فوق العرش، ولكن من صافح هذا الحجر كأنما صافح الله يعني في حصول الفضل والتقرب إلى الله والأجر، ولهذا فكأنما صافح الله، ما قال فقد صافح الله، كأنما صافح الله.  
 
14- البعض من الناس يقولون بأن المقصود باللحية هو الشعر النابت على الذقن، أما ما يوجد على الخدين فليس من اللحية، فهل هذا صحيح؟
اللحية ما نبت على الخدين والذقن، هذا هو الصحيح، اللحية هي الشعر الذي ينبت على الخدين والذقن، هكذا قال أئمة اللغة كصاحب القاموس ، وصاحب اللسان ، وغيرهما ، قالوا: اللحية ما نبت على الخدين والذقن، وهم أعلم بلغة العرب.  
 
15- من هم أصحاب السنة والجماعة، وما هي صفاتهم، ومتى نكون منهم؟ جزاكم الله خيراً؟
أصحاب السنة والجماعة هم الذين يعملون بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم- ويتمسكون بهما ، ويدعون إليهما، وهم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- وأتباعهم بإحسان هؤلاء هم أهل السنة، الصحابة - رضي الله عنهم وأرضاهم- ومن سار في ركابهم، واتبع طريقهم قولاً وعملاً، وعظم الكتاب والسنة واحتج بهما ، واعتمد عليهما، هذا هو صاحب السنة، وهم أهل السنة الذين يأخذون بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم- ويعتمدون عليهما ويتبعون من سلك هذا السبيل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأتباعهم بإحسان، هؤلاء هم أهل السنة والجماعة، الصحابة من سلك سبيلهم، كمالك والشافعي وأحمد والثوري والأوزاعي ومن تبعهم بإحسان، هؤلاء هم أهل السنة والجماعة الذين وحدوا الله - سبحانه وتعالى -، واعتقدوا أنه المستحق للعبادة وآمنوا بأسمائه وصفاته، ووصفوه بها جل وعلا من غير تحريف ولا تمثيل ولا تكييف ولا تمثيل هؤلاء هم أهل السنة والجماعة، وحدوا الله واستقاموا على دينه وآمنوا به وبصفاته، وخصوه بالعبادة وآمنوا بأنه رب العالمين وخالقهم وبأنه - سبحانه وتعالى - له الأسماء الحسنى والصفات العلى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [(11) سورة الشورى]. وخالفهم الجهمية والمعتزلة والرافضة وغيرهم من أهل البدع، هؤلاء هم أهل السنة الذين تبعوا الصحابة واستقاموا على طريق الصحابة قولاً وعملاً وعقيدةً، وعقيدة الصحابة هي توحيد الله وإخلاص العبادة لله - سبحانه وتعالى -، واتباع أوامر الله، وترك نواهيه والوقوف عند حدود ، والإيمان بأسمائه وصفاته ووصف الله بها، على الوجه اللائق به - سبحانه وتعالى -، وليس في ذلك تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، بل يؤمنون بذلك ويمرونها كما جاءت عملاً بقوله - سبحانه وتعالى -: قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد). وبقوله - سبحانه وتعالى -: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، - سبحانه وتعالى -.  
 
16- سؤالي بأنني أقسمت على ترك عادة التدخين، وعدت إليها مرة ثانية، وأقسمت على ذلك أنني إن عدت إليها، إي: إن عدت إلى التدخين مرةً ثانية سأصوم شهرين متتاليين، ولم أستطع المقاومة على النفس في هذا الأمر وعدت إلى التدخين، فهل يترتب عليَّ صيام شهرين، أو أنها كفارة يمين فقط، وهل يجوز أن أطعم مساكين عوضاً عن الصيام؟
عليك التوبة إلى الله وعليك الكفارة، عليك التوبة إلى الله من العود إلى الدخان لأنه محرم ومنكر خبيث، وعليك كفارة اليمين إذا كان المقصود من الصيام أن تردع نفسك، المنع فعليك كفارة اليمين عندما عدت إليه، وهي إطعامُ عشرة مساكين أو كسوتهم أو عتق رقبة، فإن لم تستطع تصوم ثلاثة أيام، هذه هي كفارة اليمين، والواجب عليك ترك التدخين فإنه محرم ومنكر وخبيث فالواجب الحذر منه والتوبة إلى الله منه وعدم مجالسة أهله حتى لا يوقعك فيه، احذر مجالستهم، واستعن بربك، وأبشر بالخير إن شاء الله.  
 
17- رجل اغتسل للجمعة ثم راح إلى المسجد للصلاة، ثم بعدما صلى وقبل أن يخرج من المسجد أو بعد خروجه من المسجد ذكر بأنه لم يتوضأ، فما هو الجواب في هذه المسألة؟ جزاكم الله خيراً.
الذي اغتسل للجمعة ولم يتوضأ ثم ذكر بعد الصلاة عليه أن يعيد صلاة الجمعة ظهراً ، يتوضأ ويصلي ظهرا؛ لأنه صلاته غير صحيحة، لأنه صلّى بغير وضوء، والغسل لا يقوم مقام الوضوء، غسل الجمعة ما يكفي حتى يتوضأ قبله أو بعده، فإذا صلّى ولم يتوضأ فإنه يعيدها ظهراً، يتوضأ ويعيدها ظهراً.  
 
18- ما حكم التثاؤب في الصلاة، هل ينقصها؟
التثاؤب مكروه ، وهو من الشيطان، مثلما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه من الشيطان، فإذا تثاءب الإنسان فليكتم ما استطاع ، وليضع يده على فيه، وهو ينشأ عن الكسل ، وجوده ينشأ عن الكسل والضعف والنعاس، فالسنة للمؤمن في حال الصلاة أن يكافحه بإحضار قلبه، وخشوعه بين يدي الله، واستحضاره أنه في مقام عظيم لعله يسلم من التثاؤب لأنه من الشيطان، فكلما قوي إحضار القلب بين يدي الله والخشوع بين يدي الله ، وتذكر أن التثاؤب من الشيطان ، فإن هذا استحضار من أعظم الأسباب في بعد الشيطان عنه ، وسلامته من التثاؤب.  
 
19- أرى البعض من الشباب إذا سلم الإمام من الصلاة وبقي على هذا الشاب بعض الركعات فإنه يتقدم بعض الخطوات إلى الأمام؛ لكي يمنع المارين عن المصلين الآخرين، فهل فعله هذا صحيح، وهل خطواته تلك تبطل الصلاة؟
لا يضره إن شاء الله، خطوات يسيرة حتى يمر الناس من وراءه لا يضره ذلك إن شاء الله إن كان بقي عليه صلاة قضى، لكن كونه يبقى في مكانه ويصلي في مكانه الحمد لله، أولى من التقدم.  
 
20- ما حكم الصلاة على الميت الغائب، علماً بأنه قد صليَّ عليه في البلد الذي مات فيه؟
الصلاة على الغائب فيها خلاف بين العلماء، منهم من رأى أنها خاصة بالنجاشي ولا يصلى على غائب، لأن الرسول ما كان يصلي على الغائبين، وإنما صلّى على النجاشي خاصة، وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يصلي على الغائب إذا كان له قدمٌ في الإسلام كالنجاشي وعلماء السنة وأمراء الحق الذين يدعون إلى الله ويعلمون الناس دين الله ولهم مواقف حميدة في نصر الدين تشبيهاً لهم في النجاشي، والأمر في هذا واسع إن شاء الله، والقول بأنه خاص بالنجاشي قول قوي؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- لم يحفظ عنه أنه صلّى على غير النجاشي، ولو كانت الصلاة على الغائب سنة لصلى على كثير من الناس، لأنه مات في زمانه جمٌ غفير في مكة وغيرها، ولم يحفظ أنه صلّى على أحد، فالأحوط تركه على الغائب إلا إذا كان إنساناً كان له قدمٌ في الإسلام كما كان للنجاشي فلا مانع إن شاء الله من الصلاة عليه.  
 
21- ما حكم الاحتباء، وهو: ضم الفخذين إلى البطن بالثوب أو اليدين عند الاستماع إلى الخطبة؟ جزاكم الله خيراً؟
تركه أولى، لأنه قد يسبب النوم والكسل، تركه أولى، يكون على جلسة أخرى لأن ذلك أقرب إلى النشاط والبعد عن النوم.  
 
22- إذا قام رجل في صلاته وصلى ركعتين مثلاً، وهو في الركعة الثالثة دخله شك، ولم يدرِ هل قرأ الفاتحة في الركعة الثانية أم لا، ولم يترجح عنده أحد الأمرين، علماً بأن ذلك قد تكرر منه في أكثر من صلاة، فماذا يلزمه في ذلك؟
إذا كان الوسواس قد تكرر فلا يلتفت إليه ويحمل حاله على أنه قرأها إرغاماً للشيطان، أما إذا كان شيئاً عارض ليس بشيءٍ متكرر فهذا يلغيها وتكون الثالثة بدلاً منها ويأتي بركعة زائدة ويسجد للسهو، أما إذا كان الوسواس يتكرر فهذا من الشيطان ولا يلتفت إليه، ويعتبرها ولا يأتي بشيء بدلها.  
 
23- كيف كان هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في رفع السبابة وتحريكها في الصلاة؟ وجزاكم الله خيراً؟
كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يشير بها من حين يجلس بالتشهد، يشير بالسبابة غير قائمة منحنية قليلاً، كما روى النسائي أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يفعل ذلك. فهو يشير بها من حين يجلس إلى أن يسلم وجاء غير منتصبة كثيراً بل نحيلة قليلاً، ويحركها عند الدعاء عليه الصلاة والسلام، ويجعل نظره إليها وقت الجلوس لا يتجاوز بصره سبابته - عليه الصلاة والسلام- هذا هو السنة. جزاكم الله خيراً 
 
24- ما حكم القنوت في صلاة الوتر، وهل يجب عليَّ شيء إذا تركته؟
مستحب وليس بواجب، من تركه فلا بأس، ومن فعله فهو مستحب. 
 
25- ما حكم سدل اليدين في الصلاة، وهل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء في ذلك؟
السدل مكروه، والضم هو السنة. والثابت عن النبي هو الضم، ضم اليمين إلى الشمال، يضع اليمين فوق الشمال على صدره إذا كان قائماً في الصلاة، وأما سدلهما فمكروه، ولكن لا يبطل الصلاة، ولا يوجب النزاع بين الإخوان، يعلم يبين له أن السدل مكروه خلاف السنة، ولا يحتاج إلى نزاع، ومخاصمات وشحناء، ولكن المؤمن يعلم أخاه ويرشد أخاه، وينصحه بالرفق والحكمة. 
 
26- هل يجوز لي أن أتورك في الصلاة الثنائية كصلاة الفجر والنوافل، أم أنها سنة في الصلاة الرباعية والثلاثية؟
التورك سنة في الرباعية والثلاثية، أما الثنائية كالجمعة والفجر والنوافل السنة فيها الافتراش هذا هو الأفضل.

469 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply