حلقة 365: حكم لعن الزوجة - حكم اللعن - ما تفسير خلق الإنسان من عجل - سبب نزول قوله تعالى ولقد استهزئ برسل من قبلك - أذكار تقال عند الفراغ من الصلاة - صيام الاثنين والخميس بنية تكفير الذنوب - كيفية صلاة الاستخارة - حكم تقبيل المصحف

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

15 / 50 محاضرة

حلقة 365: حكم لعن الزوجة - حكم اللعن - ما تفسير خلق الإنسان من عجل - سبب نزول قوله تعالى ولقد استهزئ برسل من قبلك - أذكار تقال عند الفراغ من الصلاة - صيام الاثنين والخميس بنية تكفير الذنوب - كيفية صلاة الاستخارة - حكم تقبيل المصحف

1- أنا شخص متزوج, وحدث أن ارتكب أحد الأبناء خطأً أثناء تكليفه من قبل والدته بحمل بعض الأغراض للمنزل, وحين تدخلي لمعالجة الموقف حدث بيني وبين والدته شجار, مما جعلني أغضب من تصرفها, فقلت أثناء غضبي ما نصه: لعن الله من أعطاك! وقد ندمت على ذلك ندماً شديداً, وأنا لست ممن يستعمل هذه الكلمة الخاطئة والخاصة بالشيطان, ولا حتى مع أولادي ولا مع زوجتي, ولكن لحظة أفقدتني فيها غضبي فقلت هذا الكلام, فهل عليّ إثم في علاقتي الزوجية بزوجتي من الناحية الشرعية؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فلا شك أن هذا الكلام منكر من القول ومعصية كبيرة، فالواجب عليك التوبة إلى الله منها لأنها سب وشتم لا يليق منك، وقولك: لعن الله من أعطاك، هذا خطره عظيم، لأن هذا قد يعود إلى الله الذي أعطى، فهذا منكر شنيع، وإذا قصدت بذلك الرب فهذه ردة عن الإسلام، فالواجب عليك التوبة إلى الله، ومن تاب، تاب الله عليه، عليك التوبة والندم والإقلاع والعزم ألا تعود في ذلك، وعليك الاستكثار من العمل الصالح وأبشر بالخير، إن شاء الله، من تابَ تاب الله عليه، يقول الله سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) سورة الزمر، ويقول سبحانه: ..وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) سورة النــور، فمن تاب أفلح، فعليك التوبة إلى الله والندم والإقلاع والاستكثار من العمل الصالح وأبشر بالخير إن شاء الله، وزوجتك معك ولا يضر ذلك من جهة النكاح، وقد قال سبحانه فيمن أشرك وفيمن قتل ولده وزنى، قال جل وعلا: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا*يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (68-69) سورة الفرقان، يعني المشرك والقاتل والزاني، ثم قال: إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70) سورة الفرقان، فنسأل الله أن يمن عليك وعلى كل مسلم بالتوبة، ونسأل الله أن يعيذك من العود إلى مثلها.  
 
2-  عندما قلت لعن الله من أعطاك! يعني: الزوجة؟
على كل حال هو منكر سواء قصد الزوجة أو ما قصد الزوجة هو منكر، فعليه التوبة إلى الله من ذلك.  
 
3- امرأة كبيرة في السن فاتها صيام رمضان في العام الماضي؛ نظراً لمرضها وعدم استطاعتها, وهي تسأل: ماذا تفعل في قضاء ذلك الصيام, علماً بأنها الآن لا تستطيع القضاء نظراً لحالتها الصحية؟
إن كانت لا تستطيع القضاء لمرضها فعليها القضاء بعد الشفاء فتمهل؛ لقول الله سبحانه: ..وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ.. (185) سورة البقرة، أما إن كانت لا تستطيع لكبر سنها، وضعف بدنها وعجزها عن الصبر عن الطعام والشراب إلى الليل فإنها تطعم عن كل يوم مسكيناً، ولا شيء عليها، والحمد لله.  
 
4- ما تفسير هذه الآية: ((خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ))[الأنبياء:37] في سورة الأنبياء؟
على ظاهرها، خلق آدم، خلقه الله من تراب، والآية الأخرى من طين، تراب لما عجن بالماء صار طيناً، ثم صار طينا لازباً، ثم حمأاً مسنوناً، ثم صلصالاً كالفخار، وجاء في الحديث: أنه لما نفخت فيه الروح أراد أن يقوم قبل أن تستكمل الروح بدنه من عجلته، ولهذا قال تعالى: خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ.. (37) سورة الأنبياء، وقال جل وعلا: ..وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً (11) سورة الإسراء.  
 
5- في الآية الكريمة: ((وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ))[الأنعام:10]، ما سبب نزول هذه الآية؟
سببها التسلية للرسول صلى الله عليه وسلم، يقول له: لا تجزع فقد استهزئ برسل من قبلك، فإن قريشاً تستهزئ به وكفارهم وغير كفارهم يستهزؤون به فالله يسليه ويعزيه ويقول له: لا تحزن من هذا، فإن الرسل قبلك كذلك قد استهزئ بهم، فلك فيهم أسوة، كما كُذِّبوا كُذِّبت، وكما استهزئ بهم استهزئ بك، فلا بد من الصبر، ولهذا قال في الآية الأخرى: فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ.. (35) سورة الأحقاف.   
 
6- هذا الدعاء: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك, هل يقال قبل السلام أم بعد السلام؟
الأفضل قبل السلام، هذا الأفضل، لأن الدعاء قبل السلام أفضل، لقوله صلى الله عليه وسلم لما علمهم التحيات قال: (ثم ليختر من المسألة ما شاء)، وفي لفظ آخر: (ثم ليختر من الدعاء أعجبه إليه فيدعو)، فإذا دعا بهذا قبل السلام فهو أفضل، وإن دعا به بعد السلام وبعد الذكر فلا بأس، لكن قبل السلام يكون أفضل.  
 
7- البعض من الناس يدعون بعد كل ركعتين من صلاة التراويح بهذه الصيغة: (نسأل الله الهدى والرضا والعفو عما مضى)؟
ما لها أصل، ليس لهذا أصل ومن دعا فلا بأس بما يسر الله من الدعاء، وإنما ليس هناك دعاء خاص بين التسليمتين، ولكن من دعا فلا حرج، أما شيء خاص هذا الدعاء ولا غيره.  
 
8- ما حكم تأدية صلاة الضحى بعد الأذان الأول من يوم الجمعة؟
صلاة الضحى سنة في يوم الجمعة وغيره، وأداء ذلك بعد الأذان الأول لا بأس به لأن الشمس لم تقف، ويوم الجمعة الصواب أنه ليس فيها وقت نهي، عند الزوال، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم شرع للناس إذا دخلوا المسجد أن يصلوا ما قدر الله لهم ولم يقل لهم إلا إذا وقفت الشمس، فدل ذلك على أن يوم الجمعة الصلاة فيها مستمرة إلى دخول الخطيب، وليس فيها وقت نهي في وسط النهار، هذا هو الأرجح، فإذا صلى المسلم في المسجد ما يسر الله له من الركعات حتى يدخل الخطيب فلا بأس، وإذا صلت المرأة في بيتها الضحى ما يسر الله لها قبل الأذان الأول أو بعده فلا بأس.  
 
9- ما حكم صيام يوم الاثنين والخميس بنية تكفير ما كان عليَّ من ذنوب سبقت أيام ما كنت في غفلة من الله عز وجل, وهل يغفر الله عز وجل ذنوبي حتى لو كانت كبيرة وفعلتها متعمدة، ولكنني الآن تبت إلى الله عز وجل وندمت على ما فعلت؟
التوبة يمحو الله بها الذنوب، التوبة الصادقة النصوح يغفر الله بها الذنوب، إذا كنت تبت عن ندم وإقلاع وصدق وإخلاص فالحمد لله، ولكن الصوم ينفع لأن الحسنات يذهبن السيئات كما قال تعالى: ..إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ.. (114) سورة هود، والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، كما قال تعالى: مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا.. (160) سورة الأنعام، فاستكثري من الصوم ومن الصلاة النافلة ومن الصدقات والتسبيح والتهليل والتحميد والذكر والاستغفار، كل هذا ينفع المسلم ولو كان من أصلح الناس، ينفعه ذلك، فكيف إذا كان قد أسلف سيئة؟! هذا مما يرفعه الله به درجات ومما يزيده به خيراً، فاستكثري من الخير، والتوبة تجب ما قبلها والحمد لله. ولكن كون الإنسان يصوم الاثنين والخميس أو يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، أو يتصدق كثيراً أو يسبح أو غير ذلك، كل هذا مما يرفعه الله به درجات ويضاعف به أجره، بل هو في خير كثير.  
 
10- ما كيفية صلاة الاستخارة، وما هو دعاؤها، وفي أي وقت تصلى؟
صلاة الاستخارة ركعتان، النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا هم أحدكم بالأمر فيصلِّ ركعتين ثم ليقل: "اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب، اللهم إني كنت تعلم أن هذا الأمر ويسميه باسمه") -يقول: هذا الأمر زواجي بفلانة، أو سفري إلى محل كذا، أو شرائي كذا، أو ما أشبه ذلك، يُعيِّن حاجته، ("اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فيسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، وقدر الخير حيث كان ثم رضِّني به) هذه السنة، وهذا دعاء الاستخارة، وإذا كان لا يعرف هذا الدعاء يدعو بما تيسر. يقول: اللهم قدر لي الخير، اللهم يسر لي الخير، اللهم اشرح صدري لهذا السفر إن كان خيرا، اللهم اشرح صدري لهذا الزواج إن كان خيرا، يدعو بما يفهم بما يعرف، بعد السلام، يرفع يديه ويدعو بعد صلاة الركعتين.  
 
11- أسأل عن مدى صحة هذا الحديث: عن جابر رضي الله عنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبة له: اعلموا أن الله قد فرض عليكم الجمعة في مقامي هذا, في شهري هذا, في عامي هذا إلى يوم القيامة, فمن تركها في حياتي أو بعد مماتي وله إمام عادل أو جائر استخفافاً بها أو جحوداً لها فلا جمع الله شمله, ولا بارك الله في أمره, ولا صلاة له، ولا زكاة له، ولا حج له، ألا ولا صوم له، ولا بر له، حتى يتوب إلى الله, فمن تاب تابَ الله عليه ما صحة هذا الحديث؟
هذا لا أعرف له أصلا، لا أعرف له أصلا يعتمد، ولكن صلاة الجمعة فريضة بإجماع المسلمين، وقد أوجبها الله على المسلمين وأوجبها رسوله عليه الصلاة والسلام وقال: (لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين!)، وقال: (من ترك الجمعة بغير عذر طبع الله على قلبه)، فالمقصود: أن صلاة الجمعة فريضة عند جميع المسلمين، أما هذا الحديث الذي ذكره السائل فلا أعرف له أصلاً يعتمد عليه
 
12- من هو ذو القرنين وما هي قصته؟
قصته في القرآن، ذكر الله في القرآن، يكفي ما في القرآن واضح. ذكرها الله في آخر سورة الكهف، تقرأ سورة الكهف وتعرفها.  
 
13-  ما حكم تقبيل المصحف، وما فضل سورة الدخان؟
لا أعلم حرجاً في ذلك، إذا قبله لا حرج تعظيماً له، يروى عن عكرمة بن أبي جهل الصحابي الجليل رضي الله عنه أنه كان يقبله ويقول: (هذا كلام ربي) فلا أعلم حرجاً في ذلك. وسورة الدخان من أفضل السور، ولا أعلم فيها شيئا يخصها، ولكنها من كلام الله عز وجل وكلام الله هو أفضل الكلام، وفيه الخير والهدى والصلاح كما قال الله جل وعلا: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ.. (9) سورة الإسراء، وهي من جملته، فيها الخير والهدى
 
14- هل صحيح بأنه لا صلاة بعد الوتر؟
لا بأس، ليس بصحيح، له أن يصلي بعد الوتر، ما هو بوقت نهي، لكن الأفضل أن يختم الليل بالوتر، فيختم صلاته بالليل بالوتر، والنبي صلى الله عليه وسلم كان ربما صلى ركعتين بعد الوتر، ليعلم الناس أنه لا حرج في ذلك، فلو أوتر في الليل في أول أو في وسط الليل ثم قام في آخر الليل وصلى ما يسر الله له ركعتين أو أربع أو ست أو أكثر فلا بأس، المقصود: أن الصلاة بعد الوتر لا حرج فيها، لكن الأفضل لمن صلى آخر الليل أن يختم بالوتر، يختم بالركعة الأخيرة الواحدة، وهي الخاتمة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً) متفق على صحته.  
 
15-   سمعت حديثاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه: (من صلى الفجر في جماعة ثم جلس في مصلاه -أو في عبادة الله- حتى تطلع الشمس بمقدار رمح في السماء كان له أجر حجة وعمرة تامَّة تامةٍ) وأنا يا سماحة الشيخ لا أستطيع تقدير هذا الوقت، وأرجو من سماحتكم بيان مقدار هذا الوقت بالدقائق؟
هذا حديث لا بأس به، جاء من طرق، لا بأس به، إذا صلى الإنسان الفجر وجلس في مصلاه حتى تطلع الشمس وترتفع هذا فيه فضل عظيم، ثم صلى ركعتين، كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس في مصلاه الفجر في الغالب حتى تطلع الشمس طلوعاً حسناً، فإذا جلس الرجل في مصلاه أو المرأة في مصلاها فإذا ارتفعت الشمس صلى ركعتين هذا كله طيب وحسن، وهو بعد ربع ساعة تقريباً من طلوع الشمس، فإن طلوع الفجر إلى طلوع الشمس نحو ساعة ونصف، ثم بعدها نحو ربع الساعة، يعني بعد طلوع الفجر بنحو ساعتين إلا ربع أو ساعتين إلا عشر يكون بذلك قد ارتفعت الشمس، فهذا الوقت إذا صلى فيه ركعتين فيه خير عظيم أو أكثر من ذلك
 
16- هل ينطبق أيضاً هذا على النساء؟
نعم الحديث للنساء والرجال جميعاً، الحكم عام.  
 
17- ما هي الأعمال التي إذا تمسكت بها المرأة كانت من الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب؟
مثل الرجل سواء، إذا استقامت على طاعة الله وأدت فرائض الله وتركت محارم الله دخلت الجنة بغير حساب كالرجل، المهم الاستقامة على دين الله، بأداء فرائض الله وترك محارم الله، والتوبة مما قد يقع من الذنوب، فمن استقام على هذا حتى الموت دخل الجنة بغير حساب.  
 
18- ما حكم التطيب ببعض العطور, علماً بأن بعضها يحتوي على (90%) من الكحولات، وهل هي تنجس ثياب المؤمن، أم ماذا؟
إذا كان الطيب فيه مسكر، فيه نوع من المسكرات حرم استعماله، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أسكر كثيره فقليله حرام)، وقال: (كل مسكر حرام)، هكذا قال صلى الله عليه وسلم، فإذا علم أن هذا الطيب أو هذا الشراب أو هذا الطعام كثيره يسكر حرم، وأكثر أهل العلم على أن ما أسكر فهو نجس فينبغي توقي ذلك، إذا أصابه شيء من الخمر أصاب ثوبه فإذا غسله يكون حسن إن شاء الله من باب الاحتياط، فالمقصود: أن ما أسكر كثيره من طعام أو شراب فهو نجس، عند الجمهور وهو محرم عند الجميع، عند جميع العلماء، ما أسكر كثيره فقليله حرام، فإذا كان إذا شرب منه مثلا كأساً سَكِر، وإذا كان شرب نصف كأس لا يسكر، فهو حرام كله قليله وكثيره، نسأل الله العافية.  
 
19- البسملة في سورة الفاتحة تعتبر آية, وهذا حسب ما في المصاحف, فما رأي سماحتكم في إمام يقرأها في الصلاة ويقول: بأنها سنة, وما الحكم في ذلك؟
الصواب أن البسملة في أول الفاتحة وفي جميع السور آية مستقلة ليست من الفاتحة ولا من غيرها، فالتسمية "بسم الله الرحمن الرحيم"، آية مستقلة، ليست من الفاتحة ولا من غيرها من السور، ولكنها آية مستقلة، وأول الفاتحة: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) سورة الفاتحة، هذا أول الفاتحة، هذا الصواب وهذا الصحيح من أقوال أهل العلم. ولكنها بعض آية من سورة النمل، هي بعض آية من سورة النمل، من قوله سبحانه: إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) سورة النمل، هذه بعض آية، وأما من سورة الفاتحة فهي آية مستقلة، ليست من الفاتحة، وهكذا التسمية في البقرة والنساء وآل عمران والمائدة وغيرها كلها آية مستقلة ليست من السورة، على الصحيح من أقوال أهل العلم، والفاتحة سبع آيات أولها: (الحمد لله رب العالمين)، والسابعة (غير المغضوب عليهم ولا الضالين).  
 
20- جرت عندنا سيول عظيمة مما أدى إلى جرف الأراضي، وأضرت ببعض عظام الموتى, وقامت بعضاً من النساء بجمع العظام ودفنها في الأرض, فهل على هؤلاء النسوة شيء؟
إذا جرفت السيول المقبرة فعلى ولي الأمر والجهات المختصة أن ينظروا في ذلك وأن يعيدوا العظام إلى مدافنها ويسووها ويسوروا المقبرة حتى لا تصاب مرة أخرى، على ولي الأمر أو على المحتسبين الذين يطلبون الأجر يعيدون العظام في محالها كل عظام قبر في محله، وإذا لم يعرفوا ذلك دفنوها في أي محل من المقبرة، وسووا ظاهر القبور على حالها حتى تعرف أنها قبور، وتسور المقبرة بشبك أو ببناء حتى لا تمتهن وحتى لا تدخلها السيول
 
21-   البعض من الناس يزعمون بأنهم يشاهدون الموتى, وما آلو إليه, وما آلو إلى مصيرهم, ويقومون بإخبار أهل الميت أين مصير أبنائهم أو ميتهم, ويخبرونهم بأن الميت يقول لهم أن يفعلوا أشياء يذكرونهم بها, فهل هذا العمل صحيح، وما نصيحتكم يا سماحة الشيخ؟
هذا باطل، أنتم كذابون ودجالون ومن ادعى هذا فهو كافر، من يدعي أنه يعلم الغيب هذا ما يجوز هذا باطل، ولا يصدقون، والعياذ بالله، فلا يعلم حال الموتى وما هي منازلهم عند الله إلا الله سبحانه وتعالى، لكن المؤمن يرجى له الخير والكافر إلى النار، نسأل الله العافية، والمؤمن مشهود له بالخير، ومصيره إلى الجنة، لكن أخبارهم في البرزخ وأنهم جرى عليهم كذا وأنهم جرى عليهم كذا وأن منازلهم في الجنة كذا، هذا لا يقوله عاقل، هذا كذاب، ولكن المؤمنين موعودون بالجنة ومنازلهم في الجنة وأرواحهم في الجنة في شكل طير، فأرواحهم تكون طيور في الجنة كما جاء في الحديث، والشهداء تكون في أجواف طير خضر، تسرح في الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش، فمن يقول أنه يعلم أحوال الموتى وما شؤونهم ومنازلهم ويشاهد ذلك فهذا كذاب دجال يجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل، نسأل الله العافية.  
 
22- نحن نعلم بأن الحجاب واجب على المرأة, ولكن بعض النساء لا يتحجبن ويقلن: نعلم أنه واجب ولكن لا نستطيع على ذلك, ونخاف أن يتكلم الناس علينا بأقوال غير مستحبة, ونستحي منهم, ويقولون أيضاً: بأننا واثقات من الله عز وجل, وأملنا بالله كبير, والله غفور رحيم, فما هي نصيحتكم لمثل هؤلاء النسوة
الواجب على النسوة التحجب والأخذ بتعاليم الشرع والاستقامة على ذلك، ولا يجوز لأحد أن يخالف الشرع، بمعنى أنه يحسن الظن بالله أو من أجل مجاملة فلان أو فلان، أو لئلا ينتقدها فلان، هذا غلط منكر!، يجب الأخذ بالشرع والتمسك بالشرع ولو قال فلان كذا وكذا، ولو انتقدها الناس وقالوا إنها كذا أو أنها متحجرة أو أنها غالية أو أنها متشددة هذا لا يهمها، الله يقول سبحانه: ..وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ.. (53) سورة الأحزاب، جعلها طهارة لقلوب الجميع، وقال سبحانه في سورة النور: ..وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ.. الآية (31) سورة النــور، فالواجب على المرأة التحجب والتستر عن الأجنبي، أما عن زوجها ومحارمها فلا بأس، أن يروا وجهها ويديها لا بأس، أما أن تكشف للأجناب لأخي زوجها أو لابن عمها أو لجيرانها أو لجلسائها لا يجوز، بل يجب التستر والبعد عن الريبة والخطر، ولا تجوز الخلوة أيضا من رجل أجنبي، وليس لأحد أن يترخص بالمجاملة أو أن الله عفو غفور، أو ما أشبه ذلك، فهو سبحانه عفو غفور، وهو شديد العقاب أيضاً سبحانه وتعالى، كما قال عز وجل: نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ*وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ (49-50) سورة الحجر، وقال سبحانه: غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ.. (3) سورة غافر، فالواجب على جميع المؤمنين والمؤمنات الأخذ بتعاليم الشرع والتمسك بتعاليم الشرع وأداء فرائض الله، والحذر من محارم الله، ولو كره الناس ولو انتقدهم الناس، فالله هو أحق أن يستحيا منه، وأحق أن يؤخذ بأمره وأن ينتهى عما نهى عنه سبحانه وتعالى
 
23-  هل الغيبة تنتفي إذا كانت المرأة تتكلم عن ابنها وزوجته مع بناتها في غيبتهما, وهي تقول: بأن هذا ليس من الغيبة؟
إذا ذكرت ابنها بما يكره أو زوجته بما يكره فهي غيبة عند بناتها أو غيرهم، إذا ذكرت ابنها بما يكره أو زوجته بما يكره فهي غيبة، والله يقول سبحانه: ..وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا.. (12) سورة الحجرات، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الغيبة قال صلى الله عليه وسلم: (الغيبة ذكرك أخاك بما يكره)، قيل: يا رسول الله: إن كان في أخي ما أقول؟ قال: (إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته)، فالواجب الحذر، فليس للمرأة أن تغتاب ابنها ولا أباها ولا أخاها ولا زوجة ابنها ولا زوجة أبيها ولا زوجة أخيها، والواجب على الجميع الحذر مما نهى الله عنه
 
24- لبس الرجل للثوب الطويل من غير قصد الخيلاء ولا رغبة في الطويل، وإنما لأسباب قد يكون منها: عدم توفر القصير في يوم من الأيام, أو الاتساخ لهذا الثوب القصير وما أشبه ذلك, هل هذا من الإسبال المحرم؟
نعم، لا يجوز لبس الطويل مطلقاً، ولو قال إنه لا يتكبر، الله حرم ذلك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره، والمنان فيما أعطى، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب)، أخرجه مسلم في الصحيح، ولم يشترط أن يكون أراد الخيلاء، لكن إذا أراد الخيلاء فيكون الذنب أعظم، كما قال صلى الله عليه وسلم: (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة)، فهذا يكون ذنبه أعظم، ويكون الإثم أكثر، ثم الغالب أن من جر ثوبه في الغالب أنه خيلاء، وإذا زعم أنه ليس بخيلاء فلا ينبغي تصديقه، ويقال له: اترك هذا، احذر هذا، الرسول نهاك عن هذا، وإذا كان طويلاً يقصه أو يخبنه حتى يرتفع، حتى لا ينـزل عن الكعبين.  
 
25-   ما هو فضل قراءة القرآن وتعلمه وحفظه وتعليمه, وهل قراءة الكبار والكبيرات في السن للقرآن رغم تحريف بعض الآيات كرفع المنصوب وجر المرفوع وغير ذلك؛ لعدم قدرتهم على النطق الصحيح, هل هذا جائز أم لا؟
قراءة القرآن من أفضل الأعمال ومن أفضل القربات، فيشرع للمؤمن والمؤمنة أن الإكثار من قراءة القرآن، يشرع لكل مؤمن ولكل مؤمنة الإكثار من قراءة القرآن، للرجل والمرأة والأمير والصغير والكبير والعجوز والشابة يشرع للجميع الإكثار من قراءة القرآن، فيه الخير العظيم والفائدة الكبيرة، كما قال الله عز وجل: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ.. (9) سورة الإسراء، ويقول سبحانه: ..قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء.. (44) سورة فصلت، ويقول: وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) سورة الأنعام، ويقول جل وعلا: هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (52) سورة إبراهيم، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اقرؤوا هذا القرآن فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفا من القرآن فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها)، وكان يوما جالساً في أصحابه فقال عليه الصلاة والسلام: (أيحب أحدكم أن يذهب إلى بطحان -واد في المدينة- فيرجع بناقتين عظيمتين في غير إثم ولا قطيعة رحم؟ قالوا: كل واحد يحب ذلك، قال: لأن يذهب أحدكم إلى المسجد فيعلم آية من كتاب الله خيرٌ له من ناقتين عظيمتين، وثلاث خيرٌ من ثلاث وأربع خيرٌ من أربع ومن أعدادهن من الإبل) فالسنة للجميع الإكثار من قراءة القرآن للمرأة والرجل العجوز ولغير العجوز، ولو جرى بعض التحريف ما يضر، عليها أن تجتهد وعلى الرجل أن يجتهد حتى يقيم لسانه، عليه أن يجتهد، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من قرأ القرآن وهو ماهرٌ فيه فهو مع السفرة الكرام البررة، ومن قرأه وهو عليه شاق ويتتعتع فيه فله أجران) هذا فيه فضل عظيم، له أجران إذا قرأ القرآن وهو يتعتع فيه لأنه ليس بحافظٍ له يجلس لقرأته ليتعلم له أجران، الرجل يتعلم والمرأة تتعلم، ويقف ويعجل حتى يفهم الآية، حتى يفهم الحرف، حتى يقيم الكلمة، يتعلم، وإذا كان عنده من يعلمه كان ذلك خيراً عظيماً، يقول يا فلان اسمع لي، أو يا فلانة تقول لأختها اسمعي لي، إذا كانت تفهم منها، يتعاونا على البر والتقوى، كل واحد يعين الآخر، أو لزوجها إذا كان زوجها يقرأ أحسن منها، تقرأ عليه أو لأمها أو على أختها أو نحو ذلك، هذا من التعاون على البر والتقوى، وإذا قرأت اليوم تلحن فاليوم الثاني إن شاء الله ما تلحن بالتعلم. وفق الله الجميع. شكر الله لكم... 

606 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply