حلقة 459: حكم العادة السرية في رمضان - طرق الصوفية - علاج الوسوسة في الوضوء والصلاة - من أخذت من زوجها نقودا لشيء ما ثم صرفتها في شيء آخر - كتب في التفسير ينصح بها - هل القيامة قامت من قبل أم لا

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

9 / 50 محاضرة

حلقة 459: حكم العادة السرية في رمضان - طرق الصوفية - علاج الوسوسة في الوضوء والصلاة - من أخذت من زوجها نقودا لشيء ما ثم صرفتها في شيء آخر - كتب في التفسير ينصح بها - هل القيامة قامت من قبل أم لا

1- كنت من قبل أربع سنوات من الآن من الشباب الطيبين وملتزم بالصلاة والسنة، ولكنني صاحبت جلساء سوء وبدأت أترك هذا الطريق حتى أصبحت أتهاون في أداء الصلاة، وارتكبت إحدى المعاصي في نهار رمضان منذ حوالي ثلاث سنوات، وبدأت من العام الماضي أشعر بذنبي، ورجعت إلى ما كنت عليه من اتباع السنة وإقامة الصلاة، ولكن كل ما تذكرت الذي عملته في نهار رمضان خاصة عند قيامي لصلاة الفجر حزنت وبدأت عيناي تذرف من الدموع، فأرجو من سماحة الشيخ توضيح ما يجب علي أن أفعله، هل هو صيام أم قضاء وجزاكم الله خير الجزاء.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فالحمد لله الذي هداك يا أخي للرجوع إلى الصواب ولزوم طريق السنة والجماعة وصحبة الأخيار، ومن تابَ تاب الله عليه، وهذا الذي أصابك من الحزن على ما حصل منك من انتكاس فهذا يدل على خير عظيم، فأبشر بالخير والتوبة يمحو الله بها ما قبلها، من تاب تاب الله عليه يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (التوبة تهدم ما كان قبله) فالتوبة تهدم ما جرى منك من تقصير، والحمد لله، وهذا الحزن إذا ارتكبت سيئة والبكاء فهذا خير عظيم وفائدة كبيرة، وهذا من جنس ما قال بعض السلف: (إن العبد ليفعل الذنب فيدخل به الجنة، ويفعل الحسنة فيدخل بها النار!، قيل: كيف ذلك؟ قال: يفعل الحسنة فيعجب بها ويتكبر بها ويتعاظم بها فيدخل بها النار، ويفعل السيئة ثم يندم كلما ذكرها ويحزن كلما ذكرها فيدخل بها الجنة) فأنت بهذه التوبة وبهذا الندم وبهذا الحزن يرجى لك الخير العظيم ويرجى قبول توبتك فأنت على خير عظيم. أما ما جرى منك في رمضان فعليك عنه الكفارة مع التوبة الصادقة، تصوم الذي جرى فيه الجماع أو تقضيه، وعليك الكفارة عن الجماع، وهي عتق رقبة إن كنت تستطيع، فإن عجزت صمت شهرين متتابعين، فإن عجزت أطعمت ستين مسكيناً، ثلاثين صاعاً وأنت أعلم بنفسك، إذا استطعت أن تعتق رقبة يوجد في بعض الجهات الإفريقية الرِّق بالتوارث موجودين ويباعون، وقد اشترينا من ذلك جملة وأعتقناها، وإن عجزت عن ذلك فالصيام شهرين متتابعين، فإن لم تستطع أطعمت ستين مسكيناً، كل مسكين يعطى نصف الصاع من التمر أو الأزر أو غيرها من قوت البلد، ونصف الصاع يقارب كيلو ونصف من الحنطة ونحوها، وهذا هو الواجب عليك مع التوبة والاستغفار ومع قضاء اليوم، والمرأة مثلك، المرأة كذلك إذا كانت صائمة بالغة، فالمقصود أن عليها مثلك، عليها التوبة والاستغفار وقضاء اليوم وعليها مع ذلك الكفارة إذا كان مطاوعة، أما إذا كانت مكرهة مغصوبة لا قدرة لها فليس عليها شيء. قد أضطرُّ للتصريح سماحة الشيخ: الموضوع ليس موضوع جماع مع طرف آخر، هو ما يسمى بالعادة السرية عند الشباب؟ ج/ العادة السرية لا، العادة السرية ما فيها إلا القضاء، ما فيها كفارة، العادة السرية فيها القضاء فقط، قضاء اليوم، والتوبة والاستغفار، والحمد لله.  
 
2- سؤالي عن بعض الطرق الصوفية التي تنتشر في بلادنا، ويقول العلماء: يجب على كل مسلم أن يسلك طريقة صوفية معينة وإلا فهو على ضلالة من أمره، ويقولون: (من ذاق عرف، ومن لم يذق انحرف)، أي: ما ذاق الإيمان عن طريق الصوفية، وكما يوجد رجل يُقال له خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم -يسميه شيخ عبد العزيز ما أدري هل من المصلحة تسميته المهم- فلان النقشبندي وطريقته تسمى: النقشبندية ومنتشرة بشكل واسع في بلادنا، ويقول العلماء: من لم يسلك هذه الطريقة فهو خاسر. وكما ينكرون أكثر أقوال علماء السلف الصالح وخاصة في العقيدة أفيدونا مأجورين جزاكم الله خير الجزاء، وآسف لطول السؤال؟
الواجب على كل مسلم أن يسلك طريق نبينا محمد عليه الصلاة والسلام الذي درج عليه أصحابه -رضي الله عنهم- ثم سلف الأمة من التابعين وأتباعهم من الأئمة الأربعة وغيرهم، هذا هو الواجب. أما الطرق التي أحدثها الناس ويسمونها الطرق الصوفية هذه لا يجب سلوكها ولا يجوز سلوكها ولا يلزم أحداً سلوكها، لا نقشبندية ولا قادرية ولا تيجانية ولا خلوتية ولا شاذلية ولا غير ذلك، جميع الطرق لا يجب سلوك شيء منها لأنها محدثة، قد سار الصحابة قبلها على ما عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل أن تحدث هذه الطرق، وهكذا من بعدهم من أئمة السلف، أفكانوا خاسرين لأنهم ما سلكوها؟!! كانوا ناجحين وكانوا سعداء وكانوا هم على الحق والطريق القويم وعلى صراط الله المستقيم، فأنت يا عبد الله قدِّر نفسك معهم، وأنت كأنك موجود قبل هذه الطريقة، فهل يضرك عدم التزام هذه الطريقة؟!، هذه مما أحدثها الناس، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) يعني مردود، وقال عليه الصلاة والسلام: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، فلا يلزمك أن تسلك الطريقة النقشبندية أو التيجانية أو القادرية أو الشاذلية أو البرهانية أو غير ذلك. عليك أن تسلك طريق محمد عليه الصلاة والسلام، طريق سلف الأمة، بأن تعبد الله وحده وتستقيم على دينه، وتحافظ على الصلوات الخمس، وتؤدي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت الحرام مع الاستطاعة، تبر والديك، تصل أرحامك، تحفظ لسانك عما حرم الله، تحفظ جوارحك عما حرم الله، تجتهد في ذكر الله وطاعته والتقرب إليه بأنواع الطاعات، بصلاة النافلة وصوم النافلة والصدقات والإكثار من ذكر الله والاستغفار، ولا تلتفت إلى هذه الطرق التي أحدثها الناس، وتنصح إخوانك أن يتجنبوها، ما كان فيها من خير ووافق شرع الله يؤخذ وما كان فيها من شيء جديد يترك، يقول مالك رحمه الله بن أنس إمام دار الهجرة في زمانه يقول: (لن يُصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها) وهكذا قال العلماء جميعاً مثل قوله، لا صلاح لهذه الأمة إلا بما صلح به الصحابة ومن بعدهم، إلا بالسير على طريق محمد عليه الصلاة والسلام، والتمسك بصراط الله المستقيم الذي قال فيه جل وعلا: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) سورة الأنعام، وقال عز وجل في سورة الفاتحة: (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ) (5-6) الفاتحة، فهذا هو الصراط المستقيم هو دين الله هو الإسلام وما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الأعمال والأقوال هو الصراط المستقيم، وهو صراط المنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وهم أهل العلم والعمل الذين عرفوا دين الله وعملوا به، هذا هو الصراط المستقيم أن تعرف دين الله وأن تتفقه في دين الله من القرآن والسنة وأن تعمل بذلك على النهج والطريق الذي سلكه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسلكه أصحابه - رضي الله عنه - وأتباعهم بإحسان. وإياك أن تترك ذلك من أجل قول الشيخ فلان أو الشيخ فلان الشيخ فلان، ويقولون: من لا شيخ له فالشيطان إمامه أو شيخه! كل هذا باطل، لكن أهل العلم يستعان بكلامهم ويستفاد من كلامهم في تفسير القرآن تفسير السنة في بيان الأحكام لكن لا تقدم آراؤهم المخالفة لشرع الله على ما قال الله ورسوله، كتب العلماء المعروفين بالسنة والاستقامة هؤلاء يستفاد من كلامهم وينظر في كتبهم سواءٌ كانت من كتب الشافعية أو الحنفية أو المالكية أو الحنبلية أو الظاهرية أو كتب أهل الحديث المتقدمين كل هؤلاء يستفاد من كتبهم وينظر فيها ويستعان بها على فهم كلام الله وفهم كلام رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ويدعى لهم ويترحم عليهم لفضلهم وعلمهم، لكن لا يجوز لأحد أن يقول بالطريقة التي أحدثها فلان أو فلان هي الطريقة المنجية وما عداها فهو خطأ، لا، الواجب عليك أن تتبع طريق الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: (ستفترق أمتي على ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة) التي سارت على نهج النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي رواية الترمذي: قيل: يا رسول الله من؟ قال: (من كان على ما أنا عليه وأصحابي)، فالذين ينجون عند الافتراق وعند التغير هم الذين سلكوا مسلك النبي -صلى الله عليه وسلم- وساروا على نهجه واتبعوا صحابته فيما كانوا عليه، هؤلاء هم الناجون، فعليك بلزوم هذا الطريق، لزوم طريق أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وأتباعهم من أئمة الإسلام كمالك والشافعي وأحمد وغيرهم من أئمة الإسلام، وكن على طريقهم الطيب، وما اختلف فيه الناس أو تنازع فيه الناس من بعض المسائل فإنه يرد إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله محمد عليه الصلاة والسلام، فما وافق كتاب ربنا أو سنة نبينا وجب الأخذ به والسير عليه، وفي كلام أهل العلم ما يعينك على ذلك إذا نظرت فيه وتأملته رحمة الله عليهم.  
 
3- أصيب بالوسوسة في كثير من الأمور وأهمها الوضوء، حيث وصل به الحال إلى أن يترك من يتابعه ويعد مرات غسله لأعضائه، ويُناقش في الإجابة المتوقعة حتى أنه يقول: ستقول سماحة الشيخ اتقوا الله ما استطعتم، فكيف تكون استطاعتي؟ ويقول: إن مرضه لخصه الأطباء بأنه من الوسوسة القهرية. ويرجو توجيهه جزاكم الله خيراً؟
هذه الوساوس التي يبتلى بها بعض الناس في الوضوء أو في الصلاة أو في غير ذلك كلها من الشيطان، والله أرشدنا سبحانه للتعوذ منه فقال عز وجل: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ)، فعليك أن تتعوذ بالله من شر هذا العدو دائماً، عند الوضوء وعند الصلاة وفي غير هذا من شئونك إذا هجم عليك بالوسوسة فهو عدوك، كما قال سبحانه: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) سورة فاطر، ويقول عز وجل: وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ.. (200) سورة الأعراف، فعليك أن تستعيذ بالله عند الوضوء عند الصلاة، حاربه محاربة قوية، فإذا توضأت فلا ترجع تقول: ما توضأت وأنت ترى يديك مغسولة ترى وجهك مغسول ترى رجليك مغسولة تُكذِّب عينك وترجع إلى طاعة الشيطان؟!! فاستقم إذا توضأت لا ترجع سواءٌ مرة أو مرتين أو ثلاث النهاية ثلاث، إذا غسلت العضو ثلاث مرات انتهى لا تزيد على هذا شيئاً، النبي -صلى الله عليه وسلم- ما زاد على الثلاث، وجاء عنه أنه قال: (من زاد فقد أساء وتعدى وظلم)، فليس لك الزيادة، إذا تمضمضت واستنشقت مرة أو مرتين أو ثلاث .....! ولا توسوس واحذر، وإذا غسلت وجهك ثلاثاً فهذا هو النهاية إذا مر الماء عليه ثلاث مرات، وهكذا إذا غسلت وجهك ويديك كذلك اليمنى واليسرى كل واحدة ثلاث، ويكفي مرة أن يعمها الماء أو مرتان يكفي، لكن الثلاث هي النهاية، ثم تمسح رأسك مع أذنيك مرة واحدة بالماء، ثم تغسل رجليك اليمنى ثلاثاً واليسرى ثلاثاً، ويجوز مرتين ويجوز مرة إذا عمها الماء، فلا تطع الشيطان لا بد من الحرب مع عدو الله، خليك قوي، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف)، لا تكن ضعيفاً للشيطان عدوك، لو جاء أحدٌ من الناس يخاصمك أو يطالبك بشيء ألا تكون قوياً في دفع الشر عنك بالخصومة، أو يريد ضربك ألا تكون قوياً في دفعه، هذا أعدى هذا خبيث يريد هلاكك يريد دخولك النار، فلا بد أن تكون قوياً في حربه في الوضوء في الصلاة وفي كل شيء، استحضر عقلك، اعرف أنك معادى وأنه خصمك وأنه عدوك وأنه حربٌ لك، فكيف تطاوعه؟ لا بد من قوة ولا بد من تعوذ بالله من الشيطان حتى تسلم من شره ومكائده، واسأل ربك العافية من شره، وكن قوياً لا تتساهل مع ذلك، ولا تمل إليه تقول: أخاف ما كمَّلت، لا، اجزم أنك كملت وأنك أديت الواجب، وانتقل إلى العضو الثاني وهكذا، وإذا كملت فلا تعد تقول ما توضأت أو ما صليت، لا، الحمد لله، اجزم بأنك فعلت حتى لا يهزمك عدوك، وحتى لا يستولي عليك ويجعلك ضمن المجانين، نسأل الله لك التوفيق والهداية. - هل تنصحونه بأوراد معينة سماحة الشيخ لعل الله سبحانه وتعالى يشفيه من هذا البلاء؟ ج/ ننصحه نعم، ننصحه بأن يقول بعد كل صلاة إذا فرغ من الذكر يقرأ آية الكرسي ويقرأ (قل هو الله أحد) مع المعوذتين بعد كل صلاة، فهذا من أسباب السلامة، ويكرر (قل هو الله أحد) والمعوذتين بعد المغرب والفجر ثلاث مرات، وعند النوم يقرأ آية الكرسي أيضاً ويقرأ (قل هو الله أحد) والمعوذتين ثلاث مرات عند النوم، كل هذا من أسباب السلامة، وإذا أحس بشيء يقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، وإذا اشتد عليه ينفث عن يساره ثلاث مرات يقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" ويذهب عنه إن شاء الله إذا كان قوياً. - تركِّزون على القوة سماحة الشيخ؟ ج/ نعم، لا بد من القوة هو عدو والعدو يحتاج إلى قوة؛ لأن العدو إذا رأى من خصمه الضعف استولى عليه وهجم عليه وأخذ سلاحه، فلا بد يكون قوياً حتى يستطيع أن يرده ويصده عنه، بقوة إيمانه وقوة تقوه وثقته بالله وإيمانه به وأنه سبحانه مع من اتقى ومع من صلح الله يقول: ..وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) سورة البقرة، من اتقى الله فهو معه يعينه على عدوه، ويقول: ..وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) سورة الأنفال، يصبر على محاربته والقوة في جهاده حتى يسلم من مكائده. - تتعدد أوجه القوة سماحة الشيخ ذكرتم بعضاً منها الآن زيدوا أخانا لعل الله ينفعه بهذا اللقاء؟ ج/ يكون قوياً في كل شيء، قوياً في صلاته في صومه في وضوئه في ذكره لله، في تركه المحارم في حذره من الوساوس وجهاده لها وعلمه بأنها باطلة وأنها من عند عدو الله حتى يطرحها وحتى يعاديها وحتى يحذرها غاية الحذر، هكذا يكون المؤمن أبداً قوياً في أموره كلها. - ترون من أسباب القوة أو من القوة أن يبعد هؤلاء الذين يراقبونه عند وضوئه لا داعي لهم؟ ج/ نعم، لا حاجة إليهم، يبعدهم ولا يحتاج إلى هذا، مادام عاقل معه عقل، إذا كان مجنون ما له صلاة، مادام عنده عقل يعرف أنه عاقل فلا يدع الشيطان يغلب عليه، ولا يحضر أحداًَ يعد له لا في صلاته ولا في وضوئه، هو نفسه يعد، هو نفسه، ولا حاجة إلى أحد، إلا إذا كان يرى نفسه مجنون فالمجنون مرفوع عنه القلم.  
 
4- إذا المرأة طلبت من زوجها نقوداً لكي تذهب مثلاً للدكتور أو تشتري شيئاً معيناً وأعطاها برغبته، ولم تذهب مثلاً للدكتور أو لم تشتر هذا الشيء الذي طلبت النقود من أجله، واشترت شيئاً آخر لأولادها وأولاده أيضاً أو ادخرت تلكم الفلوس ليوم ما، فهل تعتبر في هذا عاصية ومخالفة وترجو التوجيه، وأيضاً سمعت أن خروج المرأة بدون إذن من زوجها حرام، ولكني أنا أخذت منه الإذن، وقلت له: إذا لم تكن موجوداً فسوف أخرج إذا أردت الخروج؟ فقال: أنت مسامحة على ذلك، وترجو التوجيه حيال هذه الأمور، جزاكم الله خيراً؟
إذا أخذت المرأة من زوجها النقود لبعض الحاجات أو للطبيب، ثم بدا لها أن لا تذهب وأن لا تشتري هذه الحاجة وأن تحفظ الفلوس لحاجة أخرى أهم أو لحاجات الأولاد أو لحاجات البيت أو تحفظها ليوم ما فلا بأس عليها في ذلك، وهي محسنة، وعليها أن تنظر في الأصلح ولا يضرها هذا، بل هذا يدل على كمال العقل وقوة الدين وقوة البصيرة، فلا حرج في هذا، إنما الواجب أن تكون هذه الفلوس مصروفة في شيء ينفع، لا في إسراف ولا في تبذير ولا في شيء محرم، تحفظها لحاجتها وتصرفها في المصلحة، ولو كانت غير ما أذن فيها الزوج، كأن تأخذها للطبيب ثم تقول: أنا طيبة ولا حاجة إلى الطبيب، أو تأخذها لشراء حاجة ثم ترى أن غيرها أولى منها أو ترى أن حفظها لحاجة الأولاد أو لحاجة البيت التي هي أهم كل هذا لا بأس به، والحمد لله. أما الخروج فليس لها الخروج إلا بإذنه، فإذا أذن إذناً عاماً فلا بأس، ومع الإذن العام تتحرى لا تخرج لكل شيء، تخرج للأمور المهمة، ولا تخرج إلى جهات فيها خطر، وفيها تهمة، تخرج إلى محلات لا تهمة فيها، ولا خطر فيها، وإذا تيسر أن يكون معها صاحبة فهذا يكون أكمل وأحسن في هذا العصر؛ لأنه أبعد عن الشر والخطر، ولا تخرج إلا عند الحاجات المهمة جداً.  
 
5- أريد اسماً لتفسير للقرآن الكريم، تسأل عن كتاب في التفسير؟
الكتب في التفسير كثيرة، ومن أحسنها، بل أحسنها تفسير ابن كثير رحمه الله، تفسير البغوي وابن جرير هذه كتب عظيمة ونافعة ومفيدة، وهي أحسن التفاسير، كذلك تفسير الشوكاني كتاب طيب مفيد، والجلالين تفسير مختصر مفيد، فيه بعض الأخطاء، فإذا كانت عندها بصيرة تعرف الأخطاء في الصفات ونحوها فلا بأس، وإلا تسأل عما قد يشكل عليها، ولاسيما أنه قد يكون فيه من التأويل في صفات الله وأسمائه، أو بعض الأخطاء في الأحكام، فطالبة العلم التي عندها بصيرة تعرف ذلك، وإلا فتسأل، وأحسن ما يكون تفسير ابن كثير هو تفسير عظيم، لكنه قد يكون فيه صعوبة على التي ليس عندها بصيرة، وليس عندها مزيد علم، لأنه كتاب مطول. - البغوي مع الخازن سماحة الشيخ؟ ج/ البغوي طيب.  
 
6- هل القيامة قامت من قبل أم لا، وإذا لم تكن قد قامت فمن هم الناس الذين رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يُعذبون؟
القيامة حتى الآن لم تقم، وسوف تقوم إذا أراد الله قيامها، وهذا إلى علم الغيب هذا من علم الله سبحانه وتعالى هو الذي يعلم متى تقوم، لكنها سوف تقوم وسوف يبعث الناس من قبورهم وسوف يجازون بأعمالهم، وسوف يصلون إلى الجنة أو إلى النار، أهل الإيمان إلى الجنة وأهل الكفر إلى النار، ولها شرائط تقع قبلها، منها: طلوع الشمس من مغربها، ومنها خروج الدجال وهو شخص يدعو إلى أنه نبي ثم يدعو إلى أنه رب العالمين، كافرٌ خبيث، كذلك هناك أمور أخرى كنزول المسيح ابن مريم من السماء، وطلوع الشمس من مغربها كما تقدم، وهدم الكعبة، ونزع القبور من الصدور ومن المصاحف، كل هذه تقع قبل يوم القيامة. أما الذي رآه النبي -صلى الله عليه وسلم- فهذا ليلة أسري به، عرض عليه بعض الشيء، عرضت عليه الجنة والنار ورأى بعض من يعذب في النار ورأى الجنة وما فيها من النعيم، وعرض عليه أشياء من أمور الغيب اطلع عليها بإذن الله عز وجل سبحانه وتعالى، وأشياء أطلعه عليها جبرائيل في أول الوحي وأطلعه عليها عليه الصلاة والسلام، هذه أمور أطلع عليها من جهة الله عز وجل، بعضها ليلة المعراج ليلة عرج به إلى السماء، وبعضها في أوقات أخرى بواسطة الوحي، وما يأتيه به جبرائيل إليه عليه الصلاة والسلام. أيضاً تقول: منهم الناس الذين رآهم الرسول صلى الله عليه وسلم؟ هذا فيه كثير، منوع كثير، ما يحصى، فقد رأى من يعذب في النار بسبب هرة حبستها، رأى امرأة تعذب في النار لهرة حبستها لم تطعمها ولم تسقها ولم تتركها تأكل من خساف الأرض حتى ماتت جوعاً، رآها تعذب في النار لما عرضت عليه النار، ورأى شخصاً يعذب في النار كان يسبق الناس في محجنه، المحجن مثل المشعاب، يمر عند الحجاج السائلين فإذا استغفلهم أخذ شيئاً من متاعهم بهذا المشعاب، وإذا انتبهوا له قال: تعلق بمحجني ما أردته ولا قصدته، فرآه يعذب بمحجنه في النار، ورأى ناس يعذبون من الزناة والزواني، ورأى ناس يعذبون لهم أظفارٌ من نحاس يخرشون بها وجوههم وصدورهم، فسأل عنهم فقال: (هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويطعن في أعراضهم) يعني هذه الغيبة، ورأى أشياء غير ذلك، أشياء كثيرة عليه الصلاة والسلام. 

967 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply