حلقة 690: هل الصلاة على النبي شرط من شروط استجابة الدعاء - حكم صيام الست من شوال قبل القضاء - هل وضع الزيوت على الرأس يمنع وصول الماء - حكم الزواج بمن لا يزكي - النوم في المسجد - القنوت في النوازل - حكم الدعاء

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

40 / 50 محاضرة

حلقة 690: هل الصلاة على النبي شرط من شروط استجابة الدعاء - حكم صيام الست من شوال قبل القضاء - هل وضع الزيوت على الرأس يمنع وصول الماء - حكم الزواج بمن لا يزكي - النوم في المسجد - القنوت في النوازل - حكم الدعاء

1-  هل من شروط استجابة الدعاء الصلاة على سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - في أول الدعاء وآخره؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فلا ريب أن الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -من أسباب الإجابة، وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم -أنه قال لما سمع رجلاً يدعو ولم يصل على النبي - صلى الله عليه وسلم -ولم يحمد الله، قال: (عجل هذا)، ثم قال عليه الصلاة والسلام: (إذا دعا أحدكم فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه ثم يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم -ثم يدعو بما شاء)، فالسنة للداعي أن يبدأ بحمد والثناء عليه وتمجيده ثم يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم -ثم يدعو بما أحب مع الخشوع والصدق في الدعاء والإقبال على الله وحسن الظن به سبحانه وتعالى، وإذا كان على طهارة وفي أوقات الإجابة المخصوصة كان أقرب إلى الإجابة كما في آخر الليل وفي جوف الليل، وكذلك في السجود وفيما بين الأذان والإقامة وفي يوم الجمعة، ولا سيما في ما بين جلوس الإمام إلى أن تقضى الصلاة، يعني جلوسه على المنبر للخطبة إلى أن تقضى الصلاة وبعد صلاة العصر إلى غروب الشمس يوم الجمعة، كل هذه من أسبابه، كل هذه من أسباب الإجابة، فالمؤمن والمؤمنة يجتهدان في تعاطي الأسباب والله جل وعلا هو الموفق سبحانه وتعالى، ومن أسبابها الصلاة على النبي، وليست شرطاً، ليست الصلاة شرطاً ولكنها من أسباب الإجابة، حمد الله والثناء عليه قبل الدعاء، والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -قبل الدعاء، كل هذا من أسباب الإجابة وليس ذلك شرطاً، لو دعا ولم يحمد الله في ذلك ولم يصل على النبي - صلى الله عليه وسلم -قد ترجى إجابته ولا سيما مع الضرورة وشدة اللجأ إلى الله والانكسار بين يديه سبحانه وتعالى، لكن من أسباب الإجابة كونه يحمد الله قبل ذلك ويصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأما الصلاة بعد ذلك فورد فيها حديث ضعيف، وإن صلى على النبي - صلى الله عليه وسلم -بعد ذلك كله طيب.  
 
2-  هل يجوز للمرأة أن تصوم ستاً من شوال قبل أن تقضي الأيام التي أفطرتها في رمضان لعذر شرعي مثلاً؟
هل يجوز للمرأة أن تصوم ستاً من شوال قبل أن تقضي الأيام التي أفطرتها في رمضان لعذر شرعي مثلاً؟
 
3-  هل الزيوت التي تضعها المرأة على رأسها يمنع وصول الماء إلى الرأس بحيث يكون الوضوء والغسل باطلاً؟
لا يمنع، الزيت الذي يكون في الرأس، الزيت وأشباهه مما يوضع على الرأس لا يمنع كالحناء أو نحوه.   
 
4-  إذا كان الرجل يصلي ولا يزكي ولا يحج وهو قادر على الحج، هل الزواج معه صحيح؟
صحيح لكنه عاصياً، يعتبر عاصياً، إذا كان لا يصوم رمضان ولا يزكي يعتبر عاصياً، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى تكفيره فهو على خطر عظيم فينبغي الحذر من ذلك والصواب أنه لا يكفر بذلك إذا لم يجحد وجوب الزكاة ولم يجحد وجوب الصوم، صوم رمضان، ولم يجحد وجوب الحج، الحج مع الاستطاعة يكون عاصياً فاسقاً وعليه التوبة إلى الله والبدار بأداء الزكاة عما مضى، والبدار بقضاء صوم رمضان إذا كان ترك شيئاً منه، وهكذا البدار بالحج إذا كان يستطيع، أما من ترك الصلاة فإنه يكفر على الصحيح ولو لم يجحد وجوبها، نسأل الله السلامة.  
 
5-   نحن مجموعة من الشباب والحمد لله محافظون على أداء الصلوات الخمس في المسجد، وبعد صلاة العشاء نذهب إلى منازلنا ثم نأتي لكي نبيت في المسجد، فمنا من يصلي في الليل ومنا من يقرأ القرآن ثم نستيقظ قبل الفجر ونؤذن أذان التنبيه للفجر، وسبب مبيتنا في المسجد لكي نضمن أداء صلاة الفجر خوفاً من أننا إذا نمنا في منازلنا سوف تفوتنا صلاة الفجر، وبعض الناس يسخرون منا ويقولون لنا: لماذا تنامون في المسجد أليس لكم بيوت أو أسرة تنامون عليها؟!! ونحن نسأل هل مبيتنا هذا جائز؟ نرجو إفتاءنا وتوجيهنا، جزاكم الله خيراً.
إذا كان المبيت في المسجد لهذه العلة وهو خوف النوم عن صلاة الفجر، فلا بأس بذلك، لكن إذا تيسر لكم من يوقظكم في بيوتكم، أو وضع الساعة المنبهة عند رأس أحدكم وهو يبيت في بيته ويتهجد في بيته آخر الليل فهذا هو الأفضل وهذا هو الأولى كما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم -والصحابة، فيبيت الإنسان في بيته ويضع الساعة عند رأسه وهي إن شاء الله يحصل بها التنبيه، أما إذا لم يتيسر ذلك ونمتم في المسجد لأجل أن يوقظ بعضكم بعضاً حتى تصلوا الفجر مع المسلمين هذا خير عظيم، وقصد صالح، وأنتم لكم أجور بهذا، لكن إذا تيسر لكل منكم أن يجتهد في الصلاة في بيته وليبيت في بيته هذا أفضل، والساعة بحمد الله تنفع في الغالب، إذا وقتها على وقت مناسب قرب الفجر، فإنها بحمد الله تنفعه، ــ الساعة ــ التي لها منبه.  
 
6-   إمامنا يدعو بالقنوت أحياناً في صلاة الفجر والمغرب والعشاء، وذلك بعد الرفع من الركوع الأخير، لكن يا سماحة الشيخ بعد القنوت يدعو أيضاً بدعاء شتى ويرفع يديه، فهل هذا الدعاء بعد القنوت جائز، وهل نرفع أيدينا معه أم نكتفي بالتأمين؟
القنوت مشروع في النوازل، في الدعاء للمجاهدين والدعاء على الكافرين فإذا قنت من أجل النوازل في بعض الأحيان، لحال المجاهدين الأفغان، وحال المجاهدين الفلسطينيين يدعو لهم بالنصر ويدعو على الكفار بالخذلان، فهذا مشروع، ويرفع يديه وأنتم ترفعون أيديكم وتؤمنون، كما في الاستسقاء يرفع يديه في الاستسقاء لطلب الغوث، ويرفع الناس أيديهم ويؤمنون، أما القنوت لغير ذلك فلا يستحب إلا في الوتر، إذا أوتر في الليل قنت بعد الركوع في الركعة الأخيرة، أما ما يفعله بعض الناس من القنوت في الصبح دائماً فهذا لا ينبغي بل الذي ينبغي تركه، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم -ما كان يفعل القنوت إلا في النوازل، يعني إذا نزلت بالمسلمين نازلة دعا للمسلمين ودعا على الكافرين أوقات معينة ثم يترك عليه الصلاة والسلام، وأما قنوته في الصبح بصفة دائمة فهذا الصحيح من أقوال العلماء أنه غير مشروع.  
 
7-   أحياناً بعد إلقاء محاضرة أو درس من الدروس يدعو المحاضر ويرفع يديه، فهل نجلس معه أثناء الدعاء الجماعي، أم ننصرف بعد المحاضرة قبل بدء الدعاء؟ أفتونا بارك الله فيكم.
لا بأس بالدعاء بعد المحاضرة أو بعد الموعظة أو الذكرى لا بأس بالدعاء، يدعو الله للحاضرين بالتوفيق والهداية وصلاح النية والعمل؛ لكن رفع اليدين في مثل هذا لا أعلم فيه دليلاً، ولا أعلم أنه ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا العموم، عموم رفع اليدين بالدعاء وأنه من أسباب الإجابة، لكن لم أحفظ عنه - صلى الله عليه وسلم -أنه كان بعدما يعظ الناس ويذكرهم كان يرفع يديه ويدعو، فلو كان هذا يفعله لنقله الصحابة رضي الله عنهم، فإنهم ما تركوا شيئاً إلا نقلوه رضي الله عنهم فالأولى والأحوط عدم الرفع في مثل هذا، إلا لدليل يدل على ذلك، أما كونه يدعو لهم بعدما يفرغ، غفر الله لنا ولكم، أو وقفنا الله وإياكم أو نفعنا الله وإياكم بما سمعنا أو ما أشبه ذلك، فهذا لا بأس به، وإن أمنوا فلا بأس بذلك.   
 
8-   هل يجوز تخصيص ليلة الجمعة لإقامة الليل، علماً بأننا طلبة وموظفون ولكي ننتهز فرصة عطلة الجمعة للراحة؛ لأن أحد الأخوان قال: يوجد حديث يدل على عدم تخصيص يوم أو ليلة للعبادة؟ نرجو فتواكم، جزاكم الله خيراً.
لا يجوز تخصيص ليلة الجمعة بالتهجد، لأن الرسول نهى عن هذا عليه الصلاة والسلام، ولا يجوز تخصيص يومها بالصوم النبي - صلى الله عليه وسلم -قال: (لا تخصوا يوم الجمعة بصيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم، ولا تخصوا ليلة الجمعة بقيام)، فلا تخص ليلتها بالقيام ولا يومها بالصيام وهكذا لا يجوز اتخاذ أيام معينة يخصها الناس بالتهجد لعدم الدليل.  
 
9- حضرت يوماً ختمة القرآن الكريم في أحد المساجد، وعندما جاء دوري قرأت سورة الانشقاق، وعند الآية رقم (21) وعند موضع السجود أردت أن أسجد، ولكن الإمام أشار لي بعدم السجود، وهم أيضاً لم يسجدوا، فما هو حكم السجود في مثل هذه المواضع؟ جزاكم الله خيراً.
السنة السجود إذا قرأ الإنسان آية السجدة سواء كان في الصلاة أو في خارجها، لكن المأموم لا يسجد، إنما الإمام الذي يسجد، فإذا سجد الإمام تبعوه وإلا فلا، وأما إذا كان يصلي وحده، في النافلة أو في الفريضة، لأنه ما أدرك الفريضة أو معذور مريض لا يحضر فإذا قرأ السجدة يسجد، هذه السنة، سواء كان في السماء انشقت أو غيرها، وهكذا إن كان يقرأ قراءة خارج الصلاة في بيته أو في المسجد، فإذا مر بآية سجدة سجد هذا هو السنة وليست واجبة ولكنها سنة.    
10-  جرت العادة في بلدنا الذبح في المواسم، مثل النصف من شعبان وأول رمضان، وسبعة وعشرين من رجب، فهل يجوز الأكل من مثل هذه الذبائح؟
أما الذبح في نصف من شعبان، أو ليلة سبعة وعشرين من رجب، هذه بدعة ما لها أصل، ما ينبغي لا يجوز فعلها ولا الأكل منها، لعدم الدليل، لأنها أكل من البدع، أما كونه سيتقرب في رمضان في الذبائح ويتصدق بها فرمضان شهر مبارك مشروع فيه التوسع في النفقة والصدقة على الفقراء، فإذا ذبح ذلك في رمضان أو في عشر ذي الحجة أو في غير هذا من الأوقات وتصدق فهذا كله طيب، أما تخصيص ليلة النصف من شعبان، أو ليلة سبعة وعشرين من رجب كما يفعل بعض الناس من الاحتفال بهذه الليلة فهذا لا أصل له، بل هو بدعة.   
 
11-  كم هي عدد الأيام شرعاً وفي السنة المطهرة لتلك التي يأتيها العذر الشرعي؟
الصواب لا حد لأقله ولا لأكثره، لكن الأغلب أن العادة تكون ستاً أو سبعاً، هذا هو الأغلب وقد تصل إلى خمسة عشر، والذي عليه جمهور أهل العلم أنها لا تزيد على خمسة عشر، متى زادت فهي استحاضة تصلي معها وتصوم وتحل لزوجها، أما إذا كانت خمسة عشر فأقل فإنها تكون عادة تستمر عليها وإن نقصت طهرت، تطهرت بعد ذلك، فعلى كل حال العادة تزيد وتنقص، قد تكون ستاً سبعاً وقد تزيد يوماً وتنقص يوماً ولو، المؤمنة تجلس مع ما ترى من الدم، ولو زادت العادة ونقصت على الصحيح تجلس ولا تصلي ولا تصوم ولا تحل لزوجها، حتى تطهر وتغتسل، لكن متى استمرت معها إلى خمسة عشر هذه النهاية على الصحيح، متى زادت على خمسة عشر فإنها تعتبرها استحاضة وتصلي وتصوم وتحل لزوجها وترجع إلى عادتها المعروفة قبل هذه الزيادة وتستمر عليها، سواء كانت ستاً أو سبعاً أو ثماناً أو عشراً لأنها لما زادت على نصف الشهر اتضح أنها استحاضة، وأنها ليست العادة المعروفة، والعادة الشرعية لا تزيد على نصف الشهر، أقصاها ونهايتها نصف الشهر.  
 
12-  الطيور أو الحيوانات التي تسقط من أعلى وتصاب بجرح أو كسر تكون حركتها أحياناً مثل السليمة، فهل يجوز الأكل منها؟
نعم، إذا أمسكها وذبحها حلت، إذا سقطت الحمامة أو غيرها من الطيور المباحة من شجرة أو من جبل وأمسكها وذبحها وهي حية حلت ولو فيها جرح، ولو كان فيها جرح.  
 
13-   لي خالة تصلي وتصوم ولكنها تصدق بسبحة اليسر، وهذه السبحة يكتب عليها أسماء الله الحسنى، وكذلك تحلف بالرسول وبعض المشايخ وقبر أخيها، فهل مثل هذه الأشياء تمنعنا من زيارتها أو الجلوس معها إذا زارتنا هي أيضاً؟
يجب أن تنصحوها وأن تعلموها أن هذا لا يجوز، ولا تجعل في حبات السبحة أسماء الله؛ لأن هذا نوع امتهان لأسماء الله، فلا يجوز وضعها في حجرات السبحة، كذلك الحلف بقبر الرسول - صلى الله عليه وسلم -، والحلف بقبر أخيها أو بالمشايخ كله لا يجوز، كله منكر، بل هو من المحرمات الشركية، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت)، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (من حلف بغير الله فقد أشرك)، فلا يجوز الحلف بغير الله كائناً من كان، لكن بالنبي - صلى الله عليه وسلم -ولا بالكعبة ولا بالأمانة ولا بغير ذلك، فهذه المرأة تنصحونها وتوجهونها إلى الخير وتعلمونها ما شرع الله، وإذا لم تقنع تطلبون من بعض أهل العلم أن يعلمها ذلك، أن يذكر لها أو يكلمها بالهاتف حتى تقنع؛ لأن المرأة الجاهلة تعلم فأنتم تقنعونها فإن أبت تطلبون من أهل العلم أن يقنعونها، بالهاتف أو بالكتابة لعل الله يهديها وتدع هذا المنكر، والتسبيح بالأصابع أولى من السبحة، كونه يسبح بأصابعه ويهلل بأصابعه هذا أفضل وأولى، لكن لا يجوز وضع في أحجار السبحة أسماء الله ولا شيء من الآيات القرآنية ولا ذكر الله جل وعلا، لأن هذا يكون فيه امتهان في وضع الأسماء على هذه الحجرات.   
 
14-  ما الفرق بين البينونة الكبرى والبينونة الصغرى؟
البينونة الكبرى تُحِّرم الزوجة حتى تنكح زوجاً غير مطلقها، يقال لها بينونة كبرى، تحرم على الزوج حتى تتزوج زوجاً آخر، ويدخل بها أي يطأها ثم يفارقها بموت أو طلاق، ثم تخرج من العدة، كذلك إذا طلقها الطلقة الأخيرة في الثالثة فإنها تحرم عليه، حتى تنكح زوجاً غيره، لقوله جل وعلا في كتابه العظيم: فإن طلقها -يعني الثالثة- فلا تحل له، حتى تنكح زوجا ًغيره، يعني حتى يتزوجها وحتى يطأها، كما دل عليه الحديث الصحيح، حديث عائشة رضي الله عنها، في قصة المبتوتة أن النبي قال لها: (أنها لا تحل لزوجها الأول حتى تذوق عسيلة الثاني ويذوق عسيلتها)، حتى يطأها، هذه يقال لها البينونة الكبرى، إذا طلقها الطلقة الأخيرة يقال لها بينونة كبرى، لا تحل إلا بعد زوج شرعي، لا نكاح تحليل بل وزج شرعي وبعد أن يطأها، ثم يفارقها بموت أو طلاق. أما البينونة الصغرى فهي التي تقع بعد طلقة أو طلقتين إذا خرجت العدة، فإذا خرجت بعد الطلقة الواحدة أو الطلقتين من العدة تسمى بينونة صغرى، يعني يحلها العقد، إذا تزوجها بعقد جديد حلت، وهكذا إذا خالعها بمال، طلقها على مال، طلقة واحدة أو طلقتين فإنها تحل له بعقد جديد، وهذه البينونة يقال لها البينونة الصغرى، لأنه يحلها العقد الجديد، أما البينونة الكبرى فلا يحلها العقد، لا بد من زوج جديد يطأها ثم تحل له بعقد جديد بعد ذلك، إذا طلقها الزوج أو مات عنها.  
 
15-   بعض الناس عندما يكتبون اسم الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - يضعون بدلاً من الصلاة عليه - عليه أفضل الصلاة والسلام- رمزاً حرف (ص)، هل ما يفعلونه صحيح؟
هذا لا ينبغي، بل المشروع أن يصلوا عليه - صلى الله عليه وسلم - صلاة مكتوبة [ صلى الله عليه وسلم ] وبعضهم يحط (صلعم) صاد لام عين ميم، إشارة إلى - صلى الله عليه وسلم -، وهذا أيضاً غلط لا ينبغي وقد نبه العلماء على ذلك، والسنة لمن تكلم باسمه - صلى الله عليه وسلم -أن كتبه أن يصلي عليه - صلى الله عليه وسلم -صريحاً، يقول: - صلى الله عليه وسلم - ولا يضع (ص) بدلاً من ذلك، ولا (صلعم).   
 
16-   في شهر رمضان نُحضر السحور قبل الأذان بثلث أو بنصف ساعة، ويؤذن ونحن لم نتم السحور فنأكل وهو يؤذن، بعض الناس قال: الإمساك حين سماع الأذان، والبعض قال: إن أفضل وقت للسحور هو عند الأذان حتى يكون متأخراً، مع أننا لا نعلم هل الأذان يكون قبل طلوع الفجر بقليل أو مع طلوع الفجر، ما حكم ما فعلناه؟
السنة تأخير السحور، إلى آخر الليل، لكن ينبغي أن يقدم قبل الأذان، حتى يفرغ المتسحر قبل الأذان والنبي - صلى الله عليه وسلم -ثبت عنه أنه تسحر في آخر الليل، ثم قاموا إلى الصلاة بعد السحور، قاموا وسئل أنس عن ذلك، كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية، فالمقصود أن التأخير أفضل، لكن ينتهي قبل الأذان، فإن أكل وهو يؤذن فلا حرج، إذا لم يعلموا أن الصبح طلع، أما إذا علموا أن الصبح قد طلع، كالذي في الصحراء يرى الصبح، فإنه لا يأكل إذا طلع الصبح، ولو ما أذن، لأن العمدة على الصبح لأن الله قال جل وعلا: وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، يعني من الصبح، فإذا كان لا يعلم هل أذن الصبح أم لا، فله أن يشرب أو يأكل مع الأذان لكن ترك هذا أحوط وأولى، وإن تقدم أن يكون السحور قبل الأذان هذا هو الأفضل والأولى، احتياطاً للصوم وبعداً عن الشك، والرسول - صلى الله عليه وسلم -يقول: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك).  
 
17-  في صلاة الفجر نسيت أن أقرأ سورة بعد الفاتحة فسجدت سجود السهو بعد السلام، هل ما فعلته صحيح؟
لا حرج في ذلك، ولكن القراءة بعد الفاتحة غير واجبة، الفاتحة كافية، لكن قراءة سورة بعد الفاتحة أو آيات أفضل، فإذا تركها الإنسان فليس عليه سجود، وإن سجد فلا حرج، إن ترك ذلك سهواً فليس عليه شيء، وإذا سجد من أجل ذلك فلا بأس ولا حرج في ذلك، لأن سنة سجد من أجل تركها ولكن لا يجب ذلك، لأن الواجب قراءة الفاتحة، وما زاد فهو سنة.  
 
18-   أفيدكم بأنني معلمة في إحدى مدارس مدينة بقيق ومقيمة في مدينة الدمام، ونذهب يومياً مع مجموعة من المعلمات في حافلة دون محرم، فهل هذا جائز أم لا بد من محرم؟ أفتونا مأجورين، جزاكم الله خيراً.
الواجب على المرأة ألا تسافر إلا مع ذي محرم، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم)، وليس وجود النساء محرماً لها، محرمها زوجها وأبوها وأخوها ونحوهم، فإذا كان بين بقيق وبين الدمام مسافة سفر ثمانين كيلو أو سبعين كيلو أو في حدود ذلك فليس لك السفر بدون محرم، هذا هو الصحيح الذي عليه جمهور أهل العلم، وبعض أهل العلم رخص في السفر إذا كان في جملة نساء ثقات عند الحاجة، ولكن ينبغي ترك ذلك خروجاً من الخلاف وعملاً بالحديث الصحيح، وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم)، فهو نص صريح لا يحتمل التأويل، فلا يليق ولا ينبغي للمرأة أن تتساهل في هذا، والواجب على رئاسة تعليم البنات أن تتحرى هذا وأن تجعل للمدرسات في البلدان التي هن فيهن، فكل مدرسة تسكن في البلد التي تعلم فيه حسب الطاقة والإمكان، فإن لم تسكن فيه يكون معها زوجها أو عمها أو أخوها يوصلها ويردها. إذا كان الموضوع لمدارس خاصة مثلاً، مدارس أهلية؟ كذلك لا بد من مراعاة المدرسات يكن من البلد، أو يكن معهن محارم حتى لا تقع المدرسة في المحظور.  
 
19-   مسجد في قرية كان به قبر من ناحية القبلة، ولكن أهل القرية عندما علموا أن هذا لا يجوز أخرجوا القبر خارج المسجد، وذلك بتحويل الحائط الذي على القبلة إلى الداخل، بحيث يكون القبر خارج المسجد ولكن في جهة القبلة، فهل هذا يكفي؟
نعم، يكفي، لما أخرجوه يكفي، لكن لو نقلوه إلى المقبرة العامة كان أحسن وأطيب وأكمل وإن أخرجوه عن المسجد عن يمين المسجد أو شماله أو قدامه أو خلفه كفى، لأنه حينئذ يكون المسجد سلم من القبر.  
 
20-   يوجد إمام عندما يدخل في الصلاة يتلفظ بالنية قبل تكبيرة الإحرام بصوت مرتفع يقول مثلاً: أصلي فرض المغرب ثلاث ركعات مستقبل القبلة ثم يكبر تكبيرة الإحرام ويقول هذا التلفظ سنة، أرجو منكم توجيهنا جزاكم الله خيراً.
الصواب أن التلفظ ليس بسنة بل بدعة ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم -ولا أصحابه، بل يقوم بنية الصلاة بقلبه ثم يكبر وهكذا فعل الصحابة، فالتلفظ بالنية نويت أن أصلي كذا وكذا عند الإحرام هذا شيء محدث، وإن قاله بعض الفقهاء، لكنه قول ليس عليه دليل، وأقوال الفقهاء إذا تنازعوا تعرض على الكتاب والسنة فما وافق الدليل وجب الأخذ به وما خالفه ترك، قال الله جل وعلا:وما تنازعتم فيه من شيء فردوه إلى الله والرسول، وقال سبحانه: وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله، وليس في كتاب الله ولا في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -ما يدل على التلفظ بالنية، ولكن المؤمن إذا قام إلى الصلاة ينوي بقلبه، أنه يصلي الظهر والعصر والمغرب وهكذا المؤمنة من دون حاجة إلى التلفظ، فينبغي إعلام هذا ونصيحته حتى يعمل بالسنة وحتى يدع البدعة نسأل الله للجميع الهداية.

677 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply