حلقة 752: المداومة على نوافل الصيام - المهر الشرعي للمرأة في الإسلام - البداية في قراءة القرآن من أوله - قراءة القرآن للأموات - حكم إسقاط الدين عن المعسر بنية الزكاة - حكم فتح حساب في البنك حتى أستلم الراتب منه - حكم صبغ اللحية بالسواد

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

1 / 49 محاضرة

حلقة 752: المداومة على نوافل الصيام - المهر الشرعي للمرأة في الإسلام - البداية في قراءة القرآن من أوله - قراءة القرآن للأموات - حكم إسقاط الدين عن المعسر بنية الزكاة - حكم فتح حساب في البنك حتى أستلم الراتب منه - حكم صبغ اللحية بالسواد

1- لقد سمعت بأن التي تريد صياماً ستة أياماً من شوال تطوعاً، وكذلك الأيام البيض: الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بأنه يجب عليها المداومة في ذلك، فهل ما قيل صحيح؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فصيام الأيام الستة من شوال، وهكذا أيام البيض، وهكذا يوم الاثنين، والخميس كلها سنة كلها مستحبة نوافل، من صامها وداوم عليها، فله أجره، ومن صامها تارة وتركها تارة،س فله أجره، وما تجب المداومة، والذي يقول تجب المداومة قد غلط، بل ذلك إلى المسلم، متى تيسر له صام، ومتى شغل عن ذلك أفطر، والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان كلما صام سرد الصوم حتى يقال لا يفطر، وربما سرد الإفطار حتى يقال لا يصوم؛ بسبب مراعاة المشاغل، وعدم وجود المشاغل، فإذا فرغ سرد الصوم، وإذا شغل سرد الفطر -عليه الصلاة والسلام-، والخلاصة أنه لا يجب على المؤمن أن يداوم على الست، أو أيام البيض، بل متى تيسر له صامها، وإذا تركها فلا حرج والحمد لله، وهكذا إذا كان يصوم الاثنين والخميس، إذا تركها بعض الأحيان لا حرج، كلها نافلة والحمد لله. جزاكم الله خيراً  
 
2- ما رأي سماحتكم في المغالات في المهور، وما هو المهر الشرعي للمرأة في الإسلام؟
ليس للمهر حدٌ محدود ولكن الأفضل عدم المغالات، الأفضل للمسلمين أن لا يغالوا، ولا يتكلفوا، حتى يكثر الزواج، وتقل العزوبة، ومتى غالى الناس في المهور وتكاليف الزواج؛ تعطل الكثير من الشباب والنساء، والسنة التخفيف كما في الحديث: (خير الصداق أيسره)، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال لبعض الناس لما قال ما عنده شيء، قال: (التمس ولو خاتماً من حديد)، وزوج بعض الناس بتعليم القرآن، وتعليم سورٍ من القرآن، فالأمر في هذا واسع، فالسنة للمسلمين أن لا يغالوا، ولا يتكلفوا، حتى يسهلوا الزواج لمن رغب بالزواج. جزاكم الله خيراً.  
 
3- هل يجوز للتي تريد ختم القرآن الكريم أن تبدأ من آخره، أو من منتصفه، أو لا يجوز إلا من بدايته؟ جزاكم الله خيراً؟
السنة أن يكون من بدايته كما فعل الصحابة، لما رتبه الصحابة -رضي الله عنهم- على العرضة الأخيرة التي عرضها النبي -صلى الله عليه وسلم- على جبرائيل، يبدأ بالحمد، ثم البقرة، ثم آل عمران، ثم النساء إلى آخره، هذا هو الأفضل، ولو بدأ من النصف، أو من الآخر وصعد ما يضر، لا حرج في ذلك، لكن الأفضل، والأولى بالمؤمن أن يقرأ القرآن كما رتب بالمصحف، يبدأ بالحمد بالفاتحة، ثم بالبقرة، ثم ما يليها إلى المعوذتين. جزاكم الله خيراً  
 
4- هل يجوز أن أختم القرآن الكريم للأموات، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)؟
ليس هذا القرآن من هذه الثلاث، (صدقة جارية)، مثل مسجد يبنيه، مثل عمارة يوقفها في وجوه البر، مزرعة يوقفها في وجوه البر، هذه صدقة جارية، (أو علم ينتفع به)، يعني علَّم الناس العلم فبقي علمه في الناس ينتفعون به، أو ألف مؤلفات ينتفع الناس بها، أو اشترى كتب ووقفها لينتفع بها الناس من الكتب الإسلامية النافعة المفيدة، (أو ولد صالح يدعوا له)، يدعوا له "اللهم اغفر له اللهم ارحمه، اللهم أنجه من النار، اللهم أدخله الجنة، اللهم ضاعف حسناته، اللهم اغفر سيئاته"، هذا الدعاء، أما قراءة القرآن للأموات، فليس عليها دليل، والأفضل ترك ذلك، وأن يقرأ لنفسه لا للأموات، يقرأ يرجوا ثواب الله لنفسه، وإذا دعا لهم كان هذا حسناً مشروع، الدعاء طيب، فيه خير كثير، للحي والميت، كما ذكر الله عن الصالحين أنهم قالوا: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ)، فالدعاء للمسلمين والدعاء لوالديك والدعاء لإخوانك في الله، و لقراباتك كله طيب. جزاكم الله خيرا
 
5- إذا كان لي عند أحد من الأشخاص مبلغ من المال ولم يستطع تسديده، فهل لي أن أتركه له، وأنا أنوي أنه زكاة عن جزء آخر من أموالي؟
ليس لك ذلك، ولكن تمهله، وتنظره حتى يوفيك -إن شاء الله-، أو تسامحه وتعفوا عنه -جزاك الله خير-، أما أن تجعل الدين الذي على المعسرين زكاة لك فلا، لا يصلح ذلك. جزاكم الله خيراً  
 
6- هل يجوز فتح حساب في البنك حتى أستلم الراتب منه مثلاً، وأنا موظف في جهة أخرى؟
ما في مانع، إذا حول راتبك من طريق البنك لا حرج عليك.  
 
7- ما حكم صبغ اللحية بالسواد؟
صبغ اللحية بالسواد لايجوز؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (غيروا هذا الشيب، واجتنبوا السواد)، وفي اللفظ الآخر: (وجنبوه السواد)، وفي أحاديث أخرى تدل على تحريم الخضاب بالسواد، وأنه ليس للمسلم، ولا للمؤمنة ليس لهما تغير الشيب بالسواد الخالص، لكن إذا كان مخلوط بشيء آخر، يعني بين السواد والحمرة فلا حرج، أما السواد الخالص فلا يجوز، لا للرجل ولا للمرأة جميعاً. جزاكم الله خيراً  
 
7- ما هو صوم التطوع، وكم يوماً في الأسبوع؟
كل ما كان غير الفريضة يسمى تطوع، الصوم الذي ليس عن رمضان، ولا عن كفارة، ولا عن نذر، هذا يسمى تطوعاً، كصيام الاثنين، والخميس، صيام أيام البيض، الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، مثل صيام يوم، وفطر يوم، صيام ستاً من شوال، صيام عاشورا، صيام عرفة لغير الحجاج، كل هذا يسمى نوافل، نافلة، أعد السؤال. يقول: ما هو صوم التطوع، وكم يوماً في الأسبوع؟ كل ما عدا الفرائض فهو تطوع، والأفضل الاثنين والخميس، وإن صام يوم وأفطر يوم فهو أفضل كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك لعبد الله بن عمرو قال: (صم يوماً وأفطر يوماً، فذلك أفضل الصيام، وهو صوم داوود -عليه الصلاة والسلام-)، ولكن ليس بلازم، إنما هو مستحب. جزاكم الله خيراً  
 
8- أرجو تفسير قوله تعالى: (( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا )،)،[الإسراء:78]؟
المراد بذلك صلاة الفجر عند أهل العلم، سماها قرآناً؛ لأنه يطول فيها القراءة، ومعنى مشهوداً يعني تشهده ملائكة الليل وملائكة الليل يجتمعون في صلاة الفجر، ثم يعرج اللذين باتوا فينا إلى السماء ويبقى الذين نزلوا بعمل النهار، وقال بعض أهل العلم يشهده الله وملائكته، لكن المشهور هو الأول لكون ملائكة الليل وملائكة النهار يشهدوا هذه الصلاة. جزاكم الله خيراً  
 
9- هل ابتلاع الريق جائز والمرء صائم؟
الريق العادي لا بأس به يبتلعه، أما إذا كان فيه بلغم متعقد نخام، فلا يبتلعه يخرجه يلفظه، أما الريق العادي الماء العادي في الريق، فهذا لا حرج فيه والحمد لله. جزاكم الله خيراً  
 
10- عندما أصلي في المسجد يقرأ الإمام سورة التين، وعندما يصل إلى قوله تعالى: (( أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ))،[التين:8]، أسمع الناس يرددون من خلفه: بلى، ونحن على ذلك من الشاهدين، فهل هذا مشروع؟
جاء فيه حديث ضعيف أنه -صلى الله عليه وسلم- كان إذا قرأ (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ)، قال: بلى. وأنا على ذلك من الشاهدين، وإذا قرأ (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ)، آخر المرسلات، قال: آمنت بالله وبرسله، آمنت بالله وما أنزل، وإذا قرأ آخر القيامة: (أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى) (40) سورة القيامة، قال: سبحانك بلى. ولكنه ضعيف إلا ما ورد في القيامة، فهو ثابت عند قوله تعالى: (أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى )، يقال: بلى، سبحانك بلى. هذا مشروع، أمَّا عند آخر سورة التين، والمرسلات، فهو ليس بمحفوظ. جزاكم الله خيراً  
 
11- أسأل عن تفسير قوله تعالى: (( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ )،)،[البلد:10]، ما المقصود بالنجدين؟
المقصود الطريقة، طريق الخير وطريق الشر، هذا هو مراد النجدين الطريقين؛ لأن الله -جل وعلا- بين لعباده الطريقين طريق الشر، الشرك والمعاصي، ونهاهم عن ذلك، وبين لهم طريق الخير التوحيد والطاعات، ودعاهم إليه على أيدي الرسل، والكتب المنزلة من التوراة، والإنجيل، والزبور، والقرآن، وغيرها، والهداية هنا بمعنى الدلالة، كما قال الله -تعالى-: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى) (17) سورة فصلت. يعني دللناهم، وأوضحنا لهم الحق بدليله، ومن هذا قوله تعالى: (وَإِنَّكَ)، يخاطب النبي -صلى الله عليه وسلم- محمد: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ)، يعني ترشد وتدل، أما الهداية التي معناها التوفيق لقبول الحق، والرضا به، هذه بيد الله -سبحانه وتعالى- لا يدركها الإنسان، وليست في يد الإنسان، وهي المراد في قوله سبحانه: (لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء) (272) سورة البقرة، ليس عليك توفيقهم وإدخال الإيمان في قلوبهم هذا إلى الله -سبحانه و تعالى-، ومن هذا قوله تعالى: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء) (56) سورة القصص, يعني لا تستطيع ذلك بل هذا إلى الله -سبحانه وتعالى-، أما الدلالة والبلاغ والبيان هذا بيد الرسل وأتباعهم مستطاع، وهو المراد في قوله جل وعلا: (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)،، يعني أدللناه وأرشدناه، وهو المراد أيضاً في قوله تعالى: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى)، يعني دللناهم. جزاكم الله خيراً  
 
12- أثناء طوافي طواف الوداع في الحج انتقض وضوئي، فهل تأثر الحج؟
يتأثر الطواف فقط الطواف يفسد، كالصلاة، إذا أحدث الإنسان في الطواف فسد الطواف كالصلاة، فعليك إعادته، فإن لم تعده فعليك دم، تذبح في مكة للفقراء، جبراً للحج، الحج يكون ناقصاً حتى تأتي بالطواف، أو تجبره بدم، والدم ذبيحة مثل ذبيحة الهدي والأضحية، يعني جذع ضأن أو ثني ماعز، أو سبع بدنة أو سبع بقرة. جزاكم الله خيراً، إن كان متزوجاً وأتى أهله قبل التسديد هذا -سماحة الشيخ-؟ ما يضر ما يتعلق به، الحل يتعلق بالرمي، والطواف -طواف الإفاضة-، والسعي ما له تعلق بطواف الوداع. جزاكم الله خيراً، كأن هناك فرقٌ بين الأركان والواجبات والسنن؟ نعم. جزاكم الله خيراً  
 
13- إنني في السادسة عشر من عمري، وإني والحمد لله أقوم بالفرائض وبعض السنن، ولي أم عصبية جداً، إنها تقول لي كلاماً سيئاً، وتقول كلاماً فاحشاً، وطبعاً تقول: إن ذلك من غير قلبها، وهي كثيراً ما تتدخل في شؤوني، وتمنعني من زيارة الأخوات في الله، فما هو توجيهكم تجاه ما ذكرت جزاكم الله خيراً؟
عليه الصبر، والحلم والدعاء لها بالهداية، والتوفيق، والكلام الطيب، حتى يهديها الله وتكف لسانها عن اذاك، وإذا كان أبوك موجوداًَ ينصحها أيضاً، وهكذا أخوته الكبار، ينصحونها حتى لا تخاطبك بالشيء الذي يؤذيك، والحمد لله، أما الزيارة فالزيارة فيها تفصيل: إذا كانت الزيارة لأخواتك ما يترتب عليها مفاسد، ولا سفور، ولا خلوة بالأجانب، فلا بأس بها إذا رضيت الوالدة، وإلا فلا تخرجي إلا برضاها؛ لأن رضاها واجب، بر الوالدة مهمٌ جداً، فلا تخرجي إلى الأخوات إلا برضاها، حتى ترضى عنك، ولكن عليك بالكلام الطيب مع الوالدة، والأسلوب الحسن، وطلب رضاها بالطرق الشرعية، والاستعانة في ذلك بأبيك، أو بإخوتك حتى تسمح عنك ولا تسبك، ولا تؤذيك بالكلام الفاحش الرديء والله يهديها نسأل الله لنا ولها الهداية. جزاكم الله خيراً، عبارة وقفت عندها سماحة الشيخ وهي قولها: إن والدتي تتدخل في شئوني، هل يليق هذا الكلام من الأبناء للآباء؟ هذا لا يليق ولا ينبغي، للوالد يتدخل والأم تتدخل، فيما يتعلق بإصلاح الولد والبنت، هما ملزومان بأن يربيا أولادهما التربية الشرعية، فالوالد يتدخل والوالدة تتدخل في الشيء يصلح الأولاد، وينفعهم في دينهم ودنياهم، أما الشيء يمنعهم من الخير أو يثبطهم على الحق، فلا ينبغي للوالدين، إنما الطاعة في المعروف، فلو قال الوالد للولد أريدك تسرق، أو تخون الأمانة، أو تغش في المعاملة ما يجوز طاعته، ولا طاعة الوالدة أيضاً؛ لأن هذه معاصي، والرسول يقول -صلى الله عليه وسلم-: (إنما الطاعة في المعروف)، (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، وهكذا لو قالا له، لا تصلي في الجماعة، أوانك تعق إخوتك تقطع إخوتك القطيعة التي حرمها الله، أو قالا له عليك أن تعامل بالربا، أو تتجر في الخمور، أو في المخدرات، ما يطيعهم في هذا الشيء (إنما الطاعة في المعروف)، (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)،. جزاكم الله خيراً، إذاً من حق الوالدين أن يتدخلا في حقوق الأبناء؟ نعم، التدخل الذي يحصل به المطلوب من دون عداء ولا ظلم، مشورة، ونصيحة ومنع مما يضر. جزاكم الله خيراً  
 
14- عند الركوع، هل النظر يكون إلى الرجل اليمنى أم عند مكان السجود؛ لأني قرأت أنه يكون إلى الرجل اليمنى (القدم)؟
مكان السجود مثل الواقف، ينظر إلى محل السجود مثل الواقف، لكن عند الجلوس للتشهد ينظر إلى إشارته، إلى السبابة إلى يده. جزاكم الله خيراً  
 
15- هل الصلاة بدون جوارب غير جائزة، وهل ستر القدمين واجبة في الصلاة، أو لا؟
المشروع سترهما بالجوربين، أو بإرخاء الثياب إذا أرخت الثياب حصل المقصود ولو ما كان هناك جوربان؛ لأنه جاء في الحديث رواه أبو داوود عن أم سلمة أنها سُئلت -رضي الله عنها-: (أتصلي المرأة في ردع وخمار بغير إزار؟ فقالت: إذا كان الدرع ساتراً يغطي ظهور قدميها)، والجمهور على أن القدمين عورة، وأن الواجب عليها سترهما في الصلاة، فينبغي للمؤمنة ستر القدمين بالجورب، أو بإرخاء الثياب. جزاكم الله خيراً  
 
16- لقد أفطرت عدة أيام من رمضان الماضي متعمداً وبدون عذر، ذلك أني أكلت وشربت، أما الآن وقد هداني الله، وتبت إلى الله -سبحانه وتعالى- فماذا يجب عليّ تجاه ما قدمت، فهل علي كفارة؟ ذلكم لأني حيران في هذا الموضوع؟
عليك التوبة إلى الله، والندم، وقضاء الأيام التي أفطرتها، وليس عليك سوى ذلك، لكن إذا كانت من رمضان سابق، ولم تقدر عليه إلا الآن، عليك الإطعام عن كل يوم تطعم مسكين، نصف صاع من التمر، أو غيره من قوت البلد زيادة على القضاء مع التوبة إلى الله -عز وجل-، عليك التوبة إلى الله والندم، وعليك قضاء الأيام التي تركتها، وعليك إطعام مسكين عن كل يوم، هذا هو الواجب عليك؛ لأن الإفطار من دون عذر أمرٌ منكر محرم، هذا إذا كان إفطارك من دون جماع، أما إذا كان إفطارك بعضه بجماع فعليك الكفارة، عليك قضاء اليوم والتوبة والكفارة، كفارة الوطء في رمضان وهي عتق رقبة مؤمنة، فإن عجزت تصوم شهرين متتابعين، فإن لم تستطع تطعم ستين مسكيناً، هذا إذا كان الإفطار بالجماع، أما إذا كان بالأكل والشرب فليس فيه إلا القضاء، قضاء الأيام مع إطعام مسكين عن كل يوم؛ لأنك فرطت وأخرت حتى جاء رمضان الآخر. جزاكم الله خيراً               
 
17- كنت أخذت من بعض أصحاب المحلات أشياء وهم لا يعلمون، والآن وقد تبت كيف أعيدها لهم، وكيف إذا كان بعضهم قد ذهب من هذه المحلات ولا أعلم أين هم، هل أتصدق بها، أم ماذا، وكيف إذا كان بعضهم قد استلفت من بعضهم بعض المال، وجهوني تجاه ذلك؟ جزاكم الله خيراً.
الواجب عليك التماسهم، السؤال عنهم لعلك تعرفهم، فإن عرفتهم رددت أموالهم إليهم مع التوبة إلى الله -عز وجل-، بالطرق التي توصلها إليهم، ولو لم يعرفوا أنها منك، توصل إليهم بأنها من إنسان يرى أنها حق لكم، تدفع إليهم، فإن لم تستطع، ولم تعرف محلاتهم، تتصدق بها عنهم بالنية، تتصدق بها على الفقراء، وفي المشاريع الخيرية، وفي جهاد الأفغان، وتبرأ الذمة مع التوبة وتنويها عنهم وتكون صدقة لهم والثواب لهم؛ لأنك لم تستطع إيصالها إليهم. جزاكم الله خيراً  
 
18- إذا حلفت عدة مرات على ألا أفعل بعض الأشياء، ثم فعلتها، هل أكفر عن ذلك بصيام ثلاثة أيام، مع العلم أنني لا أستطيع أن أفعل غير ذلك؟
إذا حلف الإنسان على أن يفعل بعض الأشياء، ولو كرر ذلك مرات، ثم لم يفعل، فعليك كفارة اليمين، مثل لو قال: والله لا أصوم إلا يوم الخميس، والله لا أصوم إلا يوم الخميس، أو والله لا أكلمن فلان، والله لا أكلمن فلان، والله لا أكلمن فلان، ولم يفعل، عليه كفارة يمين، وهي إطعام عشرة مساكين لكل مسكين نصف صاع من قوت البلد، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فإن عجز صام ثلاثة أيام، وإذا كنت لا تستطيع إلا الصيام، أجزأك الصيام، والحمد لله. جزاكم الله خيراً  
 
19- لقد ذهبت في سفر، وعندما كنا في الطريق حان وقت صلاة المغرب، لكن أبي لم يتوقف للصلاة بحجة أننا في سفر، وأننا سنقضيها في المنزل بعد الوصول، ونتيجة لذلك أقسمت ألا أذهب معهم مرة أخرى في سفر، وكنت غضباناً، هل يعتبر قسمي لا حرج عليّ فيه؛ لأنني كنت غضباناً، أم أنه يجب علي أن أفعل شيئاً؟ جزاكم الله خيراً. 
عليك الكفارة كفارة اليمين، وفعلهم لا بأس به إذا أخروا صلاة المغرب في السفر صلوها جمعاً مع العشاء، ولو في البلد لا حرج، والحمد لله، يجوز للمسافر أن يؤخر الأولى مع الثانية إذا كان في طريق السفر، المغرب مع العشاء، والظهر مع العصر إذا كان مستمراً في السفر، فيكون جمع تأخير، وأما يمينك فعليك كفارة اليمين، إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو عتق رقبة، فإن عجزت تصوم ثلاثة أيام، والحمد لله. جزاكم الله خيراً  
 
20- لي زوجة وأربعة أطفال في مصر وأريد استقدامهم، إلا أنني بعيد عنهم ولا أستطيع الذهاب والعودة، فهل لي أن أترك بعض الأجار، واستقدام زوجتي بدون محرم؟
لا، ليس لك استقدامها إلا بمحرم؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم)، استقدام النساء بغير محارم فيه خطرٌ كثير، ومخالفة للنص عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. 

448 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply