حلقة 781: تأديب الطفل وضربه - حكم صوم يوم السبت منفردا - الحركة في الصلاة هل تبطلها؟ - نزع الخف هل ينقض الطهارة؟ - حكم من حلف بالله كاذبا - دفع الزكاة للقريب الفقير - حكم إعطاء الفقير من الزكاة ليشتري بيتا

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

30 / 49 محاضرة

حلقة 781: تأديب الطفل وضربه - حكم صوم يوم السبت منفردا - الحركة في الصلاة هل تبطلها؟ - نزع الخف هل ينقض الطهارة؟ - حكم من حلف بالله كاذبا - دفع الزكاة للقريب الفقير - حكم إعطاء الفقير من الزكاة ليشتري بيتا

1-   إن لي أخاً يبلغ من العمر عشر سنوات، يتكلم على أمي ويتلفظ عليها بعبارات غير لائقة؛ لأنها تأمره بالصلاة وطاعة الله، فأنا أضربه ضرباً شديداً، وأحياناً أضربه لأنه لا يذاكر دروسه، أو لأنه يأخذ شيئاً دون أن تعلم به أمي، وأحياناً أكويه بالنار، فهل أكون آثمة في فعلي هذا؟ جزاكم الله خيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعـد: فأنت جزاك الله خيراً مأجورة على اجتهادك وحرصك على صلاحه وعلى تأدبه مع والدته وعلى بره لها، ولا حرج عليك في تأديبه وضربه حتى يستقيم، وحتى يقوم بما يلزم من جهة والدته، والحاصل أنك مأجورة بضربه حتى يصلي وحتى يذاكر في دروسه، وحتى لا يتكلم عن والدته بما لا ينبغي، كل هذا أنت مأجورة عليه، وإذا كان أبوه موجوداً فالواجب على أبيه أن يقوم بهذه المهمة، أو أخوه الكبير، حتى يتساعد معك في ذلك، وإذا كان أبوه يقوم بالواجب كفى عنك، فالحاصل أن الواجب على أبيه إن كان موجوداً أو أخيه الكبير إن كان موجوداً أن يقوم بذلك، وإن قامت أمكم بذلك فلا بأس، وإذا لم تقم به أمه ولم يقم بذلك أحد غيرك فأنت مأجورة على ذلك، وجزاك الله خيراً، لكن لا تكويه بالنار، أما الكي بالنار فلا يجوز، وإذا كان يأخذ شيئاً يسيراً من المال لحاجة الأطفال فينبغي التسامح في هذا، أما الشيء الذي قد يضر الوالدة، أو قد يعوده السرقة فلا مانع من ضربك له ضرباً خفيفاً، لا تضربيه ضرباً خطيراً لا في الصلاة ولا في غيرها، ضرباً خفيفاً يؤلمه ويردعه ولكن ليس فيه خطر، بارك الله فيك.  
 
2-   انتشرت النميمة والغيبة والقيل والقال بين جميع الناس، وبقيت والحالة هذه في البيت لا أخرج مع الأهل لزيارة أحد، بل جلست مع إخواني في البيت، فهل أصير قاطعة للرحم؟ أرجو أن تنصحون الذين ينقلون الكلام من شخص إلى شخص آخر، فيصير بينهم مشاكل بسبب نقل الكلام. 
خروجك مع الوالدة ومع أخواتك الطيبات إلى الجيران أو إلى الأقارب لا حرج لك، لا حرج فيه، وإذا رأيت شيئاً من المنكر أنكريه بالكلام الطيب والأسلوب الحسن كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم- :(الدين النصيحة)، والله يقول في كتابه الكريم: والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وإياك والعزلة والشذوذ إلا عند الضرورة، إذا رأيت أن من خرجوا إليه عندهم منكر لا يزيلونه ولا يقبلون منك فلا تخرجي معهم، أما سوء الظن والتشديد في الأمور من دون منكر ٍ ترينه فلا ينبغي منك، بل اخرجي مع الوالدة، مع أخواتك إلى الجيران أو لعيادة مريض أو لصلة الرحم ما دام الخروج لا يترتب عليه منكر، بالتستر والحجاب والعناية وما دام المزورون ليس عندهم منكر، أو عندهم منكر لكن إذا حضرت زال، وقبلوا منك النصيحة فأنتِ على خير عظيم، أما الخروج إلى محلٍ فيه منكر لا يزول ولو بحضورك لا تخرجي إليه، ولا تكوني معهم فيه، وعليك نفسك ودينك، نسأل الله للجميع التوفيق، أما النميمة فهي محرمة ولم يزل العلماء ينصحون الناس ويحذرون الناس فنقل الكلام السيئ من شخص إلى شخص أو من جماعة إلى جماعة أو من قبيلة إلى قبيلة، هذه تسمى نميمة ولا تجوز والواجب الحذر منها.  
 
3-   إنني سمعت أن من صام يوم السبت لا يصح صومه إلا مع صوم يوم قبله أو بعده، وإنني صمت يوم السبت قضاء كفارة يمين، ولم أصم يوم الأحد؛ لأنني لم أستيقظ من النوم إلا بعد الأذان، فهل يجب عليّ إعادة الصوم، بينوا حكم ذلك؟ بارك الله فيكم.
الصوم صحيح، صوم يوم السبت صحيح ولو مفرداً، والحديث الذي فيه النهي عن صوم يوم السبت حديث ضعيف، مضطرب عند أهل العلم، لا يعتمد عليه، لكن لو صمت السبت مع الأحد أو مع الجمعة كان أفضل، وإلا فالصوم ليوم السبت مفرداً الصحيح أنه لا حرج فيه، وأن الحديث فيه ضعيف لاضطرابه وعدم استقامة أسانيده، ولكن من باب الورع والخروج من الخلاف إذا صام الإنسان يوم السبت يصوم معه الأحد أو الجمعة.  
 
4-   يسأل فيها عن تفسير بعض الآيات: يقول الحق تبارك وتعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُل مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ )) [فاطر:4]؟
هذه الآيات واضحة المعنى: الآية الأولى: الرب جل وعلا يسلي نبيه - صلى الله عليه وسلم- ويصبره حتى لا يجزع من تكذيب قومه له، فقد كذبت أقوام كثيرة لرسلها عليهم الصلاة والسلام فيقول له: وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك، يعني لك فيهم أسوة فلا تجزع وعليك بالصبر، ولهذا قال في الآية الأخرى: فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم، وقال: واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا، فالله يأمر نبيه بالصبر والتأسي بالرسل الماضيين، فقد كذبوا وأوذوا فصبروا، وهو كذلك عليه أن يصبر كما صبروا وأن يتحمل كما تحملوا وله عند الأجر العظيم والأجر الكثير، وهو سبحانه يهدي من يشاء، قال تعالى:ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء، وقال سبحانه: إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء لا بد من التحمل والصبر، والله جل وعلا هو الحكيم العليم فيما يأمر به، وفيما ينهى عنه، وفي توفيق هذا للإسلام والطاعة، وفلان الآخر حتى لا يسلم ولا يقبل الحق، هو الحكيم العليم جل وعلا، فعلى العبد أن يسأل الله التوفيق وأن يستعين به على الخير، وأن يحذر شره وأسبابه، وأن يصبر كما صبر غيره، وهكذا الرسل عليهم الصلاة والسلام؛ عليهم أن يصبروا وعلى نبينا عليه الصلاة والسلام أن يصبر كما صبر من قبله، وأما الآية الأخرى ففيها التحذير من الاغترار بالدنيا، والاغترار بالشيطان وهو الغَرور، يعني يجب على المؤمن أن يحذر من الدنيا وشهواتها الفاتنة، ولهذا قال جل وعلا: يا أيها الناس إن وعد الله حق، وعده لكم بالحساب والجزاء والجنة والنار وقيام الساعة كله حق، لا بد من قيام القيامة، ولا بد من الجزاء على الأعمال، ولا بد من الجنة لأهل الإيمان والتقوى، والنار لأهل الكفر والنفاق، كله حق، ولهذا قال: فلا تغرنكم الحياة الدنيا، يعني بزينتها وأموالها وشهواتها ومآكلها ومشاربها وغير ذلك مما فيها فهي دار الزوال، دار الفناء، كما قال تعالى: كل من عليها فان، وقال سبحانه: وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور، فلا يليق بالعاقل المؤمن أن يغتر بها وبزينتها وأهلها وما أعطوا من الدنيا بل يحذر ويستعد للآخرة، ويستعين بنعم الله على طاعة الله، ولا يغتر بالشيطان وهو الغَرور فهو يزين لأهل الباطل ويغرهم، ويدعوهم للركون إلى الدنيا ويدعوهم إلى التكذيب بالآخرة، فيزين لهم هذه العاجلة، وربما زين لهم الإصرار على المعاصي وقال: التوبة بعد ذلك، إذا لم يجد حيلة في تكذبيهم وإنكارهم للآخرة زين لهم أنهم يتساهلون بالمعاصي، وقال لهم: في إمكانكم التوبة بعد ذلك والله غفور رحيم ونحو هذا مما يغرهم به، فالواجب الحذر من طاعة غَرور الشيطان، والحذر من المعاصي كلها، والبدار بالتوبة عند وجود المعصية، ولهذا قال بعده: إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً، يعني عاملوه معاملة الأعداء فهو عدو مبين، ثم قال سبحانه: إنما يدعو حزبه -يعني أتباعه- ليكونوا من أصحاب السعير، هذه مهمته وهذه دعوته وهذا سبيله: الدعوة إلى النار، فالواجب على العاقل أن يحذر هذا العدو المبين، وأن لا يطيعه فيما يدعو إليه من الباطل وأن يحذر وساوسه وما يزينه من المعاصي لعله ينجو.  
 
5-  إن هناك أناس يقولون: إن الحركة في الصلاة تبطلها؟ وجهونا، جزاكم الله خيراً.
العبث في الصلاة لا يجوز إذا كثر، أما الشيء اليسير فيعفى عنه، الشيء اليسير عرفاً يعفى عنه، ولكن إذا كثر وتوالى أبطل الصلاة، فالواجب على المؤمن في صلاته والمؤمنة الحرص على أسباب سلامتها والحذر من أسباب بطلانها، والشيء اليسير يعفى عنه، مثل كونه عدل ثوبه أو عمامته أو مسح التراب من وجهه عند السجود مرة أو مرتين لا يضر صلاته، لكن الأفضل مرةً واحدة، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم- في مثل هذا :(مرةً أو دعه)، فالمقصود أن المؤمن يحرص على الخشوع والإقبال على صلاته والحضور فيها بقلبه وترك العبث والحركة غاية الحرص، قال الله سبحانه: قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون، لكن إذا عبث يسيراً ما يضر صلاته، الحركة بأن أخذ شيئاً أو طرحه أو حك رأسه قليلاً أو ما أشبه ذلك من الأفعال التي يفعلها الإنسان بعض الأحيان لا تضر صلاته، لكن إذا كثر العبث وتوالت الحركات عرفاً بطلت الصلاة فينبغي الحذر.  
 
6-   من المعلوم أن خطبتي صلاة الجمعة تكون قبل الصلاة، أما الخطب في صلاة العيدين والاستسقاء فإنها تكون بعد الصلاة، ومن المعلوم أن معظم الناس -هداهم الله- يبادرون بالخروج من صلاة العيدين وصلاة الاستسقاء قبل شروع الخطيب بإلقاء الخطبة، فما حكم الإسلام في تقديم الخطب قبل صلاة العيدين وصلاة الاستسقاء حتى يتمكن المسلمون من الاستفادة من الخطب لا سيما وأن صلاة العيدين وصلاة الاستسقاء سنة مؤكدة؟
الواجب على أهل الإسلام أن يتبعوا الرسول - صلى الله عليه وسلم- فيما جاء به، وأن يعملوا كعمله ولا يزيدوا بآرائهم ولا يغيروا، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (صلوا كما رأيتموني أصلي)، فالله أمر بالصلاة مجملة وقال: (أقيموا الصلاة حافظوا على الصلوات)، والرسول - صلى الله عليه وسلم- بينها وفصلها عليه الصلاة والسلام بقوله وفعله، فعلى المسلمين أن يتبعوا ولا يبتدعوا ولا يجوز للمسلمين أن يقدموا خطبة العيد أو خطبة الاستسقاء، خطبة العيد خاصة، أما الاستسقاء فقد جاء تقديمها وتأخيرها لكن خطبة العيد لا تقدم بل يصلي ثم يخطب، هكذا فعل النبي - صلى الله عليه وسلم- وفعل خلفاؤه الراشدون والمسلمون، ولما فعل مروان ما يخالف السنة من تقديم الخطبة في العيد أنكر عليه أبو سعيد الخدري، فالحاصل أن الواجب على المسلمين أن يصلوا كما صلى عليه الصلاة والسلام، والسنة للمسلمين أن يحضروا خطبة العيد وخطبة الاستسقاء ولا يعجلوا، هذه سنتهم أن يحضروها ويستفيدوا، ولكن خروج من خرج منهم لا يجوز تقديم الخطبة على الصلاة، بل تبقى على حالها كما فعلها النبي عليه الصلاة والسلام، يصلي العيد ثم يخطب، أما الجمعة فخطبتها قبلها، وأما الاستسقاء فقد جاء هذا وهذا، جاء قبلها وبعدها، جاء في الخطبة كصلاة العيد، وجاءت الخطبة قبلها كصلاة الجمعة، فالأمر فيها واسع والحمد لله، صلاة الاستسقاء.  
 
7-   إذا لبس إنسان جوربين على طهارة ثم تطلب الأمر نزعهما، مثل إجراء كشف طبي يتطلب نزعهما، ثم عاد ولبسهما مرة أخرى بدون وضوء، علماً أنه لا زال على طهارة، فما حكم ذلك بالتفصيل؟ جزاكم الله خيراً.
إذا كان ما زال على طهارته الأولى التي لبس عليها الخفين أو الجوربين لا بأس، إذا كان تطهر مثلاً لصلاة الظهر ولبس الجوربين أو الخفين ثم دعت الحاجة إلى كشفهما بعد الصلاة لمرضٍ أو غيره ثم أعادهما مرةً أخرى على طهارته فلا بأس، يمسح بهما يوماً وليلة إن كان مقيماً وثلاثة أيام بلياليها إن كان مسافراً، أما إن كان أحدث بعد ما لبسهما فإنه لا يعيدها إلا بعد الطهارة.  
 
8-   أنا فتاة أبلغ من العمر السابعة عشرة، وقد تذكرت أن علي بعض الأيام من شهر رمضان لم أصمها، وكانت في ذلك الوقت أول سنة من بلوغي، حيث كان عمري إحدى عشرة سنة، وأنا لا أدري عن عدد الأيام التي أفطرتها، وجهوني كيف يكون القضاء؟ جزاكم الله خيراً.
عليك أن تصومي حسب ظنك واجتهادك، اعملي بالظن في الأيام التي أفطرتها، ويكفي والحمد لله، تجتهدين فإذا كنتي تظنينها سبعاً فصومي سبعاً، تظنينها ثماناً ثماناً، عشراً عشراً، حسب الاجتهاد والتحري، لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، فاتقوا الله ما استطعتم.  
 
9-   أنا بعض الأحيان أحلف بالله وأقسم به وأنا غير صادقة، ولقد فعلت ذلك لأسباب وظروف، فهل عليَّ ذنب، وإن كان عليّ ذنب فما كفارة ذلك؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.
نعم، لا يجوز لك الحلف بالله كاذبةً، ولكن عليك التوبة إلى الله سبحانه وتعالى، ولا تعتادي هذا الأمر، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (من حلف بالله فليصدق)، ويقول - صلى الله عليه وسلم-: (من حلف على يمين هو فيها كاذب يقتطع بها مال المسلم بغير حق فالله عليه غضبان)، وفي اللفظ الآخر: (فقد أوجب الله عليه النار وحرم عليه الجنة)، فالمقصود أن اليمين بالكذب لا تجوز، بل يجب الصدق في الأيمان، في جميع الأحيان، وإذا حلف الإنسان على يمين ليأخذ بها مال امرئٍ مسلم هذا من أعظم الكبائر. وفي الحديث: (لقي الله وهو عليه غضبان)، وفي اللفظ الآخر: (فقد أوجب الله عليه النار وحرم عليه الجنة)، فهذا وعيد عظيم، وهكذا الأيمان في غير قطاع المال، كأن تقولي والله أني ما فعلت كذا، والله أني فعلت كذا وأنت كاذبة لا يجوز هذا، فعليك التوبة إلى الله من ذلك والاستغفار وليس عليك كفارة في أصح قولي العلماء، لكن عليك التوبة إلى الله والاستغفار والندم والعزم الصادق أن لا تعودي إلى مثل ذلك، إلا إذا كان في أمور يباح فيها الكذب فلا بأس، كالإصلاح بين الناس والحرب وحديث الرجل وامرأته، والمرأة لزوجها، كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يرخص الكذب في هذه الأمور الثلاثة، فإذا كذب الإنسان في الإصلاح بين شخصين أو جماعتين أو قبيلتين، يقول والله أن فلان بن فلان يدعو لك ويثني عليك والآخر قال كذلك يريد أن يصلح بينهم فلا بأس إن شاء الله في الإصلاح لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- رخص في هذا، الإصلاح بين الناس وفي الحرب في الجهاد، وفي حديث الرجل وامرأته والمرأة لزوجها، وهكذا المرأة لزوجها والله أني ما فعلت هذا الشيء تخاف أنه يغضب عليها، والله ما رحت بيت فلان والله ما زرتهم، والله ما خرجت من بيت كذا وكذا، دفعاً للفتنة بينهما، أو والله لا أعود، أو ما أشبه ذلك، وإن كانت في نيتها تعود لأن هذا فيه حرصاً على بقاء المودة وبقاء العشرة الطيبة، وحذراً من شدة الخصومة فتفضي إلى الطلاق فالحاصل كونها تكذب في شيءٍ يتعلق بها مع زوجها مما يهدئ ويسبب بقاء العشرة ولا يتعلق بالآخرين لا بأس بذلك، والله ما أفعل كذا، والله ما أعصيك في المستقبل، والله ما أخرج من البيت إلا بإذنك، وما أشبه ذلك، وهو كذلك يقول لها والله أني ما أفعل كذا، والله أني ما.... فلان، أو والله ما أكلم فلانة وإن كان كاذباً، أو والله ما كلمت فلان، أو والله ما كلمت فلانة، حتى يهدئ غضبها وحتى تبقى المودة وحتى لا يقع الطلاق، كل هذه الأمور لا بأس بها، فيما بين الزوج والزوجة فيما يتعلق بهما خاصة، ولا يتعلق بظلم غيرهما ولا بالكذب على غيرهما.  
 
10-   أرجو من سماحتكم الرأي والمشورة، أنا والحمد لله ميسور الحال مادياً، ولدي أموال أريد استخراج الزكاة عليها، ولي أخ يعمل موظفاً في إحدى الشركات، ومتزوج وله أولاد، ولكن مشكلته أنه موظف في إحدى الشركات وراتبه ضعيف وليس لديه سكن، هل لي أن أعطيه زكاة مالي ليبحث بها عن مسكن له جزاكم الله خيرا؟
لا حرج في أن تعينه في السكن، تأمره أن يشتري وإذا اشترى وثبت الدين تسدد عنه، كما تعطيه مال يساعده في حاجاته وقضاء دينه الآخر ما دام لا يستطيع لأن راتبه ضعيف ولا يستطيع به الأجرة أو الشراء لا حرج في أن تعطيه الأجرة أو يشتري ثم تعطيه ثمن لا مانع، لا تعطيه حتى يشتري لئلا تضيع الدراهم، الزكاة، إذا اشترى ولزم الدين تسلم له الدين لأنه فقير.  
 
11-  إن زوجته ربما تشاركه في هذا الأمر فتدفع ثمن المنزل أيضاً لأخيهم الفقير هذا؟
لا بأس إذا شاركت جزاها الله خيراً، ما دام فقيراً يستحق العون لفقره أو لأنه غريم اشترى البيت ولزمه الثمن وصار غريماً يعطى منك ومنها، ما يسدد به الثمن من الزكاة.  
 
12-   أثناء عملي مندوباً في إحدى الشركات لتوزيع منتجاتها حدث أنني أخطأت ذات يوم مع أحد العملاء للشركة، وأخذت منه ثمن وحدتين من هذه البضاعة زيادة على حساب البضاعة التي أعطيتها له في هذا اليوم، ولم أعرف بذلك، وأثناء توريد الإيراد للشركة وجدت أن معي ثمن وحدتين زيادة عن المطلوب للشركة, وعندما رجعت إلى هذا العميل كالعادة لأعطيه بضاعته قال لي: إنني في المرة الماضية أعطيته البضاعة ناقصة وحدتين, وقلت له: إنني سأعطيك وحدتين ولكن في يوم آخر, وحتى الآن لم أعطه إياها حيث أنني استقلت من الشركة بعدها مباشرة, فماذا أفعل الآن وأنا أرغب في أن أعطيه نقوداً ثمن تلك الوحدتين إلا أنني لا أعرف مكانه بالضبط, فماذا أفعل جزاكم الله خيراً؟
عليك أن تتصدق بذلك على الفقراء بالنية عنه، ويكفي ومتى عرفته بعد حين وطلبها تخيره إن شاء قبل الصدقة وصار الأجر له، وإن شاء أعطيته وصار الأجر لك.

479 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply