حلقة 793: حكم طلاق من لا يصلي - خرق الأنف للنساء - القيء عمداً يبطل الصيام وعليه القضاء - الكحل وقص الأظافر للصائم - تأجير بعض الأدوات للمناسبات المباحة - قص اللحية - كيفية صلاة الوتر - حكم صلاة المرأة وهي متطيبة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

42 / 49 محاضرة

حلقة 793: حكم طلاق من لا يصلي - خرق الأنف للنساء - القيء عمداً يبطل الصيام وعليه القضاء - الكحل وقص الأظافر للصائم - تأجير بعض الأدوات للمناسبات المباحة - قص اللحية - كيفية صلاة الوتر - حكم صلاة المرأة وهي متطيبة

1- تزوجت قبل خمسة أعوام، وكنت وقتها لا أصلي، ولا أصوم، ولا أقوم بأي فريضة أبداً، كنت على خلاف دائم مع زوجتي، وقلت لها ذات يوم: أنت طالق! أمام أهلها، وحضرت لهما في اليوم التالي، وأخذتها إلى بيتي بالمرة، ثم المرة الثانية أرسلت لها ورقة، وقلت لهما: أنت طالق! وبعد مرور ثلاثة أيام حضرت وأخذتها إلى بيتي، وبعد مرور تسعة أشهر قررت السفر للسعودية وأخبرت أهلها بطلاقها، ثم أخذوا عفشي من بيتي في غيابي مقابل أن أطلقها، المهم طلقتها تفادياً للمشاكل، وحضرت للسعودية والحمد لله استقمت وعرفت الكثير عن الإسلام، وبدأت الصلاة والصوم، وحجيت أكثر من مرة، وحفظت الكثير من كتاب الله، مكثت في السعودية سنتين ورجعت إلى بلدي وعقدت عقداً جديداً وبمهر جديد على زوجتي الأولى، لأنني سمعت من هذا البرنامج بأن الذي لا يصلي عقده باطل، لذا قلت: بأن زواجي من أوله باطل ولذلك عقدت عليها من جديد، أرجو إفادتي عن صحة ما فعلت؟ جزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعـد: إذا كان الواقع كما ذكرت في السؤال، وأنك حين تزوجتها، وأنت لا تصلي، وهي تصلي، فإن العقد يكون غير صحيح؛ لأن ترك الصلاة كفر في أصح قولي العلماء وإن لم يجحد الوجوب، أما من جحد وجوبها، فإنه يكفر بإجماع المسلمين، وبذلك تبين بالطلقة الأولى، ولا يلحقها ما بعدها، وإذا كان عقدك الجديد بعد التوبة إذا كانت هي تصلي يكون عقدها جديد بعد التوبة صحيحاً، والحمد لله ونسأل الله أن يهديكما جميعاً، وأن يصلح حالكما جميعاً، ويكون قد مضى عليها طلقة، وهي الطلقة الأولى، والطلقة الثانية، وما بعدها لا تلحقها؛ لكونها تصلي، وأنت لا تصلي، فالعقد غير صحيح، ولا يلحقها بسبب ذلك إلا طلقة، والعمدة على النكاح الجديد الذي بعد التوبة، نسأل الله لنا ولكم الثبات على الحق.  
 
2- ما حكم خرق الأنف للنساء، وهل هو صحيح، أم بدعة، وهل التي لم تفعل هذا تكون آثمة، نرجو أن توضحوا لنا الحكم؟ جزاكم الله خيراً.
لا نعلم فيه بأسا، بل هذا من الحلي التي يستعملها النساء، خرق الأنف، والأذن هذا مما يفعله النساء لاتخاذ الحلي، فلا حرج فيه -إن شاء الله- وليس بواجب.   
 
3- إنني في شهر رمضان استفرغت عشرة أيام ولم أفطر، هل علي القضاء، أم لا؟ جزاكم الله خيراً.
إن كان الاستفراغ باختيارك، فعليك القضاء؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من ذرعه القيء فلا قضاء عليه، ومن استقاء فعليه القضاء). أما إذا كان غلبك، ولم تختاري ذلك، ولكن غلبك، وخرج بغير اختيارك، فليس عليك القضاء؛ لهذا الحديث المذكور، أما إن كنت استفرغت أنت بنفسك اختياراً منك، في الأيام العشرة، فإنك تقضين جميع الأيام؛ لأن الصوم بطل بذلك.  
 
4- هل الكحل، وقص الأظافر جائز في نهار رمضان، أم لا؟
قص الأظافر جائز لا شك في رمضان، وفي غيره، كذلك نتف الإبط، وحلق العانة كله مشروع في رمضان، أو في غيره، أما الكحل فبعض أهل العلم كره ذلك في النهار؛ لأنه قد ينساب إلى الحلق، والصحيح أنه لا يضر الصيام الكحل في النهار، لكن تركه وفعله بالليل يكون أحسن، وأبعد عن الشبهة، وإلا فالصواب أنه الكحل في رمضان لا يبطل الصوم
 
5- لنا بالسودان أدوات تؤجر للمناسبات، كمبكرات الصوت، والكراسي، و الصيوانات مضلات، ومفارش، وكوش لجلوس العروسين يوم الزفاف، علماً بأن هذه الأشياء أحياناً تؤجر للمآتم، والندوات الدينية، والثقافية، فهل هذا يجوز، أم لا؟ جزاكم الله خيراً.
تأجيرها في المناسبات المباحة، والمشروعة لا بأس بذلك إذا أجرها صاحبها لوليمة العرس التي ليس فيها منكر، أو لمناسبات أخرى ليس فيها منكر مباحة لا بأس، أما تأجيرها على قومٍ يفعلون فيها المنكر من إيجاد المآتم التي تعتبر بدعة كإيجاد الوليمة لأهل الميت إذا مات الميت فهذا بدعة، ومن أعمال الجاهلية، كونه يقيمون وليمة لموت ميتهم هذا من البدع ومن أمر الجاهلية، يقول جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه-: كنا نعد الاجتماع للميت، وصنعة الطعام بعد الدفن من النياحة، المقصود أن كون أهل الميت يعدون طعاماً للناس مأتماً، وحزناً هذا من أعمال الجاهلية لا يؤجر عليهم لا كراسي، ولا غيرها، وهكذا إذا كان يقام في الاحتفال أمور منكرة من ملاهي، والعود، والسينما، وأشباه ذلك مما يعتبر محرماً، فلا يجوز ذلك، فالخلاصة أنها إن أجرت على من يستعملها في أمر مشروع، أو مباح فلا بأس، وان أجرت على من يستعمل فيها المنكر، أو يستعملها في بدعة، فلا يجوز.   
 
6- ما حكم تصليح اللحية من قصها، وتدويرها من أقصى الرقبة؟ جزاكم الله خيراً.
اللحية يجب توفيرها، اللحية يجب توفيرها، وإرخاؤها، وعدم قصها، أو حلقها؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (قصوا الشوارب، وأعفوا اللحى خالفوا المشركين). متفق على صحته، وفي لفظ آخر يقول -صلى الله عليه وسلم-: (قصوا الشوارب، ووفرا اللحى، خالفوا المشركين). رواه البخاري في صحيحه. وفي لفظٍ آخر يقول -صلى الله عليه وسلم-: (جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى خالفوا المجوس). رواه مسلم في صحيحه. فقوله -صلى الله عليه وسلم-: أرخوا، وقوله: وفروا، وقوله: أعفوا. كل هذه يدل على أنه لا يجوز التعرض لها، لا بقص، ولا بحلقٍ، بل يجب أن توفر على حالها، وترخى، وتعفى، فلا يقص منها، ولا يحلق منها، ولا تحلق كلها، لا يجوز حلقها ولا قصها، بل يجب توفيرها، وإرخاؤها، وإبقاؤها.  
 
7- كيف نصلي صلاة الوتر؟ جزاكم الله خيراً.
صلاة الوتر سنة، سنها الرسول -صلى الله عليه وسلم- قولاً وفعلا، كان يوتر من الليل -عليه الصلاة والسلام- وأرشد الناس إلى ذلك، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعةً واحدة توتر له ما قد صلى). متفق على صحته، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (الوتر حق، فمن أحب أن يوتر بخمسٍ فليفعل، من أحب أن يوتر بثلاثٍ فليفعل، ومن أحب أن يوتر بواحدةٍ فليفعل)، وكان -صلى الله عليه وسلم- يوتر كل ليلة، والغالب أنه كان يوتر بإحدى عشرة يسلم لكل ثنتين، ويوتر بواحدة، وربما أوتر بثلاث عشرة، وربما أوتر بتسع، وربما أوتر بأقل من ذلك، فالسنة للمؤمن والمؤمنة التهجد بالليل والإيتار في أول الليل، أو في وسطه، أو في آخره، والأفضل في آخر الليل؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- من خاف أن لا يقوم في آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل.رواه مسلم في الصحيح. وقال -عليه الصلاة والسلام-: (ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ حتى يطلع الفجر)، متفق على صحته. وهذا النزول يليق بالله -سبحانه وتعالى-، لا يعلم كيفيته إلا هو -سبحانه وتعالى-، كالاستواء، والضحك، والرضا، والغضب كلها صفات تليق بالله. لا يشابه فيها خلقه -سبحانه وتعالى-، يجب أن تمر كما جاءت من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل. كما قال الله سبحانه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) (11) سورة الشورى . وقال -عز وجل-: (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ) (4) سورة الإخلاص. فليس نزوله كنزولنا وليس غضبه كغضبنا وليس ضحكه كضحكنا، وليس سمعه كأسماعنا، وهكذا بقية الصفات، له الكمال المطلق -سبحانه وتعالى- في كل شيء. ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فالإيتار في آخر الليل أفضل ولو بواحدة، ولكن إذا أوتر بثلاث، أو بخمس، أو بأكثر فهو أفضل. يسلم من كل ثنتين، ثم يوتر بواحدة، وإن أوتر في أول الليل قبل أن ينام، فلا بأس إذا كان يخشى أن لا يقوم، أو في وسط الليل، كله حسن، لكن أفضل ذلك آخر الليل في الثلث الأخير، هذا هو الأفضل.   
 
8- هل يجوز أن أصلي، وأنا متطيبة بالطيب؟ جزاكم الله خيراً.
نعم، الصلاة بالطيب لا بأس بها، بل الطيب مشروع للمؤمن، والمؤمنة، لكن المؤمنة تتطيب في بيتها، فالمؤمنة تتطيب في بيتها، وعند زوجها، وليس لها التطيب عند الخروج إلى الأسواق، ولا إلى المساجد، أما المؤمن، فيتطيب في بيته، وفي أسواقه وفي المسجد مطلوب، و من سنة المرسلين، فإذا صلت المرأة في بيتها وهي متطيبة من العود، أو الورد، أو العنبر، ونحو ذلك كله طيب، لا شيء في ذلك، ولا حرج في ذلك، بل هو مطلوب، لكن لا تخرج بالطيب الذي يجد الناس رائحته لا تخرج إلى الأسواق، ولا إلى المساجد؛ لأن الرسول نهى عن هذا -عليه الصلاة والسلام-.  
 
9- نرجو من سماحتكم أن تفسروا قوله تعالى: (( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ))[مريم:71]؛ لأن بعض الناس يسيئون فهمها، فيعتقدون أن الناس كلهم سوف يدخلون النار، وكلهم سوف يحاسب بعمله، فإن شاء الله أخرج من يشاء، ويبقي من يشاء. جزاكم الله خيراً.
هذه الآية الكريمة فسرها النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي قوله عز وجل : (وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا -يعني النار-كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا*ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا) (71-72) سورة مريم. فسرها النبي بأن الورود المرور والعرض، هذا هو الورود، يعني مرور المسلمين عليها إلى الجنة، ولا يضرهم ذلك، منهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كأجواد الخيل والركاب. تجري بهم أعمالهم، ولا يدخلون النار، المؤمن لا يدخل النار، بل يمر مرور لا يضره ذلك، فالصراط جسر على متن جهنم يمر عليه الناس، وقد يسقط بعض الناس؛ لشدة معاصيه وكثرة معاصيه، فيعاقب بقدر معاصيه، ثم يخرجه الله من النار إذا كان موحداً مؤمنا، وأما الكفار فلا يمرون، بل يساقون إلى النار، ويحشرون إليها نعوذ بالله من ذلك، لكن بعض العصاة الذين لم يعفو الله عنهم قد يسقط بمعاصيه التي مات عليها، لم يتب كالزنا، وشرب المسكر، وعقوق الوالدين، وأكل الربا، وأشباه ذلك من المعاصي الكبيرة، صاحبها تحت مشيئة الله كما قال الله سبحانه: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء) (48) سورة النساء. وهو سبحانه لا يغفر الشرك لمن مات عليه، ولكنه يغفر ما دون ذلك من المعاصي لمن يشاء -سبحانه وتعالى-. وبعض أهل المعاصي لا يغفر لهم يدخل النار، كما تواترت في ذلك الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الأحاديث الكثيرة أن بعض العصاة يدخلون النار ويقيم فيها ما شاء الله، فقد تطول إقامته؛ لكثرة معاصيه التي لم يتب منها، وقد تقل ويشفع النبي -صلى الله عليه وسلم- للعصاة عدة شفاعات يحد الله له حداً، فيخرجهم من النار فضلاً منه -سبحانه وتعالى- عليهم؛ لأنهم ماتوا على التوحيد والإسلام، لكن لهم معاصي لم يتوبوا منها، وهكذا تشفع الملائكة، يشفع المؤمنون، يشفع الأفراط، ويبقى أناس في النار من العصاة لا يخرجون بالشفاعة، فيخرجهم الله -جل وعلا- فضلاً منه -سبحانه وتعالى-، يخرجهم من النار بفضله؛ لأنهم ماتوا على التوحيد، ماتوا على الإسلام، لكن لهم معاصي ماتوا عليها لم يتوبوا فعذبوا من أجلها، ثم بعد مضي المدة التي كتبها الله عليهم وبعد تطهيرهم بالنار يخرجهم الله من النار إلى الجنة فضلاً منه -سبحانه وتعالى-، وبما ذكرنا يتضح معنى الورود وأن قوله -سبحانه وتعالى- وإن منكم إلا واردها. يعني المرور فقط لأهل الإيمان، وأن بعض العصاة قد يسقط في النار، ولهذا في الحديث: (فناج مسلم ومكدس في النار). فالمؤمن السليم ينجو وبعض العصاة كذلك، وبعض العصاة قد يخر، ويسقط.   
 
10- هل لأهل مكة عمرة، وإذا كان معنى العمرة عند علماء اللغة الزيارة، وشرعاً التعبد لله تعالى بأداء مناسك العمرة، فكيف يحدث هذا وهم من أهل مكة؟ جزاكم الله خيراً.
العمرة هي الزيارة بالنسبة للغريب، أما أهل مكة فالعمرة لهم هي الطواف، والسعي، والتقصير، وهي نوع من الزيارة بخروجه إلى الحل، ثم رجوعه، لكن المقصود منها في حق أهل مكة هذا العمل العظيم، وهو الطواف، والسعي، والتقصير، فلهم عمرة، يخرجون إلى الحل التنعيم، أو عرفات، أو الجعرانة، أو جدة ويحرمون بالعمرة، ثم يدخلون، ويطوفون ويسعون، ويقصرون. وتسمى عمرة، وإن كان أصلها الزيارة بالنسبة إلى الغريب لكنها عمل عظيم، عمل الطواف، والسعي، والتقصير، أو الحلق، العبادة عظيمة فيها الطواف بالبيت، وفيها السعي بين الصفا والمروة فهي عمرة لهم وإن كانوا من أهل مكة، وليس لهم زيارة؛ لأنهم قريبون من مكة إذا خرجوا إلى التنعيم ليسوا بعيدين، وليس سفراً، فلا تتحقق في حقهم أنها زيارة لكن فيها العمل الصالح من الطواف، والسعي، لكن تسمى زيارة بالنسبة للغرباء، وقد اعتمرت عائشة في مكة -رضي الله عنها-، لما حلت من حجها أعمرها النبي -صلى الله عليه وسلم- من التنعيم، وهي في هذه الحال مكية، مقيمة في مكة، ومع هذا اعتمرت من التنعيم -رضي الله عنها- بدلاً من عمرتها التي دخلت بها إلى مكة من المدينة؛ لأنها دخلت مكة وهي حائض، فلم تطف ولم تسع قبل الحج، وأحرمت بالحج مع العمرة، فصارت قارنة، فقال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (طوافك بالبيت وبين الصفا والمروة يكفيك لحجك وعمرتك)؛ لأنها صارت قارنة، فطلبت منه عمرةً مستقلة، فوافق على ذلك -عليه الصلاة والسلام-، وأمر أخاها عبد الرحمن أن يعمرها من التنعيم عمرةً مستقلة كصواحباتها من أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإنهم اعتمروا عمرةً مستقلة، دخلوا بها مكة من المدينة، فطافوا وسعوا، وقصروا، وحلوا، فأحبت أن تفعل مثلهم عمرة مستقلة، فأقرها النبي -صلى الله عليه وسلم- وأمره أخاها عبد الرحمن أن يذهب بها إلى التنعيم، فاعتمرت بعد الحج. فدل ذلك على أنه لا بأس بخروج المكي إلى التنعيم، أو غيره من الحل؛ لأخذ العمرة، فالعمرة عمل صالح، وقربة إلى الله -عز وجل-.   
 
11- هل الاغتسال غير الغسل من الجنابة يجزئ عن الوضوء؟
لا يجزئ عن الوضوء، لا بد من الوضوء المرتب، أما في الجنازة إذا اغتسل للجنابة ونواهما، فإنه يجزئ عند جمعٍ من أهل العلم، والأفضل أن يتوضأ حتى في الجنابة، يتوضأ، ثم يكمل غسله هذا هو الأفضل، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في غسله من الجنابة يتوضأ أولاً، يستنجي، ثم يتوضأ وضوء الصلاة، ثم يفرغ الماء على رأسه ثلاثاً، ثم على بدنه هذا هو السنة، وهذا هو الأفضل.  
 
12- أنا أعاني من الربو، ومن حساسية في الأنف مما يضطرني إلى تعاطي دواء للنوم في كل ليلة، وخاصة في أيام الشتاء، الأمر الذي يعيقني عن القيام لصلاة الصبح في وقتها، حيث أؤديها قضاءً مع صلاة الضحى، فهل يجوز ذلك؟ جزاكم الله خيراً
لا يجوز لها ذلك، يجب عليك أن تصلي في الوقت على أي حالة تستطيعينها، ولا يجوز تأخير إلى الصلاة بعد طلوع الشمس، بل يجب أن تصلي في الوقت قائمة إن قدرت، فإن عجزت تصلي قاعدة، فإن عجزت تصلين على جنب، فإن عجزت فصلي مستلقية، هكذا يجب على المؤمن والمؤمنة عند وجود المرض، وقد اشتكى عمران بن حصين -رضي الله عنهما- إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- مرضاً يجده فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صلي قائما فإن لم تستطع فقاعدا، فم إن لم تستطع على جنب فإن لم تستطع فمستلقيا). والله يقول سبحانه: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) (16) سورة التغابن . فالواجب عليك أن تصلي على حسب الطاقة، في الوقت قبل الشمس، قبل طلوع الشمس، والأفضل التبكير بها بغلس، عند اختيار الصبح في ظلمة الليل، على حسب القدرة. فاتقوا الله ما استطعتم، إن استطعت أن تصلي قائمةً صلي قائمة وإن عجزت صلي قاعدة، وإن عجزت فصلي على جنب والجنب الأيمن أفضل إذا تيسر. فإن عجزت فصلي مستلقية والحمد لله.  
 
13- إذا كان في ذراعي المرأة الشعر، فهل يجوز إزالته بالموس؟
لا حرج في ذلك، بالموس، أو بغيره من الأدوية، الذراع، والساق، أو الفخذ، كما تزال العانة بالدواء
 
14- إنني كنت أصلي، وأصوم، والحمد لله، وأقرأ القرآن، ولكن الآن تركت الصلاة منذ ثلاث أعوام، والسبب أنني أصبت بإصابة شلل أطرافي السفلى، ونسبة العجز (100%)، ولا أستطيع أن أصلي، وليس هناك من يعينني، فبماذا توجهونني، جزاكم الله خيراً، علماً بأنني أشرب في كل ساعتين نصف لتر من الماء حسب توجيه الطبيب، جزاكم الله خيراً.
عليك أن تصلي حسب طاقتك، يقول الله سبحانه: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) (16) سورة التغابن. ويقول سبحانه: (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا) (286) سورة البقرة. ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صلي قائما فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب، فإن لم تستطع فمستلقيا)، وعليك الوضوء بواسطة من يعينك على ذلك إذا تيسر ذلك، فإن عجزت عن الماء، فالتيمم، فإذا كانت يداك لا تستطيع بها التيمم، فعليك أن تستعين بغيرك من زوجةٍ، أو غيرها حتى توضئك بالماء إن تيسر وإلا فالتيمم بالتراب تمسح وجهك وكفيك، وتمسح وجهك وكفيك بالتراب بالنية عنك، تأمرها بذلك، أنت تنوي وهي تفعل، أو خادم، أو ولد، أو أخ تستعين بمن يتيسر من الناس، حتى يقرب لك الماء إن استطعت الماء، فإن لم تستطع فالتيمم أما الخارج من السبيلين، فيزال بالاستجمار، إن تيسر بالماء تزيله بالماء، فإن لم يتيسر فبالاستجمار بالحجارة، أو باللبن، أو بالمناديل تزيل الأذى من الدبر، ومن الذكر، بالمنديل، أو بالحجر، أو نحوهما ثلاث مرات، تكرر ثلاث مرات، أو أكثر حتى يزول الأثر، حتى يزول أثر الغائط، أو أثر البول، ثلاث مرات، أو أكثر.

508 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply