حلقة 879: علاج الوساوس - ما يسمى بجمعة القضاء - زيارة الأقارب الذين لا يرغبون بالزيارة - إعطاء الزكاة للأقارب الفقراء - من لم يستطع صيام الثلاثة الأيام في الحج وصام العشر كلها في أهله - الدعاء بدعوات القرآن في السجود - المعاصي لا تبطل الحج

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

29 / 50 محاضرة

حلقة 879: علاج الوساوس - ما يسمى بجمعة القضاء - زيارة الأقارب الذين لا يرغبون بالزيارة - إعطاء الزكاة للأقارب الفقراء - من لم يستطع صيام الثلاثة الأيام في الحج وصام العشر كلها في أهله - الدعاء بدعوات القرآن في السجود - المعاصي لا تبطل الحج

1- ما الحكم في شخص محافظ على دينه ولكن تنتابه بعض الوساوس ولكنه لا يتلفظ بها، كيف توجهونه؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فالوصية لهذا الرجل الذي تنتابه بعض الوساوس, أن يتعوذ بالله من الشيطان عند وجودها، وأن يكون عنده العزم القوي على طاعة الله, والاستقامة عليها في الصلاة وغيرها, وفي الوضوء وفي الغسل, ليحذر وساوس الشيطان، وليستعيذ بالله من نزغاته. وإن كانت الوساوس فيما يتعلق بالله والآخرة فليقل "آمنت بالله ورسله" أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وليمضي في طريقه وعمله الطيب, ولا يلتفت إلى هذه الوساوس الخبيثة. جزاكم الله خيراً.  
 
2- قرأت في أحد الكتب قولاً عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: من فاتته صلاة في عمره ولم يقضها, فليقم في آخر جمعة من رمضان ويصلي أربع ركعات بتشهد واحد، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة القمر خمس عشرة مرة، وسورة الكوثر كذلك، ويقول في النية: نويت أصلي أربع ركعات كفارة لما فاتني من الصلاة، فإذا فرغ من الصلاة صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- مائة مرة، فهل هذه الصلاة صحيحة؟
هذا خبرٌ موضوع مكذوب على النبي -صلى الله عليه وسلم- لا أساس له من الصحة كل هذا كذب، من فاتته صلاة إن كان عن نوم أو نسيان فليصليها وليقضها، أما إن كان تعمد ترك الصلاة، فهذا عليه التوبة إلى الله إن قضاها فلا بأس، وإلا فلا يلزمه القضاء التوبة تكفي إذا تاب إلى الله وندم على ما ترك من الصلاة كفى؛ لأن ترك الصلاة كفرٌ أكبر، والكفر يكفي فيه التوبة، يقول الله سبحانه: قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَِ (38) سورة الأنفال. فمن ترك الصلاة عامداً كفر بذلك، وإن جحد وجوبها كفر بالإجماع -نعوذ بالله من ذلك- والواجب عليه التوبة في ذلك. أما إن كان عن نسيان أو نوم، فهذا متى ذكر أواستيقظ يبادر ويصلي الصلاة والحمد لله. جزاكم الله خيراً  
 
3- أذهب لزيارات بعض الأقارب، ولكني ألاحظ أنهم لا يرحبون بي، وأشعر بعدم رغبتهم في زيارتي، فهل أقطع زيارتهم، علماً بأنهم من الأقارب ومن ذوي الأرحام -كما قلت؟
الأفضل أن تزويرهم وتؤدي حق الرحم وأبشري بالخير، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها) فإذا رأيت منهم جفاء فأنتِ كوني خيراً منهم صليهم بالكلام الطيب والزيارة الطيبة، وأنتِ على خير وعلى أجر والحمد لله.
 
4-  إنها تعطي جزءاً من راتبها كزكاة لأقاربها، فهل يجزئ ذلك أو لا، جزاكم الله خيراً؟
إذا كان أقاربها فقراء فلا بأس الزكاة تجزئ فيهم، إذا كانوا ليسوا من عمودي النسب ليسوا من آبائها وأجدادها ولا من أمهاتها وجداتها وليسوا من أولادها وأولاد أولادها فلا بأس، الإخوة والأعمام والأخوال وبني العم وبني الخال ونحو ذلك، إذا كانوا فقراء وأعطتهم الزكاة فهذه صدقة وصلة طيب.
 
5- كان علي أن أصوم في الحج عشرة أيام لعدم استطاعتي تقديم الهدي، فلم أستطع أن أصم أيام في مكة، بل صمتها جميعاً بعدما عدت إلى أهلي، فهل ما فعلته صحيح
الواجب أن تصوم ثلاثة أيام في الحج قبل عرفة أو أيام التشريق, فإذا لم يتيسر ذلك لعجز أو مرض أو غير ذلك صمت العشرة جميعاً في أهلك وبلدك والحمد لله ولا شيء عليك.
 
6- هل يجوز الدعاء من القرآن الكريم في سجود الصلاة فرضاً كان أم نافلة؟
نعم، يجوز الدعاء بدعوات القرآن, إذا كان ذلك على سبيل الدعاء لا على سبيل القراءة، فقد ثبت عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه نهى عن القراءة في الركوع والسجود، لكن إذا دعا مثل (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) أو قال: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) هذا لا بأس على سبيل الدعاء، لا على سبيل القراءة، فدعوات القرآن إذا قيلت في السجود، أو في آخر التحيات على سبيل الدعاء والضراعة إلى الله لا على سبيل القراءة لا حرج في ذلك.
 
7- من أدى الحج وهو محافظ على أركان الإسلام إلا أنه ارتكب بعض المعاصي، هل يؤثر ذلك على أعماله الطيبة؟
الحج صحيح, ولو كان عنده شيء من المعاصي الحج صحيح، لكن ما يكون مبروراً إلا إذا كان صاحبه ليس بفاسق لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) وقال -عليه الصلاة والسلام-: (الحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة). والحج المبرور هو الذي ليس فيه رفثٌ وهو الجماع ودواعيه ولا فسق يعني معاصي، فإذا كان حين حج يأتي بعض المعاصي فحجه ناقص، ولكنه يجزئ, يبرئ ذمته من الفريضة، لكن يكون حجه ناقص ما يكون مبروراً، يكون ناقصاً فإذا كان مثلاً يأكل الربا أو عند عقوق لوالديه أو أحدهما, أو قاطع للرحم أو يغتاب الناس -يتعاطى الغيبة- أو ما أشبه ذلك أو خان في معاملة أو غش في معاملة كل هذه معاصي يكون حجه ناقصاً ودينه ناقصاً وإيمانه ناقصاً, ولكن لا يكفر بذلك ولا يبطل حجه بذلك ما دام على الإسلام والتوحيد والإيمان بالله والرسول هذا الذي عليه أهل الحق من الصحابة ومن بعدهم وهم أهل السنة والجماعة، وهم الفرقة الناجية، وهم الطائفة المنصورة, الذين استقاموا على دين الله ووحدوا الله وأخلصوا له العمل هؤلاء هم أهل الإسلام, وهم أهل الإيمان, وهم أهل التقوى والبر، فإذا وقع من أحدهم معصية صار نقصاً في الإيمان، ضعفاً في الإيمان, لا يخرج بذلك عن دائرة الإسلام وحجه صحيح وصلاته صحيحة وصومه صحيح، لكنه يأثم بالمعصية التي تعاطها كالغيبة أو أكل الربا أو غشٍ في معاملة أو أشبه ذلك يكون نقصاً في إيمانه، نقصاً في صومه نقصاً في حجه. جزاكم الله خيراً.  
 
8- ما هو العمل الذي ينفع الميت؟
الأعمال التي تنفع الميت كثيرة، منها الدعاء للميت بالمغفرة والرحمة والنجاة من النار ومضاعفة الحسنات. فالدعاء للأموات المسلمين من أهم القربات والطاعات، بل شرع الله صلاة الجنازة لما فيها من الدعاء للميت والترحم عليه. ومنها الصدقة عن الميت، كونه قريبه أو أخيه في الله يتصدق عنه، ينفع الميت بالنقود أو بالطعام أو بالملابس أو بغير ذلك من أنواع المال، فالصدقة تنفع الميت بإجماع المسلمين، وبالنص عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- وهكذا الحج عنه, والعمرة عنه وقضاء دينه كل هذا ينفعه، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له) فالوصية لجميع إخواني المسلمين الدعاء لإخوانهم المسلمين الدعاء لأقاربهم ووالديهم المسلمين الدعاء لهم والترحم عليهم والصدقة عنهم كل هذا ينفعهم كثيراً. جزاكم الله خيراً.  
 
9- إنني أعمل في المملكة سائق، وخرجت من الدمام قبل الحج، وعند الميقات أحرمت، ولكن قبل أن أدخل جدة أقهرت أو أجبرت أن أحل الإحرام، ثم ارتديته مرةً أخرى واعتمرت، فما حكم ما فعلت؟
عليك إطعام ستة مساكين, أو صيام ثلاثة أيام, أو ذبح شاة عن لبس المخيط، وعن غطاء الرأس مثل ذلك، إطعام ستة مساكين كل مسكين نصف صاع من التمر أو الأرز من قوت البلد، أو صيام ثلاثة أيام مجتمعة أو متفرقة، أو ذبح شاة في مكة للفقراء، أو سبع بدنة أو سبع بقرة عن لبس المخيط -المقطع مثلاً- وعليك مثل ذلك عن غطاء الرأس إن كنت غطيت الرأس، لكونك تعمدت ذلك وأنت تعلم أنه لا يجوز لك، لكن للأسباب التي ذكرتها.
 
10- حكم من نسي التسمية عند الوضوء؟
من نسيها عند الوضوء فلا شيء عليه، ولو تعمدها فوضوئه صحيح عند أكثر أهل العلم، وقال بعض أهل العلم إذا تعمدها وهو يعلم الحكم الشرعي يعيد الوضوء، والصواب أنه لا يعيد، الصواب أنه لا يعيد إذا كان عنده جهل أو شك في وجوبها عليه، أو يعتقد أنها مستحبة فقط ليس عليه إعادة الوضوء، ولكن يشرع له أن يسمي عند الوضوء، فإن نسي ذلك أو جهل ذلك أو شك في وجوب ذلك فوضوئه صحيح والحمد لله.
 
11- اشرحوا لنا حديث المائلات المميلات؟
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صنفان من أهل النار لم أرهما: أولاً: رجالٌ بأيديهم سياط يضربون بها الناس) مثل الشرطة وغير الشرطة الذين يضربون الناس بغير حق، هؤلاء من أهل النار فهذا وعيد يجب الحذر، على الجندي وعلى غير الجندي أن لا يضرب الناس إلا بحق، ليس له ضرب الناس بغير حق. الثاني: (الصنفٌ الثاني) نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها) الحديث. كاسيات عاريات: فسر بأنهن يلبسن الثياب الرقيقة أو القصيرة، فهن كاسيات بالاسم عاريات في الحقيقة، وهذا منكر عظيم وفتنة يجب الحذر منه، وقال بعض أهل العلم معناه كاسيات من نعم الله عاريات من شكرها، بسبب المعاصي الكثيرة، وبكل حال فهن عاصيات بالتبرج وإظهار محاسنهن، أو ببقية المعاصي سوى ذلك فهذا من العري، عاريات بالمعاصي كاسيات بالملابس أو بالنعم فالواجب على كل امرأة وكل مسلمة تقوى الله, وأن تكون بعيدة عما حرم الله، تستر عن غير المحارم، تكون في ملابس مناسبة، في حشمة ليس فيها تبرج ولا فتنة، تستر بدنها حتى لا تفتن الناس، وحتى لا تضر نفسها، تكون ملابسها... ساترة، ليس فيها فتنة، لا من جهة لبس القصير، ولا من جهة الشفاف, ولا من جهة إظهار بعض المحاسن، كل هذا يجب اجتنابه، مائلات مميلات: مائلات عن الحق، عن العفة عن الاستقامة مميلات لغيرهن من النساء، بدعوتهن إلى الباطل وتزيين الباطل لهن ونحو ذلك. فالواجب الحذر من ذلك, أن تكون مستقيمة عن الحق ولا تميل عنه، وليس لها أن تميل غيرها أيضاً، بل عليها أن تنصح لله ولعباد الله، وأن تكون مستقيمة على الحق والعفة وأن تبتعد عن دعوة غيرها من النساء إلى الباطل والتبرج والتكشف وأسباب الفتنة. رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة: يعني علامة, قال بعض أهل العلم: معناه أنهن يضخمن الرؤوس مما عليها من الخرق والأشياء التي تضخمها تجعلها كبيرة، هذه من علامات هؤلاء النسوة، فالواجب على النساء أن يحذرن ما حرم الله من جميع الأمور، وأن يلبسن اللباس العادي الذي ليس فيه فتنة ولا دعوة للباطل, وأن يكن بعيدات عن كل ما حرم الله. جزاكم الله خيراً.  
 
12- أسمع في بعض الفتاوى بعض علمائنا يقولون: هذا حرام! وبعضهم يقول: لا يجوز! فهل هناك فرق بين اللفظين؟
لا فرق بينهما, لا يجوز, أو حرام كله معناه واحد, لا يجوز أو منكر أو حرام المعنى متقارب واحد.
 
13- أرجو تفسير قول الحق تبارك وتعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءالآية (3) سورة النساء.
معناها: أن الرجل يشرع له نكاح اليتيمة التي عنده إذا كانت مناسبة له, ويعطيها مهرها الواجب, وينكحها بالوجه الشرعي، كبنت عمه, وهي يتيمة عنده, أو بنت خاله اليتيمة, يعني: يشرع له يتزوجها إذا وافقت على ذلك، وعليه أن يعطيها المهر المعتاد وأن لا يظلمها، فإن خافا أن لا يقوم بالواجب وأن لا يقسط في حقها لأنها تحت يديه فليزوجها غيره، وليتزوج من سواها حتى لا يظلمها، إما أن يعطيها حقها كاملاً إذا رضيت به، وإما أن يزوجها غيره، ولا يتساهل يقول هذه يتيمتي ويكفيها نصف المهر لا ما يصلح، قد تستحي ولا تطلب، لكن ينصفها يعطيها حقها كاملاً، وإلا فليزوجها غيره، فإذا لم يتزوجها يلتمس سواها؛ النساء كثير، وله السعة في هذا إن شاء تزوج ثنتين إن شاء تزوج ثلاث إن شاء تزوج أربع، وهذه الآية تعطي أن نكاح الثنتين و.... أفضل؛ لأن الله قال: (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء) ما قال فانكحوا واحدة قال: (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ) فدل على أنه يختار ويتأمل يتزوج ثنتين، يتزوج ثلاث يتزوج أربع؛ لأن في ذلك إعفافاً له، وإعفافاً لهن أيضاً، وفي ذلك –أيضاً- طلب الولد فإن وجود زوجتين أو ثلاث أو أربع في الغالب يكون أكثر للأولاد وأكثر للأمة، مع إعفافه نفسه ومع إعفافه هؤلاء النسوة ثنتين أو ثلاث أو أربع فيه مصالح كثيرة، يتزوج بثنتين أو ثلاث أو أربع فيه مصالح كثيرة، فلا ينبغي للمرأة العاقل، ما ينبغي للمؤمنة أن تأبى ذلك، ولا أن تكره ذلك، والحمد لله، إذا عدل فيها وأدى الواجب فالحمد لله، أما إذا جار وظلم لها حقاً أن تأبى، وأن تطلب العدل، ولهذا قال سبحانه: فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً (3) سورة النساء. إذا خاف أن لا يقوم بالواجب يكتفي بواحدة والحمد لله، إما إذا كان عنده قدرة في بدنه وفي ماله يستطيع أن يقوم بالثنتين أو بالثلاث أو بالأربع فالسنة له أن يعدد، وأن يصبر ويقوم بالواجب، كما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنه عدد -عليه الصلاة والسلام- تزوج في المدينة تسعاً جمع بين تسع، وفي مكة خديجة وحدها ثم تزوج بعدها سودة وعائشة ثم في المدينة تزوج بقية نسائه, حتى بلغن تسعاً, والله يقول: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ (21) سورة الأحزاب. لكن الأمة تقصر على أربع، الرسول -صلى الله عليه وسلم- قصر الأمة على أربع، وأمر من كانت عنده خامسة أو أكثر أن يفارق الزائدة، لمّا أسلموا أمرهم أن يمسكوا أربعاً وأن يفارقوا ما زاد على أربع، فاستقرت الشريعة على أن الرجل من الأمة له أن يجمع أربعاً فأقل، أما التسع فهذا خاصٌ بالنبي -عليه الصلاة والسلام- ليس للأمة، بل هذا من خصائص النبي -عليه الصلاة والسلام- وإذا خاف الرجل أن لا يعدل اكتفى بواحدة، وإذا تزوج ثنتين أو ثلاثاً أو أربع فالواجب عليه أن يعدل في القسمة والنفقة، وما يستطيع من العشرة الطيبة والكلام الطيب، وحسن البشر وطيب الكلام، يعدل في ذلك، أما المحبة فهذا إلى الله ليس في قدرته، أن تكون المحبة سواء وهكذا الجماع ليس في قدرته ذلك، فإن الجماع تبع المحبة وتبع الشهوة، فيجتهد في العدل مهما أمكن، ويعفو الله عما عجز عنه. في الحديث الصحيح يقول -صلى الله عليه وسلم- لما كان يقسم بين نساءه ويعدل- كان يقسم –صلى الله عليه وسلم- بين نسائه ويعدل ويقول: (اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك) فالمؤمن يقسم ويعدل حسب الطاقة، يسوي بينهن في قسمته في وجهه وكلامه وبشره لهن ومعاشرتهن الطيبة، أما المحبة فهذا بيد الله ليس بيده هو، قد تكون هذه أحب من هذه، ولكن لا يجوز أن يحمله على الجور، وهكذا الشهوة قد يشتهي هذه في الجماع أكثر، فلا يضره هذا؛ لأن هذا ليس باختياره، وليس في قدرته، بل هذا يتبع المحبة والشهوة، إنما الواجب العدل في القسمة هذه ليلة وهذه لها ليلة, وهذه لها يوم, وهذه لها يوم، ينفق على هذه ما يليق بها وهذه ما يليق بها، وأولاده كلٌ على حسب حاله، هذه عندها ولدان هذه عندها ثلاث هذه عندها أربعة, هذه ثوبها طويل وهذه طويلة وهذه قصيرة، كل واحدة لها كفايتها وكفاية أولادها. جزاكم الله خيراً.  
 
14- أخيراً تسأل أختنا عن الملابس التي عليها بعض الصور، كيف تتصرف فيها المرأة؟
الملابس التي فيها الصورة. صورة الحيوان لا تلبس، صورة إنسان أو بهيمة ما يجوز، النبي لما رأى ثوباً فيه صور هتكه, وغضب وقال إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم أحيوا ما خلقتم فلا يجوز لبس الثياب المصورة، ولا تعليقها في الجدران ولا في المكاتب ما يجوز هذا، لكن لا بأس أن تكون في فرش في وسائد في البسط لا بأس؛ لأنها ممتهنة النبي -صلى الله عليه وسلم- لما هتك الستر قالت عائشة -رضي الله عنها- فجعلت منه وسادتين يرتفق بهما النبي -عليه الصلاة والسلام- لأنها ممتهنة، وفي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- وعد جبرائيل ذات يوم فجاء جبرائيل ولم يدخل، فسأله النبي عن ذلك -عليه الصلاة والسلام- فقال: إن في البيت تمثالاً وستراً فيه تصاوير وكلباً) فنظروا فإذا موجود التمثال فأمره بقطع رأس التمثال حتى يكون كهيئة الشجرة، وأمره بالستر أن تتخذ منه وسادتان توطئان منتبذتان، وأمره بالكلب أن يخرج ففعل النبي -صلى الله عليه وسلم- ما قاله جبرائيل ودخل جبرائيل -عليه الصلاة والسلام- وصار الكلب وجدوه ................ أدخله الحسن والحسين –جرو- أدخله الحسن والحسين ابنا فاطمة -رضي الله عنهما وعنها- فدل ذلك على أن الصورة إذا كانت في وسادة أو في بساط يمتهن فلا بأس، وأن الصورة إذا كانت ما لها رأس جسم بلا رأس ما تمنع، لا بأس بوجودها في الثوب أو غيره؛ لأنها....... حينئذ. جزاكم الله خيراً  
 
15- إنها كانت تضع مواليدها في رمضان، ولم تقض، ولم تدر عدد ما فاتها من الأيام، فكيف تتصرف الآن؟
تعمل بغالب ظنها، عليها أن تعمل بغالب ظنها، عليك يا أم حسن أن تعملي بغالب الظن في قضاء الأيام التي أفطرت من رمضان، اعملي بغالب الظن والحمد لله، فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ (16) سورة التغابن ، إذا غلب على ظنك أنك أفطرت عشرة أيام خمسة عشرة يوم فاقضيها من كل سنة حتى تكملي، سواءٌ قضيتيها متتابعة أو مفرقة لا بأس، اعملي بالظن ويكفيك هذا والحمد لله.
 
16- ما رأي سماحتكم في من يغالون في المهور، وهل هذا من الإسلام، وما نصيحتكم لمن يفعل ذلك؟
نصيحتي لإخواني في كل مكان عدم المغالاة في المهور والتخفيف والتيسير، كما في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (خير الصداق أيسره) وزوَّج امرأة من إنسان على أن يعلمها من القرآن، وقال: (التمس ولو خاتماً من حديد). فالسنة التسهيل في المهور وعدم التكلف حتى يكثر الزواج، وحتى تقل العنوسة، والرجال محتاجون للزواج، والنساء محتاجات للزواج، فالمشروع للأولياء وللنساء التسامح في المهور، المرأة تتسامح وأمها تتسامح وأبوها كذلك، فالوصية للجميع التسامح وعدم التكلف في المهور ولا في توابع المهور من الولائم وغيرها، مهما أمكن فالوصية التسامح في ذلك، والتخفيف في ذلك حسب الطاقة. جزاكم الله خيراً, وأحسن إليكم. سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله –سبحانه وتعالى- على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير؟ مستمعي الكرام كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد- شكراً لسماحته وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن لمتابعتكم وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.  

510 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply