حلقة 900: الأقوال والأفعال الواجبة والمستحبة في الصلاة - قمع البدع وأهلها - النوافل والرواتب - بعض الأذكار والأوقات التي تقال فيها

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

50 / 50 محاضرة

حلقة 900: الأقوال والأفعال الواجبة والمستحبة في الصلاة - قمع البدع وأهلها - النوافل والرواتب - بعض الأذكار والأوقات التي تقال فيها

1- ما مقادير الأقوال والأفعال الواجبة والمستحبة في الصلاة؟

الواجب في السجود سبحان ربي الأعلى مرة، وفي الركوع سبحان ربي العظيم مرة والزائد مستحب، كونه يكرر ويقول سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، هذا مستحب، وكذا قول: (سبوح قدوس رب الملائكة والروح) في السجود هذا مستحب، كذلك الدعاء في السجود مستحب، وهكذا بين السجدتين يقول رب اغفر لي، الواجب مرة وإذا كرر كان أفضل، وإذا زاد "اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني وعافني" كان أفضل، مع الطمأنينة في الجميع وعدم العجلة، وهكذا إذا رفع من الركوع إن كان إماماً أو منفرداً يقول "سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد" أو "اللهم ربنا لك الحمد" أو "ربنا لك الحمد" كله جائز، هذا الواجب، وإن كان مأموماً إذا رفع يقول "ربنا ولك الحمد" أو "ربنا لك الحمد"، أو "اللهم ربنا لك الحمد" أو "اللهم ربنا ولك الحمد" كله صحيح، هذا الواجب والزائد مستحب "حمداً كثير... إلى آخره" مستحب، وهو الأفضل أن يكمل. 
 
2- ما هي موجبات نشر الصلاح في أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وماذا عن قمع البدع في هذا المضمار؟
الواجب على العلماء وعلى ولاة الأمور نشر الصلاح للأمة، وأن يُعَلَّموا دينهم، وأن يبَّصروا بما يجب عليهم في صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم، بل في عقيدتهم وهي الأساس وفي كل شيء، فالواجب على الأمراء والعلماء أن ينشروا دين الله وأن يبصروا الناس من طريق العلم، قال الله قال رسوله، وأن يشجعوا الدعاة إلى الله على نشر الحق والدعوة إليه، وعلى تحذير الناس مما حرم الله عليهم في خطب الجمعة، وفي المحاضرات والندوات، وفي المجالس العامة، وفي كل مناسبة، هكذا يجب على أهل العلم وعلى الأمراء إن كانوا من أهل العلم، أو بواسطة العلماء، إذا كان الأمراء من أهل العلم فعلوا، وإلا فعليهم أن يأمروا أهل العلم ويشجعوهم ويسهلوا طريقهم في نشر العلم، ودعوة الناس إلى الخير وتبصيرهم؛ لأن الله خلق الخلق ليعبدوه، وأمرهم بذلك، ولا طريق إلى العبادة إلا بالتفقيه والتفهيم والتعليم حتى يعلم كل مسلم ما يجب عليه، وحتى تعلم كل مسلمة ما يجب عليها من طريق أهل العلم، من طريق الخطابة، يوم الجمعة وغيرها، من طريق الكتابة، من طريق المصالح العامة، من طريق الإذاعة، من طريق الصحافة، من طريق التلفاز، كل هذه الطرق ينبغي أن تعمر بالدعوة إلى الله، والتوجيه إلى الخير، وفي إذاعة القرآن فوائد كثيرة، إذاعة القرآن في المملكة العربية السعودية فيها فوائد جمة، فأنصح جميع إخواني أن يستفيدوا من هذه إذاعات القرآن الرجال والنساء في المملكة وخارجها، أنصح الجميع في المملكة وخارجها رجالاً ونساءً أن يستفيدوا من إذاعة القرآن وما فيها من المواعظ وقراءة القرآن بالترتيل والتجويد، وما فيها من المحاضرات والتوجيهات، وما فيها من برنامج نور على الدرب، هذا البرنامج فيه فوائد عظيمة، ويقوم عليه جماعة من أهل العلم من أهل السنة والجماعة، فأنصح جميع المسلمين في كل مكان أن يستفيدوا من هذا البرنامج ومن إذاعة القرآن، وأنصح جميع إخواني العلماء في كل مكان في الجزيرة وفي خارج الجزيرة في كل مكان أنصحهم أن ينشروا العلم، وأن يبلغوا الناس ما أوجب الله عليهم، وأن يعنوا بالعقيدة أكمل من غيرها حتى يعلم الناس حقيقة التوحيد، وحتى يعرفوا حقيقة الشرك، وحتى يؤمنوا بالله إيماناً صحيحاً، وحتى يؤمنوا بأسمائه وصفاته على الوجه الذي يليق به، وحتى يعبدوه وحده دون كل ما سواه، وحتى يعلموا حكم ما يفعله عباد القبور من دعوة الأموات والاستغاثة بالأموات، والنذر لهم وأن هذا هو الشرك الأكبر، وهو دين المشركين من أبي جهلٍ وأشباهه، فنصيحتي لأهل العلم في كل مكان في كل دولة نصيحتي لعلماء السنة، لعلماء الحق، نصيحتي لهم أن يتقوا الله، وأن يعلموا العباد دين الله، وأن ينشروا بينهم ما قاله الله ورسوله في العقيدة وفي بقية الأحكام في الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد وبر الوالدين وصلة الرحم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي بيان جميع ما حرم الله عليهم من المعاصي والتحذير منها، الله يقول سبحانه: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ(125) سورة النحل. ويقول سبحانه: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ(33) سورة فصلت، ويقول سبحانه لبنيه عليه الصلاة والسلام: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ (108) سورة يوسف. يعني على علم (أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي) فأتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - هم الدعاة إلى الله على بصيرة، وهم القدوة، وهم خلفاء الرسل، فالواجب على جميع العلماء علماء الشريعة عليهم أن يتقوا الله وأن ينشروا العلم بين الناس، وأن يجتهدوا في إيضاح الأحكام بالدليل، قال الله قال رسوله، وأن يحذروا القول على الله بغير علم، وأن يحذروا التساهل في ذلك والتكاسل بل يجب الصدع بالحق ونشر الحق بالأساليب الحسنة، والكلمات الواضحة التي يفهمها المخاطبون، ولكل قومٍ لغتهم، فإذا كان في بلدٍ لهم لغة غير العربية حدثهم بها ونصحهم بها، أردية أو إنكليزية أو فرنسية أو غير ذلك، يحدث كل قومٍ بما يعرفون، قال تعالى:وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ(4) سورة إبراهيم. ويقول علي - رضي الله عنه - أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: "حدثوا الناس بما يعرفونه، أتحبون أن يكذب الله ورسوله" المعنى بلغوهم العلم بالألفاظ واللغات التي يفهمونها حتى يفهموا الحق على بصيرة، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من دل على خيرٍ فله مثل أجر فاعله) فأنت أيها العالم على خيرٍ عظيم، ترشد الناس وتنفعهم وتبرئ ذمتك وتنشر دين الله، ويكون لك مثل أجورهم، فهذا خيرٌ عظيم وفضلٌ كبير أسأل الله أن يوفقنا وجميع إخواننا من أهل العلم وغيرهم لما يرضيه، وأن يعيذنا جميعاً من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وأن يمنحنا جميعاً الفقه في دينه والثبات عليه إنه جل وعلا جواد كريم. جزاكم الله خيراً  
 
3- حدثونا عن النوافل الرواتب: عن عددها، وعن التنبيه إلى أهميتها؟
الرواتب المحفوظة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه كان يداوم عليها ويحافظ عليها اثنتا عشرة ركعة في الليل والنهار، هذه يقال لها الرواتب مع الفرائض، أربعٌ قبل الظهر، وثنتين بعدها، وثنتان بعد المغرب، وثنتان بعد صلاة العشاء، وثنتان قبل صلاة الصبح، هكذا جاءت الأحاديث الدالة على ذلك من حديث عائشة وابن عمر وأم حبيبة وغيرهم، أربع قبل الظهر تسليمتين، ركعتان بعد الظهر تسليمة واحدة وإن صلى أربعاً بعد الظهر فهو أفضل لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (من حافظ على أربع قبل الظهر، وأربعٍ بعدها حرمه الله على النار) خرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد حسن عن أم حبيبة - رضي الله عنها -، وثنتان بعد المغرب، وثنتان بعد العشاء، وثنتان قبل صلاة الصبح، ذكر ذلك ابن عمر في الصحيحين متفقٌ عليه من حديث ابن عمر، وذكر ذلك أيضاً غير ابن عمر كعائشة وغيرها، ويستحب أيضاً أن يصلي أربعاً قبل العصر كما في الحديث: (رحم الله امرئ صلى أربعاً قبل العصر) ويروى عن النبي أنه فعل ذلك، وقد ثبت عنه أنه فعل ذلك في بعض الأحيان عليه الصلاة والسلام. فالمقصود أنه يستحب أن يصلي أربعاً قبل العصر تسليمتين، وإن لم تسمى راتبة، وهكذا بين الأذانين بعد أذان المغرب ركعتين، بعد أذان العشاء ركعتين فهذه مستحب إذا أذن وهو في المسجد قام وصلى ركعتين، وهكذا أذان العشاء أو دخل المسجد بعد الأذان وصلى ركعتين تحية المسجد، وإن زاد عليها فلا بأس قبل الصلاة، أما الفجر فالسنة ركعتان قبلها فقط لا زيادة، ركعتان قبلها إن صلاهما في البيت فهو أفضل، وإذا أتى المسجد صلى ركعتي التحية قبل الصلاة، إذا جاء والإمام لم يقم الصلاة صلى ركعتين تحية المسجد، وإن صلاهما في المسجد كفتا عن تحية المسجد، إن صلاهما في المسجد كفتا عن تحية المسجد، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (لا صلاة بعد طلوع الفجر إلا ركعتي الفجر) فإن فاتت صلاهما بعد الصلاة، إن فاتتاه ولم يتيسر له أن يصليهما قبل الفجر صلاهما بعد الفجر أو بعد طلوع الشمس. جزاكم الله خيراً  
 
4- يسأل سماحتكم عن الأذكار والتسبيحات التي تكفي المسلم، وعن صفتها وأوقاتها؟
سنة غير واجبة، سنة مؤكدة وإن فعلتها فهو أحسن وإن قضيتها فهو أحسن، وإلا هي سنة جزاك الله خيراً. 

717 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply