محمد بشير حداد

سوريا

3.8k

نسبه ومولده:
هو الشيخ الفاضل العالم الفقيه الحافظ لكتاب الله ، محمد بشير بن الشيخ أحمد حداد ، الحلبي .

ولد في حلب عام ( 1909 م ) ونشأ بها ، يتيماً، حيث توفي والده الصالح ، وعمره أربع سنوات ، فرعاه شقيقه الأكبر محمد علي ، الذي كان يعمل مؤذنا لجامع الحدادين بحلب ، ومختاراً في محلة الشميصانية ، لعشرات السنين ، وحرص على تعليمه ، القرآن الكريم ، فسجله في مدرسة الحفاظ ، بحلب ، فحفظ القرآن الكريم ، على يد الشيخ محمد بيازيد ، وسنه لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره .
أولاده:
الشيخ محمد عبد المحسن ، والشيخ أحمد مهدي ، والشيخ محمد منير ، وسعد الدين .
دراسته وشيوخه:
ثم التحق بمدرسة الحلوية ، أمام الجامع الكبير ، بحلب ، وكان مديرها ومتولي أوقافها الشيخ عبد الوهاب طلس ، وكان له فيها حصتان يومياً .. وبقي فيها بضع سنوات .
وقرأ على الشيخ العلامة الفقيه أحمد الكردي ، في جامع العثمانية ، حاشية ابن عابدين ، مرتين ، وشرعا في الثالثة ، لكن توفي الشيخ أثناءها .. وغاب عن درس الشيخ أحمد الكردي ، في حاشية ابن عابدين ، وتقريرات الرافعي على حاشية ابن عابدين ، فلم يقرأ الدرس .
كما قرأ حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح ، على الشيخ العلامة اللغوي محمد الناشد ، الحلبي الحنفي ،
في جامع الحدادين .
ودرس على الشيخ شريف كردي , كتاب " ملتقى الأبحر " مع شرحه كتاب" مجمع الأنهر ملتقى الأبحر" لمدة عشر سنوات في منزله.
ومن شيوخه أيضاً:
الشيخ محمد سعيد الإدلبي , ودرس عليه "قطر الندى ".
والشيخ أحمد الشماع , حيث كان المترجم يحضر درسه بعد صلاة الجمعة بجامع الحدادين في الوعظ والإرشاد.
والشيخ محمد خير عقيل , وتلقى عليه الفقه الشافعي , حيث قرأ عليه كتاب "حاشية الباجوري على ابن قاسم " في دكانه في سوق الزهر في محلة باب الحديد .
والشيخ محمد سليمان , حيث تلقى عنه الفقه الشافعي, في دكانه في محلة أقيول.
والشيخ على العالم الكيالي الطيار, ودرس عليه الفقه الحنفي في المدرسة العثمانية.
والشيح محمود العلبي , ودرس عليه الفقه الحنفي.
وكان هو والشيخ عبد الله الريحاوي والشيخ عبد القادر الكوراني ، يتدارسون العلم على الشيخ الفقيه محمد أسعد عبه جي ، في جامع العثمانية لعدة سنوات .
كما التقى بالشيخ القارىء أحمد أبو التيج المدني ، وربما أجازه .
مذهبه حنفي ، ودرس المذهب الشافعي ، حج أكثر من خمس مرات ، ( 6 أو 7 مرات ) لازم الشيخ محمد النبهان وكان مقرباً ومحبوباً لديه ، واتخذ الشيخ النبهان بيته مكاناً لدرس النساء .
وكان لا يترك درس الشيخ عبد الله سراج الدين ، في جامع بان قوسه ، بعد صلاة العصر من يوم الجمعة .
واشتهر الشيخ بالقرآن الكريم ، رغم أنه كان فقيهاً .. مولعاً بحاشية ابن عابدين ، وكان يحل مسائل دقيقة ،
قل من يستطيع حلها.
أقرانه وزملاؤه:
وكان من زملائه ، الشيخ عناية الله البخاري ، والشيخ الفقيه الورع عبد السلام طويلة ، والد الشيخ الفقيه اللغوي عبد الوهاب طويلة ، والشيخ بشير الصياد .. والشيخ عبد الفتاح حميدة الناصر ، والشيخ عبد الله الريحاوي ، والشيخ عبد القادر الكوراني .. وغيرهم .
تلاميذه:
الشيخ محمد ولي ، والشيخ اللغوي محمد أمين مشاعل ، رحمه الله ، والشيخ الدكتور محمود أحمد الزين ، والشيخ الخطيب اللامع محمود ناصر الحوت ، والشيخ الفاضل محمد نبيه سالم ،
والشيخ الفاضل خالد سيد علي ، وغيرهم كثير ..
كما تتلمذ عليه أبناؤه الكرام ، الشيخ محمد عبد المحسن ، والشيخ محمد منير ، والشيخ أحمد مهدي
والذي قرأ عليه كتاب مراقي الفلاح ، شرح متن نور الإيضاح ، مع حاشية الطحطاوي ، وكتاب اللباب شرح متن القدوري ، للميداني ، في الفقه الحنفي ، كما قرأ عليه شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ، والبلاغة الواضحة .
عمله:
استلم إمامة مسجد الكلتاوية ، وهو في السادسة عشرة من عمره ، وكان مسجداً مؤلفاً من مصلى ، وغرفة فقط ، وسط مقبرة الكلتاوية .. وبقي فيه إماماً للصلوات الجهرية ، ما يقرب من خمسين سنة ..
وإماماً لصلاتي الظهر والعصر ، في جامع بانقوسا ، سنوات عديدة .
وزاره بعد مدة الشيخ الفاضل المربي محمد النبهان ، والشيخ الدكتور محمد معروف الدواليبي ، وكانا في طريق السير والسلوك ، وطلبا منه أن يقيما في غرفة المسجد ، يتعبدان الله تعالى ، بعيداً عن الناس ، فأذن لهما ، ثم سطع نجم الشيخ محمد النبهان ، فهدم المسجد وبنى مسجداً آخر كبيراً مكانه ، وهو المسجد الحالي وبضعة غرف ، لتكون نواة لمدرسة شرعية ، كان الشيخ يخطط لها آنذاك ، وقد كان ، وتسلم الشيخ محمد بشير تدريس القرآن الكريم ، طوال إقامته في حلب ، حوالي ( 15 سنة ) تقريباً ، وكان يدرس القرآن من بعد صلاة العصر حتى العشاء ، كما عين خطيباً في جامع الكلتاوية ، لعدة سنوات ، ثم في جامع الفردوس ، ثم في جامع المدرسة الشعبانية ، ثم في جامع الترمذي ، في جب القبة .. كما أنشأ مكتباً لتحفيظ القرآن الكريم ، في جامع الحدادين ، وغيره ، سنين طويلة ، حوالي ( 25 ) سنة ، ثم ذهب إلى الفلوجة في العراق ، وبقي فيها تسع سنوات .
رحلاته:
سافر الشيخ إلى مدينة الفلوجة بالعراق ، عام ( 1980 م ) وأقام في مسجد الفلوجة الكبير ، وصار مرجعاً لطلاب العلم والمستفتين ، وتخرج على يديه كثير من طلاب العلم وحفاظ القرآن الكريم ، ومنهم الشيخ الدكتور عبد الحكيم الأنيس ، وأخوه الشيخ الدكتور عبد السميع الأنيس ، وهما من حلب ، دسا في الشعبانية والعراق واستفاد من مكتبة الشيخ العراقي عبد القادر الخطيب العامرة في المسجد ، وكان يستعين بها في حل المشكلات العلمية والمسائل الفقهية بين الناس ، ثم غادر العراق عام ( 1989 م ) وحط رحاله في المدينة المنورة ، على ساكنها الصلاة والسلام ، مجاوراً فيها، وأقرأ فيها بعض طلاب العلم ، إلى أن وافته المنية .
أوصافه واخلاقه:
طويل القامة أبيض مشرباً بحمرة ، ذو لحية كثة بيضاء ، خافت الصوت متوسطه ، وكان يرفع صوته إذا انتهكت حرمات الله ، جهوري الصوت بشكل ، صالحاً منوراً ، زاهداً في حطام الدنيا ، رحيماً لطيفاً ، كان كثير اللطف وخاصة مع طلاب العلم .. وكان يشتري كتباً دينية ، ويهديها لطلاب العلم ، وكان عفيف النفس ، كريم الخلق ، شديد التواضع ، جماعاً للكتب ، محباً لها .
وفاته ودفنه:توفي الشيخ ، أواخر عام ( 1992 م ) جمادى الآخر سنة ( 1413 هـ ).. وذلك بعد وفاة ولده الشيخ محمد منير بخمسة أشهر .. ودفن في البقيع .. ورثاه بعض العلماء والشعراء ، ومنهم الشيخ الطبيب الشاعر سعيد عبدان ، فإنه رثاه بقصيدة مؤثرة .. وكذلك تلميذه الشيخ محمود الحوت ، فإنه رثاه في خطبة الجمعة ، وصلى عليه صلاة الغائب ، رحمه الله تعالى ، وجزاه عن العلم والقرآن خير الجزاء .


يمكنكم المساهمة وإضافة المعلومات من خلال ملئ النموزج التالي:

المقالات
27,399
الكتب الصوتية
1,348
الكتب
7,353
الدروس
157,006
التلاوات
184,720
الفيديوهات
16,495
العلماء
10,374
المصاحف الكاملة
1,232
السلاسل العلمية
4,643
يوتيوب
4,187
الصور
2,958
التصنيفات
1,304

العلماء والدعاة الأكثر زيارة