محمد بن أبي بكر باعشن
مولده: ولد في بضة سنة 1337هـ، كما أخبرني ابنه حسين، حفظه الله. وهو بكر أبيه، وبقية إخوته هم المشايخ الفضلاء أحمد (رحمه الله)، وعبود، وعمر، وأخت واحدة. وأخوالهم من بيت المعجاء العمودي، من أهل بضة. وقد تزوج منهم. وله من الأبناء عبدالله (مات صغيراً، جعله الله نافعاً)، وحسين، حفظه الله، وأربع بنات.
كان الشيخ رحمه الله يلقي دروساً للمصلين في مسجد زاوية الهنود، المعروف بمسجد الحنفي. وكانت دروسه بعد الظهر غالباً. ثم في مسجد بن ملُّوح (الكيلو 1) كان يلقي دروساً بعد الصلوات، عبارة عن مواعظ مختصرة، لا يطيل فيها. ويحضر عنده بعض طلبة العلم، إلا أنه لم يكن يعقد حلقة للتدريس، بل يكتفي بالقراءة اليسيرة عقب صلاة العصر غالباً، ولاسيما في شهر رمضان المبارك.
أقيمت صلاة الجنازة في مسجده، بعد صلاة العصر، وازدحم الناس للصلاة عليه، واكتظت بهم الشوارع والأماكن المحيطة بالمسجد، وتعطلت حركة المرور. وشيعت الجنازة وسار الناس بها على أكتافهم إلى مقبرة حواء الشهيرة، وكانت جنازة خفيفة، ولم يشعر الناس وهم صائمون بأدنى تعب أو عطش، مع بُعدِ المقبرة عن المسْجد، وأقيمَت صلاةٌ ثانية على الجنازة خارج المقبرة، ثم صلاةٌ ثالثة داخل المقبرة. لقد كان مشهد التشييع مهيباً، لم تشهد مدينة جدة له مثيلاً، وسُمِع بكاءُ الناس عليه أثناء الصلاة والتشييع، فسبحان من وضع المحبة والقبول لأحبابه في قلوب عباده.