عباس محمد مقادمي الثبيتي
اسمه و نشأته:
الشيخ عباس مقادمي الذويبي الثبيتي العتيبي شيخ قراء الحجازين قبل ثمانون عام بمكه المكرمه. اسمه الكامل عباس محمد عباس حسين عبد الله علي مقادمي قريويش الذويبي الثبيتي العتيبي
يصل نسبه إلى بني سعد، من الذويبات الخيارين ولد عام 1342 هجرية / 1921م، في مكة المكرمة، أصيب في سن الثالثة من عمره بمرض الجدري في وجهه، وقتها لم يكن هناك إمكانات طبية للتعامل السريع مع هذا المرض، مما تسبب في فقدانه البصر وهو طفل لم يتجاوز الثالثة. في حي سوق الليل بمكة المكرمة تعايش مع واقعه الجديد في كنف والده الذي أراد أن يعوض ابنه نور البصر بنور الذكر الحكيم، فعهد به إلى عدد من الشيوخ البارزين في حفظ وتلاوة القرآن الكريم،
لقب المقادمي بشيخ القراء بمكة المكرمة في وقته كما لقب بشيخ قراء الحجاز وذلك لعلمه الواسع والعظيم بقراءات القرآن الكريم وعلومه المختلفة وللعدد الكبير من العلماء والقراء المشهورين بمكة المكرمة والمدينة المنورة والشام واليمن ومصر الذين أخذوا عنه القراءات وأجازهم في ذلك الوقت
مشائخه:
كان يعرف بين الناس والعلماء بتلمذته على أيدي شيوخ قراء كبار وكان على رأسهم شيخ القراء الشيخ أحمد عبد الله حجازي والشيخ، أحمد بن حامد بن عبد الرزاق التيجي الريدي وأيضا الشيخ التيجي. والشيخ محمد سعيد بشناق مدرس في مدرسة تحفيظ القرآن في زقاق الصواغ، والشيخ عبد الرؤوف مرعي شيخ المقرئين في مصر ومدرس في تحفيظ القرآن الكريم، والشيخ سعد عون، والشيخ جعفر جميل البرمكي، والشيخ محمد حسين عبيد والشيخ زيني عبد الله باريان مدرس في التحفيظ والشيخ عبد الصمد جمبي المدرس في تحفيظ القرآن الكريم والشيخ سراج قاروت والشيخ عمر الأربعين في القراءات، وفي الفقه والحديث علوي عباس مالكي في الحرم المكي، وكل المشايخ الذين ساهموا في تكوين هذه الشخصية القرآنية الفذ.
أعماله و مناصبة:
أول من تلا القرآن الكريم في إذاعة جبل هندي وأول من تلاه في إذاعة القرآن الخاصة بـ «أرامكو». ظهر كقارئ متميز في وقت لم يكن لوسائل الإعلام تأثير كبير. وللقراءة الحجازية صدى خاص لدى محبي القرآن الكريم في مشارق الأرض ومغاربها، لما تتميز به من أسلوب فريد، يختلف عن تلاوات أخرى كتلك التي تميز قراء أرض الكنانة.
قالـوا عنـه
قال الشيخ زكي داغستاني «كان الشيخ عباس كريم الاخلاق، يحب الخير للناس وصوته جذاب في قراءة القرآن الكريم وكان يجيد القراءات العشر، ويتسم بالذكاء وقوة الملاحظة. في عام 1370هـ قرأ الشيخ عباس مقادمي ـ ـ القرآن الكريم في الحرم المكي الشريف بحضور شيخ القراء الشيخ احمد حجازي وجمعا من قراء الحجاز، وبحضور الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ـ القارئ المصري المعروف ـ الذي اعر عن اعجابه بأداء الشيخ المتميز، ووصفه بانه استاذ التلاوة الحجازية». وقال الشيخ محمد الكحيلي ــ (أحد جلساء الشيخ المقادمي في الحرم المكي الشريف): «كان الشيخ من الحكماء والكرماء، سخيا في معاملته مع الناس عزيز النفس، شديد الذكاء، متميزا في أدائه للقرآن الكريم». وقال الشيخ محمد طاهر حناوي: كان المقادمي من القراء المتميزين بالحجاز وخارجها صاحب صوت شجي ومؤثر في النفوس، وكان عندما قرأ في المغرب الشقيق طلب منه الحضور أن يعلمهم القراءة الحجازية. وكان رجلا كريما مؤدبا متواضعا، وكل من جالسه أحبه وكان يتكلم بعدة لغات». ويقول سجاد مصطفى كمال الحسن أمين عام الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في مكة المكرمة إن «المقادمي أحد أشهر قراء عصره في مكة المكرمة والمملكة، سمعته وقابلته مرارا فهو صاحب صوت مميز ومن أوائل القراء الذين سجلوا للإذاعة السعودية وهو من جيل مشايخنا تميز بصوته العذب وحنجرته الذهبية وتنوع مقاماته الحجازية، وأنا طالب من طلابه». وكان الشيخ عباس مقادمي ملازما للشيخ محمد سعيد بشناق طيلة حياته، ويقول المستشار غسان قاضي «أول ما فتحت إذاعة القرآن الكريم بمكة في جبل هندي لم يكن فيها قراء وذهبت إلى الشيخ عباس مقادمي طالبا منه القراءة والتسجيل بصوته فكان أول قارئ في إذاعة القرآن بمكة المكرمة قبل 50 عاما وكان المشرف على القراء في إذاعة القرآن بمكة المكرمة». وكان الشيخ عباس محبوبا ويحب الخير وصوته كان جذابا حين قراءة القرآن وكان يجيد القراءات السبع، كما أنه قاسى في صباه مرارة العيش مع فقدان البصر لكي يكسب عيشه بكسب يده، كما كان شديد الملاحظة والذكاء.
وفاته:
توفي عام 1411 هـ