حلقة 56: للجوء إلى المشعوذين - ما معنى القانع والمعتر - اللقطة إذا كانت ذات ثمن - حكم المناكير على الأظافر - حكم حلق اللحية بمجرد احتمال الضرر - قراءة القرآن لمن لا يجيد القراءة - قراءة دعاء القنوت بعد الوتر

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

6 / 50 محاضرة

حلقة 56: للجوء إلى المشعوذين - ما معنى القانع والمعتر - اللقطة إذا كانت ذات ثمن - حكم المناكير على الأظافر - حكم حلق اللحية بمجرد احتمال الضرر - قراءة القرآن لمن لا يجيد القراءة - قراءة دعاء القنوت بعد الوتر

1- ما حكم من لجأ إلى المشعوذين الذين يدَّعون أن لهم القدرة على رفع بعض الأمراض العقلية عن بعض الناس، وقد لجأ إليهم بعض الناس وشفي من مرضه، ويقال: إنهم يستعينون بالجن في ذلك، فما جزاؤهم عند الله وما حكم من لجأ إليهم؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهـداه أما بعـد: فاللجأ إلى المشعوذين وسؤالهم عما يبتلى به بعض الناس من الأمراض أمر لا يجوز، وقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-أنه قال: (من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً). أخرجه مسلم في الصحيح، وقال عليه الصلاة والسلام: (من أتى كاهناً)، وفي لفظ: (عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-) في أحاديث أخرى، والعراف والكاهن ونحوهما هو الذي يدعي علم الغيب بواسطة الجن، هذا يقال له عراف، ويقال له كاهن. فلا يجوز سؤال هؤلاء ولا يجوز إتيانهم بل يجب ترك سؤالهم، ومن سألهم وأتاهم يستحق أن يؤدب ويعزر حتى يدع ذلك، وكذلك هم الكهان والعرافون يجب أن يزجروا ويؤدبوا ويمنعوا من أعمالهم هذه، ويستتابوا عما فعلوا من دعواهم أنهم يعرفون ما يصيب الناس بواسطة من يتوسطون بهم من الجن، فهذا كله باطل وكله منكر، أما كون بعض الناس قد يشفى فهذا قد يكون عن أمراضٍ سببها له الجن وشياطين الجن، ثم إذا ......إليهم وتقرب إليهم هذا الذي يدعى أنه طبيب، يتقرب إليهم بما يريدون قد يزيلون ويرفعون ما فعلوه بأنفسهم من أسباب مرض هذا الشخص. فالحاصل أنهم قد يتعاطون أشياء تؤذي الإنسان فإذا اتصل بهم من يعبدهم ويعظمهم؛ أزالوا ذلك الشيء الذي يفعلونه فيسكن المرض، كما يروى عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال لامرأته لما كانت تذهب إلى يهودي فيرقيها، فيغطي عينها، قال لها إنه الشيطان ينخسها بيده، فإذا قرأ عليه ذلك اليهودي كف عنها، يعني لإغرائها باليهودي، فالمقصود أن هؤلاء الذين يدعون أنهم يتصلون بالجن ويسألونهم بعض الحاجات هؤلاء لا يسألون ولا يصدقون، بل يجب أن يبتعد عنهم المسلم ويحذرهم، ويجب على ولاة الأمور إذا عرفوهم أن يزجروهم وأن يؤدبوهم حتى يمتنعوا من هذه الأعمال، وإذا كانوا يدعون الغيب وجب أن يستتابوا فإن تابوا وإلا قتلوا، كفاراً لأن دعوى علم الغيب كفر، الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.  
 
2- نرجو توضيح أو ما المقصود بالقانع والمعتر، وما حكم من لم يتصدق أو يهدي من الأضحية؟
القانع والمعتر فيما ذكر أهل العلم، القانع هو الذي يسأل، يرفع يده ويسأل، والمعتر هو الذي يتعرض ويظهر منه الرغبة في أن يعطى ولكنه لا يرفع يده ولا يسأل، وحكم من لم يتصدق من الضحية قد ترك أمراً واجباً؛ لأن الله قال: فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير، وأطعموا القانع والمعتر، فالواجب أن يعطي من الهدية، وأن يعطي من الضحية بعض الشيء، ويتصدق منها وإذا قسمها أثلاثاً وتصدق بالثلث وأكل الثلث وأهدى الثلث لبعض أقاربه وجيرانه فهذا حسن، وإذا أكلها كلها فينبغي له أن يرى ما يقابل جزءاً منها يتصدق به، مقابل ما أكل من حق الفقراء.  
 
3-   أفيدكم بأنني أشتغل في بقالة في المدينة المنورة، وعند البقالة قمامة، وفي ذات ليلة في شهر رمضان المبارك بعد التراويح وقفت سيارتي عند القمامة، وبعد نزلت من السيارة وجدت في القمامة مسجل وراديو نشونال والبقالة ليس عندها مواقف هي الوحيدة، والمسجل جديد وعليه اسم راعيه، وأنا نفسي طيبة منه لا أريده أبداً، أفيـدوني جـزاكم الله عن هذا وما أصنع به؟
الذي أرى أن صاحبه يلتمس ويعطى هذا الراديو؛ لأن هذا في الغالب....... وإن كان عليه اسم صاحبه فهو لصاحبه، ولا يعتبر هذا من القمامة التي يأخذها من يشاء؛ لأن القاعدة أن مثل هذا لا يلقى في القمامة؛ إما سقط منه، أو تصرف صبي صغير ألقاه، وإما من فعل خادمة لا تعقل وهي تتصرف كالمجنونة، فمثل هذا لا يلقيه عاقل في القمامة لا مسجل ولا راديو، فإذا كان اسم صاحبه عليه يلتمس ويعطى إياه. فضيلة الشيخ أنا أعتقد أنه لما كان في ليالي رمضان، وخاصة كما أشار بعد التروايح ربما أنه سمع بعض محدثي المساجد وحديثه -مثلاً- عن آلات الملاهي وكذا، فرغب عن هذا المسجل فرماه. محتمل، هو نوع احتمال، قد يكون غير بعيد أن يكون رماه؛ لكن إذا كان اسمه عليه، وطلبه وأعطاه إياه فهو الأحوط، من باب الأحتياط وإن لم يجده وباه وتصدق بثمنه فحسن.   
 
4-   أنها دائما تستمع إلى البرنامج وتريد أن تعرف عما يوضع على الأصابع من مناكير وما يوضع في الآونة الأخيرة من سحابات خلف الظهور ما حكمها، وهل هذه كانت مستخدمة في أول الإسلام أم لا؟
هذه لا نعرف لها أصلاً وإنما هي من الحوادث التي جدت في الناس، المناكير والسحابات هذه أشياء جدت في الناس ما نعلم لها أصلاً، فالمناكير ينبغي تركها لأنها تغطى الأظفار وتمنع الماء فينبغي تركها، لكن إذا استعملتها المرأة وأزالتها عند الوضوء فالأمر في هذا واسع، ولكن لا ينبغي أن تبقى وقت الوضوء؛ لأنها تمنع الماء وأما مسألة السحابات فأمرها واسع لو كانت من الأمام كان أحسن وأولى كال....... السابقة الجيوب تكون أمام هذا المعروف فإذا كان الجيب من وراء، أو مضبوط لا تظهر معه العورة فلا يضرها إن شاء الله.  
 
5- مصري يعمل في مزرعة في القصيم في البكيرية يقول في رسالته: أنا أتابع برنامج نور على الدرب، وعلمت من المشايخ أن اللحية سنة، وأمر بها النبي -صلى الله عليه وسلم-وحرام حلقها، وفرت لحيتي ولكن أرسل لي أخي وقال: إذا أردت أن تزورنا احلق لحيتك، لأن في عندنا قرار بالقضاء على الجماعات الإسلامية، وهذا القرار يضم جميع أصحاب الذقون، هل يجوز لي حلقها أو تركها؟
النبي -صلى الله عليه وسلم-أمر بإعفاء اللحى وتوفيرها وإرخائها والحمد لله الذي هداك لهذا الأمر العظيم، وهذه السنة التي هي مما شرعه الله عز وجل وهي من طريقة النبي-صلى الله عليه وسلم-وهي سنة من أعمال النبي -صلى الله عليه وسلم-وهي واجبة؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم-أمر بذلك فهي واجبة إعفاؤها، وإرخاؤها أمر واجب، فالواجب على جميع المسلمين هو إعفاء اللحى وإرخاؤها وتوفيرها وعدم قصها وحلقها، ولا ينبغي لعاقل أن يغتر بمن حلق أو قص، بل ينبغي للعاقل أن يهتم باتباع النبي -صلى الله عليه وسلم-والسير على منهاجه؛ لأن الله تعالى يقول: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة، فعلينا أن نتبعه -صلى الله عليه وسلم-وأن ننقاد لأمره، وأن نحذر معصيته عليه الصلاة والسلام، وأنت أيها الأخ إذا سافرت إلى مصر فاستعن بالله ولا تحلقها أبداً، وأبشر بالعافية، الحكومة إنما تطلب من كان يتسبب في مشاكلها، أما من أعرض عنها فلا تضره إن شاء الله، فأنت لا تشتغل بما لا يعنيك، وإذا وصلت إلى بلادك فاشتغل بما ينفعك من طاعة الله ورسوله ومن كسب الحلال ولا يضرك ما يقوله هذا الرجل، استقم على إعفائها وإرخائها وأبشر بالعافية، ومن يتقي الله يجعل له مخرجاً، ومن يتقِ الله يجعل له من أمره يسراً.  
 
6- حضرة المشايخ أنا أصلي بعد صلاة العشاء أحد عشرة ركعة وأوتر وأعجز بعض الأيام لأنني أشتغل كل اليوم وأصليها في الثلث الأخير، وإذا غلب علي النوم لم أستيقظ صليتها في النهار، هل تصح؟
هذا عمل طيب، وهذا موافق للسنة؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم-كان في الغالب يوتر بأحد عشر ركعة، وربما أوتر في أول الليل، ثم أوتر في وسطه، ثم أوتر في آخره، ثم انتهى أخيراً إلى آخر الليل عليه الصلاة والسلام فكان الغالب عليه أنه يصلي في آخر الليل عليه الصلاة والسلام، هذا الذي فعلته هو السنة، وإذا نمت عنها فلا حرج، إذا نمت بعض الأحيان أو ثقلت عنها أو لم يتيسر لك أداؤها فافعلها في النهار، تصلي في النهار ما تيسر، لكن من غير إيتار، تصليها شفعاً، تصلي مثلاً ثنتي عشر ركعة يعني ست تسليمات بدل إحدى عشر ركعة إذا تيسر ذلك، وإن صليت أقل من ذلك كثمان أو ست ركعات أو أربع ركعات كله طيب، لكن الأفضل أن تصلي بحسب ما كنت تفعله في الليل وتزيد ركعة حتى لا توتر بواحدة في النهار، فتصلي شفعاً، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم-إذا فاته ورد من الليل لمرض أو نوم صلى من النهار ثنتي عشر ركعة، كما قالته عائشة رضي الله عنها، هذا هو السنة، الذي يفوته ورده من الليل لنوم أو مرض ونحو ذلك فإنه يصلي من النهار لكنه يكون شفعاً لا وتراً، وأنت بحمد الله قد وفقت للسنة، ولو أوتر الإنسان بأقل من ذلك أو أوتر بواحدة أو بثلاث أو بخمس فكله سنة والحمد لله، أقله واحدة إذا صلاها بعد العشاء أو صلاها في آخر الليل فقد فعل السنة.  
 
7- أنا أشتغل في المزرعة وموجود فيها عنب ونخل وخضر، وأنا أحمل من هذه الأشياء مع العلم أننا كلنا على حساب المعزب، يقول: وإذا حضر أحد أصدقائنا وأطعمناه وبدون علم المعزب، وإذا طلبنا منهم شيء أعطونا من مزرعتهم، وإذا طلبوا منا كذلك شيء نعطيهم من مزرعتنا، وإذا قلنا لهم هذا حرام، قالوا: هذا أكلنا على حسابه، ونحن نعطيكم من أكلنا، هل يجوز لنا ذلك؟
هذا فيه تفصيل، وهذا الكلام فيه إجمال أما ضيف يعطى من الفاكهة الموجودة من غير خبنة؛ أي لا يحمل شيئاً بل يأكل معكم فلا بأس إن شاء الله، قد جاء في الحديث ما يدل على ذلك. أما أن تهدوه للناس فلا إلا بإذن صاحب المزرعة لا تهدوه لأحد إلا بإذن صاحب المزرعة، لكن من زاركم وقدمتم له شيئاً من المزرعة من عنب أو بطيخ أو رطب فلا بأس، من حيث يأكل فقط لا يحمل معه شيئاً ولا تهدوا له؛ بل يأكل معكم من هذا الذي يسره الله، هذا لا بأس به إن شاء الله، أما أن يتخذ معه شيء يأخذ به أو تهدوا له شيئاً فلا إلا بإذن صاحب المزرعة.  
 
8-   أنا أحب قراءة القرآن وأحفظ منه كثير وبعض السور أقرأها كويس وبعضها إذا قرأتها إلى أحد الناس يقول لي: أنت تكسر في القرآن وهذا حرام؟ أرجو إفادتي وفقكم الله
عليك أن تجتهد وتقرأ على من تيسر من الإخوان الذين هم أعرف منك بالقرآن حتى تزداد بصيرةً بالقرآن، والنبي -صلى الله عليه وسلم-قال: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ وهو عليه شاق ويتعتع فيه له أجران)، فأنت على خير إن شاء الله ما دمت تجتهد وتعتني فأنت على خير وهذا يزول بالتعلم تقرأ وتكرر، وتتأمل الحروف ولا تعجل حتى تستفيد، وإذا تيسر لك من هو أعلم منك تقرأ عليه وتسأله عما ما قد يشكل عليك، وبهذا تستفيد ويقل الغلط ويكثر الصواب، ولا ترض بقراءتك ولا تقرأها على أحد، بل امتحن قراءتك واقرأها على من هو أعلم منك إذا تيسر حتى تستفيد علماً إلى علمك، وحتى تحسن قراءتك، بقراءتك على من هو أعلم منك، هذا هو الذي ينبغي عليك،هذا الذي ينبغي لك، ومع ذلك تستمر في القراءة مع نفسك، ولا تعجل، وتأمل الحروف وبهذا توفق إن شاء الله.  
 
9- ما حكم قراءة دعاء القنوت في كل ليلة بعد الوتر؟
لا حرج في ذلك، دعاء القنوت سنة، كان النبي -صلى الله عليه وسلم-يقنت وقد علم الحسن القنوت، دعاء القنوت في الوتر، فهو سنة، إذا قرأته في كل ليلة فلا بأس، وإن تركته بعض الأحيان حتى يعلم الناس أنه ليس بواجب، هذا لا بأس به، إذا ترك الإمام القنوت في بعض الأحيان ليعلم الجماعة أنه ليس بواجب هذا لا بأس، وإن استمر فلا بأس، النبي -صلى الله عليه وسلم-عندما علم الحسن القنوت ما قال له دعه في بعض الأيام فدل ذلك على أنه إذا استمر فلا حرج.  

583 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply