حلقة 66: حكم من مات طفلها بسببها - حكم الصلاة التي صليت لغير القبلة - كشف اليدين والوجه في الصلاة - متى يبدأ الليل - حكم سماع القرآن والإنسان يعمل - إهداء القراءة للميت

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

16 / 50 محاضرة

حلقة 66: حكم من مات طفلها بسببها - حكم الصلاة التي صليت لغير القبلة - كشف اليدين والوجه في الصلاة - متى يبدأ الليل - حكم سماع القرآن والإنسان يعمل - إهداء القراءة للميت

1- كنت أنا وزوجتي نائمين، وبيننا طفل يبلغ من العمر أربعين يوماً، ثم في منتصف الليل بكى الطفل، وأيقظت زوجتي لرضاعته، ثم حملت الطفل واحتضنته، وبعد ذلك قمت والأم محتضنة ابنها، وعندما قمت لصلاة الفجر لم أجد الطفل في مكانه، ثم أيقظتها وسألتها عن الطفل، فقالت: إنه في مكانه! وقلت لها ليس بمكانه، ثم استيقظت فوجدته على وجهه على الفراش بجوار قدميها، وقالت زوجتي: إنها لا تعلم عن ذلكم الحال، بل استيقظت لرضاعه ولا تعلم شيئاً، أهو في غيبوبة أم ماذا حصل له، وحينئذٍ اتضح أن الطفل قد انتقل إلى رحمة الله، والآن يسأل هل عليهم من كفارة؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهـداه. أما بعـد: فهذا الطفل صغير لا يستطيع التصرف، فالأظهر - والله أعلم- أنها دفعته برجلها أو بغير رجلها حتى صار إلى مكانه الذي مات فيه، فالأقرب والأظهر أنه مات بأسبابها، فعليها أن تؤدي الكفارة، وهي عتق رقبةٍ مؤمنة، فإن عجزت فصيام شهرين متتابعين، هذا هو الأظهر والأقرب، إذا كان الواقع هو ما ذكره السائل، ونسأل الله لها العون والتوفيق والتسهيل.  
2- سافرنا إلى دولة إسلامية، وعند وصولنا سألنا إحدى الجارات عن القبلة فأشارت إلى جهة معينة، علماً بأن هذه المرآة مسلمة، وصلينا إلى تلك الجهة فترةً من الزمن، وعندما سافرنا مرة أخرى تحرى أحد أقاربنا القبلة من المسجد وكانت القبلة غير الجهة التي صلينا إليها سابقاً، فصلينا جهة القبلة التي أُخبرنا بها، وأخبرنا بها قريبنا، فما حكم الصلوات التي صليناها سابقاً مع سؤالنا عن القبلة؟ وإن كان علينا القضاء فهل يجوز أن نقضي على فترات؟
إذا كان الواقع ما ذكرتم فليس عليكم قضاء؛ لأنكم اجتهدتم وسألتم فأرشدتم إلى القبلة فليس عليكم القضاء، والحمد لله.  
 
3-  ما حكم كشف المرآة يديها وقدميها أثناء الصلاة، وما حكم من كانت تصلي دون تغطية وجهها وكفيها وهي لا تعلم بالحكم؟
الواجب على المرآة عند أكثر أهل العلم ستر رجليها في الصلاة، أما الوجه فالسنة كشفه في الصلاة، إذا لم يكن عندها أجنبي ، وأما الكفان فأمرهما أوسع ، إن سترتهما فهو أفضل، وإن كشفتهما فلا حرج وصلاتها صحيحة، والحمد لله.  
 
4- متى يبدأ الليل: هل من بعد أذان المغرب، أم من بعد أذان العشاء، وهل يمتد إلى أذان الفجر؟
الليل ما بين غروب الشمس إلى طلوع الفجر،هذا هو الليل، ما بين غروب الشمس إلى طلوع الفجر الصادق، هذا هو الليل.  
 
5- هل يمكن أن أفتح المذياع على القرآن الكريم وأنا أعمل؟
لا حرج، تستمعه وأنت في عملك، تسمع القرآن وأنت تشتغل في الكتابة، أو النجارة، أو غير ذلك.  
 
6- بالنسبة لصيام يومي الاثنين والخميس، هل يأثم المسلم الذي لا يصومهما متتابعة لعذرٍ كالمرض، أو لعدم استطاعته؟
صومهما مستحب، وليس بواجب، ولا يأثم من ترك صومهما ، ولو صام في بعض الأيام أو في بعض الشهور وتركه لا حرج ، كل ذلك لا حرج فيه ، إلا أن يكون نذر ذلك، أن يكون نذر لله صوم الاثنين والخميس فيلزمه الصوم؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- قال : (من نذر أن يطيع الله فليطعه). أما إذا كان ما نذر فهو مخير ، إن شاء صام وإن شاء أفطر، والصوم مستحب فقط ، فمن واظب عليه فله أجره ، ومن تركه بعض الأحيان فلا حرج عليه، وهكذا صوم الست من شوال ، وهكذا صوم ثلاثة أيام من كل شهر، كل ذلك مستحب، من صام فله أجر ، ومن ترك فلا حرج، ومن صام بعض الشهور وترك بعض الشهور ، أو صام بعض أيام مثل يوم الاثنين والخميس وترك بعض الأيام كل ذلك لا حرج، إلا من نذر، إذا نذر صوم الاثنين والخميس أو نذر صيام ثلاثة أيام من كل شهر فهذا يلزمه الوفاء بنذره.  
 
7- تسأل أختنا عن حكم قطع أو قص الشعر من الأمام وليس بنية التشبه وإنما للزينة؟
قص بعض الشعر من الأمام أو أطراف الشعر للتخفيف أو للزينة من غير تشبه بالكافرات ولا بالرجال لا حرج فيه ، لكن ترك الرأس كاملاً أفضل لأنه زينة المرآة، وقص بعضه للحاجة أو للزينة أو لأنه كثيف من قصد التشبه بالكافرات و لا بالرجال لا حرج فيه ، وقد ثبت أن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم- بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم- قصصن من رؤوسهن من طولهن.  
 
8- رجل دخل في الصلاة واستكملها وسلّم، وبعد ذلك تذكر أنه غير متوضئ، فما الحكم؟
عليه أن يعيد إذا عرف أنه صلَّى بغير وضوء ، يلزمه أن يعيد الصلاة.
 
9- هل يجوز لطالب العلم الشرعي أن يأخذ من الزكاة، علماً بأنه في أمس الحاجة؟
لا حرج على طلبة العلم أن يأخذوا من الزكاة إذا كانوا فقراء ، سواء كانوا طلاباً في المساجد أو في المؤسسات العلمية لا حرج عليهم ، إذا كان فقيراً ليس عنده ما يقوم بحاله فله أن يأخذ من الزكاة.
 
10- هل قراءة القرآن سراً وإهداء الثواب إلى الميت يصل أم لا، وما الدليل على الجواز أو عدم الجواز؟
إهداء القرآن سراً أو جهراً لا دليل عليه ، والعبادات توقيفية فالدليل على من أجاز وإلا فالأصل المنع ، يقول - صلى الله عليه وسلم- : (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). يعني مردود. ويقول عليه الصلاة والسلام : (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد). فلم يحفظ عنه - صلى الله عليه وسلم- ولا عن الصحابة أنهم كانوا يهدون القرآن إلى أحد، كانوا يقرؤونه يريدون القراءة، فالإنسان يقرأ ليستفيد من قراءته لكلام الله - عز وجل- لا .............. بين الناس لكن يدعو لمن أحب ، يدعو لأبيه، لأبويه لأقاربه ، يدعو لهم بالمغفرة والرحمة، لا بأس الدعاء طيب ، الصدقة بالمال لا بأس ، الحج عن الميت منهم أو العاجز الذي يرجى برؤه، المريض أو الهرم ، الحج عنه أو يعتمر كل هذا لا بأس ، أما أن يُهدي القرآن ، يقرأ القرآن ويهديه لميت أو لحي فهذا لا دليل عليه ، فالأصل المنع.  
 
11- المرآة التي يتوفى عنها زوجها إذا أرادت بعد العدة أن تذهب إلى جيرانها، أو إلى أي مكان، من تستشير من أبنائها، الكبير، أم الصغير، أم الملتزم منهم؟
لا يلزمها أن تستأذن أحد، تخرج والحمد لله ، مكلفة، تخرج متسترة، ولا يلزمها أن تستشير لا أبناءها ولا غير أبناءها، إذا خرجت خروجاً شرعياً فليس لأحد الاعتراض عليها ، سواء كانت أماً أو أختاً أو بنتاً إنما يجب على وليها أن يلاحظها كأبيها أو أخيها إذا رأى منها ما لا ينبغي منعها.  
 
12- هل يجوز أن تسافر بعيداً أو قريباً بدون محرم؟
المرآة ليس لها السفر إلا بمحرم ، المرآة ليس لها أن تسافر حتى إلى الحج والعمرة إلا بمحرم، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم- : (لا تسافر المرآة إلا مع ذي محرم). متفق على صحته، من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما-. فليس لها أن تسافر إلى مكة أو غيرها إلا بمحرم.  
 
13- امرأة تذهب إلى أبناء عمها، أو أبناء خالها، وترجع إلى البيت مع أحدهم في سيارة بدون محرم؛ بحجة أنها عجوز، فمال الحكم؟
لا يجوز، المرآة ليس لها أن تخلو بالرجل سواء ابن عم أو ابن خال أو ليس بقريب ، لا بد أن يكون معهما ثالث ، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم- : (لا يخلو رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما). ولا فرق بين العجوز والشابة ، لكن الشابة أشد خطراً، والنبي -صلى الله عليه وسلم- عمم ولم يقل إلا أن تكون عجوزاً ، يقول - صلى الله عليه وسلم- : (لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما). والشيطان يخشى منه على الرجل مع المرأة العجوز ومع غيرها، -نسأل الله السلامة-.  
 
14- رجل باع أرضاً ولم يعطِ أخواته الميراث، وحج مرتين بدون إذنهن، علماً بأنهن غير راضيات بذلك، بل يطالبن بإلحاح، هل الحج صحيح؟
الحج صحيح وعليه التوبة من تقصيره في حقهن، وتأخيره حقهن ، وأما حجه فصحيح، الحج أعمال يقوم بها فليس في حجه من ذلك شيء يمنع الصحة، وإن كان يأثم ويكون حجه ناقصاً بسيئاته وظلمه لكن لا يبطل الحج، الظالم والعاصي لا يبطل حجه بمجرد أنه كونه عاصي أو ظالم ، إذا أدى أعمال الحج على الوجه الشرعي، فالمقصود أن عليه أن يتقي الله وأن يعطي أخواته حقهن، ويستغفر الله - جل وعلا- ويتوب إليه مما مضى منه من التقصير.  
 
15- رجل لم يجد الماء فتيمم ثم صلَّى وأكمل الصلاة، وبعد ذلك وجد الماء، هل عليه إعادة؟
ليس عليه إعادة ، قد سئل النبي - صلى الله عليه وسلم- عن مثل هذا فأجاب بأنه لا إعادة عليه.  
 
16- دخلت في الصلاة الرباعية ونسينا التشهد الأول، ولما قام الإمام وقرأ الفاتحة ذكر ذلك، فرجع وتشهد وأتى بالركعتين بعد التشهد، فما حكم ما فعل؟
هذا غلط؛ لأنه لا يجوز له الرجوع بعد ما شرع في القراءة ، ليس له الرجوع لكن لأجل جهله ، والصلاة صحيحة ، وعليه سجود السهو.
 
17- رجل عنده مال من أغنام وغيرها، ويخرج زكاته، هل يجوز أن يعطي تلك الزكاة لابنه أو ابنته وأخيه وأخته؟
ليس له أن يعطي الزكاة لابنه أو بنته أو أبيه أو أمه أو أجداده، أما إعطاؤها إخوته الفقراء أو أخواله أو أعمامه فلا حرج.  
 
18- أديت مناسك العمرة بالكامل، إلا أنني لم أقصر شعري كله، ولكن قصيت بعض الشعر من الأمام والخلف واليمين واليسار، فهل عمرتي تامة؟
العمرة صحيحة ولا حرج إن شاء الله ، لكن في المستقبل ينبغي لك أن تعمم ، هذا هو الأرجح، تعميم الرأس بالتقصير ، تعمه بالتقصير ، هذا هو الأحوط والأقرب في الأدلة الشرعية.  
 
19- جئت من مصر للعمل ولم أجده، وما زلت أبحث عن العمل، ومديون بمبلغ من المال لأحد أقاربي في مصر، ومديون بمبلغ من المال هنا في المملكة لأحد أقاربي، وفي نيتي سداد هذه الديون عندما استلم العمل، وليس لدي أي شيء لسداد هذا الدين، لذا نرجو إفادتنا مأجورين: هل أحج بيت الله الحرام وحالي ما ذكرت أم لا، وهل ستكون حجتي صحيحة وجائزة وفي نيتي أحج، وقلبي متعلق بمناسك الحج؟
عليك أن تبدأ بالدين وتعطي أهل الحق حقه، النفقة التي تريدها للحج أعطها أهل الدين – أهم أحق وأولى – وليس عليك حج حتى تستطيع؛ لأن الله يقول سبحانه : ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ولو حججت صح الحج ، لكن لا يجوز لك ما دام أهل الدين يطلبون حقهم، وأنت ليس عندك شيء فالواجب عليك أن تبدأ بهم ، فما وفرته للحج أعطه أهل الدين.  
 
20- أديت مناسك العمرة في رمضان ونويت تأدية مناسك الحج، فإذا كان ذلك هل أحج مفرداً أو متمتعاً أم قارناً، مع العلم أنني مقيم في مكة المكرمة؟
ما دمت على ما ذكرت فالحج مفرد ، الأفضل لك أن تحج مفرداً؛ لأنك أديت العمرة في رمضان ، تبقى في مكة في عبادة الله وطاعته، فإذا جاء اليوم الثامن لبيت بالحج مفرداً ، هذا هو السنة، وإذا أخذت عمرة بعد رمضان فلا حرج.  
 
21- أحفظ معنى حديثٍ لرسول - صلى الله عليه وسلم-: (عمرة في رمضان تعدل حجة معي). هذا قول سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم-، نرجو الإفادة عن هذا الحديث، وهل العمرة في رمضان تعدل حجةً كاملة، وهل الثواب يعدل ثواب حج؟
نعم ، الحديث صحيح ، متفق على صحته ، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم- : (عمرة في رمضان تعدل حجة). وفي رواية أخرى : (حجة معي). فهي لها فضل عظيم العمرة في رمضان ، والحديث صحيح، فينبغي للمؤمن اغتنام الفرص إذا تيسر ذلك.   
 
22- هناك جدل في مسألة الرؤيا، أي رؤية الله - سبحانه وتعالى- يوم القيامة، وقد كثر الخصام، فمن الناس من يقول: إن الله لن يرى، ومنهم من يقول: إنه سيرى، وكل منهم يأتي بالأحاديث وبعض الآيات الكريمة لنفي أقوال الطرف الآخر، أفتونا - جزاكم الله خيرا
قول أهل السنة والجماعة، وهو إجماع الصحابة - رضي الله عنهم- وإجماع أهل السنة بعدهم أن الله – سبحانه- يُرى يوم القيامة ، يراه المؤمنون ويرونه في الجنة أيضاً، أجمع أهل العلم على هذا ، أجمع علماء الصحابة والمسلمون الذين هم أهل السنة والجماعة على هذا، وقد دل عليه القرآن العظيم ، والسنة المطهرة الصحيحة، يقول الله - عز وجل- : وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة. ناضرة يعني بهية جميلة، إلى ربها ناظرة تنظر إلى وجهه الكريم - سبحانه وتعالى-. وقال - عز وجل- : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة صح عن رسول الله - عليه الصلاة والسلام- أنه قال : الحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله. وقال الله: كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون. فإذا حجب الكفار علم أن المؤمنين غير محجوبين بل يرون ربهم في القيامة وفي الجنة، وقد توارت الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن المؤمنين يرون ربهم في القيامة وفي الجنة، يقول - صلى الله عليه وسلم- : (إنكم ترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تمارون في رؤيته). وفي لفظ: (لا تضارون في رؤيته) . وفي اللفظ الآخر: (كما تطلع الشمس صحوا ليس دونها سحاب). فالكلام بين واضح ، بين عليه الصلاة والسلام أن المؤمنين يُرون ربهم رؤيةً ظاهرة جلية كما ترى الشمس صحوا ليس دونها سحاب ، وكما يُرى القمر ليلة البدر ليس هناك سحاب ، وهل بعد هذا البيان بيان؟ ما أوضح هذا البيان وما أبينه وما أكمله؟ وأخبر - صلى الله عليه وسلم- أنهم يرونه في الجنة أيضاً. فمن أنكر الرؤية فهو مرتد ضال. من أنكر رؤية الله للمؤمنين كلهم له يوم القيامة وفي الجنة فهو ضال مرتد - نسأل الله العافية -.  
 
23- عندما يموت إنسان يجتمع الناس في بيت أهل الميت، وكل واحد يأتي بأكل معين لمدة ثلاثة أيام، ما رأيكم في هذا، وما هو توجيهكم؟
الاجتماع الذي يحصل وتعطيل الأعمال لا دليل عليه، الأفضل ترك ذلك ، لا ينبغي مثل هذا ، أما أهل الميت إذا جلسوا في محلهم المعتاد حتى يسلم عليهم الناس ويعزونهم فلا بأس، لكن ليس لهم أن يصنعوا للناس طعاماً أما إذا صنع بعض الناس إليهم طعاماً وأرسله إليهم فلا بأس، قد جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه أمر أهل بيته أن يصنعوا لآل جعفرٍ طعاماً لما جاء خبر موته- رضي الله عنه – جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه- لما جاء خبر قتله - رضي الله عنه- يوم مؤتة ، أمر النبي - صلى الله عليه وسلم- أهل بيته أن يصنعوا لآل جعفرٍ طعاماً ، وقال: إنه أتاهم ما يشغلهم). فإذا صنع الجيران أو الأقارب لأهل الميت طعاماً أيام الحزن فلا بأس وإذ نادوا عليهم أن يأكلوا معهم فلا بأس، أما أن يقوموا هم بصنع الطعام للناس ودعوة الناس هذا لا أصل له، بل يجب تركه لما ثبت عن جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه- قال : كنا نعد لاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد الدفن من النياحة). والنياحة محرمة. لكن إذا زارهم الناس وعزوهم وشربوا القهوة أو الشاي أو أكلوا طعاماً قد أهدي إليهم أكلوا معهم منه لا حرج عليهم في هذا.
 
24- في شهر رمضان نصلي بعد العشاء إحدى عشرة ركعة بصلاة الوتر، فهل عملنا هذا من قيام الليل؟
نعم ، هذا أفضل ما يكون، إحدى عشرة هذا أفضل ما يكون من القيام ، كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يحافظ على هذا في جميع السنة - عليه الصلاة والسلام- ، هذا هو الأغلب من فعله ، أحد عشر، وربما صلَّى ثلاث عشرة ، وربما صلى أقل من ذلك ، لكن تقول عائشة - رضي الله عنها-: إن هذا هو الغالب من فعله - صلى الله عليه وسلم- إحدى عشر ركعة ، يسلم بين كل ثنتين ، في رمضان وفي غيره، وإذا صلى الناس أكثر ثلاثة عشر، أو عشرين أو أكثر فلا حرج فيه ، الأمر واسع بحمد الله، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح : (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح أوتر ركعةً واحدة - يصلي ركعةً واحدة - توتر له ما قد صلًّى). ولم يحدد للناس ركعاتٍ معينة، فدل على أنه لو صلى ثلاث عشرة أو خمس عشرة أو عشرين لا حرج في ذلك ، يسلم من كل ثنتين ، لكن الأفضل أحد عشر ركعة، أو ثلاث عشرة ؛ لأن هذا هو الغالب من فعل النبي - عليه الصلاة والسلام-.
 
25- إذا مات الوارث قبل الموروث، فهل يحق لأهل الوارث أن يطالبوا بالميراث من أهل الموروث؟
الذي يموت قبل الموروث ما له شيء، شرط الإرث أن يكون بعد الموت ، فإذا مات الابن قبل أبيه ما له شيء، وإذا مات الأخ قبل أخيه ما له شيء، الوارث لمن بقي، لمن كان حياً وقت الموت ، الإرث لمن كان حياً وقت موت قريبه ، أما من مات قبل ما له شيء.  
 
26- إذا كان هناك فرق بين النبي والرسول، فمن هو أول رسول بُعث ؟ وما هو الفرق بين النبي والرسول؟
المشهور عند العلماء أن النبي هو الذي يوحى إليه بشرع لكن لا يؤمر بتبليغه، بل هو وحي لنفسه ، يعني أمر بنفسه بالعمل، فهذا يقال له نبي فإذا أمر بالتبليغ للناس ، هذا يقال له رسول ، نبي رسول. وقال آخرون من أهل العلم إن النبي هو الذي يكون مبعوثاً بشريعةٍ سبقه إليها نبي قبله ، كالأنبياء بعد موسى للذين يحكمون بالتوراة فالذين سبقوه هؤلاء أنبياء ورسل أما الرسول المستقل كموسى ونوح وهود هؤلاء يقال لهم رسل وهم أنبياء أيضاً وبكل حال فالأمر في هذا واسع والأقرب أن الرسول يسمى نبي والنبي يسمى رسول ولهذا قال جل وعلا: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته، فالنبي يسمى رسولاً لأنه أوحي إليه بشرع وإن كان نفسه، وإذا أمر بالتبليغ صار رسولاً لنفسه ولغيره، فالأمر في هذا واسع. سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء...
 

547 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply