حلقة 106: حكم تغسيل وتكفين والصلاة على من مات تاركا للصلاة؟ - قص الشعر من الأمام ووضع السحاب من الخلف - لبس الثوب الأبيض للنساء - لبس الباروكة ووصل الشعر - حكم الجلوس في مجالس الغيبة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

6 / 50 محاضرة

حلقة 106: حكم تغسيل وتكفين والصلاة على من مات تاركا للصلاة؟ - قص الشعر من الأمام ووضع السحاب من الخلف - لبس الثوب الأبيض للنساء - لبس الباروكة ووصل الشعر - حكم الجلوس في مجالس الغيبة

1- رجل في قرية لا يصلي, ولا يصوم, ولا يقوم إلا بما يتنافى مع شريعتنا السمحاء، مثل السرقة, والمشاحنة بين المسلمين، فهل إذا مات يغسل, ويكفن, ويصلى عليه؟

قد دلت سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على أن من ترك الصلاة فإنه كافر، ومعلوم أن الكافر لا يغسل, ولا يصلى عليه, ولا يدفن في مقابر المسلمين، بل يجب أن يوارى في الأرض في محل آخر غير مقابر المسلمين لئلا يؤذي الناس ........ وجيفته, الحاصل أن من كان لا يصلي ومعلوم بهذا فأنه لا يصلى عليه ولا يغسل, وإذا كان مع ذلك لا يصوم ويؤذي المسلمين صار الشر أكثر, ولكن العمدة في كفره على تركه الصلاة، نسأل الله العافية، ومن ذلك ومما ورد في ذلك قوله- عليه الصلاة والسلام-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، خرجه مسلم في صحيحه، وقال-عليه الصلاة والسلام-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، خرجه الإمام أحمد, وأبو داود, والترمذي, والنسائي, وابن ماجه بإسناد صحيح، وقال- عليه الصلاة والسلام-: (رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل)، فهذه الأحاديث وما جاء في معناها كلها تدل على كفر تارك الصلاة نسأل الله العافية والسلامة.  
 
2- هل قص الشعر من الأمام حرام، ووضع السحاب من الخلف ما حكمه
لا أعلم في ذلك شيئاً لكن الأولى بالمرأة توفير شعرها؛ لأنه من زينتها ومن جمالها لكن تخفيف الشعر, وأخذ شيء منه تقصيره لا حرج فيه إن شاء الله؛ لكن الأولى والأفضل بقاؤه كاملاً لما فيه من الجمال والزينة للمرأة ولا سيما المتزوجة، فإذا أخذت بعضه أو قصت بعضه فلا حرج في ذلك، وهكذا السحاب سواء من الخلف أو من الإمام لا حرج فيه إذا كانت العورة محفوظة, المهم حفظ العورة والعناية بالعورة وسترها؛ لكن كونه من الأمام أفضل وإذا كان من الخلف فلا نعلم فيه حرجاً إذا كانت العورة مستورة من أمام ومن خلف.  
 
3- ا حكم لبس الثوب الأبيض بالنسبة للنساء، هل هو حرام أم حلال؟
الأبيض للنساء لا ينبغي لبسه؛ لأنه فيه تشبه بالرجال؛ لأن الغالب على الرجال لبس الأبيض, فتعاطيها الأبيض فيه نوع مشابهة للرجال, فالذي ينبغي ترك ذلك إلا إذا جعل فيه ما يخصه بالنساء من خياطة خاصة, وتفصيل خاص شيء يبعده عن مشابهة الرجال فلا حرج, أما كونه على زيّ الرجال فلا يجوز لما فيه من التشبه.  
 
4- أيضا تسأل عن لبس الشعر، وأعتقد أنها تقصد الباروكة؛ لأنها تقول سواء كان هذا الشعر لونه أسود أو أشقر أو غير ذلك، فما حكم لبسه؟
أما الباروكة وهكذا وصل الشعر بالشعر كله منكر لا يجوز، النبي- صلى الله عليه وسلم- نهى عن الوصل, ولعن الواصلة والمستوصلة, وهي التي تضم إلى شعرها شعراً لتضخيمه أو لطوله أو تكثيره كل هذا لا يجوز، وهكذا لبس الباروكة, فقد ثبت عنه- صلى الله عليه وسلم- أنه قال لما رأى ذلك: (بهذا هلكت نساء بني إسرائيل لما اتخذوا كبة من الشعر)، وثبت في حديث معاوية-رضي الله عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- نهى عن مثل هذا, فهذا يدل على أن لبس الباروكة المعروفة لا يجوز؛ لأنه أشد من الوصل إذا كان الوصل شعراً بشعر محرم وكبيرة من الكبائر فلا شك أن لبس الباروكة الذي هو شعر مزور قال معاوية: "ما يفعل ذلك إلا اليهود"، كل هذا يدل على أنه منكر، والقصد أنه من عمل اليهود وأن مما ....به نساء بني إسرائيل هذا العمل، كما جاء به الحديث عنه- عليه الصلاة والسلام-، فينبغي للمؤمن والمؤمنة الحذر من ذلك, فالمؤمن يحذر نساءه وأهله والمؤمنة تحذر ذلك فلا تلبس الباروكة ولا تصل الشعر بالشعر، كل منهما منهي عنه وفيه وعيد شديد.  
 
5- ما الحكم إذا جلست في مجلس وهم يتحدثون بالغيبة والنميمة، وهم يعرفون حكم ذلك، فهل علي ذنب وإذا لم أقل شيء؟ مع العلم أنهم أكبر مني سنا
إذا جلس المسلم أو المسلمة في مجلس تحصل فيه الغيبة فإنه ينكر ذلك؛ لأن الله يقول- سبحانه-: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ(التوبة: من الآية71), فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمر فرض على جميع الرجال والنساء، فإذا جلس الرجل أو المرأة في محل في مجتمع فيه غيبة فإنه ينكر ذلك, والمرأة تنكر ذلك على من معها فإن لم يسمعن لها قامت ولم تحضر هذا المنكر, وإن سمعن لها فالحمد لله، فقد أدت ما عليها من إنكار المنكر، لكن لو كانوا لو كن لا يبالين بها ولا يسمعن منها فإنها تقوم منكرة لذلك حتى لا تحضر المنكر ولا تشارك في سماعه.  
 
6- سمعت في برنامجكم إن الله يلعن الواشمة والمستوشمة، وقد عمل لي وشم وأنا صغيرة، فما الحل، هل علي كفارة أم لا؟
لا شك أن الوشم كبيرة من الكبائر, وقد لعن النبي - صلى الله عليه وسلم - الواشمة والمستوشمة، وهذا إذا كانت المستوشمة المفعول بها مكلفة راضية بهذا العمل، أما التي فعل بها وهي صغيرة فلا إثم عليها ولا شيء عليها والحمد لله, لكن إن تيسر زواله بطريقة يعرفها الأطباء ليس فيها مضرة عليها فلا بأس فهو حسن، وأما الإثم فهو على من فعله بها، وأما الموشومة التي هي صغيرة لا تعقل لم تبلغ الحلم بل صغيرة لا تفهم هذه المسائل فإن الإثم على من فعله بها، والتكلف يكون بالعقل والبلوغ، فما دامت فعل بها وهي صغيرة فلا شيء عليها, ولكن إذا تيسر لها إزالة الوشم بطريقة حسنة ليس فيها مضرة فهو حسن طيب.  
 
7- ذوق الطعام في نهار رمضان، كأن تذوق طهية الطعام الملح أو نحوه؟
لا حرج في ذلك، لا حرج في أن يذوق الطباخ طعم الطعام هل هو مالح أو خانس لا بأس بذلك؛ لكن لا يبتلعه يذوقه بلسانه ثم يلقيه يبصقه ولا يبتلع شيئا ولا حرج في ذلك.  
 
8- إن والدي من البادية الرحل ويقوم بتربية المواشي، وأنا كنت أقوم برعاية الأغنام عنده، وفي يوم من أيام رمضان المبارك وأنا أرعى في الأغنام قابلتني فتاة كذلك ترعى أغنامها، وكان الوقت ما بين الظهر والعصر، وجلست معها، وأخذت في مبادلتي للحديث ووصل ذلك إلى المزاح والمداعبة في أثناء ذلك اليوم الذي هو في شهر رمضان، فحصل مني ما حصل دون أن أقرب هذه الفتاة، يسأل عن حكم ذلك في نهار رمضان؟
أما من ناحية الحكم فهو لا يجوز؛ لأنها أجنبية وليس له أن يحادثها محادثة تجب الشهوة وربما أغرت إلى الفتنة والزنا، بل يجب التحرز من ذلك، أما الحديث العابر الذي ليس فيه إثم وليس فيه ما يجر إلى الفاحشة كسؤالها عن أهلها, أو سؤالها عن المرعى الطيب, أو عن الماء أو ما أشبه ذلك من الأمور التي ليس فيها ما يجر إلى فتنة هذا لا بأس به، وأما المداعبة والأشياء التي تتعلق بالفاحشة وتدلي إلى الزنا وتسبب الوقوع في المنكر هذه أشياء لا تجوز, أما الصوم فهو صحيح صومه صحيح إذا كان لا يخرج منه مني، لا هو ذكر أنه أنزل، أما إذا كان أنزل فإن عليه أن يقضي اليوم؛ فإنه يفطر هذا لأنه بإنزاله المني يفطر صومه، أما المذي فلا يفطر على الصحيح، المذي هو الماء اللزج الذي يخرج عند آثار الشهوة هذا لا يفطر الصوم على الصحيح من أقوال العلماء, أما المني فإنه يفطر صومه وعليه قضاء. لكن لا يلزمه كفارة، وليس عليه كفارة الكفارة، الكفارة في الجماع خاصة. 
 
9- هل من أفطر بالإنزال أو ما شابهه هل يجوز له أن يأكل؟
نعم يلزمه إكمال الصوم ولو أنزل، يلزمه إكمال الصوم فالذي حصل له شيء يفطر صيامه ليس له أن يستمر في الإفطار بل عليه أن يمسك لحرمة الزمن، الزمن المحترم زمن صيام، فمن ابتلي بشيء يفطره فإنه لا يجوز الاستمرار في الفطر بل يلزمه الإمساك حتى تغيب الشمس ويقضي مع ذلك، فلو أنزل المني بسبب المداعبة والقبلة لزوجته, أو في الحرام ونعوذ بالله فإنه يقضي هذا اليوم ومع هذا عليه الإمساك وإكمال الصوم, ولا يجوز له أن يقول لا ما دام أفطرت فإنني آكل وأشرب لا، عليه أن يكمل صومه ويمسك ومع هذا عليه القضاء. 
 
10- إني كنت قاطعة للصلاة منذ مدة طويلة، وفي الوقت الحالي رجعت إلى الصلاة، كيف أعوض؟
الإنسان إذا قطع الصلاة ثم من الله عليه بالتوبة فإن التوبة تجب ما قبلها, فإذا كان الإنسان لا يصلي من رجل أو امرأة ثم هداه الله ورجع إلى الصواب وصلى فإن التوبة تجب ما قبلها, فعليه التوبة, والندم, والاستغفار, والإكثار من العمل الصالح ولا قضاء عليها فيما مضى؛ لأن الكافر لا يقضي إذا أسلم, والمرتد لا يقضي إذا أسلم, ولكن التوبة تجب ما قبلها كما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الإسلام يهدم ما كان قبله، والتوبة تهدم ما كان قبلها)، والله- جل وعلا- يعفو عما سلف بالتوبة الصادقة النصوح, وهذا من فضله- سبحانه وتعالى- يقول سبحانه: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى (طـه:82), ويقول- سبحانه- لما ذكر الشرك, والقتل, والزنا, قال: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ(الفرقان: من الآية70) فالمقصود أن التوبة يكفر الله بها ما مضى وليس عليه القضاء بعد إسلامه وتوبته والرجوع إلى الله سواء كان كافراً أصلياً, أو كان مرتداً بتركه الصلاة, أو بسبه الله ورسوله, أو باستهزائه بالدين, أو بغير هذا من المكفرات فإنه متى تاب إلى الله من الناقض الذي نقض إسلامه, وصدقت توبته فإن الله –سبحانه- يغفر عنه ما مضى وليس عليه إعادة لصومه ولا لصلاته.  
 
11- إنني أدرس في مرحلة التكميل وأتمنى أن أقرأ القرآن لكنني لا أقدر، بل أقرأ الجزء أو مثل سورة الكوثر أو النصر، وهكذا عندما أركع في الفجر وغيره من الصلوات، ما حكم صلاتي هذه إذا لم أستطع أن أقرأ بعد الفاتحة بشيء صحيح
الفرض في الصلاة الفاتحة هي ركن الصلاة كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)، فالفاتحة هي ركن الصلاة، سواء كانت فريضة أو نافلة، والباقية سنة فإذا كانت لا تحسن إلا الفاتحة كفتها الفاتحة وصلاتها صحيحة سواء كانت فرضاً أو نفلاً والحمد لله لكن إذا تيسر لها أن تحفظ جملة من السور فذلك خير لها وأفضل حتى تقرأ بعد الفاتحة ما تيسر وكلما زادت في حفظ ما تيسر من السور كان أفضل لها وخيرا لها، فأنا أوصي السائلة أن تجتهد في حفظ ما تيسر من القرآن مثل جزء عم, وما تيسر معه حتى تقرأ بذلك في صلواتها فإن لم يتسر لها ذلك فإنها تكفيها الفاتحة والحمد لله.    

501 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply