حلقة 120: مواقيت الإحرام - حكم الصلاة خارج المسجد الحرم مع وجود مكان فارغ في الداخل - رفع اليدين عقب القيام من التشهد - مواقيت الصلاة - التقويمات - صلاة الاستخارة - صلاة المريض - كيفية الصلاة على النبي - الأطعمة المحرمة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

20 / 50 محاضرة

حلقة 120: مواقيت الإحرام - حكم الصلاة خارج المسجد الحرم مع وجود مكان فارغ في الداخل - رفع اليدين عقب القيام من التشهد - مواقيت الصلاة - التقويمات - صلاة الاستخارة - صلاة المريض - كيفية الصلاة على النبي - الأطعمة المحرمة

1-   بخصوص مواقيت الإحرام المكانية، وقد خصص الرسول -صلى الله عليه وسلم- المواقيت المكانية لكل جهة من الأرض، ونحن في السودان غير محدد لنا ميقات مكاني ضمن تلك المواقيت، فمن أين نحرم سواءً أتينا بحراً أو جواً، علماً بأنه عند دراستنا بالمدرسة، علمونا بأننا أهل السودان نحرم من جدة، هل هذا صحيح، وإن كان خطأ فمن أين نحرم؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه وقت لأهل النواحي كلها المواقيت الخمسة المعروفة، في الصحيحين من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: وقت النبي -صلى الله عليه وسلم- لأهل المدينة ذا الحليفة، وهي معروفة تسمى الآن أبيار علي، ولأهل الشام الجحفة، وتسمى الآن رابغ، محل رابغ الآن، ولأهل نجد قرن المنازل، وهو الذي يسمى وادي القرن، يسميه بعض العامة السيل، ولأهل اليمن يلملم معروف أيضا، وفي رواية عائشة وجماعة أهل العراق ذات عرق، هذه خمسة مواقيت، ....... النبي صلى الله عليه وسلم بحديث ابن عباس: (هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج أو العمرة، ومن كان دون ذلك، فمهله من حيث أنشأ) حتى أهل مكة من مكة، فذو الحليفة للمدينة ومن أتى على طريق المدينة، والجحفة والآن يحرم الناس من رابغ قبلها بقليل ميقات لأهل الشام ومصر والمغرب والسودان كلهم من هذا الميقات، فميقات السودان الجحفة، إذا حاذوها من طريق البحر أو من طريق الجو أحرموا، إلا أن يأتوا من طريق المدينة يحرموا من أبيار علي من ذي الحليفة، أو يأتون من طريق نجد يحرمون من ميقات أهل نجد، وادي قرن، السيل، أو أتوا من طريق اليمن كذلك يلملم، أو من طريق العراق ذات عرق، أما جدة فليست ميقات إلا لأهلها، جدة ميقات لأهلها الساكنين فيها، وأما النواحي الأخرى فليست ميقاتاً لهم، لكن زعم بعض إخواننا في السودان أن بعض الطرق من السودان إذا سلوكها من البحر لا تحاذي الجحفة وإنما تحاذي جدة رأساً قبل الجحفة، فإن صح هذا أن هناك طريقا بحريا من بور سودان أو غيرها من موانئ السودان، إذا صح أن هناك طريقاً لا يمر بالجحفة بل يمر بجدة أولا يحاذي جدة أولاً فليحرم من جدة، إن صح هذا، وإلا فالمعروف أن طريق أبناء السودان يمر أول شيء على الجحفة وهي رابغ الآن، ومن طريق الجو كذلك، فعلى أبناء السودان أن يحرموا من الجحفة إذا حاذوها من جهة البحر وهكذا إذا حاذوها من جهة البر، إلا إذا جاؤوا من طريق المدينة فمن ميقات المدينة، وهكذا غيرهم، وهكذا أهل مصر والشام ....... يحرمون من الجحفة، وهكذا المغرب، أما أهل العراق من ذات عرق، إذا جاؤوا من طريق العراق، أما إذا ذهبوا إلى المدينة فمن ميقات المدينة، وأهل اليمن من ميقات اليمن، أما من كان دون ذلك من كان في الزيمة مثلا أو في بحرة يحرم من مكانه. 
 
2- هل تجوز الصلاة في المكان الواسع، أي: أمام باب السلام في مكة، أي: خارج الحرم، علماً بأنه يوجد أماكن واسعة داخل الحرم في صلاة الجماعة، وكذلك هل تصح الصلاة في بئر زمزم؟
الواجب الدخول، الواجب على من ...... الجماعة الدخول إلى المسجد والصلاة مع الجماعة في المسجد فإذا كان هناك صفوف من خارج فلا حرج يصلي معهم، أما أنه يصلي وحده من خارج لا، بل يدخل يصف مع الناس، ولو فرضنا أنه هناك صفوف من خارج وصفوف من الداخل وأمكنه الدخول فإن المشروع له والأفضل أن يدخل حتى يكمل الصفوف الأول. ولا حرج في الصلاة في زمزم على ظهر زمزم، على ظهرها لا بأس. 
 
3- مما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- رفع اليدين عند القيام من الركعتين في صلاة ثلاثية أو رباعية، ما الراجح -يا سماحة الشيخ- من الأدلة في رفع اليدين قبل القيام، أم عندما يستوي المصلي قائماً؟
السنة عند القيام، ترفعها عند قيامك من التشهد الأول إلى الثالثة، عند قيامه يكون رافعاً لها حيال منكبيه أو حيال أذنيه هذا الرفع هذا هو السنة
 
4- في مسجد قريتنا يؤذن لصلاة الفجر قبل وقتها بحوالي نصف ساعة تقريباً؛ بناء على تقويمات بعض المنجمين -كما وصفها بعض المؤلفين في الفقه- وفيما يكون الصبح مقدماً على وقته بعشرين دقيقة على الأقل، ولا ينتظر الإمام بعد الأذان إلا بضع دقائق، وتقام الصلاة قبل دخول وقتها، وهذا مخالف لهدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، في هذا التقويم تذكر سبع أوقات للصلاة لا خمس كما هو مجمع عليه، وعنوان التقويم: مواقيت الصلاة، أي: الفريضة، وفيها: الشروق، القبلة، الزوال، غير معروفة، وهذه الأوقات أيضاً ليست من السنة، ففيها وقتان زائدان، والظهر يسمى بغير اسمه، الفقرات: ماذا يفعل المسلم الذي يريد أن يراعي وقت الفجر كما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؟
الأوقات التي وقتها النبي -صلى الله عليه وسلم- ودل عليها القرآن خمسة، يقول الله -جل وعلا-: أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ[الإسراء: 78]، دلوكه زواله فيه الظهر والعصر، إلى غسق الليل فيه المغرب والعشاء، وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً[الإسراء: 78]، فيه صلاة الفجر، ثم وقتها النبي -صلى الله عليه وسلم- بالأحاديث الصحيحة، وقت الفجر إذا طلع الفجر الصادق إلى أن تطلع الشمس، فإذا طلعت انتهى الوقت، ووقت الظهر حين يزول قائم الظهيرة حين تزول الشمس عن كبد السماء إلى المغرب، ينتهي وقت الظهر إلى أن يصل ظل كل شيء مثله، ثم يدخل وقت العصر، إلى أن تصفر الشمس، ثم يبقى وقت ضرورة إلى أن تغيب الشمس، ثم يدخل وقت المغرب إذا غابت الشمس، ويستمر إلى أن يغيب الشفق الأحمر من جهة المغرب، فإذا غاب الشفق الأحمر دخل وقت العشاء إلى نصف الليل، ما بعد نصف الليل هذا وقت ضرورة، وهكذا ما بعد اصفرار الشمس في العصر وقت ضرورة، فالواجب الأخذ بما عينه النبي -صلى الله عليه وسلم- والتمسك بذلك والسير عليه. 
 
5- هل يأثم من صلى منفرداً في الوقت، وهل يفوته أجر الجماعة؟
نعم يأثم من صلى منفرداً وهو يستطيع الجماعة ويفوته أجر الجماعة، إذا صلى وهو يستطيع الجماعة ......، أما إذا عاجز مريض نعم أجر الجماعة حاصل، أو في السفر ما حصل الجماعة له أجر الجماعة، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن العبد إذا مرض أو سافر كتب له ما كان يعمله وهو صحيح مقيم)، أخرجه البخاري في الصحيح، المريض الذي عجز عن الجماعة له أجر الجماعة، والمسافر الذي ليس عنده جماعة له أجر الجماعة، أما إنسان يتعمد التخلف وهو صحيح فليس له أجر الجماعة، بل يأثم، يجب أن يصلي في الجماعة، وإذا تخلف من غير عذر أثم. 
 
6- بماذا توجهون أئمة المساجد حول هذه التقاويم، وما ينبغي أن يفعلوه؟
الواجب عليهم أن يتحروا الأوقات، وألا يأخذوا من التقاويم إلا ما عرفوا إتقانه وضبطه وأنه موافق للأوقات التي وقتها النبي -صلى الله عليه وسلم- وإلا فليجتهدوا في معرفتها بما بينه النبي -صلى الله عليه وسلم-. أما التقاويم التي لا تبالي ولا تعنى بالأوقات الشرعية فلا يلتفت إليها، لا بد أن تكون التقاويم منطبقة على ما بينه الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فإذا عرف منها أنها قبل الصبح، أو عرف أنه وقت الظهر قبل الزوال أو المغرب قبل غروب الشمس لا يلتف إليه؛ لأن الناس ينظرون بأعينهم. 
 
7- ما هي كيفية صلاة الاستخارة، وما هو الدعاء المشروع، وهل يكون هذا الدعاء أثناء صلاة الركعتين، أم بعد الانتهاء من الصلاة؟
صلاة الاستخارة بينها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهي أنه يصلي ركعتين إذا هم بأمر وأشكل عليه يصلي ركعتين، ثم بعد الصلاة يرفع يديه ويدعو بما دعا به النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلمه أمته: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ويسميه باسمه (عن السفر عن الزواج وما أشبه ذلك) هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فيسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، وقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به). هذا هو الدعاء الشرعي للاستخارة، يرفع يديه ويقول هذا الدعاء بعد الركعتين، في الضحى في الظهر في الليل أي وقت يفعل فيه، ما فيه أوقات النهي، لإن وقت الاستخارة واسع، يصلي ركعتين يطمئن فيهما ثم يقول هذا الدعاء بعد السلام، يرفع يديه ويحمد الله، ويصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم-، هذه السنة، يحمد الله أول، ويصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- لأن هذه من أسباب الإجابة، ثم يقول: (اللهم أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويسميه باسمه: سفري إلى كذا، زواجي ببنت فلان، شرائي لأرض ثانية، الذي أشكل عليه وحب فيه الاستخارة) اللهم إني كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فيسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، وقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به). 
 
8- قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- في صلاة المريض: (صلي قائماً، فإن لم تسطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب)، كيف يصلي المريض على جنبه، وكيف يركع ويسجد؟
هذا من رحمة الله -جل وعلا-، ........ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا[البقرة: 286]، فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[التغابن: 16]، إذا عجز الإنسان عن الصلاة قائماً صلى قاعداً، سواء قعوده متربعاً أو محتبياً لا فرق في ذلك، أي قعود كان يجزئه، لكن الأفضل يكون متربعاً، النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا صلى جالساً صلى متربعاً، فإن عجز عن القعود صلى على جنبه، والأفضل جنبه الأيمن إذا تيسر وإلا على جنبه الايسر، فإن عجز صلى مستلقياً على ظهره ورجلاه...... إلى القبلة، وإذا صلى على جنبه أو مستلقيا يكبر يقول: الله أكبر، نية الصلاة تكبيرة الإحرام، ثم يقرأ الفاتحة ويقرأ ما تيسر معها، ثم يكبر ناوياً الركوع، يقول: الله أكبر ناوياً الركوع، ويقول: سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، ناوياً الركوع، ثم يقول: سمع الله لمن حمده، إذا كان إمام أو منفرد، سمع الله لمن حمده ناوياً الرفع من الركوع، ربنا ولك الحمد ...إلخ ثم يكبر ساجداً ويقول: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، بالنية ثم يكبر رافعاً ويرفع بعض الشيء مثلا في محل جلسته بين السجدتين يقول: رب اغفر لي، رب اغفر لي، بعد رفعه من السجدة الأولى، يقول: رب اغفر لي، وهو على جنبه، ثم يكبر للسجدة الثانية، ناوياً السجدة الثانية، ويقول: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، وهكذا حتى يكمل الصلاة.
 
9- لقد من الله عليَّ بأداء الحج في السنة الماضية، وقمت بجميع المناسك وأديتها والحمد لله، إلا عند الرمي -رمي الجمرات- لم أستطع الرمي من شدة الزحام، وناب عني في الرمي ولدي، فهل علي شيء في ذلك؟
إذا كانت عاجزة عن الرمي، أو خافت على نفسها من الزحام الشديد فلا بأس، لا عليها شيء لأنها معذورة. 
 
10-   بإنها امرأة مطلقة وتقيم مع أولادها في بيت الزوج، فهل يجوز لها البقاء في بيته أم تخرج، وهل يجوز أن تأكل من الطعام الذي يحضره الزوج لأولادها؟
نعم لا بأس أن تقيم مع أولادها إذا كان على وجه ليس فيه خلوة ولا فتنة، أما إذا كان الطلاق الرجعي فلا بأس السنة بل الواجب، والله -جل وعلا- قال: وَلا يَخْرُجْنَ[الطلاق: 1]، وقال: لا تُخْرِجُوهُنَّ[الطلاق: 1]، فإذا كان الطلاق رجعي طلقة واحدة أو طلقتين تجلس لعله يراجعها. فإن كانت الطلقة الأخيرة الثالثة أو مخالعة فإن جلست للحاجة على وجه ليس فيه خلوة مع أولادها فلا حرج في ذلك، وإن خرجت في محل آخر ابتعاداً عن الفتنة فلا بأس، لكن بعض النساء قد يحتجن إلى هذا قد تكون ما لها أحد فتبقى عند أولادها وتجلس مع أولادها ولكن لا يخلو بها، ولا بأس أن يتحدث معها أو تتحدث معه لكن مع الحجاب وعدم الخلوة. 
 
11- كثيراً ما نسمع هذه الأيام عبارة شاءت الأقدار، أو شاءت الظروف، فهل في هذه العبارات شرك بالله -عز وجل-؟
شاء ربنا، شاء الله، شاء الرحمن، شاء الملك العظيم، شاء ربنا، قال -جل وعلا-: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ[الإنسان: 30]، وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ[الكهف: 39]، فالمقصود أن المشيئة تنسب إليه -سبحانه- لا إلى الظروف ولا إلى الأوقات ولا إلى الأقدار ولا إلى غير هذا من الشروط، لكن تنسب إلى الله وحده -سبحانه وتعالى-.
 
12- ما هي الأطعمة التي حرمها الله على المسلمين؟
ينها -سبحانه- في قوله -جل وعلا- في سورة المائدة: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ[المائدة: 3]، هذه بينها -سبحانه وتعالى-، هذه المحرمة: هي الميتة والخنـزير والدم المسفوح وما أهل به لغير الله ما ذبح للأصنام أو للبدوي أو للحسين أو للشيخ عبد القادر الجيلاني، أو لفلان أو فلان هذا يكون ميتة محرم. كل ما ذبح لغير الله، والمنخنقة التي تخنق حتى تموت بخيط أو غيره، والموقوذة التي تضرب بعصا أو حجر حتى تموت، أو تردى من جبل يقال لها: متردية تسقط من الجبل أو من محل رفيع تموت، هذه متردية، والنطيحة التي تنطحها أختها حتى تموت، تنطحها البقرة أو الشاة أو العنـز حتى تموت، وهكذا ما أكل السبع ما قتلها السبع ميتة، وهكذا كل شيء يعني يعرف أنه ضار للإنسان يضره مثل طعام فيه سم يضرك لا تأكله، يعني حينئذ خبيثة يضرك لو كان في سم، وهكذا لحوم السباع المحرمة (كل ذي ناب من السباع) كالكلب والأسد والنمر والذئب والهر، كلها محرمة، وهكذا (كل مخلب من الطير) كالعقاب والباز والصقر وما أشبهها ما له مخلب يصيد به، فالرسول حرم ذلك -عليه الصلاة والسلام-، كل ضار يضر كالحشيشة تسكر، الخمر الدخان القات الشيء الذي يضر أو يسكر يزيل العقل يجب تركه. 
 
13- يقتصر بعض الإخوة على قول: صباح الخير.. مساء الخير، بدل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية الإسلام، فهل من توجيه حول هذا؟
نعم لا يجوز هذا، الواجب أن يبدأ بالسلام، السلام عليكم، ما تقول صباح الخير ومساء الخير تقول: السلام عليكم، وإذا قال: ورحمة الله وبركاته أكمل وأفضل، ثم بعد ذلك يقول: صباح الخير، صبحكم الله بالخير، مساكم الله بالخير، كيف حالكم، كيف أولاكم، كيف أهلكم زيادة إحتفاء طيب، لكن يبدأ بقول: السلام عليكم هذا أقل شيء، وإن زاد ورحمة الله وبركاته كان أجمل، وهكذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه، ودخل مرة عليهم رجل فقال: السلام عليكم، فقال: (عشر)، يعني عشر حسنات، ثم دخل آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فقال: (عشرون)، يعني عشرون حسنة، يعني حصل له عشرون، ثم دخل آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال: (ثلاثون)، أي ثلاثون حسنة، فهذا الفضل في هذه الصيغة، رداً وبعد الرد، بدأً ورداً. 
 
14- حديث: (ويل للأعقاب من النار)، يقول: ما صحته، وما معناه؟
حديث صحيح، معناه وجوب الغسل، يعني رآهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره ........ أعقابهم لم يغسلوها فقال: (ويل للأعقاب من النار)، يعني اغسلوها، فيغسل رجله مع العقب، كما يغسل يده مع المرفق، والله يقول -جل وعلا- في الأرجل: وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ[المائدة: 6]، فالكعب مغسول مع العقب لا يترك، فإذا غسل إليه الوضوء يغسل الرجلين كلها مع الكعب مع العقب مؤخر القدم. 
 
15- قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[الأحزاب:56]، يقول السائل: كيف تكون الصلاة على النبي؟
مثلما علم النبي أصحابه -عليه الصلاة والسلام-، قالوا: يا رسول الله! أمرنا الله أن نصلي عليك، كيف نصلي عليك؟ قال: (قولوا: اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد)، وللصيغة الثانية ألفاظ كثيرة، فيه لفظ: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد)، وفي بعضها: (اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد)، وفي ...... نوع رابع: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد)، والسلام كما ......، (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته)، هذا هو السنة وهذا الدعاء يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- بشيء من هذه الصلوات الواردة بأي صفة وردت ثم يدعو، إذا هم بالدعاء، يقدم على هذا حمد الله، يحمد ربه يقول: اللهم لك الحمد، لك الحمد على كل حال، لك الحمد على جميع إنعامك ثم يصلي على النبي بإحدى هذه الصفات ثم يدعو. 
 
16- حكم لبس المرأة بالنسبة للذهب المحلق الذي على شكل حلق، هل هو جائز، فقد سمعنا فتوى بتحريمه، فما هو الصحيح في ذلك؟
الصواب حل الذهب المحلق وأنه لا بأس به وقد تحلل النبي صلى الله عليه وسلم الذهب والحرير لإناث الأمة، قال: أحل الذهب والحرير لإناث أمتي وحرم على ذكورهم، وكان الصحابة الصحابيات يلبسون المحلق فلا حرج في ذلك، وقد أجمع المسلمون على هذا، كان فيه خلاف شاذ وأحاديث ورد فيها ضعف وبعضها منسوخ واستقرت الشريعة على إباحة الذهب والحرير للنساء المحلق وغير المحلق، وقول بعض إخواننا من علماء العصر بتحريم المحلق قول ضعيف مرجوح، خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة، فالإجماع بين أهل العلم أنه لا حرج على المرأة أن تلبس المحلق، كالخاتم والأسورة والخلخال وما أشبه ذلك. أيها الأخوة الأحباب أجاب عن أسئلتكم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله... 

520 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply