حلقة 127: حكم من صلى وكان مائلاً عن القبلة - عنى لا تصلوا العصر إلا في بني قريظة - حكم غيبة العاصي - حكم صلاة ذوات الأسباب في وقت النهي - البكاء على الميت - استماع القرآن عبر المسجل - حكم نظر الخاطب إلى مخطوبته - حكم الاستعاذة عند التثاؤب

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

27 / 50 محاضرة

حلقة 127: حكم من صلى وكان مائلاً عن القبلة - عنى لا تصلوا العصر إلا في بني قريظة - حكم غيبة العاصي - حكم صلاة ذوات الأسباب في وقت النهي - البكاء على الميت - استماع القرآن عبر المسجل - حكم نظر الخاطب إلى مخطوبته - حكم الاستعاذة عند التثاؤب

1- كنا نصلي في أحد المساجد في قريتنا، وصلينا فترة من الزمن إلى غير القبلة، حيث كانت القبلة مائلة كثيراً، هل نعيد الصلاة -سماحة الشيخ- وصلينا فترة طويلة الحقيقة؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فهذا فيه تفصيل إن كان الميل كثيرا فعليكم الإعادة, أما إن كان الميل يسيراً وأنتم إلى جهة إلى جهة القبلة، ولكن ملتم يميناً أو شمالاً فليس عليكم إعادة، لكن إن كان الميول كثيرا فعليكم القضاء؛ لأنكم صليتم إلى غير القبلة، وأنتم في بلد يمكنكم السؤال والحرص فهذا فيه تساهل فيه عدم عناية ولهذا يجب القضاء.   
 
2- ما معنى قول الرسول-صلى الله عليه وسلم-: (لا تصلوا العصر إلا في بني قريظة)، هل معنى ذلك أن وقت صلاة العصر يمتد حتى قبيل المغرب؟
الذي يظهر من مراده - صلى الله عليه وسلم-تعجليهم إلى الذهاب إلى بني قريظة لما نقضوا العهد وهم اليهود لما نقضوا العهد وساعدوا الكفار الذين جاؤوا إلى المدينة يوم الأحزاب، فمقصوده-صلى الله عليه وسلم-فيما يظهر من الواقع تحريضهم على المسارعة والعجلة إلى الذهاب إلى بني قريظة, وليس مقصوده أن العصر تغير وقته فالعصر هو هو, ولهذا بعض الصحابة صلوا في الوقت وقالوا مراده - صلى الله عليه وسلم-أننا نسارع إلى الذهاب إلى بني قريظة ولا نؤخرها, وآخرون أخروها تبعاً لظاهر الأمر ولم يصلوها إلا بعد المغرب فلم يعنف على واحدة من الطائفتين, فدل على أن التأخير إذا كان لعذر شرعي لا يضر، فإن الذين أخروا إنما أخروا لقصد الامتثال لأمره-عليه الصلاة والسلام- كما أخر النبي-صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب صلاة العصر حتى صلاها بعد المغرب، بسبب الحرب، في بعض الأيام وهو عذر شرعي.
 
3- ما حكم غيبة العاصي؟
العاصي إن كان قد أعلن المعصية لا غيبة له في المعصية التي أعلنها وجهر بها، كالمجاهرة بحلق اللحى بحلق اللحية, والمجاهرة بشرب الخمر، فإذا ذم بذلك فلا غيبة له، أما إذا كان سراً لا يجهر بها بينه وبين أهل بيته، فلا يجوز اغتيابه بل يجب الحذر من ذلك، والستر عليه.
 
4- تخلف رجلٌ عن صلاة الجماعة، أي: حضر بعد سلام الإمام، فماذا يفعل: هل يلتحق بمن جاء متأخراً ويتم معه، أم ماذا يفعل
نعم إذا فاتته الصلاة مع الجماعة إن وجد أحدا صلى معه وإلا صلى وحده والحمد لله, وإن وجد جماعة ولو واحدة صلوا جماعة.
 
5- إن والدتي حجت قبل عشرين عاماً، ورمت الجمرات السبع جميعاً ولم تفرق بينهن، والآن هي كبرت ولا تستطيع الحج، وهي متأثرة من حجها الأول؟
حجها صحيح والحمد لله, وعليها ذبيحة دم تذبح في مكة عن جمعها الجمرات, لأن جمعها الجمرات يعتبر جمرة واحدة كأنها ما رمت إلا حجرة واحدة, فعليها دم يذبح في مكة للفقراء عن ترك الجمار التي جمعتها.
 
6- هل صحيح يا سماحة الشيخ أن الزوجة لا يصح لها أن تتصدق عن زوجها بعد وفاته، ولا تترحم عليه، ولا تدعو له، وإذا صح ذلك فما هي الأسباب؟
هذا ليس بصحيح، هذا غلط، الذي يقول هذا غلط، يعني جهل منكر بل يشرع لها أن تتصدق عنه, والدعاء له, والاستغفار له, والحج عنه, والعمرة كله طيب, الله جعل بينهما عشرة واجتماع لا ينبغي أن تنسى الفضل، والله يقول: وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ (البقرة: من الآية237)، لا تنسى الزوجة زوجها، ولا ينساها هو، إن ماتت قبله، كل منهما يشرع له الإحسان إلى الميت قبله، بالصدقة, والدعاء, والاستغفار, والحج عنه، وقضاء دينه، وغير هذا من وجوه الخير، والذي يقول لا يفعل هذا قول باطل منكر، لا يقوله عاقل.
 
7- هل يجوز لي أن أصلي في وقت النهي عندما أبادر للوضوء لقراءة القرآن, أو للدعاء، خصوصاً في أيام الجمعة، وذلك بعد العصر، علماً بأنني لا أتوضأ عمداً بنية الصلاة، إنما أتوضأ للدعاء -كما ذكرت-؟
إذا توضأ الإنسان في وقت النهي يصلي سنة الوضوء ليس لها وقت نهي, إذا توضأ بعد الفجر, أو بعد العصر, يشرع له أن يصلي ركعتين سنة الوضوء، سواء كان رجلاً أو امرأة, وهكذا لو دخل المسجد بعد العصر, أو بعد الفجر، شرع له أن يصلي تحية المسجد وليس لها وقت نهي، وهكذا لو كسفت الشمس بعد العصر شرع للمسلمين أن يصلوا صلاة الكسوف بعد العصر وليس لها وقت نهي؛ لأن هذه كلها من ذوات الأسباب، والصلاة التي لها أسباب تفعل في وقت النهي.
 
8- متى يقرأ المأموم الفاتحة في الصلاة الجهرية خلف الإمام؟
يقرؤها إذا سكت الإمام بعد أن يقرأ الفاتحة الإمام إذا سكت يقرأها وقت سكوت الإمام، فإن كان الإمام لا يسكت يقرؤها في أي وقت ولا حرج, يقرأها المأموم وإن كان إمامه يقرأ يقرؤها ثم ينصت سواء قبل الفاتحة أو بعد الفاتحة، لكن إن كان الإمام له عادة يسكت يقرؤها المأموم في حال السكوت، جمعاً بين المصلحتين بين قراءتها وبين الاستماع للإمام وقت القراءة.
 
9- إذا كان لي دين عند أناس مضى عليه عدة سنوات، فمنهم المماطل، ومنهم لا يستطيع السداد لظروفهم، ومنهم الفقير، ولم أكن واثق من حصولي على هذه الديون، فهل عليها زكاة، علماً بأنه مضى عليها عدة سنوات؟
ليس عليها زكاة إذا كانت عند مماطلين أو عند فقراء معسرين ليس عليها زكاة مواساة وهذا المال ليس في يده كيف يواسي عنه هذا هو الصواب من أقوال أهل العلم، أن المال الذي في ذمة المعسرين, أو المماطلين لا زكاة فيه حتى يحصل عليه ربه، فإذا حصل عليه ربه زكاه إذا تم عليه الحول.
 
10- والدي قد توفي منذ عشرين سنة، ولكن للأسف لم أكن باراً به، فقد كنت أعامله معاملة قاسية جداً، مع أنني محافظ على الصلوات، ومحافظ على عمل الخيرات، وأنا الآن نادم على ما فعلت، فهل لي من توبة، أرجو إرشادي -سماحة الشيخ- وكيف أفعل من أجل أن يغفر الله لي؟
عليك الترحم عليه والاستغفار له واسأل الله أن يسامحك ويعفو عنك عما قصرت فيه، والصدقة عنه, والحج عنه, والعمرة, وفعل الخيرات, وأنت على خير مع التوبة والندم، التوبة إلى الله والندم مما حصل منك من التقصير، وسؤال الله أن يعفو عنك -جل وعلا- ومع ذلك تفعل الخيرات، ترحم عليه، تدعو له، ستعفر له ، تتصدق عنه، تحج عنه، تعتمر عنه كل هذا طيب.
 
11- هل يجوز للزوجة قص مقدمة الرأس؛ وذلك من باب قصد التزين للزوج؟
ترك ذلك أولى؛ لأنه يخشى أن يكون من جنس القزع، يشبه القزع وهو حلق بعض الرأس وترك بعضه، تركه أحوط، أما لو أخذت من جميع أطراف الرأس كله؛ لأنه يشق عليها في كلفته, وأخذت من أطراف الشعر لا حرج إن شاء الله، وقد ثبت أن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم –بعد وفاته أخذن من رؤوسهن قصرنها لأجل الكلفة, فالحاصل أنه إذا كان من جميع الرأس من أجل الكلفة والمشقة فلا بأس, أما أخذ المقدمة فترك هذا أحوط وأولى لقول النبي-صلى الله عليه وسلم -: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك).
 
12- هل يجوز للعروس أن تستعمل الحناء في يوم الزفاف، وهل هي بدعة أم مباحة؟
لا حرج في ذلك، استعمال الحناء وغيره من أسباب الزينة, تلبس الحلي, وتستعمل الحناء, والكحل كل شيء يرغب في عين الزوج، كل هذا لا بأس به إذا كان الحناء شيء لا يؤذي الزوج، شيء تستعمله على وجه إذا دخلت على الزوج يكن يابساً ما فيه شيء يؤذي الزوج ولا يكدره على طريقة ما فيها أذى كالذي يستعملونه على النار حتى تلبس تدخل وهي يعني قد يبس من يديها ولا في يدها شيء يؤذي, أما إذا كان شيء يؤذي الزوج لا؛ لأنه قد يؤذي الزوج ويمنعه من حاجته؛ لكن تفعل شيء لا يؤذي الزوج.
 
13-   في المدرسة التي نحن فيها قالت لنا معلمة بأننا نحاسب على الدموع، وأن كل دمعة سوف نسأل عنها، فهل هذا يحرّم علينا البكاء، أحياناً المرأة ضعيفة يبكيها الضرب، أو الآلام أو جرح المشاعر، أو أي شيء، أو أحد ظلمها، فهل معنى ذلك بأن الدموع في هذه الحالة حرام، ولكن نحن نساء ضعيفات، مثلما يقولون: (سلاح المرأة الدموع)، بل الدموع متنفس ومخرج لبعض الهموم، فهل من المعقول ألا نبكي أبداً إلا في جنب الله فقط؟
لا حرج في ذلك، وقول المعلمة هذه لا أصل له ولا أساس له، لا حرج في البكاء عند الحاجة, والدمع عند الحاجة لا حرج في ذلك، إذا أصاب المرأة أو غيرها ما يؤذيها ودمعت عيناها لا بأس، المحرم الصياحة والنياحة, وضرب الوجه, وشق الثوب, ونتف الشعر، أما كونها تدمع عيناها لا يضر هذا عند الحاجة عند يحزنها شيء عندما تضرب إلى غير ذلك لا حرج فيها والحمد لله.
 
14- إنها امرأة ضعيفة ومريضة وكثيراً ما تشعر بالآلام الشديدة، وأحياناً تمنعني الآلام من النوم، أو الراحة في الصلاة، أو الراحة في الحياة العامة، لكن أحياناً تزيد هذه الآلام فأتضجر وأتأفف من هذه الحياة، وأحياناً أبكي، فهل هذا العمل يدل على تضجري على القضاء والقدر؟
لا حرج في ذلك مثلما تقدم لا حرج كما تقدم في جواب السؤال السابق، إذا أصابها ما يؤلمها ويشق عليها فلا حرج من الضجر آه آه أو نحو ذلك، أو وآ رأساه, أو وآ جنباه, أو وآ ظهراه لا بأس لكن ممنوع الصياح, أو ضرب الوجوه, وشق الجيوب، يقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: (ليس منا من ضرب الخدود, أو شق الجيوب, أو دعا بدعوى الجاهلية)، يقول-صلى الله عليه وسلم-: (أنا بريء من الصالقة, والحالقة, والشاقة)، فالصالقة: التي ترفع صوتها عند المصيبة، والحالقة: تحلق شعرها عند المصيبة، والشاقة: تشق ثيابها عند المصيبة، هذا هو الممنوع، أما كونها تتضجر, النبي-صلى الله عليه وسلم - لما أحس برأسه وآ رأساه لا حرج, وقالت عائشة وآ رأساه كل هذا لا بأس به، كل إنسان يقول أنا أشكو شدة الحرارة الحمى, أو أشكو مرض كذا, أو مرض كذا، أو معي إسهال أو معي كذا ما يضر، كونه تدمع عينه يبكي من دون صياح ولا نياح كل هذا لا حرج فيه والحمد لله فيه متنفس للمريض.
 
15- ما الفرق بين القضاء والقدر؟
القضاء والقدر، هو شيء واحد، الشيء الذي قضاه الله سابقاً وقدره سابقاً، يقال لهذا القضاء ويقال له القدر، يعني ما سبق في علم أنه قدره من موت, وحياة, وعز, وذل, وأمن, وخوف, وغير ذلك كله يسمى قضاء ويسمى قدر.
 
16- نقرأ سورة البقرة في البيت، وسمعت بأن من قرأ سورة البقرة في البيت لا يقربه شيطان ثلاثة أيام، والسؤال: هل يلزم علينا أن نقرأ هذه السورة العظيمة؟.
ثبت في الحديث الصحيح أن الرسول-صلى الله عليه وسلم-قال: (اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، فإن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة)، هذا يدل على أن قراءة سورة البقرة, وقراءة القرآن والإكثار من الذكر من أسباب طرد الشيطان والحماية من شره, فيشرع للمرأة وللرجل أن يكون له نصيب من القراءة في البيت من قراءة القرآن والإكثار من ذكر الله؛ لأن ذلك من أسباب السلامة من شر عدو الله الشيطان، الله يقول سبحانه: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (الزخرف:36) ومعنى يعش يعني يغفل ويعرض، فالغفلة عن ذكر الله, وعن قراءة القرآن من أسباب استيلاء الشياطين على الإنسان, وكثرة الوساوس والهموم, وكثرة القراءة للقرآن, وكثرة الذكر, والتسبيح, والتهليل, والاستغفار, من أسباب طرد الشيطان, ومن أسباب سلامة القلب من الوساوس والهواجيس الضارة, فنوصي من يستمع هذا البرنامج نوصيه بالإكثار من ذكر الله, من قراءة القرآن في الليل والنهار في جميع الأوقات التسبيح والتهليل فإن هذا كله من أسباب الحماية من عدو الله, ومن أسباب عدم الوساوس, ومن أسباب طرد الشياطين من بيتك.
 
17- هل يكفي أن نفتح شريط بصوت أي قارئ ونحن نستمع فقط، وهل يشترط أن نقرأ هذه السورة في جلسة واحدة، أو نستمع إليها باستماع متواصل من بداية السورة حتى نهاية السورة؟
هذا هو المستحب السماع، الإنسان يستحب لهم السماع للقارئ وإن قرأتم بأنفسكم فهو خير، والحمد لله يستحب لكم السماع القارئ والإنصات والتدبر والتعقل, النبي- صلى الله عليه وسلم-أمر عبد الله بن مسعود في بعض الأيام في بعض المجالس أن يقرأ عليه القرآن، فقال عبد الله: يا رسول الله، كيف أقرأ وعليك أنزل!، قال- عليه الصلاة والسلام-: (إني أحب أن أسمعه من غيري)، فقرأ عليه عبد الله بن مسعود أول سورة النساء، حتى بلغ قوله تعالى: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً (النساء:41)، قال النبي حسبك، قال عبد الله بن مسعود، فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان-عليه الصلاة والسلام-، والله يقول: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا(لأعراف: من الآية204)، فالمؤمن يقرأ ويقول-صلى الله عليه وسلم-يقول: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة)، فالمؤمن يقرأ في بيته, ويصلي النوافل في بيته, ويكثر من التسبيح, والتهليل, و التحميد, والاستغفار, والدعاء كل هذا من أسباب المغفرة, ومن أسباب رضا الله, ومن أسباب انشراح الصدر وقوة الإيمان, ومن أسباب طرد الشياطين.
 
18- ما حكم نظر المخطوب إلى مخطوبته وهي بكامل زينتها، ودون حجاب على رأسها؟
لا بأس بذلك، النبي-صلى الله عليه وسلم -أمر بالنظر إلى المخطوبة فالسنة للخاطب أن ينظر إليها, وإلى وجهها, وشعرها, ويديها, وقدميها كل هذا لا بأس به، لكن من غير خلوة، ينظر إليها من دون خلوة بها، بحضور أبيها, أو أمها, أو غيرهما, أو من بعيد من فرجة, أو من جدار, أو من شبه ذلك، لا بأس أما الخلوة بها في محل واحد، لا، لا يجوز، لكن إذا اجتمع بها مع أمها, أو مع أختها, أو مع عمتها، أو مع غيرهن، فلا حرج في ذلك بل هو مستحب، يستحب له أن ينظر؛ لأن هذا من أسباب التوفيق, ومن أسباب أن يؤدم بينهما. ما حدود المسموح له بالنظر سماحة الشيخ؟ ما جرت العادة بظهوره كاليد, والقدم, والوجه, والرأس. 
 
19- هل حضور حفلات الزفاف التي فيها دف جائزة، نرجو منكم التوجيه؟ وبالنسبة للرقص بالنسبة للنساء، هل هو جائز؟
الدف مستحب للزواج، في حفل العرس، يستحب الدف للنساء، وكان يفعل في عهد النبي-صلى الله عليه وسلم -, ويحضره أزواج النبي-عليه الصلاة والسلام- وهو من إعلان النكاح فلا بأس بحضوره, ولا بأس بسماع الأغاني المعتادة التي ليس فيها فحش، لا حرج في ذلك، يستحب حضوره, ويستحب فعل الدف أيضاً؛ لأن هذا كله من باب إظهار النكاح, ولا بأس بالرقص أيضاً إذا كان بين النساء لا حرج في ذلك. بالنسبة يا شيخ لمكبرات الصوت التي توضع عادة في حفلات الزواج، أيضا هل لكم توجيه؟ لا حرج في ذلك، إذا كانت لإسماع النساء إذا كان الحفل كبير, ويحتاجوا إلى مكبرات الصوت فلا بأس؛ لكن لا يكون شيئاً يظهر للأسواق و للرجال يلاحظ هذا أن يكون هذا بقدر الحاجة، يكون بقدر حاجة النساء المجتمعات، هذا أحوط.  
 
20- أسأل عن كتاب: (الأذكار المنتخبة من كلام سيد الأبرار) للنووي
كتاب جيد مفيد، فيه بعض الأشياء الضعيفة لكنه مفيد في الجملة، يعني يستفاد منه في الجملة.
 
21- ما حكم الاستعاذة عند التثاؤب، وهل ورد دليل على ذلك؟
لا حرج فيها؛ لأنها من الشيطان، لكن لم يرد شيء يدل على استحبابها، لكن أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم-أن التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع، وفي لفظ آخر: (فليضع يده على فيه)، فهذا يدل على أنه من الشيطان، فإذا قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فلا بأس، لكن لم يرد في هذا شيء عن النبي-صلى الله عليه وسلم -إنما أمر بالكظم يعني ضم الفم وعدم فغره. وكذلك وضع اليد على الفم كل هذا مستحب؛ لأن الشيطان إذا فغر فاه يضحك منه، فالسنة يكتم ما استطاع وأن يضع يده على فيه، هذا هو السنة، وإذا قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لا حرج في ذلك، إن شاء الله.
 
22- ماذا تقولون -سماحة الشيخ- عن الشخص الذي يفضل زوجته على والدته، وهل هذا يجوز؟
هذا يختلف إذا كان قد قام بحق أمه في ملابسها المعتادة, وطعامها, وشرابها, ولكن يخص الزوجة بأشياء تناسبها وتناسب أمثالها فلا بأس، للزوجة ملابس تناسبها, وللأم ملابس تناسبها, فإذا أعطى كل واحدة ما يناسبها, فلا حرج في ذلك، ولو كان الذي أعطى الزوجة أكثر, أو أعلى؛ لأنه لا يناسبها والمرأة التي هي أمه يناسبها شيء آخر فلا حرج في ذلك، كل واحدة تعطى ما يناسبها، من الشخص فيعطي الزوجة من الملابس وغيرها ما يناسبها, ويعطي الوالدة من الملابس ما يناسبها.  
 
23- يسأل عن حديث (الجنة تحت أقدام الأمهات)، يقول: وما معناه، وما صحة هذا الحديث؟
هذا السؤال يؤجل حتى يراجع لأن في سنده نظر.
 
24- العام الماضي لم نبت في مزدلفة حيث معنا نساء كبيرات في السن عددهن خمس نساء، وأربع رجال، هل علينا شيء في ذلك
من لم يبت في مزدلفة عليه دم، يذبح في مكة للفقراء؛ لأن المبيت فيها واجب فمن تركه عمداً أو تساهلاً فعليه دم؛ لأن الواجب هكذا كل واجب إذا ترك يكون فيه دم، يذبح في مكة للفقراء، والمبيت في مزدلفة واجب إلا من تعسر عليه بأن حيل بينه وبين ذلك، بسبب الزحمة عند انصرافهم من عرفات, ولم يتيسر له ذلك للزحمة حتى فات الوقت فهو معذور.
 
25- ما حدود هجران الأخ لأخيه، وإذا هجرت ولدي ثلاث أيام بلياليهن تأديباً له على معصية، فهل هذا جائز؟
نعم الهجر بين الإخوان حده ثلاث، لقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: (لا هجرة فوق ثلاث)، ولقوله- صلى الله عليه وسلم-: (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان يعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)، يعني في الحق الذي بين الناس, حقوق الدنيا من خصومات أو غيرها، أما إذا هجر في الملة من أجل بدعة, أو معاصي ظاهرة فهذا ليس له حد، فله أن يهجره حتى يتوب وقد هجر النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن مالك وصاحبيه لما تخلفوا عن غزوة تبوك من غير عذر، هجرهم خمسين ليلة عليه الصلاة والسلام حتى تاب الله عليهم، فالمقصود أنه إذا كان خصومة بينه وبينه أو سبه أو شتمه فهجره لا بأس لكن لمدة ثلاثة أيام، فأقل أما إذا كان ــ بأنه رجل مبتدع أو أظهر معاصي ولم يقبل النصيحة هذا يهجر حتى يتوب. 
 
26- بالنسبة لطواف الوداع في العمرة إذا أتى به الشخص، هل في ذلك بأس؟
يستحب أن يأتي بالطواف لأنه فيه خلاف بعض أهل العلم يراه واجب فإذا طاف الوداع في العمرة يكون أفضل وأحوط. إلا إذا كان خروجه في الحال ما يحتاج وداع طاف وسعى ثم مشى ما يحتاج وداع لكن تأخر يوم يومين إذا تأخر وقت طويل يستحب له أن يودع. شكر الله لكم سماحة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين... 

370 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply