حلقة 137: رفع القبور - زكاة الدين - نصيحة بمناسبة قدوم شهر رمضان - الفقه في أحكام رمضان - حج البنت عن أبيها المتوفى - الزوج الذي يشرب الخمر ويضرب زوجته - إنكار المنكر بإهداء كتاب أو شريط - الإخبار بالمغيبات - التوكل على الله

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

37 / 50 محاضرة

حلقة 137: رفع القبور - زكاة الدين - نصيحة بمناسبة قدوم شهر رمضان - الفقه في أحكام رمضان - حج البنت عن أبيها المتوفى - الزوج الذي يشرب الخمر ويضرب زوجته - إنكار المنكر بإهداء كتاب أو شريط - الإخبار بالمغيبات - التوكل على الله

1- في قريتنا قبور مرتفعة عن الأرض بمقدار متر أو مترين، وقد وجدناها على هذه الحال منذ سنين طويلة، ولا نعلم لمن هذه القبور، ومنطقة المقابر يوجد بها حص يستفاد منه في البناء، فهل يجوز لنا أخذ بعض هذا الحص، أم لا يجوز؟ جزاكم الله خيراً. (الحص نوع من التربة التي يستفاد منها في البناء)

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فالواجب في هذه المسألة الرجوع إلى المحكمة لإفادتكم بما يلزم في هذا الموضوع، وفي إمكان المحكمة أن تكتب إلي حتى ندرس الموضوع مع المحكمة ونعمل ما يلزم، إن شاء الله.  
 
2- ما الرأي في الدين الذي يمضي عليه الحول، وهو عند المدين ولم أستلمه، هل أخرج الزكاة أم كيف أتصرف؟
إذا كان الدين على إنسان معسر فلا زكاة فيه حتى تقبضه، وهكذا لو كان الدين على إنسان مماطل تطلبه الحق ولا يعطيك فإنه لا زكاة عليك حتى تقبضه، وتستقبل به عاما جديدا، أما إذا كان الدين على إنسان مليء غير مماطل متى طلبته أعطاك فإن الواجب عليك الزكاة متى تم الحول عليك أن تزكي ولو ما قبضته؛ لأنه كالذي عندك ما دام عند إنسان مليء غير مماطل فهو كالذي عندك فيه زكاة متى تم عليه الحول.  
 
3- بماذا تنصحون الذين يصطحبون أطفالهم إلى المسجد يوم الجمعة، فيشغلون المصلين بالكلام واللعب والخطيب على المنبر؟
الطفل الذي دون السبع يبقى عند أهله حتى لا يشغل الناس، ينبغي أن يبقى عند أهله حتى لا يحصل به إيذاء للناس، أما إذا كان الطفل قد كمل السبع فأكثر فهذا يصلي مع الناس؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر الصبيان بالصلاة، أمر الأولياء بأمرهم بالصلاة فقال: (مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر)، فعلى آبائهم وعلى إخوانهم الكبار أن يخرجوا بهم إلى الصلاة وأن يوجهوهم ويؤدبوهم إذا آذوا الناس ويمنعوهم حتى يستقيموا على الطريق السوي، وحتى يصلوا مع الناس من دون أذى. 
 
4- نحن في بداية شهر رمضان الكريم، هل من نصيحة أو كلمة تتفضلون بها للمسلمين في هذا الشهر المبارك؟
نعم، شهر رمضان المبارك الواجب على المسلمين أن يعزموا العزم الصادق على صومه، وأن يصونوا صومهم عما حرم الله من الغيبة والنميمة وسائر المعاصي، فهو شهر كريم جعل الله صيامه فريضة وجعل قيام ليله تطوعاً، وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، وقال صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)، وقال صلى الله عليه و سلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)، وقال عليه الصلاة والسلام: (الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم)، وسوف ننشر إن شاء الله نصيحة في أول الشهر في هذا المعنى، نسأل الله أن ينفع بها الناس. - الواقع أن للمستمعين حقاً في هذا البرنامج -سماحة الشيخ- فهل تتفضلون باستيفاء هذا المعنى للمستمعين الذين قد لا يقرؤون؟ ج/ مثلما تقدم، الواجب عليهم أن يصوموه متى ثبت، أن يصوموه وأن يتقوا الله وأن يصونوا صومهم عما حرم الله، ويشرع لهم الاجتهاد في أنواع الذكر والعبادة والصدقات حتى يكملوه، وأن يعزموا عزما صادقا أن يستقيموا على طاعة الله بعد رمضان كما استقاموا في رمضان، وأن يحذروا ما نهى الله عنه في كل وقت؛ لأن الله أوجب عليهم أن يوأدوا حقه في جميع الأوقات، وأن يحذروا ما نهى عنه في جميع الأوقات، ولكن وقت رمضان يكون أخص بمزيد من العناية، فإن رمضان شهر عظيم، وهو أفضل الشهور، فالواجب أن يخص بمزيد عناية في أداء ما أوجب الله وترك ما حرم الله، وصيانة الصوم عما يجرحه من سائر المعاصي، نسأل الله لجميع المسلمين الهداية والتوفيق ونسأل الله أن يبلغنا وجميع المسلمين صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً وأن ينصر دينه ويعلي كلمته، وأن يصلح ولاة أمور المسلمين، وأن يعينهم على كل خير، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في عباد الله.  
 
5- بمَ تنصحون الناس -سماحة الشيخ- حول الفقه في صيام رمضان؟
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)، فالواجب على المسلمين أن يتعلموا ما يخفى عليهم، وأن يسألوا أهل العلم عما أشكل عليهم فيما يتعلق بالصوم وغيره؛ لأن الله يقول سبحانه: ..فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (43) سورة النحل، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)، فالمؤمن يسأل ويتبصر ويتفقه في الدين حتى يعرف ما أوجب الله عليه وما حرم عليه.  
 
6- هل تجوز المحادثة بين الناس قبل الصلاة في المسجد، إذا كانت المحادثة في أمور الدنيا؟
المساجد بنيت لذكر الله وقراءة القرآن والصلاة والاعتكاف ودراسة العلم لم تُبن لحاجة الدنيا، فلا ينبغي لأهل الإيمان أن يتخذوا المساجد لهذه الدنيا، لكن إذا كان شيء قليل لا حرج، الشيء القليل لا حرج فيه، كأن يسأل عن حاجة دنيوية أو نحو ذلك لا تأخذ وقتا، أو متى يسافر، أو هل قدم فلان أو ما قدم فلان، وكيف أولادك، كيف حالك، كيف مزرعتك لعلها سليمة، والشيء القليل الذي تدعو إليه الحاجة.   
 
7- إن لي خالة، أخت أمي، ولها زوج ولها ابن يكرهونني، وأن لا أريد أن أنقطع عن زيارتها لأنها بمثابة والدتي، فهل يجوز أن أدخل منـزلهم دون إذنٍ منهم، أو أقوم بزيارتها خارج منـزلها؟
يشرع لك زيارتها خارج منـزلها، والمكالمة بالهاتف، والوصية بالسلام، والدعاء لها بالتوفيق والهداية، والمصالحة مع زوجها بالكلام الطيب حتى يأذن لك، وليس لك دخول بيته إلا بإذنه، لكن عليك المخاطبة الطيبة واستعمال الكلام الطيب مع الزوج، والدعاء له بالتوفيق، وطلب السماح أن تزور خالتك بالكلام الطيب، وهكذا مع الابن تجتهد في إصلاح الحال مع الابن بالكلام الطيب والأسلوب الحسن والاعتذار إليهم إن كنت أخطأت عليهم فاعتذر إليهم حتى يسمحوا، والمؤمن هكذا يجتهد في أسباب الخير ويبتعد عن أسباب الشر.  
 
8- هل يجوز للمرأة أن تحج أو تعتمر عن والدها المتوفى، علماً بأنه ليس له من العيال أو البنات سوى أنا؟
نعم للمرأة أن تحج عن والدها وعن جدها وعن أمها وعن جدتها وعن أقاربها تطوعا منها، إذا كانوا أمواتاً أو كانوا عاجزين كبار السن لا يستطيعون الحج فهي مأجورة في ذلك، وقد سئل النبي عن هذا عليه الصلاة والسلام فأجاب بأنه لا بأس، قالت امرأة: يا رسول الله: إن أبي شيخ كبير لا يثبت على الراحلة أفأحج عنه؟ قال: (حجي عن أبيك)، وقال له رجل: يا رسول الله إن أبي شيخ كبير، لا يستطيع الحج ولا الضعن أفحج عنه وأعتمر؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (حج عن أبيك واعتمر)، وسئل قالت له امرأة: يا رسول الله إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفأحج عنها؟ قال: (حجي عنها)، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، فإذا حجت المرأة عن أبيها أو أمها أو جدها أو جدتها أو إخوتها كل ذلك طيب، أو أدت عنهم ديوناً عليهم أو تصدقت عنهم أو دعت لهم كل هذا مطلوب، كله طيب.  
 
9- هل يجوز أن أزكي الذهب الذي أستعمله كزينة مثل القلائد والخواتم، وما شابه ذلك؟
نعم إذا بلغ النصاب وجبت الزكاة، إذا كان الحلي من الذهب أو الفضة يبلغ النصاب وجب عليك الزكاة في أصح قولي العلماء، ولو أنه حلي، والنصاب عشرون مثقالاً، مقدراها أحد عشر جنيهاً وثلاثة أسباع الجنيه من الجنيه السعودي، يعني إحدى عشر جنيه ونصف من الجنيه السعودي، يقال هذا نصاب، وهكذا ما أكثر منه يُزكَّى، ومقدارها بالغرام اثنين وتسعين غراماً، اثنان وتسعون غراما، فالمقصود أن الحلي إذا بلغت النصاب تزكى، سواء كانت من الذهب أو الفضة، والفضة نصابها مائة وأربعون مثقالا، مقدارها ستة وخمسون ريال فضة وما يقوم مقامها من العُمَل، فالواجب على من لديها حلية من أسورة أو قلائد أو غير ذلك تبلغ النصاب أن تزكي ذلك، وذلك ربع العشر، فإذا كانت قيمة الحلي تبلغ عشرة آلاف مثلاً، تزكيها بمائتين وخمسين ربع العشر، لأن عشرها ألف وربع العشر مائتان وخمسون، وإذا كانت تساوي أربعين ألفاً، فعليها الزكاة ألف واحد ربع العشر.  
 
10- إن والدي متوفى، هل يجوز لي عند قراءتي في المصحف أن أقول: يا رب ببركة وفضل السورة أن تهبها لوالدي، ثم أتصدق وتكون نيتي له، هل يجوز مثل هذا العمل؟
لم يرد ما يدل على الصدقة بالقرآن، ولكن تدعو له عند قراءتك وفي غيرها، تدعو له: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، أما الصدقة عنه بالآيات وقراءة القرآن فليس عليها دليل، وإنما تدعو لأبيك تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، اللهم أجره من النار، اللهم ضاعف حسناته، اللهم اجزه عنا خيرا، تتصدق عنه بالمال، تحج عنه، تعتمر عنه، تقضي دينه، كل هذا طيب، كله ينفعه، أما أن تقرأ عنه القرآن أو تصلي عنه هذا لم يرد.  
 
11- لي زوج أخت يتعاطى الخمر، وحاولت مع كثيرين -أنا وبعض الأقارب- منعه من شرب الخمر إلا أنه لم يقبل النصح، وكان عنيفاً معنا، وهو يضرب زوجته التي هي أختي، ويهيننا بالعبارات، وفي بعض الأحيان يخرجها وأولادها إلى الشارع، فما هو أفضل حلٍ نتخذه مع هذا الرجل؟
عليكم مداومة النصيحة بالكلام الطيب والأسلوب الحسن لا بالعنف والشدة، واستعينوا بالله ثم ببعض إخوانكم الطيبين الذين يعظمهم ويقدرهم هو حتى يعينوكم على نصيحته وتوجيهه إلى الخير ولا تيأسوا، لا تيأسوا، وادعو له بظهر الغيب قولوا: اللهم اهد فلان، اللهم أصلحه، اللهم أعذه من شر نفسه وشيطانه، واصبروا وعليكم بالحلم والصبر والكلام الطيب والأسلوب الحسن، لعل الله يهديه بأسبابكم فيكون لكم مثل أجره. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله)، ولا تيأسوا عليكم بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، والتعاون مع إخوانكم الطيبين في زيارته ونصحه وتوجيهه إلى الخير لعل الله يهديه بأسبابكم، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله)، وأنتم مشكورون مأجورون، وإذا كان هناك في البلد محكمة شرعية ولم يستجب ارفعوا به إلى المحكمة فيما يتعلق بإقامة الحد عليه، وفيما يتعلق بأمر زوجته، أما إذا كان ما فيه محكمة تحكم بالشرع، فعليكم النصح المستمر والتوجيه والتعاون مع إخوانكم الطيبين الذين يقدرهم ويرى لهم فضلاً تعاونوا معهم في إرشاده وتوجيهه لعل الله يهديه بأسبابكم.  
12- هل يكفي في إنكار المنكر إهداء كتيب أو شريط لمن رأيت منهم المنكر، وهذا الشريط يتطرق إلى المنكر نفسه؟
هذا طيب ولكن لا يكفي، إذا كنتِ تستطيعين النصيحة والكلام الطيب، فافعلي هذا وهذا جميعاً، أما إذا كنت لا تستطيعين فإرسال الشريط والكتيب جيد ونافع وفيه خير كثير، لكنه لا يغني عن إنكار المنكر والأمر بالمعروف، فمن استطاع أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيفعل مع الكتيب ومع الشريط، كل هذا لعل الله ينفع به بالجميع.  
 
13- يوجد امرأة تقوم بنثر الودع أمامها، وتخبر أنه سوف يحدث كذا وكذا من الأمور الغيبية، ولكنها لا تقول إنها تعلم الغيب، لكن تقول: إنما تفعله مجرد تسلية! وأن ما تقوله: قد يحدث وقد لا يحدث، ما حكم ذلك؟
لا يجوز لها هذا العمل، هذا من عمل أهل السحر والشعوذة لا يجوز هذا، بل يجب الإنكار عليها ومنعها من هذا العمل، وإخبارها أن هذا لا يجوز، وأن هذا يفضي إلى دعواها علم الغيب والتلبيس على الناس، هذا لا يجوز، فالواجب على هذه المرأة أن تخاف الله وأن تراقب الله وتحذر هذا العمل السيئ الذي أنكره النبي صلى الله عليه وسلم وحذر منه يقول صلى الله عليه وسلم: (من علق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له)، فالواجب الحذر من هذا العمل السيئ، فهو وسيلة إلى دعوى علم الغيب، ووسيلة للتلبيس على الناس، نسأل الله للجميع العافية والهداية.  
 
14- سمعت أن الذي يسب الدين كافر، فهل يتساوى في ذلك الذي يعرف أن سب الدين يخرج من الملة مع الذي لا يعرف أنه يخرج من الملة، وفي أمور الدين يعذر الإنسان بجهله، وأي الأمور التي لا يعذر فيها الإنسان بجهله، أرجو من الله ثم منكم أن تشرحوا هذه القضية شرحاً وافياً؛ لأن أناساً يشيعون ويقولون: إن العذر بالجهل وارد، فيدّعون الجهل؟!
من كان بين المسلمين لا يعذر بالجهل في مثل هذا، سب الدين ردة عن الإسلام، ترك الصلاة ردة عن الإسلام، وجحد وجوبها ردة عن الإسلام، وهكذا سب الله وسب الرسول، والاستهزاء بالله أو الاستهزاء بالرسول كل هذا ردة، ما يعذر فيها بالجهل دعوى جهل وهو بين المسلمين؛ لأن هذا معروف بين المسلمين ومضطر ضرورة معرفة هذا بين المسلمين لا يخفى على أحد، ولو قال: إن الزنا حلال أو الخمر حلال كذلك ردة عن الإسلام؛ لأن هذا الشيء لا يخفى، أما إنسان في جاهلية لا يعرف الإسلام ولا هو عند المسلمين هذا حكمه حكم أهل الفترة إذا مات على ذلك فأمره إلى الله يمتحن يوم القيامة، لكن بين المسلمين من سب الدين أو استهزأ بالله أو بالرسول أو ترك الصلاة أو جحد وجوب الصلاة أو جحد وجوب الزكاة أو جحد وجوب صوم رمضان، أو جحد وجوب الحج مع الاستطاعة أو قال إن الزنا حلال، أو الخمر حلال، أو عقوق الوالدين حلال، كل هذا ردة ما يعذر فيه بالجهل، لأن هذه أمور ظاهرة من الدين معلومة من الدين بالضرورة يعرفها الخاص والعام بين المسلمين.  
 
15- أرجو أن تتكرموا بشرح هذه المعاني بالتفصيل ليطبقها الإنسان في حياته تطبيقاً عمليا، ثم يسرد عدداً من المعاني أولها: التوكل على الله؟
التوكل على الله معناه: التفويض إليه والاعتماد عليه سبحانه، فهو يخرج من بيته متوكلا على الله، يصوم متوكلا على الله، يصلي متوكلا على الله، يعتمد عليه في أداء هذه الأمور لا على نفسه، ولا على زيد وعمرو، بل هو يصلي ويتوكل على الله أن الله يعينه على أدائها، يصوم ويتوكل على الله أن الله يعينه على أداء الصيام، يخرج يبيع ويشتري يتوكل على الله أن الله ينفع بأسبابه يستدين ويتوكل على الله أن الله يعينه على أداء الدين، يخرج إلى الحج وهو يتوكل على الله أن الله يعينه على أداء الحج، وهكذا يستعين الله في كل أموره ويتوكل عليه سبحانه مع فعل الأسباب مع تعاطي الأسباب التي شرعها الله وأمر بها. لا بد من الأسباب.  
 
16- ما هو الخوف من الله؟
المؤمن يخاف الله في كل شيء، لا يكن آمناً، الله يقول سبحانه: أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) سورة الأعراف، ويقول: ..فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (175) سورة آل عمران، ويقول: ..فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ.. (44) سورة المائدة، ويقول عن عباده الصالحين: ..إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90) سورة الأنبياء، ويقول سبحانه: أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ.. (57) سورة الإسراء، ويقول: ..فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (175) سورة آل عمران، فالواجب خوف الله مع فعل ما أوجب الله وترك ما حرم الله، يكون خوفاًَ يحمل على فعل الأسباب، يخاف الله خوفا حقيقيا يحمله على أداء الواجب وعلى ترك المحرم، كما يرجوه أنه يدخله الجنة وينجيه من النار إذا أدى حقه، فهو يخاف الله فيعمل ما أوجب الله ويدع ما حرم الله، وهو يرجو الله ويحسن الظن بالله مع قيامه بحق الله وتركه ما حرم الله، فهو يرجو ويخاف لكن مع العمل مع أداء الواجبات وترك المحارم، هذا هو الصادق الذي يخاف الله ويرجوه هو الذي يخاف ويرجوه مع العمل، مع أداء الفرائض وترك المحارم والوقوف عند حدود الله يرجو ثوابه ويخشى عقابه، سبحانه وتعالى هكذا جاءت الرسل وهكذا جاء القرآن الكريم.   
 
17- كيف تكون محبة الله ؟
يجب أن يحب الله بكل قلبه محبة لا يعادلها شيء، يكون الله أحب إليه من كل ما سواه محبة صادقة تقتضي طاعته وترك معصيته وحب أوليائه ورسله وكراهة أعدائه وبغضهم في الله عز وجل، فهو يحب الله، قال الله تعالى: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ.. (31) سورة آل عمران، وقال في المؤمنين: ..فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ.. (54) سورة المائدة، فالواجب أن يحب الله بكل قلبه محبة صادقة وأن يكون الله أحب إليه مما سواه قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما) فهو يحب فوق كل شيء وأحب من كل شيء ثم يحب الرسول صلى الله عليه وسلم محبة صادقة بعد محبة الله، يحبه في الله لأنه رسول الله، ويحب المؤمنين لأنهم أولياء الله وأحباء الله، ويكره الكافرين ويبغضهم لأنهم أعداء الله، هكذا المؤمن.  
 
18- إذا كان لي أولاد أخ أو أولاد أخت ولكن لا أرى أن أهلهم يهتمون بهم من حيث التربية الإسلامية الصحيحة، فهم لا يأمرونهم بالصلاة، مع أن كثيراً منهم قد بلغ العاشرة، فهل يجب علي أن أقوم بهذا الدور، أم كيف أتصرف، علماً بأنهم ربما يغضبون من ضربي لهم إذا اقتضى الأمر الضرب؟
عليك المناصحة لهم لآبائهم وأمهاتهم حتى يقوموا بالواجب، أنتِ لا تضربينهم لكن انصحي آبائهم وأمهاتهم حتى يقوموا بالواجب، عليك النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والضرب على غيرك، لأن الرسول قال: (مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر)، فالمأمور الآباء والأمهات، وأنت إن شاء الله تنصحين وتشيرين وترغبين وتحذرين.  
 
19- بعض الأخوات ذوات الشعر الخشن يضعن مادةً للشعر تنعمه تنعيماً شديداً، وتظل فاعلية هذه المدة ستة أشهر تقريباً ثم يبطل مفعولها ويعود الشعر كما كان، وقد قالت لي إحداهن: إنها تلاحظ وكأنه على الشعر شيء ما، وتخشى أن يمنع وصول الماء إلى الشعر حال الوضوء، لذلك لم تعد تستخدمه، فما هو توجيهكم؟
إذا كان فيه مصلحة فلا بأس، إذا كان فيه مصلحة وهو مادة طاهرة فلا بأس كالحناء وأشباهه لا بأس، وتمسح عليه مثلما تمسح على الرأس الذي عليه آثار الحناء ونحوها .  
 

412 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply