حلقة 140: التخفيف في الصلاة - تخفيف الإمام في الصلاة - كتب مفيدة في صفة صلاة النبي - زيارة المسجد النبوي ليس شرط في الحج - شروط التوبة النصوح - نكاح الشغار - النذر - الإسراف في المأكل والمشرب - حضور المرأة الأعراس - وضع آيات أو أذكار على جدران

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

40 / 50 محاضرة

حلقة 140: التخفيف في الصلاة - تخفيف الإمام في الصلاة - كتب مفيدة في صفة صلاة النبي - زيارة المسجد النبوي ليس شرط في الحج - شروط التوبة النصوح - نكاح الشغار - النذر - الإسراف في المأكل والمشرب - حضور المرأة الأعراس - وضع آيات أو أذكار على جدران

1- ذكر ابن القيم أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنكر على معاذ قراءته لسورة البقرة فقال: (أفتانٌ أنت يا معاذ؟!)، فتعلق النقارون بهذه الكلمة، ولم يلتفتوا إلى ما قبلها ولا إلى ما بعدها، ما المقصود بقوله: إلى ما قبلها وإلى ما بعدها، ومن هم النقارون؟

النبي-صلى الله عليه وسلم-أرشد الأئمة إلى أن يرفقوا بالناس، فقال: (أيكم أم الناس فليخفف فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف وذا الحاجة)، فالواجب على الإمام أن ينظر في الأمر وألا يشق على الناس، والقدوة هو النبي-صلى الله عليه وسلم-في أفعاله كلها، لقول الله-سبحانه-: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر)، فكان-عليه الصلاة والسلام- يصلي صلاة وسطاً ليس فيها إطالة تشق على الناس، فالواجب على الأئمة أن يتأسوا به-صلى الله عليه وسلم-, وأن يقتدوا به في الصلوات الخمس كلها حتى لا يفتنوا الناس وحتى لا يشجعوهم على ترك الصلاة في الجماعة، فإذا صلى صلاة وسطاً ليس فيها مشقة على الناس اجتمع الناس وصلوا جماعة ورغبوا في الصلاة وتواصوا بأدائها في المساجد، ولهذا في اللفظ الآخر: (أيها الناس إن منكم منفرين)، يعني منفرين من الصلاة في الجماعة، (فأيكم أم الناس فليخفف)، ولهذا قال النبي لمعاذ: (أفتان أنت يا معاذ؟), وقال بعدها: (هلا قرأت بسبح اسم ربك الأعلى، والليل إذا يغشى, والشمس وضحاها، واقرأ باسم ربك، هذا بعده اللهم-صلي عليه وسلم-، قبلها أيكم أم الناس فليخفف ثم أرشد إلى هلا قرأت: بسبح اسم ربك الأعلى، وإذا السماء انشقت، وفي بعضها والشمس وضحاها، والليل إذا يغشى، يعني في أوساط المفصل، يعني هذه الصلاة وما يشابهها في العشاء والظهر والعصر، أما الفجر، فكان يقرأ أطول من ذلك، كان -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الفجر بالطور، وق والقرآن المجيد، واقتربت الساعة, والواقعة وما أشبهها-عليه الصلاة والسلام-فالفجر يطول فيها بعض الطول مثل ق ونحوها، وفي الظهر, والعصر, والمغرب, و العشاء, بأوساط المفصل، وفي المغرب، بعض الأحيان بقصاره وفي بعض الأحيان يطول فيها كما فعل النبي-صلى الله عليه وسلم-لكن الأغلب بالقصار.  
 
2- قال ابن القيم: (التخفيف أمرٌ نسبي يرجع فيه إلى ما فعله النبي- صلى الله عليه وسلم-، لا إلى شهوات المأمومين)، ما المقصود بالأمر النسبي، وما المقصود بشهوات المأمومين؟
مثلما تقدم، يتأسى بالنبي-صلى الله عليه وسلم- في التخفيف فيقرأ كما قرأ النبي ويركع كما ركع ويسجد كما سجد، يكون متوسطاً لا مطيلاً ولا ناقرا، فإن نقر وبين الإطالة التي تشق على الناس، هذا هو التأسي بالنبي- صلى الله عليه وسلم- ولا يتأسى بالناقرين الذين يسرعون في الصلاة حتى لا يمكنوا الناس من أداء المشروع, ولا يتأسى بالمطولين المنفرين ولكن بين ذلك، والأسوة النبي- صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه قال: (صلوا كما رأيتموني أصلي)، وقال الرب-جل وعلا-: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ (الأحزاب: من الآية21)، فالتأسي بالنبي هذا هو التوسط. 
 
3- هل ترشدون المستمعين -سماحة الشيخ- إلى كتب معينة، يقرؤون فيها صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم-؟
نعم في كتاب ابن القيم-رحمه الله- في صفة الصلاة، كتاب جيد، وفيه صفة الصلاة للإمام أحمد بن حنبل- رحمه الله-, وفيه مثل الترغيب والترهيب, ورياض الصالحين, والجواب الكافي أرشدوا إلى أشياء كثيرة- رحمة الله عليهم-، لكن المؤمن يتحرى كتب الحديث، كتب الحديث مثل رياض الصالحين يعتني، مثل الصحيحين للبخاري ومسلم, مثل السنن الأربع، لأن هذه اعتنت بالأحاديث, ورياض الصالحين نقل منها وهكذا غيره مثل الترغيب والترهيب وغيرهم، مثل صفة الصلاة، للشيخ ناصر الدين الألباني، مثل أشباه الذين اعتنوا بالأحاديث. أذكر أن لسماحتكم رسالة في هذا الباب. لنا رسالة في هذا الباب، بل رسائل في هذا، في الصلاة، في صفة صلاة النبي- صلى الله وسلم- وهي مطبوعة وتوزع. 
 
4- هل الحج لا يصح إلا بزيارة مسجد الرسول- صلى الله عليه وسلم-، وكذلك السلام عليه؟
الحج مستقل ما له تعلق بالزيارة ولا يربط بالزيارة الحج إذا أداه المؤمن على ما شرعه الله تم حجه ولو ما زار المدينة، أما زيارة المدينة سنة، زيارة المسجد النبوي سنة نافلة من زار فله أجر ومن ترك فلا شيء عليه لقوله- صلى الله عليه وسلم-: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجدي هذا, والمسجد الأقصى)، وقال- عليه الصلاة والسلام-: (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة المسجد الحرام خير من مائة صلاة في مسجدي هذا)، فدل ذلك على أن زيارة المسجد سنة فيها مضاعفة للصلاة ولكن ليست واجبة، الواجب إتيان المسجد الحرام للحج والعمرة هذا هو الواجب مرة في العمرة، إذا حج مرة واعتمر مرة، سقط عنه زيارة المسجد بعد ذلك، وإذا أتى المسجد الحرام للعمرة والحج ولو مرات كثيرة هذا سنة، تزود من الحج مرات ومن العمرات مرات هذا شيء مطلوب ومشروع, وهكذا زيارة المسجد النبوي إذا زاره للصلاة فيه والقراءة والتعبد مشروعة ولو تكرر، وهكذا المسجد الأقصى ولكنه دون المسجدين الصلاة فيه بخمسمائة صلاة، مسجد القدس كل هذه السنة زيارتها, ولو تكررت كثيرا لكن الواجب زيارة المسجد الحرام للحج والعمرة فقط، هذا هو الواجب،مرة في العمر، الحج مرة والعمرة مرة، والبقية كلها نافلة، بعد الحج مرة واحدة والعمرة مرتين كلها نافلة, وزيارة المسجد النبوي نافلة, وزيارة المسجد الأقصى نافلة ما فيه فرض، إلا إذا نذر قال نذر لله أن أصلي في المسجد النبوي يكون واجباً حتى يؤدي النذر، أو قال نذر لله علي أن أصلي في المسجد الأقصى يكون واجبا، أو نذر لله أن يصلي في المسجد الحرام يكون واجباً بالنذر لقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: (من نذر أن يطيع الله فليطعه)، ولا شك أن الصلاة في المسجد النبوي طاعة, والمسجد الأقصى طاعة، فلا بأس أن يؤدي ولو بشد الرحل، أما لو قال لله عليه أن يصلي ركعتين في مسجد قباء, أو في مسجد دمشق بغير المسجد الأقصى ما يجوز له، وليس عليه شد الرحل، ليس له شد الرحل في هذا لأن الرسول نهى عن هذا شد الرحل، يصلي في أي مسجد ويكفي، لكن إذا خصص الثلاثة، يلزمه شد الرحل، المسجد الحرام، المسجد الأقصى، المسجد النبوي، لقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: (من نذر أن يطع الله فليطعه)، وقوله- صلى الله عليه وسلم-: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجدي هذا والمسجد الأقصى)، فلو نذر صلاة في أي مكان لم يلزمه الوفاء, أو الصوم إلا في هذه الثلاثة، المسجد الحرام، مسجد النبي، المسجد الأقصى.  
 
5- هل من فعل الخطيئة ثم تاب من بعد ذلك يتوب الله عليه، كما أرجو أن تبينوا لنا بالتفصيل شروط التوبة النصوح؟
من تاب توبة صادقة تاب الله عليه، ولو من الشرك،إذا تاب توبة صادقة مشتملة على الشروط الشرعية، فإن الله يتوب عليه- جل وعلا-، كما قال جل وعلا:قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً(الزمر: من الآية53) ، أجمع العلماء على أن المراد بالآية التائبون، من تاب تاب الله عليه، وقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (التوبة تهدم ما كان قبلها)، وقال-عليه الصلاة والسلام-: (التوبة تجب ما كان قبلها)، وقال-عليه الصلاة والسلام-: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، وقال -جل وعلا-: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(النور: من الآية31)، فبين سبحانه أن التائب مفلح، وشروطها ثلاثة: الشرط الأول: الندم على الماضي، كونه يحزن ويندم على ما مضى منه من المعصية. الشرط الثاني: إقلاعه منها وتركها لها خوفاً من الله وتعظيماً لله. الشرط الثالث: العزم الصادق ألا يعود فيها، فأما يقول ندمت وهو يفعلها ما هو تائب، لا بد من الندم على الماضي والترك لها، كونه يقلع منها ويتركها، كان زنا ترك الزنا، كان سرقة تركها، كان عقوق ترك العقوق، إن كان قطيعة رحم ترك قطيعة الرحم، كان معاملة ربوية ترك المعاملة الربوية، وهكذا. والثالث أن يعزم عازماً صادقاً ألا يعود إلى المعصية هذه، فهذه الشروط الثلاثة لا بد منها إذا تمت وتوافرات صحت التوبة، ومحى الله عنه الذنب، إلا إذا كان الذنب يتعلق بمخلوقين أو من أحد فلا بد من شرط رابع، أن يتحللهم أو يعطيهم حقوقهم، إذا كان مثلاً سرق من إنسان مال، ما تتم توبته حتى يرد المال على صاحبه، أو يتحلله منه، أو ضربه أو قطع يده، أو ما أشبه ذلك لا بد من التحلل، أو يعطيه القصاص يقتص منه.  
 
6-  ما هي الكتب المفيدة والتي تعين على ترسيخ العقيدة الإسلامية الصحيحة في نفوس الناس؟
أعظمها وأنفعها وأصدقها كتاب الله فيه الهدى والنور فأنا أنصح كل مسلم وكل مسلمة أن يعتني بالقرآن, وأن يكثر من تلاوته فإنه هو الدواء الناجع لجميع الذنوب وجميع ما يخالف الشرع؛ لأن الله-سبحانه-يقول:إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ (الإسراء: من الآية9)، قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ(فصلت: من الآية44)، وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الأنعام:155)، ويقول سبحانه:وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ(النحل: من الآية89), فالوصية العناية بالقرآن تلاوةً وتدبراً وتعقلاً وعملاً، هذا هو العلاج، هذا هو الدواء النافع، ثم كتب الحديث الصحيحة مراجعة الأحاديث الصحيحة، حتى يستفيد منها مثل صحيح البخاري, وصحيح مسلم, وسنن أبي داود ,والترمذي, والنسائي, وابن ماجة، والترغيب والترهيب, يسمع الأحاديث يستفيد يعالج أمراض قلبه بما يسمع من أقوال النبي-صلى الله عليه وسلم-مع القرآن الكريم, ثم حضور المواعظ, والمحاضرات المفيدة من العلماء المعروفين, والإصغاء إلى خطب الجمعة والاستفادة منها، كل هذه مما يعين على التوبة وعلى ترك الذنوب، كون المؤمن يعتني بسماع المحاضرات من أهل العلم, والمداولات العلمية, وخطب الجمعة كي يكون حاضر القلب يستفيد مع العناية بالقرآن والإكثار من تلاوته, وتدبر معانيه, والعناية بمراجعة الأحاديث الصحيحة والاستفادة منها، هذا هو العلاج، مع الضراعة إلى الله وسؤاله أن الله يهديه, وأن الله يصلح قلبه وعمله, وأن الله يرزقه البطانة الصالحة والجلساء الصالحين، فإن الجلساء الصالحين من أعظم العون على الخير، كونه يتحرى الجلساء الصالحين, والأصحاب الطيبين ويتباعد جداً عن أصحاب السوء وعن أصحاب الشر.  
 
7- إذا سجدت أيهما أضع أولاً الكفين أم الركبتين؟
الأفضل الركبتان، تضع الركبتين, ثم اليدين, ثم الجبهة والأنف، هذا هو السنة، تبدأ بالركبتين؛ لأن الرسول-صلى الله عليه وسلم-نهى عن البروك كبروك البعير، فالبعير يبدأ بيديه، فأنت تبدأ بركبتيك؛ لأنها من رجليك, وفي الحديث الآخر: كان النبي-صلى الله عليه وسلم-إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه، وهو حديث حسن لا بأس، يتفق مع حديث البروك، فالمقصود أن السنة والمشروع البدآه بالرجلين بالركبتين ثم يديك, ثم جبهتك وأنفك، وعند الرفع ترفع رأسك ثم يديك ثم ركبتيك هذا هو الأصح. 
 
8- حدثونا عن نكاح الشغار بالتفصيل، فهناك الكثير من الأقرباء والأصدقاء كل منهم متزوج أخت الآخر، والعكس بالعكس؟
الشغار هو الذي يكون بالشرط زوجني وأزوجك هذا الشغار, كأنه قال ما ترفع رجل أختي حتى أرفع رجل أختك أو بنتك، لا بد من التراضي من دون مشارطة، يخطبها وهي ترضى ويخطب الآخر وهي ترضى من دون شرط، أما إذا قال زوجني وأزوجك ما أزوجك حتى تزوجني هذا هو الشغار ما يجوز النكاح باطل لا يجوز، أما إذا خطب منه وهذا خطب منه من دون مشارطة فلا بأس زوجه أخته وزجه أخته بنته ببنت عمته لا بأس لكن من دون مشارطة، أما أن يقول لا بد زوجني وأزوجك، ما تزوجني ما أزوجك، هذا يقاله نكاح الشغار والرسول نهى عن هذا - عليه الصلاة والسلام-.   
 
9- ارتكبت معصية، وبعدها نذرت نذراً وهو صيام شهر إذا كررتها مرةً أخرى، وحيث أنني فعلت هذه المعصية مرةً أخرى، هل يلزمني الوفاء بهذا النذر، أم يعتبر من الأيمان وأكفر كفارة يمين؟
إذا كنت نذرت الشهر لتمتنع ليمنعك من العود إليها، فالحكم حكم كفارة يمين، عليك كفارة يمين ويكفي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم, إذا كان المقصود من النذر الامتناع من العود إليها نذرت هذا النذر رجاء أن يمنعك الله به منها هذا حكمه حكم اليمين عليك كفارة اليمين.  
 
10- بعض أفراد عائلتي يصلون في البيت دون المساجد، وفي بعض الأوقات وأحيانا تكون هناك مناسبة غداء فيحين وقت الصلاة متزامناً مع وقت الغداء، فماذا نفعل، أنقدم الأكل أم الصلاة؟
الواجب تقديم الصلاة، إذا كان الغداء ما قدم تقدمون الصلاة ثم ترجعون، صلاة العصر, أو صلاة الظهر, أما إذا كان قد قدم بين أيديكم ابدؤوا به, لكن كونكم تتحرون الوقت هذا ثم يقدم لا، ابدؤوا بالصلاة, لكن لو كان قدم بين أيديكم ثم أذن مؤذن ابدؤوا به زي ما قال-صلى الله عليه وسلم-: (إذا قدم العشاء فابدؤوا به قبل أن تصلوا المغرب), وقال صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه الأخبثان)، فإذا قدم فالمشروع البدأة به، أما إذا كان ما قدم فابدؤوا بالصلاة ثم اطلبوه بعد ذلك. 
 
11- إذا ابتدأ الرجل المرأة بالسلام، هل ترد عليه أم لا؟
نعم ترد عليه، وهكذا لو بدأته يرد عليها؛ لأن الأحاديث عامة، والآية الكريمة عامة، وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا(النساء: من الآية86)، فإذا قالت السلام عليكم يقول وعليكم السلام, وإذا قال: السلام عليكن وهن نساء، كان إذا مر على نساء سلم عليهن- عليه الصلاة والسلام-، فإذا سلم على النساء، يردن يقلن وعليكم السلام، أو يزيدون- ورحمة الله-, أما إن قال السلام عليكم ورحمة الله فإنهم يلزمهم أن يقولوا وعليكم السلام ورحمة الله؛لأن الله أو ردوها، فردوها واجب والزيادة مستحبة، فإذا قال: السلام عليكم ورحمة الله، وجب أن يقول المسلَم عليه: وعليكم السلام ورحمة الله فإن كملها وبركاته صار أفضل زاده خيراً.  
 
12- كثيراً من النساء يرتدين ملابساً غالية الثمن، ويبذلن فيها أموالاً طائلة، خاصة في مناسبات الزواج، فما هي نصيحتكم لهن، وكذلك يصاحب هذه المناسبات إسراف في المآكل والمشارب؟
النصيحة التوسط في كل شيء، النصيحة الوسط في الملابس, وفي الطعام وفي كل شيء، قال الله- جل وعلا- يمدح عباد الرحمن: وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً (الفرقان:67)، وقال-سبحانه-: وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً (الإسراء:29)، فالسنة للمؤمن والمؤمنة التوسط في الملابس, وفي الأكل وفي الشرب وفي كل شيء، فلا إسراف وتبذير, ولا بخل وتقتير، ولكن بين ذلك في جميع الأمور، في المآكل والمشارب, والمفارش, والملابس وغير ذلك، الله يهدي الجميع، نسأل الله للجميع للهداية.مصيبة عامة لا حول ولا قوة إلا بالله.  
 
13- هل يجب على المرأة تلبية دعوة الزواج، وخاصةً أنه قد يحصل هناك بعض الأخطاء، فهل تنصحونهن بنصيحة؟
نعم، إذا كان هناك منكرات كثيرة فلا يحضرن، أما إذا كان ما هناك منكر فالحضور مشروع وإجابة الدعوة مشروعة، ولكن إذا كان هناك منكر مثل الخمر وآلات الملاهي فلا يحضر معذور, إلا إذا كان حضوره يترتب عليه إنكار المنكر يحضر وينكر حتى يزيل المنكر، يجمع بين المصلحتين بين إجابة الدعوة وبين إزالة المنكر، أما إذا كان حضوره لا يؤثر ولا يسمع له ولا يطاع له فإنه لا يحضر.   
 
14- هل يصح وضع آيات أو أذكار عن النبي صلى الله عليه وسلم على الجدران في الغرف؛ بهدف التذكير بالله تعالى، وكذلك النظر فيها؟
الصواب لا حرج إذا كان للتذكير وضع آيات في الجدار, أو أحاديث للتذكير لا بأس في ذلك إذا كان للتذكير والفائدة, كأحاديث السلام, وأحاديث الدعاء, وأحاديث التحريم لما حرم الله، وبالحث على طاعة الله أو آيات لا حرج في ذلك، في المجلس أو في المكتب.  
 
15- في قريتنا يقوم أهل الحاج إلى بيت الله بالتحضير لاستقباله، بأن يرسموا الكعبة والمسجد النبوي على الجدار، ويكتبوا عبارات الترحيب، كما يلونون الحجارة باللون الأبيض، فهل ذلك جائز أم أنه بدعة؟
أما وضع سورة الكعبة والمسجد فالأولى ترك ذلك؛ لأن هذا قد يؤدي إلى الغلو في هذه الأشياء وقد يفضي إلى استقبال الكعبة ولو إلى غير القبلة؛ لأنها وضعت في غير القبلة وقد يفضي إلى اعتقاد أنها سنة وقربة فالذي ينبغي ترك ذلك، أما تزيين البيت تجميل البيت هذا أمره واسع كنس البيت تجميل الجدران إذا كانت فيها وساخة هذا شيء لا بأس به من باب التجمل, أما كونه يرسم الكعبة أو المسجد الحرام, أو المسجد النبوي ينبغي ترك ذلك ولا يجوز رسم الكعبة؛ لأن الناس قد يغلو فيها قد يدعونها من دون الله، قد يستقبلونها في الصلاة وهي في جهة غير القبلة، فالحاصل أن هذا لا ينبغي. 
 
16- ما هو حكم المصلي خلف الإمام في الصلوات الجهرية، هل يستمع فقط، أم يصلي الصلاة كما وجبت عليه إذا صلى منفرداً، إذ أني أسمع بعض المصلين يعيدون الفاتحة بعد الإمام بسرعة حيث لا يتدبرون معناها؟
المسألة فيها خلاف بين العلماء والصواب أنه يقرأ في الجهرية والسرية جميعاً، إن سكت إمامه قرأ في السكوت وإن لم يسكت الإمام قرأها ثم أنصت لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب، وقوله صلى الله عليه وسلم: لعلكم تقرؤون خلف إمامكم قلنا نعم، قال: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة بها، فهذا عام للجهرية والسرية لكن يقرأها سراً ثم ينصت.

457 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply