حلقة 141: حكم من طلقته زوجته عبر المحكمة - حكم من حلف بالطلاق ليتزوجن - حكم من يأخذ من مال أمه بدون إذنها - الدعاء بعد الصلوات - حكم الأخذ من الحاجبين - المصافحة بعد الصلوات - الشعر الذي بين شحمتي الأذن والحنك من اللحية أم لا

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

41 / 50 محاضرة

حلقة 141: حكم من طلقته زوجته عبر المحكمة - حكم من حلف بالطلاق ليتزوجن - حكم من يأخذ من مال أمه بدون إذنها - الدعاء بعد الصلوات - حكم الأخذ من الحاجبين - المصافحة بعد الصلوات - الشعر الذي بين شحمتي الأذن والحنك من اللحية أم لا

1- أنا أعمل في المملكة منذ سنة، وعند نزولي إلى البلد وجدت زوجتي طلقت طلاقا شرعيا وأنا لم أطلقها، لأن لي منها ثلاثة أولاد، والآن طلقت فماذا أفعل؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فالطلاق الذي يصدر من المحاكم الشرعية، هي المسؤولة عنه، وله أسباب قد يكون لأجل عدم قيام الزوج بالنفقة، أو لأسباب أخرى، فعليك أن تراجع القاضي الذي طلقها وهو يفيدك عن الأسباب، نسأل الله للجميع التوفيق.  
 
2- في ظروف طارئة مع زوجتي وكنت في لحظة يأس وغضب، بعدما حصل منها صدر مني يمين وقلت: علي الطلاق لازم أتزوج ولو على آخر يوم من عمري، وكانت النية صريحة وأنا في لحظة غضب، ما حكم هذا اليمين؟
إذا كان المقصود من هذا التأكيد على نفسك أنك تتزوج وإغاضتها في ذلك وليس قصدك فراقها إن لم تتزوج فإن هذا حكمه حكم اليمين، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنما الأعمال بالنيات، إنما لكل امرئ ما نوى)، فإذا كنت أردت بهذه التأكيد على نفسك أنك تتزوج، ولو لم ترض الزوجة، وإنما أردت بهذا التأكيد، ولم تقصد أنك إن لم تتزوج فهي مطلقة إنما أردت التأكيد على نفسك فإن هذا حكمه حكم اليمين، وعليك كفارة اليمين. وما دمت أردت ولو في آخر حياتك فالأمر في هذا فيه سعة.  
 
3-   صدر مني يمين قبل ذلك وأنا في لحظة غضب أيضاً بسبب امتناعها عن حقوقي الشرعية، وللعلم بأنني رزقني الله منها بولدين وأربع بنات، وإذا فعلت ذلك -أظنه يشير إلى الزواج- سأكون السبب في تشريد هؤلاء الأولاد وضميري لا يسمح بذلك، فهل علي كفارة أو ماذا أفعل؟
إذا كان المقصود السؤال الأول وأنك طلقت أنك تتزوج ولو في آخر حياتك، فأنت بالخيار إن شئت تزوجت وأوفيت بيمينك، وإن شئت كفرت عن يمينك، إذا كان المقصود التأكيد على نفسك، ليس المقصود فراق زوجتك، إنما المقصود في أن تؤكد على نفسك بأن تتزوج فأنت بعد هذا بالخيار، إن شئت تزوجت ولا شيء عليك، وإن شئت كفرت كفارة يمين، ولو شيء عليك. 
 
4- في حالة إذا ما بعثت الأم ابنها إلى السوق وأوصته بشراء حاجات ما، وأعطته مبلغاً من المال، واشترى الابن الحاجات وزاد من المال بعض النقود، فهل حرام عليه أخذ هذا المال دون علمها؟ مع أنه مال والدته ويحق له كما سمعت من الناس أن يتصرف به أو يأخذ من جيبها مثلا أو من حقيبتها دون علمها؟
ليس له أن يأخذ الفاضل إلا بإذنها، فهو وكيل وأمين فعليه أن ينفذ ما قالته والدته، أو قاله والده أو غيرهما ممن وكله، وليس له أن يأخذ الفاضل، بل عليه أن يرد الفاضل إلى من وكله، سواء كان الموكل أمه أو أباه، أو غيرهما، وليس له أن يأخذ الزيادة، وليس له أن يأخذ مال أمه إلا بإذنها، ولا من مال أبيه إلا بإذنه، ليس له التصرف بأموالهما إلا بإذنهما، اللهم إلا أن يكون فقيراً وأبوه قصر ولم ينفق عليه، وليس له من ينفق عليه سوى أبيه مثلاً فهذا له أن يأخذ من مال أبيه أو مال أمه ما قصر عليه في النفقة، إذا كان في نفقتهما في عيالهما وهو عاجز ليس له قدرة على التسبب، وليس عنده مال وهو في حضانة أمه أو أبيه فعليهما أن ينفقا عليه النفقة المعتادة، المعروفة في مثل بلدهما أو في أمثالهما، فإذا قصر عليه فله أن يأخذ من ذلك بالمعروف، يأخذ من مالهما بالمعروف قدر حاجته، أما إذا أرسلاه بمال ليشتري حاجة ليس له أن يأخذ الزيادة بل يرد الزيادة.  
 
5- ماذا أوصى الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- بالقول والدعاء بعد كل صلاة لغفران الذنوب، وكسب الأجر، وقضاء الحوائج؟
النبي -صلى الله عليه وسلم- أوصى بالدعاء في آخر الصلاة، لما علم الصحابة التحيات قال: (ثم ليختار من الدعاء أعجب له فيدعوه)، وفي لفظ: (ثم ليختار من المسألة ما يشاء)، وحرض المسلمين على الدعاء في كل وقت، فالدعاء مطلوب، فينبغي للمؤمن أن يكثر من الدعاء وسؤال ربه -سبحانه وتعالى- خيري الدنيا والآخرة، فيسأل ربه العفو، ويسأله الجنة، يسأل ربه النجاة من النار، يسأل ربه صلاح القلب، وصلاح العمل، يسأل ربه الرزق الحلال، يسأل ربه المغفرة، يسأل ربه صلاح الذرية صلاح الأقارب، صلاح الزوجة، سواء كان في آخر الصلاة قبل أن يسلم أو في السجود، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء)، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم)، أي فحري أن يستجاب لكم، ودعا بعد الصلاة -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسررت وما أنت أعلم مني، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت)، وأوصى معاذ أن يقول في آخر الصلاة: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)، وأمر بأن يستعيذ المؤمن في آخر الصلاة من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال، وكان يكثر أني يقول: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)، وهذا الدعاء وأشباهه يكون في آخر الصلاة، ويكون بعد الذكر بعد السلام، ويكون في كل وقت، لكن الأفضل أن يكون قبل السلام، أن تكون هذه الأدعية قبل السلام هذا أفضل، ثم يسلم. 
 
6- هل يجوز للفتاة المصلية أن تنطب حاجبيها -هكذا كتبت- رغم أني شابة مصلية وأؤدي الصلاة في أوقاتها، ولي صديقة تؤدي الصلاة وتنطب حاجبيها، وقد قلت لها: إن هذا حرام، فقالت: لا ليس حراماً لأن الحاجب زينة المرأة، فهل هي مخطئة أم مصيبة؟
الحاجبان لا يجوز نتفهما ولا نقشهما بالمنقاش الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعن النامصة والمتنمصة قال أئمة اللغة: النمص أخذ شعر الحاجبين، فلا يجوز أخذ شعر الحاجبين ولا نتف شعر الوجه لا بالمنقاش ولا بغيره، لأنه مثلة، فلا يصلح، فإن كانت تقصد السائلة بالنطب غير هذا الشيء، فلا نعرف النطب ما هو، لكن نبين لها أن أخذ الحاجبين يعني شعر الحاجبين بالمنقاش أو بغيره هذا لا يجوز، وهكذا شعر الوجه المعتاد ليس لها أخذه، أما لو نبت لها لحية أو نبت لها شارب، فهذا مثلة لها أن تأخذ هذا، لأنه يشوه خلقتها، وقد ذكر العلماء أنه لا بأس بأخذ الشارب أو اللحية التي تنب بالمرأة، أما شعر الحاجبين لا، لا تأخذ شعر الحاجبين، لا تنتفه لا بالمنقاش ولا بغيره؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعن النامصة والمتنمصة، والنمص هو أخذ شعر الحاجبين، وهكذا شعر الوجه المعتاد الذي ليس فيه تشويه لا يؤخذ. 
 
7- هل يجوز لي أن أسير في البيت بين أخوتي ورأسي مكشوف، رغم أني أصلي أم لا يجوز؟ فهل حرام كشف الرأس على الأهل مثل أولاد الخالة وأولاد العم وبعض الأحيان يدخل ابن خالتي ورأسي مكشوف؟
الصلاة هي عمود الإسلام، والواجب على كل مسلم أن يصلي، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة)، والله يقول في كتابه العظيم: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ[البقرة: 238]، ويقول -سبحانه-: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ[النور: 56]، فهذا فرض على الجميع على الرجال والنساء، ولكن مع ذلك على المرأة أيضاً وعلى الرجل أن يدع ما حرم الله، وأن يؤدي بقية ما أوجب الله من الزكاة ومن حج ومن صيام رمضان ومن بر الوالدين وصلة أرحام وأمر بالمعروف ونهي عن منكر وغير ذلك، وعلى المرأة وعلى الرجل أن يتجنبا ما حرم الله، مع كونهما يقيمان الصلاة، عليهما أن يتجنبا ما حرم الله من الزنا والسرقة وشرب المسكرات، والتدخين وسائر المعاصي. وكشف الرأس عند النساء لا بأس، عند المحارم كالأخوة والأعمال والأخوال والأب والبنين لا بأس، إلا إذا كانت تخشى، لأن بعض المحارم قد يكونون فساقاً ويخشى من شرهم، فإذا كانت تخشى فينبغي أن تستره ولو حتى عند بعض المحارم الذين لا يؤمنون تستر رأسها وبدنها ولا تظهر عندهم إلا الوجه والكفين ونحو ذلك؛ لأن بعض المحارم وإن كانوا أخوالا أو أعماما قد لا يؤمنون، فالتستر عنهم يكون أبعد عن الشر، ولكن ليس الرأس ممنوع عن الكشف عند المحرم، فلو رأى أخوها أو عمها رأسها فلا بأس، وإذا رأى أخوك أو عمك أو خالك رأسك فلا بأس. أما ابن الخال وابن العمة وابن العم لا، هؤلاء ليسوا بمحارم، هؤلاء أجانب في حكم الأجانب، وإن كانوا أقارب؛ لكنهم في حكم الأجانب، ليس لك أن تكشفي لهم رأسك ولا وجهك ولا قدمك، ينبغي أن تستري عنهم، المرأة عورة تستر نفسها عن ابن خالها وابن عمتها وابن خالتها وابن عمها، لا تكشف لهم لا وجهاً ولا رأساً بل تستر نفسها كالأجنبي كالجيران وغيرهم من الأجانب، عليك أن تستري عنهم وتكلميهم بالكلام الطيب، لكن مع الستر مع الحجاب؛ لأن الله يقول -سبحانه-: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ[الأحزاب: 53]، وقال -سبحانه-: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ ... الآية[النور: 31] هؤلاء هم المحارم أما ابن الخال، وابن الخالة وابن العم وابن العمة، فليسوا بمحارم، فعليك الحجاب عن هؤلاء ولكن الكلام لا بأس، السلام عليهم رد السلام مع الحشمة ومع الحجاب هذا لا بأس به من غير خلوة. 
 
8- نحن قوم في قرية يبلغ عددنا حوالي مائة وخمسين رجلاً، كنا نصلي في مسجد قديم في مكان صعب الوصول إليه إلا بشق الأنفس ممن هو طاعن في السن، فهؤلاء لا يستطيعون إليه، وهو يقع في الحارة التي يسكن فيها أقل عدد من سكان القرية، وقد تبرع أحد التجار ببناء أحد المساجد في مكان مزدحم بالسكان ويسهل الوصول إليه، وعندما انتهى البناء رفض المجاورون للمسجد القديم الصلاة في المسجد الجديد بحجة إن المسجد الجديد بدعة، فما الحكم إذا كان من يصلي الجمعة في المسجد الحديث أكثر ممن يصلون في المسجد القديم؟
عليكم أن تراجعوا القاضي، قاضي البلد، والعلماء عندكم في البلد، حتى يفتوكم في هذا الشيء، أو تكتبوا لنا حتى ننظر في الأمر ونرسل من يعرف الحقيقة. في أي بلد؟ المذيع/ ما ذكر البلد، لكنه من داخل المملكة. عليك أيها السائل أن تستفتي قاضي البلد، وترفع الأمر إليه وهو ينظر في الأمر أو تكتب لنا ننظر الأمر من طريق العلماء ومن طريق القاضي. 
 
9- ما حكم المسابلة، أي أن يمر بعض الأشخاص أيديهم إلى من بجانبهم بقصد السلام على بعضهم بعد الصلاة بحوالي دقيقة، أي بعد التفات الإمام بقليل، هل هذه تعتبر بدعة أم لا؟
المصافحة بعد السلام من الفريضة لا أصل له، ولكن يشتغل بالذكر، إذا سلم يشتغل بالاستغفار ثلاثا، يقول: (اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام) ويذكر الله ويأتي بالأذكار الشرعية، فإذا سلم عليه بعد ذلك لأنه ما لقيه إلا في الصف ما سلم عليه قبل ذلك فلا بأس. أما ما يفعل بعض الناس من حين يسلم يبادر ويأخذ بيد الذي حوله هذا لا أصل له، بدعة لا أصل لها، أما بعد الذكر وبعد الفراغ من الأذكار الشرعية، إذا سلم على من حوله لكونه ما سلم عليه قبل عندما جاء، جاءت الصلاة وهم في الصلاة أو جاء واشتغل بتحية المسجد أو بالراتبة ثم دخلت الصلاة قبل أن يصافحهم، فإذا صافحهم بعد ذلك لا بأس، لكن ليس من حين يسلم، بل يتأخر حتى يفرغ من الذكر؛ لأنه لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن الصحابة فعل هذا من حين ينصرف الإمام من الصلاة. 
 
10- لقد تزوج أخي امرأة من أقاربنا، وقد تزوج أخو هذه المرأة من أختي، أي أنه زواج شغار، وقد علمت أنا السائل أنه لا شغار في الإسلام، فما العمل في هذا النكاح، فهل هو محرم على اعتبار أنه شغار، علماً أن كلا من أخي وأخو زوجته قد أصبح لهم خمسة أطفال، كما أود أن أعلمكم أن زوجة أخي المذكورة هي ابنة عمة أمي، فهل هذا محرم أم لا؟
الشغار محرم في الإسلام، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا شغار في الإسلام)، ونهى عن الشغار -عليه الصلاة والسلام-، قال: (والشغار أن يقول الرجل: زوجني أختك أوزجك أختي، أو زوجني بنتك وأزوجك بنتي)، هذا هو الشغار فإذا تزوج زيد من عمرو، أخته على أن يزوجه أخته أو يزوجه بنته هذا هو الشغار، وهو فاسد ولا يصح، والواجب عليهم التوبة إلى الله والاستغفار وإذا كان لكل واحد رغبة في زوجته يجدد النكاح من دون شرط المرأة الثانية، إذا كان كل واحد يرغب بزوجته وهي ترغب في زوجها فيجدد النكاح من وليها بدون شرط المرأة الأخرى، كل واحد يزوج موليته على زوجها بنكاح جديد دون شرط المرأة الثانية، ولا حاجة إلى طلاق ولا شيء، لأن الماء ماءه والزوجة زوجته بموجب العقد الذي ظنه عقداً صحيحاً، فعليهما التوبة إلى الله -سبحانه وتعالى-، وعليهما أن يجددا النكاح إذا كان كل واحد يرغب في زوجته وهي ترغب فيه، أما إذا كانت لا ترغب فيه يطلقها طلقة؛ لأن النكاح فيه شبهة، فيطلقها طلقة حسما لتعلقها به وتعلقه بها، وخروجاً من صححه مع الإثم، فعليهما التوبة إلى الله وعليهما التجديد في النكاح إذا كان كل واحد يرغب في زوجته وهي ترغب في زوجها، بمهر جديد وعقد جديد وشاهدي عدل يحضران النكاح.  
 
11- أمي تصلي الصلوات الخمس وحتى السنن تصليها كاملة بما فيها الضحى والوتر، ولكن في يوم الجمعة لا تصلي إلا في الجامع الذي يبعد حوالي تسعة كيلو مترات، وأنا أنصحها بأن صلاة المرأة في بيتها هي الأحسن، وحتى صلاة الجمعة أيضاً في البيت هي الأحسن والأصوب للمرأة، لكنها تأبي إلا الذهاب في الجمعة إلى الجامع، فهل في خروجها لأداء الصلاة حرج؟
لا حرج، النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله)، فإذا خرجت لأجل تسمع الخطبة وتستفيد وهي متسترة متحجبة متحفظة فلا بأس بذلك ولا حرج عليها، لكن بيتها أفضل لها، تصلي فيه ظهراً، تصلي في بيتها ظهراً أربعاً، وإن خرجت فلا تمنعوها، إذا كانت متحفظة متحجبة سليمة تريد الخير وسماع الخطبة فلا بأس في ذلك ولا حرج عليها إن شاء الله. وقد كان النساء يصلين مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في مسجده -عليه الصلاة والسلام-، ويحضرن الخطبة وصلاة الجمعة، كما كثير من النساء يحضرن الجمعة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلا بأس في ذلك ولا حرج، ولكن بيوتهن خير لهن.  
 
12- هل يجوز حلق الشعر الموصل بين شحمتي الأذن وبين الحنك مع إبقاء اللحية، وهل يعتبر هذا الشعر من اللحية؟
ما نبت على الخدين فهو من اللحية، وما كان فوق الخدين فوق العظم هذا تبع الرأس، ما فوق العظم الذي يحاذي الأذن هذا من الرأس، وما تحته مع الخد هذا تبع اللحية، يقول صاحب القاموس: اللحية الشعر النابت على الخدين والذقن، فيترك الشعر الذي على الخدين وعلى الذقن، لإنه اللحية. 
 
13- أنا معلم ملتزم بالكتاب والسنة، ومتمسك بسيرة السلف الصالح -رضوان الله عليهم- أجمعين، أعمل بمدرسة مختلطة، بها معلمين ومعلمات، وقوة المعلمات أكبر من قوة المعلمين -يقصد العدد- ورغم أن كل شيء منفصل مكاتبنا وغيرها إلا إننا نجتمع اجتماعات عديدة لمناقشة سير الدراسة والعمل، هل هذا يضر مع الحذر، وهل أجلس مع زملائي وزميلاتي المتبرجات في مثل هذه الاجتماعات أم لا؟
هذا الاجتماع فيه خطر عظيم، فإن الاجتماع بالنساء المتبرجات فيه فتنة عظيمة، وقد قال -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)، فالذي أنصحك به ألا تبقى معهم، وأن يكون الرجال على حدة والنساء على حدة، ويدرس الرجال الرجال، والنساء النساء، هذا هو الواجب على أهل المدرسة وهذا هو الواجب عليكم معشر المدرسين، وهذا الواجب على المدرسات أيضاً أن يخفن الله وأن يبتعدن عن الرجال، فيكون عملهن وحدهن مع البنات، كما يكون عملكم وحدكم مع الرجال، ولا يكون لكم اجتماع إلا في المسائل التي تدعو الحاجة إليها من دون تبرج النساء ومن دون تكشفهن، بل يكن مستورات متحجبات بعيدات عن أسباب الفتنة، عند الحاجة إلى سؤالهن عن شيء أو إفادتهن بشيء أو نصيحتهن ونحو ذلك. أما الاجتماع معهن على أنهن مدرسات وأنتم مدرسون مع تبرجهن وإظهار محاسنهن فهذا شره عظيم، وخطره كبير وهو منكر ظاهر، فالواجب تغييره، وعلى المدرسة أن يعتنوا بهذا الأمر، وأن يخافوا الله، وأن يراقبوا الله، وأن يفصلوا البنين عن البنات، وأن يكون المدرس للبنين هم الرجال، وأن يدرس البنات المدرسات من النساء، هذا هو طريق النجاة وهو طريق السلامة، وهو الواجب على الجميع، لأن الله يقول -سبحانه-: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى[المائدة: 2].  
 
14- يسكن معي بالمنـزل شقيقي وهو لا يصلي ويسب الدين، وقد تحدثت معه عدة مرات وقدمت له النصح فأعرض عنه، وقال لي أخيـرا بعد أن ضايقته بالكلام: لن أصلي أبداً حتى الموت، فهل يجوز لي أن آكل معه بعد ذلك، وان أتعامل معه؟ والذي أخشى أن يكون هذا العصيان سبب في هلاكه، وما هي الوسيلة التي أحارب بها مثل هذا التصرف مع هذا الأخ؟
الواجب عليك نصيحته، وتحذيره من مغبة عمله، وأن تبين له أن ما فعله ردة عن الإسلام، فإذا سب الدين ردة عن الإسلام، بإجماع المسلمين، وكذلك ترك الصلاة ردة عن الإسلام في أصح قولي العلماء، فإن كان يجحد وجوبها كان كافراً بالإجماع، وإن كان لا يجحد وجوبها ولكنه يتكاسل ولا يبالي فهو كافر في أصح قولي العلماء، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) خرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح، عن بريدة -رضي الله عنه-، ورواه مسلم في صحيحه، عن جابر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، فالذي لا يصلي ومع هذا والعياذ بالله يصمم بأنه لا يصلي حتى الموت هذا يظهر منه أنه لا يرى وجوبها، وأنه جاحد لوجوبها، فهو كافر بلا شك، حتى ولو زعم أنه لا يجحد وجوبها، لهذه الأحاديث ولما جاء في معناها، وإذا كان يسب الدين صار كفره أعظم، وصارت ردته أشد والعياذ بالله، فالواجب عليك مفارقته ومعاداته في الله والبراءة منه وألا تصاحبه وألا تكلمه وألا تأكل معه، بل تهجره وتخرجه من بيتك، لا تسكن معه إن كان البيت له فخرج عنه، وإن كان بيتك فاطرده عنك، لأنه نجس خبيث، فلا ينبغي لك أن يبقى معك، بل تطرده إن كان في بيتك أو تخرج من بيته إن كان البيت له وتسأل الله له الهداية بينك وبين ربك لعل الله يهديه بأسبابك وأما البقاء معه فلا أبدا لا يصاحب ولا تؤكل وليمته ولا تجاب دعوته ولا يبقى معك في محلك لأنه خبيث الحال نجس المقال والعقيدة فينبغي لك أن تحاربه وأن تبتعد عنه وإذا كانت البلاد فيها حكم إسلامي يرفع بأمره إلى ولي الأمر حتى يستتاب فإن تاب وإلا يقتل، لأن الله يقول سبحانه: فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم، فدل على أن الذي لا يصلي لا يخلى سبيله، بل يقتل إن لم يتب، نسأل الله له الهداية، ونسأل الله لك العون عليه، للحق والصدق والهدى. 

426 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply