حلقة 159: هل من يموت يوم الجمعة يجار من عذاب القبر؟ - الصلاة الفائتة؟ - كيف تقاس الخمس رضعات؟ - هل يجوز للمحدث حدثا أصغر أن يمس المصحف أو جزءاً منه؟ - حكم من يقول في دعائه نسأل الله التوفيق والسداد والنجاح ببركة سيدنا النبي

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

9 / 50 محاضرة

حلقة 159: هل من يموت يوم الجمعة يجار من عذاب القبر؟ - الصلاة الفائتة؟ - كيف تقاس الخمس رضعات؟ - هل يجوز للمحدث حدثا أصغر أن يمس المصحف أو جزءاً منه؟ - حكم من يقول في دعائه نسأل الله التوفيق والسداد والنجاح ببركة سيدنا النبي

1- يوجد بجوار بيتنا مسجد بلا أمام معين، ويؤم الصلاة أي واحد من المصلين إذا كان موجود، إلا أن الأغلبية العظمى منهم لا يجيدون القراءة الصحيحة للقرآن، وطلبوا مني الإمامة ولكنني رفضت مع أنني طالب علم؛ لعدم تواجدي بصفة مستمرة، هل علي إثم في ذلك؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فإذا كنت أقرأهم فالمشروع لك أن تجيب، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله)، احتسب وقت حضورك وتقدم، وإذا غبت فأنت معذور، وانصح لهم بمن ترى أنه أولى أن يتقدم من أهل السنة، يتقدم ويصلى من أهل السنة لا من الإباضية، فاجتهد في أن يتقدم للإمامة من هو من أهل السنة والجماعة، وإذا كنت حاضراً فتقدم وأحسن وأبشر بالخير.  

 

 
2- هل من يموت يوم الجمعة يجار من عذاب القبر، وهل الجزاء ينطبق على يوم الوفاة، أم على يوم الدفن؟

 

الأحاديث في هذا ضعيفة، الأحاديث في الموت يوم الجمعة وأن من مات يوم الجمعة دخل الجنة ووقي النار، كلها ضعيفة غير صحيحة، من مات على الخير والاستقامة دخل الجنة، في يوم الجمعة أو في غير الجمعة، من مات على دين الله على توحيد الله والإخلاص له فهو من أهل الجنة في أي مكان مات، وفي أي زمان، وفي أي يوم، إذا استقام على دين الله فهو من أهلال الجنة والسعادة، وإن مات على الشرك بالله فهو من أهل النار في أي يوم وفي أي مكان، نسأل الله العافية. وإن مات على المعاصي فهو على خطر، تحت مشيئة الله، لكنه إلى الجنة إذا كان موحد مسلم منتهاه الجنة، لكن قد يعذب بعض العذاب على معاصيه التي مات عليها غير تائب، لقول الله: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[النساء: 48]، فبين -سبحانه- أن الشرك لا يغفر لمن مات عليه، وأن ما دونه من المعاصي فهو تحت المشيئة، إذا مات وهو زانٍ لم يتب مات في شرب الخمر لم يتب مات عاقاً لوالديه، مات يأكل الربا فهو تحت مشيئة الله إن شاء الله غفر له لأعماله الطيبة وتقواه، وإن شاء عذبه على قدر هذه المعاصي، ثم بعد هذا يخرج من النار، بعد التطهير يُخرج من النار إلى الجنة.  

 

 
3-  ما هي الصلاة الفائتة؟

 

الفائتة هي التي خرج وقتها، يقال لها: فائتة، إذا نمت عن الفجر حتى طلع الفجر، يقال لها: فائتة، إذا نمت عن الظهر حتى دخل وقت العصر يقال لها: فائتة؛ وهكذا، الفائتة هي التي خرج وقتها، فالواجب البدار بقضائها إذا كان عن نوم أو عن نسيان الواجب البدار، أما عن تعمد فهذا ضلال وكفر نسأل الله العافية، فالواجب التوبة إلى الله، وإن صلاها وقضاها فلا بأس خروجاً من الخلاف، لكن تركها وتعمد تركها حتى يخرج وقتها هذا من أنواع الكفر بالله، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، وقوله -عليه الصلاة والسلام-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، هذا وعيد عظيم، فالواجب على جميع المسلمين العناية بالصلاة، وأداؤها في الوقت، فمن تركها تعمداً حتى خرج وقتها كفر، وإن لم يجحد وجوبها، وإن لم يجحد الوجوب, وإن كان يؤمن بالوجوب، لكن إذا تساهل وضيعها حتى خرج الوقت يكفر عند جمع من أهل العلم، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) ولم يقل إذا جحدها، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) هذا وعيد عظيم.  

 

 
4- ما هي الشروط التي يجب أن تتوافر في الزوجة الصالحة؟

 

الزوجة الصالحة هي المستقيمة على أمر الله، التاركة لمحارم الله، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)، وقول الله -جل وعلا-: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [يونس: 62]، ثم فسرهم فقال: الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ[يونس: 63]، هؤلاء هم أولياء الله، وهم الصالحون من الرجال والنساء، وهم المتقون، وهم المؤمنون، هم الأبرار، هم أصحاب اليمين، وإن كانوا يسارعون في الخيرات في النافلة مع الفريضة صاروا من المقربين السابقين، فإذا كانت تؤدي فرائضها وتدع المحارم ولا يسمع عنها إلا الخير فهي من الصالحات. أما إن كانت تعرف بشيء من المعاصي، فتكون من الفاسقات، من العاصيات، إن كانت تعرف بشرب الخمر، أو بالزنا أو بالعقوق لوالديها، تكون بهذا عاصية فاسقة عليها التوبة، ولا تكون كافرة تكون عاصية، لأن هذه معاصي، إذا لم يستحلها العبد ولم ير أنها حلال، بل يعرف أنها حرام، بل يخاف الله في ذلك فهذا يسمى عاصياً، يكون نقصاً من الإيمان، ومن أسباب عذاب الله وغضبه. أما إن كان يستحل الزنا ويراه حلال أو الخمر يراه حلال فهذا كفر أكبر، والعياذ بالله.   

 

 
5- أن أديت العمرة عن نفسي في شهر رمضان -بحمد لله- نويت أن أؤدي عمرة عن والدتي المتوفاة براً بها، فبعد أن خرجت من بيت قريب لي في مكة اتجهت إلى مسجد السيدة عائشة -رضي الله عنها- لأحرم منه، فأحرمت، حيث بأن ذلك ميقات أهل مكة، وذهبت إلى البيت الحرام، فبعد أن طفت بالبيت سبعة أشواط، وأنا في السعي بين الصفا والمروة في الشوط الرابع أحسست بأنني ناسياً أحد الملابس الداخلية، فقمت بنزعه فوراً وواصلت السعي، أسألكم يا سماحة الشيخ: هل عمرتي هذه عن والدتي جائزة، أم يترتب علي شيء؟

 

ما دمت ناسياً ليس عليك شيء، تخلعه مثل ما فعلت سراويل أو فنيله، والحمد لله ليس عليك شيء, ويقول الله -سبحانه-: رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا]البقرة: 286]، فالعمرة صحيحة ولك أن تحرم من مسجد عائشة، ومن الجعرانة ومن غيرها، الذي يريد العمرة وهو في مكة يخرج إلى الحل، سواءً التنعيم، أو عرفات، أو الجعرانة، أو غير ذلك، يحرم من الحل.  

 

 
6- بالنسبة للرضاع، ما هو مقدار الرضعة الواحدة، وهل إذا ترك الطفل الثدي لنفسه هل تعتبر رضعة واحدة، أم كيف تقاس الخمس رضعات؟

 

الرضعة تكون في خشمه ثدي، الطفل يمص اللبن ثم يتركه باختياره، هذه واحدة، فإذا عاد ومص اللبن وذهب إلى جوفه بمعرفة المرضعة هذه ثانية، وهكذا، كل ما قطع تمت واحدة بعد وصول اللبن إلى جوفه، وتيقن ذلك من المرضعة، حتى يكمل خمساً ولو في مجلس واحد، أو ينتقل من ثدي إلى ثدي، انتقاله إلى الثدي الآخر يكون رضعة، حتى يكمل خمساً، هذا كونه في الحولين ما بعد فطم، وهذا هو المجزي في الرضاع خمس فأكثر، أما دون أقل من هذا فلا يكفي؛ لما ثبت في الحديث الصحيح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لسهل بنت سهيل: (أرضعي سالماً خمس رضعات تحرمي عليه)، قالت عائشة -رضي الله عنها-: (كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن، ثم نسخن بخمس معلومات، -يعني يحرمن-، فتوفي النبي -صلى الله عليه وسلم- وأمر على ذلك)، فاستقر الأمر على خمس، يمص الثدي، يبلع اللبن ثم يطلق، هذه واحدة ثم يعود ويمص الثدي، يبلع اللبن وهذه الثانية وهكذا.  

 

 
7- هل يجوز للمسلم المتطهر من الجنابة الغير متوضي أن يمس المصحف أو جزءاً منه، وما الدليل على ذلك؟

 

ليس له مس المصحف حتى يتوضأ، لكن إذا كان معه جنابة لا يقرأ حتى ولو توضأ، لا يقرأ حتى يغتسل من الجنابة، ولو من غير مصحف، لما جاء في الحديث الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أما الجنب فلا ولا آية) يعني لا يقرأ ولا آية، وكان النبي لا يحجزه شيء عن القرآن إلا الجنابة، أما إذا اغتسل من الجنابة يقرأ في المصحف، له أن يقرأ عن ظهر قلب إذا لم يتوضأ، فإذا توضأ يقرأ من المصحف لا بأس، لأنه -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يمس القرآن من ليس على طهارة، فالواجب أن لا يمسه إلا متطهر.  

 

 
8- ما رأي فضيلتكم فيمن يقول في دعائه: نسأل الله التوفيق والسداد والنجاح ببركة سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهل يعد ذلك من التبرك بجاه النبي؟

 

هذا من الوسائل الغير الشرعية، هذه بدعة، من وسائل الشرك، إذا سأل اللهم إني أسألك ببركة النبي أو بجاه النبي أو بحق النبي أو بحق الأنبياء هذه من البدع، ولكن يسأل الله بأسمائه وصفاته، قال تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا[الأعراف: 180]، فيقول: اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى بأنك الرحمن الرحيم، بأنك العزيز الحكيم، وما أشبه ذلك، أو يسأله بإيمانه وتوحيده، اللهم إني أسألك بإيماني بك وبرسولك، وبإخلاص العبادة لك، يسأل بتوحيده وإيمانه، أو بالأعمال الصالحة بإقامته للصلاة، بأدائه للزكاة، بحبي لله ولرسوله، كل هذه وسائل شرعية، ومن هذا قصة أهل الغار؛ الذين توسلوا إلى الله بأعمالهم الصالحة، وهي قصة غريبة عظيمة ثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصحيحين، وهي: أن ثلاثة كانوا في البرية، فاضطرهم الليل والمطر إلى غار في جبل، فدخلوا فيه للمبيت واتقاء المطر، فانحدرت صخرة من أعلى الجبل فسدت عليهم الغار، عظيمة، ابتلاء وامتحان، فأرادوا زحزحتها فلم يستطيعوا لأنها عظيمة، فقالوا فيما بينهم: إنه لن ينجيكم من هذا البلاء إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً -الغبوق اللبن الذي يشرب بعد العشاء، الحليب- فجئت ذات ليلة بغبوقهما فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أوقضهما، وكرهت أن أسقي قبلهما أهلاً أو مالاً، فوقفت بالقدح انتظر، لعلهما يستيقظان، فلم يزل ذلك بي حتى طلع الفجر، فلما استيقظا أسقيتهما، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة بعض الشيء حتى رأوا السماء، لكن لا يستطيعون الخروج، ثم قال الثاني: اللهم إنه كانت لي ابنة عم وكنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء وإني أردتها على نفسها ذات يوم يعني -أراد الزنا- منها فأبت، فألمت بها سنة، -ألمت بها حاجة- فجاءت إليه تطلبه الرفد فقال: لا حتى تمكنيني من نفسك، فعند الضرورة وافقت فلما جلس بين رجليها، قالت: يا عبد الله اتق الله، ولا تفض الخاتم إلا بحقه، وكان قد أعطاها مائة وعشرين ديناراً، مائة وعشرين جنيه ذهب، فلما قالت هذا الكلام له خاف الله وقام ولم يجامعها وترك لها الذهب كله، ثم قال: اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة بعض الشيء أيضاً، لكن لا يستطيعون الخروج، ثم قال الثالث: اللهم إنه كان عندي أجراء فأعطيتهم أجورهم إلا واحداً بقي أجره عندي فنميته وثمرته حتى صار منه إبل وغنم وبقر ورقيق، وهو قصعاً من شعير أو أرز، فجاءه الرجل يقول: يا عبد الله أعطيني مالي، جاءه بعد مدة يقول: يا عبد الله مالي عندك أجرتي، فقال له: هذا الذي تراه كله من مالك، هذه الإبل والبقر والغنم والرقيق كله من مالك، فقال الرجل: يا عبد الله لا تستهزئ بي، أعطني مالي، أي أجرتي قال: كل هذا من أجرتك، فأخذه واستاقه كله، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة فخرجوا، فانفرجت الصخرة وخرجوا) هذا كله يدل على أن التوسل بالأعمال الصالحات من أسباب الإجابة، أما التوسل بجاه محمد أو بركات النبي، أو بحق النبي محمد أو بحق الأولياء أو بحق الأنبياء فهذه بدعة، ليس من الشرع، إنما التوسل بأسماء الله وبصفاته وبالأعمال الصالحات.  

 

 
9- هناك أحاديث كثيرة تحث على الإنفاق في سبيل الله، وعدم خشية الفقر، كما في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما من يوم يصبح فيه العباد إلا وينادي ملكان: اللهم أعط منفقاً خلفا، وأعط ممسكاً تلفا)، أفيدونا في ضوء هذا الحديث؟

 

هذا يبين شرعية الإنفاق وأنه يستحب للمؤمن أن ينفق دائماً ولو قليلاً، لكن يجب عليه أن يبقي لأهله وعائلته ما يكفيهم، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (ابدأ بمن تعول)، يقول -عليه الصلاة والسلام-: (اليد العليا -وهي المنفقة- خير من اليد السفلى -وهي الماسكة- وابدأ بمن تعول)، يبدأ بأهله فإذا فضل شيء يتصدق دراهم، طعام، ملابس، ينفق مما أعطاه الله ويجتهد في الخير، حتى يفوز بالدعوة المباركة بالخلف؛ (اللهم أعط منفقاً خلفاً)، والله يقول -سبحانه-: وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ[سـبأ: 39]، فالمؤمن ينفق ويحسن لكن يراعي الأصول، لابد أن يهتم بمن تلزمه نفقته من زوجة وأولاد ووالدين عاجزين وأشباه ذلك، هم أبدأ، يبدأ بهم، والنفقة عليهم فيها الأجر العظيم، داخل في النفقة داخل في الحديث (اللهم أعط منفقاً)، إنفاقه على عياله وعلى أهل بيته داخل في النفقة، بل هي نفقة واجبة متعينة.  

 

 
10- ما معنى الغلو في حب النبي -صلى الله عليه وسلم-؟

 

الغلو الزيادة بأن تفعل شيء ما شرعه الله، هذا غلو، تقول: غلى القدر إذا ارتفع الماء بسبب النار، الغلو معناه الزيادة في غير المشروع، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين)، والله يقول -سبحانه-: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ[النساء: 171]، فالغلو الزيادة في المحبة، في الأعمال التي شرعها الله، يقال له: غلو، مثلاً تقول الله افترض علينا خمس صلوات، أنا أحط سادسة ........ وأوجبها على الناس، أنت مثلاً سلطان أو أمير تقول: ..... زيادة خير صلاة سادسة هذا ما يجوز، الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) هذا غلو، أو تقول: أنا أحب النبي -صلى الله عليه وسلم- فأدعوه من دون الله، أقول يا رسول الله اشفي مريضي وانصرني بعد موته، هذا غلو، ..... الله، الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: ادعو الله، أمرك أن تدعو الله، ما أمرك أن تدعوه، أمرك أن تدعو الله، والله يقول: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ[غافر: 60]، فعليك أن تدعو الله لا تسأل الرسول، ويقول -جل وعلا-: وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ[المؤمنون: 117]، فدعاء غير الله من الأموات والأشجار والأحجار حتى النبي كفر أكبر، هذا من الغلو, ومن الغلو أن تزيد فيما شرع الله من سائر العبادات، شرع الله أن توسل بأسماء الله وصفاته وبالأعمال الصالحة، تزيد أنت توسل بجاه النبي، أو ببركة النبي، أو بحق النبي، هذا بدعة هذا غلو، لكن توسل بالأعمال الصالحة، بحبك للنبي نعم، اللهم إني أسألك بحب نبيك، بمحبتي نبيك، بإيماني بنبيك هذا طيب، هذه وسيلة شرعية، لكن بجاه نبيك هذه ماله أصل، بحق نبيك هذا ما هو مشروع، ببركة نبيك هذا ما هو مشروع، المشروع أن تتوسل بمحبتك، بإيمانك به، باتباعك له، بطاعتك له، هذه الوسيلة الشرعية، أو بأسماء الله وصفاته أو بالإيمان بالله ورسوله.  

 

 
11- هناك أناس عند الدفن لموتاهم يضعون البرسيم بعد وضع الجنازة، ما حكم ذلك؟

 

هذا ما له أصل، ما هو مشروع، الذي وضع الجريد على قبرين عرف أنهما يعذبان، ولا وضع على بقية القبور -عليه الصلاة والسلام-، وضع الجريدتين على قبرين يعذبان عرفهما، فلا يجوز وضع ذلك على القبور الأخرى؛ لأنه ما يعرف أنهم يعذبون، فلا يوضع عليها شيء، لا برسيم ولا غيره.  

 

 
12- ما حكم وضع الغطاء، وهذا الغطاء فيه آيات قرآنية، وذلك على الميت أثناء الصلاة؟

 

لا يجوز هذا، لأنه فيه امتهان للآيات القرآنية، فلا تكتب الآيات في اللحاف ولا في الأجلال، ولا في المشاطئ والألبسة، ولا في السراويل، لا الآيات تحترم، ولا تجعل في الغطاء على الجنائز، أو في اللحاف على إنسان، أو في فراش الإنسان، أو في الوسادة لا، تجعل في قراطيس يقرأها الإنسان، أما تجعل في اللحاف أوفي الفراش أو في الحصير أو في الوساد هذا فيه امتهان وتلاعب ما يجوز.  

 

 
13- هناك شخص بعد أن يسلم من الصلاة لا يقتصر على صيغة: (السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله)، بل يزيد وبركاته، ما رأيكم بالزيادة؟

 

الأولى تركها، جاءت في بعض الأحاديث لكن مختلف في ثبوتها، كثير من أهل العلم لا يثبتها وبعضهم يثبتها، والمحفوظ عنه -صلى الله عليه وسلم- السلام عليكم ورحمة الله، وهو الذي عليه العمل في هذه المملكة، وعليه عمل العلماء، فهذا هو الصواب، وهو الأفضل، السلام عليكم ورحمة الله، لان كلمة وبركاته في مختلف في هذه الزيادة، منهم من أثبتها، ومنهم من لم يثبتها، فالمؤمن يتبع ما عليه العمل، ولا يخالف الناس ويشذ عن الناس، السلام عليكم ورحمة الله، هذا الشيء المحفوظ رواه مسلم في الصحيح.  

 

 
14- إني متوكل على الله ثم عليك، أن تنجز لي هذه المعاملة، ما رأيكم بهذه العبارة يا الشيخ؟

 

متوكل على الله ثم عليك لا بأس بثم، أما وعليك ما يصلح، لكن لو قال وكلتك أحسن من توكلت؛ لأن بعض أهل العلم يمنعوها، يمنعوا متوكل، فيقول وكلتك على كذا، أو أنت وكيلي، أو اعتمدت على الله ثم عليك، أو أنا ..... بالله ثم بك، وما أشبه ذلك، إذا جاءت ثم زال المحذور، لكن متوكل لو ترك متوكل أحسن، وإلا فالمعنى صحيح، متوكل يعني أنت معتمدي في هذا الأمر، يعني يعتمد على الله ثم عليك بعد الله -جل وعلا-.  

 

 
15- هل الذي يموت بالسرطان شهيد؟

 

ما أعلم أنه ورد ما يدل على ذلك، ما أذكر شيء في هذا، جاء في الحديث ميت الهدم والغرق والحرق وذات الجنب والشهيد في سبيل الله والمطعون بسبب الطاعون فهذا إن سمي طاعون يدخل، لكن الطاعون معروف، الطاعون شيء يقع على الإنسان يخرج منه حبات قليلة حارة، يموت بسرعة، إما في ...... اليد، وإما في الجنب، فهذا محل احتمال، محل احتمال أن يلحق بالطاعون أو لا يلحق بالطاعون، السرطان محل احتمال الله أعلم، ما أعلم بشيء واضح في هذا الأمر، لكن الطاعون معروف من مات به مات شهيداً.  

 

 
16- هل كان يسمع صوت الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قراءة الفاتحة في الصلاة السرية، مثل الظهر والعصر؟

 

كان يسمعهم الآية بعض الأحيان، يسمعهم الآية بعض الأحيان، ..... بعض الأحيان كما قال أبو قتادة: (كان يسمعنا الآية بعض الأحيان)، ليعلموا أنه يقرأ -عليه الصلاة والسلام-.  

 

 
17- ما حكم التزام الخطيب في الخطبة الثانية: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ..[النحل:90] الآية؟

 

ما هو بداعي إن فعله، وإلا ما هو بلازم، إن فعله وإلا غيرها من الآيات، المقصود يقرأ بعض الآيات هي وإلا غيرها.  

 

 
18- رجل صلى بثوبه وبه نجاسة عدة فروض ولم ينتبه إلا في اليوم الثاني، هل يعيد ما صلاه سابقاً؟

 

إذا كان ناسياً أو جاهلاً فليس عليه شيء، ليس عليه إعادة، النبي -صلى الله عليه وسلم- صلـى في نعليه وبها أذى، فأخبره جبرائيل أن بها أذى، فخلعهما، ولم يعد أول الصلاة، لأنه جاهل بذلك، حتى أخبره جبرائيل، فالمقصود أنه إذا صلـى الإنسان في ثوب نجس أو سروال أو فنيلة، ولم يذكر إلا بعد الصلاة أو لم يعلم إلا بعد الصلاة صلاته صحيحة، رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا[البقرة: 286]، قال الله: قد فعلت. والحمد لله.   

 

 
19- كم المدة التي يغيب فيها الزوج عن زوجته إذا كان في طلب الرزق؟

 

يجتهد ألا يطول، وليس فيها حد محدود، لكن يجتهد ولا سيما في هذا العصر، عصر الخطر، وعصر الاختلاط، وقلة العلم، ينبغي له أن لا يطول أو يذهب بها معه، حتى لا تقع الفتنة، فإذا مكث شهرين ثلاثة، ثم يرجع يكون أحوط، كان عمر وقت للناس ستة أشهر -رضي الله عنه-، لكن عصر عمر غير عصرنا، الخطر هنا أكثر، فإذا كانت المدة قلية أحوط، شهرين ثلاثة أربعة، أو يذهب بها معه، هذا هو الأحوط، لأن المرأة قد تبتلى، قد يزين لها الشيطان أو يأتيها دعاة الباطل من النساء والرجال، فكونه يحتاط ويذهب بها معه أو يعجل الأوبة، هذا هو الأحوط، ..... 

 

466 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply