حلقة 161: قضاء الصلاة المتروكة عمدا - بدعية صلاة الظهر بعد الجمعة - باب الريان هل يدخل منه من صام الواجب والمستحب؟ - صلاة الاستخارة - الهدية للأقارب والأرحام هل هي واجبة؟ - تأخير طواف الوداع - إسبال الثياب تحت الكعب

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

11 / 50 محاضرة

حلقة 161: قضاء الصلاة المتروكة عمدا - بدعية صلاة الظهر بعد الجمعة - باب الريان هل يدخل منه من صام الواجب والمستحب؟ - صلاة الاستخارة - الهدية للأقارب والأرحام هل هي واجبة؟ - تأخير طواف الوداع - إسبال الثياب تحت الكعب

1- هل يقضي المسلم الصلاة التي فاتته وكانت بإرادته، وكان عامداً متعمداً، ماذا يلزمه في هذه الحالة، وهل يقضي ما فاته؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فالصلاة أمرها عظيم، وهي عمود الإسلام، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، قال الله -جل وعلا-:حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ[البقرة: 238]، وقال تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ[النــور: 56]، وقال -جل وعلا-: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ[العنكبوت: 45]، والآيات في أمر الصلاة كثيرة جداً، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة)، ويقول -عليه الصلاة والسلام- :(بني الإسلام على خمس، بني الإسلام على خمس -أي على خمس دعائم-: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت)، ويقول -عليه الصلاة والسلام- :(بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) أخرجه مسلم في صحيحة عن جابر بن عبد الله الأنصاري -رضي الله عنهما-، ويقول أيضاً -عليه الصلاة والسلام- : (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)، أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن، بإسناد صحيح عن بريدة -رضي الله عنه-، فالذي يتعمد ترك الصلاة يكفر بذلك على الصحيح، وإن لم يجحد وجوبها، أما إذا جحد وجوبها يكفر عند الجميع ولو صلى، إذا قال: إنها غير واجبة، ولو صلى يكفر عند جميع أهل العلم، لكن إذا تكاسل ويعلم أنها واجبة، ويدري أنها وجبة يعترف، ولكن يتكاسل هذا أيضاً كافر على الصحيح، لهذه الأحاديث السابقة، فإذا تاب الله عليه ما عليه قضاء، إذا تاب الله عليه يبتدأ من جديد، يصلي من جديد، وليس عليه قضاء، إذا كان تركها عمداً عدواناً، أما إذا كان ناسي أو نائم يقضي، أما إذا تركها عمداً متساهلاً، فعليه التوبة وليس عليه القضاء، فإن قضى فلا بأس، لكن ليس عليه القضاء.     
 
2- هل تصلى الظهر بعد صلاة الجمعة، فبعض الناس بعد أن يصلي الجمعة يصلي بعدها أربع ركعات، هل هذا صحيح؟
هذا بدعة لا يجوز، صلاة الجمعة كافية والحمد لله عن الظهر، ومن يصلي الظهر بعدها هذا بدعة، يقول بعض الناس: أنه إذا كان في البلد جمعات كثيرة وأخشى أنها جمعة ما صحت، هذا من وساوس الشيطان، فلا يجوز أن تصلي الظهر بعد الجمعة، بل يجب أن يكتفي بالجمعة، لكن من فاتته الجمعة جاء وقد صلوا، أو مريض ما حضر الجمعة، أو مسافر يصلي ظهرا، أما من صلى جمعة فليس عليه صلاة ظهر، بل صلاة الظهر مع الجمعة جميعاً بدعة، لا في المسجد ولا في غير المسجد، نسأل الله العافية.  
 
3- ما روي في حديث بأن في الجنة باب يقال له: الريان لا يدخله إلا الصائمون، هل معنى ذلك، هل الصائمون يقصد بهم الذين يصومون شهر رمضان فقط، أم الذين يصومون السنن مثل الاثنين والخميس وأيام البيض؟
المراد بذلك الصائمون صوم الفريضة، الذين يحافظون على الصوم صوم الفريضة رمضان، وهكذا ما أوجبه الله عليه من صوم الكفارات، والنذور، هؤلاء لهم باب، باب الريان يدخلون معه، فإذا دخلوا أغلق، وإذا كان عندهم أعمال أخرى يدعون من أبواب كثيرة، لكن يدخلون من هذا الباب باب الصيام، والمؤمن الذي يقيم الصلاة يؤدي الزكاة ويصوم رمضان ويتقي الله يدعى من الأبواب كلها، لكن هذا الباب ما يدخل معه إلا الصائمون الذين حافظوا على الصوم الواجب.  
 
4- بخصوص صلاة الاستخارة كيف تكون علامات انشراح الصدر؟ وهل يجوز أن أستخير الله -عز وجل- في كل الأمور، أو أمور معينة؟
صلاة الاستخارة في الأمور التي يشتبه عليك أمرها، هل من المصلحة فعلها، أو تركها، هذا محل الاستخارة، أما الشيء المعروف أنه طيب ما فيه استخارة، ما عليك استخارة هل تصلي أو ما تصلي ما فيه استخارة، صلاة الفريضة مطلوبة مشروعة، كذلك الزكاة والصيام والحج وصيام الاثنين وصوم الخميس ما فيه استخارة؛ لأنه شيء معروف، لكن شيء يشتبه مثل أردت أن تتزوج بنت فلان، وعندك تردد فاستخر، أو السفر تحب أن تسافر إلى محل معين وعندك تردد، هل من المصلحة في السفر أم لا ؟ تستخير، كذلك عندك تردد هل تتجر في الحبوب؟ هل تتجر في الملابس؟ هل تتجر في العقار؟ عندك تردد تستخير، وهكذا الشيء الذي فيه تردد تستخير ربك، فإذا صليت ركعتين استخارة وسألت ربك تعمل بما يميل إليه قلبك، وينشرح صدرك، إذا مال صدرك إلى أحد الأمرين افعل هذا هو الأفضل، ويستحب لك أن تستشير، يستحب لك أن تشاور الناس الطيبين الذين تثق بهم مع الاستخارة بعد الاستخارة، تشاور إخوانك، أصدقائك، والديك، تستشير من تثق به وترى أنه أهل للاستشارة حتى يساهم في هذا الشيء، وإذا انشرح صدرك فافعل.  
 
5- إنه يعمل بالمملكة، فهل عند عودتي لبلدي لا بد من أخذ هدايا للأهل والأقارب، علماً بأن ذلك الموضوع سوف يكلفني الكثير، وهل إذا لم آخذ هدايا أكون قد ارتكبت إثماً من باب قطيعة الرحم لأهلي؟
الهدايا غير واجبة؛ لا ما هو بلازم، الهدايا غير واجبة ولا تكن قاطعاً للرحم إذا ما حملت هدايا، فالهدايا باختيارك، إن رأيت أن تأخذ هدايا لخواص أقاربك، فلا بأس، وإلا ليس بلازم، أنت أعرف بالمصلحة، المهم أن تحفظ المال لحاجة البيت وحاجتك وحاجة أهلك، فإذا اشتريت هدية خفيفة للزوجة، أو لأبيك، أو لأمك، أو لإخوانك، فلا بأس، وإن شق عليك ذلك فالحمد لله، ما لزوم هدية، المال احفظه لحاجة البيت لحاجتك، أو لقضاء دينك، أما الهدايا فهي مستحبة عند اليسر، عند القدرة واليسر، إذا أهديت لإخوانك، الرسول يقول: (تهادوا تحابوا)، اللهم صلى عليه وسلم، فالهدية طيبة مع القدرة ومع السعة إذا تيسرت من غير تكلف. 
 
6- هل من يقضي فترةً من الزمن في مكة المكرمة بعد الحج لمدة أكثر من شهرين لا بد أن يطوف طواف الوداع، وهل عليه شيء إذا لم يفعل هذا الركن؟
إذا أراد السفر يطوف للوداع، وهو واجب، وهو واجب وليس بركن لكنه واجب، إذا تركه عليه دم يذبح في مكة للفقراء، سواء أقام أياماً قليلة أو شهر، أو شهرين، أو أكثر، إذا أراد السفر يطوف للوداع سبعة أشواط بالبيت، من دون سعي، يطوف سبعة أشواط ويصلي ركعتين عند السفر، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : (لا ينفرن أحد منكم -يعني الحجاج- حتى يكون آخر عهده بالبيت)، اللهم صلي وسلم عليه، إلا الحائض والنفساء إذا صادف وقت السفر وهي في الحيض أو في النفاس لا وداع عليها
 
7- الشخص الذي عليه دين هل تلزمه فريضة الحج؟
إذا كان عنده قدره على الدين والحج يلزمه، أما إن كان ما عنده قدرة يبدأ بالدين، ولا حج عليه، ولكن إذا كان عنده مال يستطيع أن يوفي الدين ويستطيع أن يحج يلزمه الحج، لأن الله قال: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً[آل عمران: 97]، فإذا كان عنده أموال يستطيع أن يوفي الدين ويستطيع يحج وجب عليه، أما إذا كان ماله بقدر الدين أو أقل من الدين لا يلزمه الحج. 
 
8- الشاب الغير متزوج أيهما أفضل: الحج، أم الزواج؟
إن كان يستطيعهما فعلهما جميعاً، يتزوج ويحج جميعاً، فإن كان المال لا يتسع إلا لأحدهما، فإن كان محتاجاً للزواج يخشى على نفسه بدأ بالزواج، فإن كان لا يهمه الزواج لأن شهوته ضعيفة لا يخشى خطراً بدأ بالحج، وأدى الحجة الفريضة، أما إن كان لا، يخشى على نفسه، فإنه يبدأ بالزواج ومتى أيسر حج بعد ذلك. 
 
9- ذات يوم خدعني إبليس، وذلك بأن جعلني أخدع صاحب السوق عندما أخذت منه حاجتي وقلت له: سوف أعطيك الثمن بعدين، ومرت سنة أو أكثر وأنا على هذا الحال، وعندما أردت أن أعطيه فجأةً تغير المكان وصار سوقاً آخر، ولم يوجد صاحب هذا الدين الذي بذمتي، وسؤالي: رغم أنني نادم جداً لم أجده، ولم أعرف أحد يعرفني عليه؛ لكي أعطيه المبلغ، وسألت أكثر من واحد وقالوا: ليس موجود! فماذا أفعل؟
عليك التوبة والأوبة إلى الله، عليك التوبة والندم، والعزم الصادق على أن لا تعود لمثل هذا، لأنك ظلمته، وتعديت عليه، وعليك الصدقة بهذا، تتصدق بهذا المال على الفقراء بالنية عن صاحبة، إذا لم تستطع معرفة عنوانه وإيصال المال إليه، إذا عجزت فعليك أن تتصدق به على الفقراء بالنية عن صاحبه، وتدعو له، ويكفي والحمد لله مع التوبة والندم مما فعلت.  
 
10- عندي مبلغ من المال وأريد أن أجعله وقفاً في سبيل الله -عز وجل-، والسؤال: أي الأعمال أفضل في هذا الوقف، هل هو بناء المساجد، أو بناء مسجد، أم غيره أفضل؟
إذا كان المال كثيراً، فاجعليه في عقار في أعمال في وجوه الخير؛ بناء المساجد والصدقة على الفقراء، والمساكين، ومساعدة طلبة العلم في طلب العلم، ومساعدة من يقوم بعمل شرعي، ثم يعجز عنه، المقصود توقفيه في أعمال البر، إذا كان مال كثير يشترى به عقار كبير، أو عقارات توقف في أعمال البر، ووجوه الخير، من الصدقة على الفقراء، والمساكين، من مساعدة المجاهدين في سبيل الله، من بناء المساجد إلى غير هذا من وجوه الخير، الصدقة على الأقارب والمحاويج إلى غير ذلك. أما إن كان قليل، فأنفقيه في الصدقة على الفقراء، إذا كان في أقارب فقراء فأعطيهم إياه، فإن كان ما هناك أحد يصرف في تعمير المساجد أو في فقراء في غير البلد، إذا كان ما في البلد فقراء، في بلدك، المقصود أنه يكون في وجوه البر، لكن إذا كان قليل تجعلينه في الفقراء، أو في تعمير المساجد مساهمة كله طيب.  
 
11- إذا نوى الشخص سواء كان الرجل أو المرأة أن يقوم الليل ولم يقم، فهل يكتب له أجر ما نواه؟
نعم، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : (إذا مرض العبد، أو سافر كتب الله له ما كان يعمل وهو صحيح مقيم، إذا مرض العبد، أو سافر كتب الله له ما كان يعمل وهو صحيح مقيم)، وكذلك إذا نام، ما فرط له أجر قيام الليل، لكن يصلي من النهار، يصلي ما فاته، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا منعه من ورده بالليل نوم، أو مرض صلى من النهار، مقابل ما يفعله من الليل، هذا هو السنة، فإذا شغله مرض أو النوم عن وتره بالليل، أو حزبه بالليل من القراءة فعله بالنهار قبل الظهر، هذا هو الأفضل، ويكون أجره كاملاً. ويقول -صلى الله عليه وسلم- أيضاً في غزوة تبوك: (إن في المدينة أقواماً)، يقول لأصحابه في تبوك: (إن في المدينة أقواماً ما سرتم مسيراً، ولا قطعتم وادياً، إلا وهم معكم) وفي لفظ: (إلا شركوكم في الأجر، قالوا: يا رسول الله وهم بالمدينة؟ قال: وهم في المدينة حبسهم المرض)، وفي الفظ الأخر: (حبسهم العذر)، فالمقصود أن الذي يحبسه العذر عن عمل صالح وهو ينويه أو من عادته فعله يكون له أجر.  
 
12- ما حكم الشرع فيمن يبيع الهلل التسعة بعشرة من الريالات، ويعطي بالريال العاشر عصير أو أي شيء بريال، فما حكم ذلك؟
فيه خلاف بين العلماء العصر، والأفضل عدم الزيادة، عشرة بعشرة، ومائة بمائة، وهكذا، يعني كلها ريال، هذا معدن وهذا ورق، فالأفضل عدم التفاضل، الأفضل عشرة بعشرة، وعشرين بعشرين، وثلاثين بثلاثين أحوط؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)، بعض إخواني من العلماء قالوا: لا بأس؛ لأن المعدن غير الورق، فلا بأس إذا تفاضل كما يباع الريال سابقاً بالبياز المختلف، وكما يباع الريال بأشياء أخرى من الحديد؛ لأنها مختلفة، فلا حرج يعني في الجملة، لكن كونه يحتاط لدينه، ويعمل بالاحتياط، ويأخذ الهلل من المعدن بورق متساوي عشرة بعشرة، ومائة بمائة يكون هذا أحوط وأبعد عن الشبهة، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك).  
 
13- الثوب الطويل الذي يكون أسفل الكعبين ويلبس بدون خيلاء، ما حكمه؟
لا يجوز، لأن هذا من الإسبال، لكن مع الخيلاء يكون إثم أكثر، مع الخيلاء يكون الإثم أكثر، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما أسفل الكعبين من الإزار فهو في النار) رواه البخاري في الصحيح: (ما أسفل الكعبين من الإزار فهو في النار)، وهكذا البشت، وهكذا القميص، وهكذا السراويل كلها واحد، إذا زادت على الكعبين فهو لا يجوز في حق الرجل، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثة لا يكلمهم الله، ولا ينظر إليهم يوم القيامة، ولا يكلمهم، ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره، والمنان فيما أعطى، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب) رواه مسلم في الصحيح من حديث أبي ذر، فهذا يبين أنه لا فرق بين من أراد التكبر أو لم يريد التكبر؛ لأن الرسول أطلق في هذه الأحاديث، وقال في حديث أخر: (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله له يوم القيامة)، هذا وعيد آخر وعيد شديد، فالواجب الحذر من الإسبال مطلقاً، ولو لم يرد التكبر، وهذا شيء في قلبه من يعلم ذلك إلا الله -جل وعلا-، فالإسبال ممنوع، وهو وسيلة للتكبر، مع ما في هذا أيضاً من الإسراف وتعريض الثياب للأوساخ والنجاسات يروى عن عمر -رضي الله عنه- وهو مطعون -رضي الله عنه- جاءه شاب يعوده فلما أدبر رأى ثوبه يمس الأرض، فقال له: يا شاب، ارفع ثوبك فإنه أتقى لربك, وأنقى لثوبك، ارفع ثوبك فإنه أتقى لربك , وأنقى لثوبك) فالمقصود أنه لا يجوز أن تنزل الملابس عن الكعبين في حق الرجل، ولو لم يريد التكبر؛ لأن الأحاديث عامة نعم وأما في المرأة فالسنة لها أن تسبل حتى تستر أقدامها عن الرجال.  
 
14-  لماذا تكفل الله -عز وجل- بحفظ القرآن الكريم دون سائر الكتب التي أنزلت على الرسل، وجهونا في ضوء هذا السؤال؟
له الحكمة البالغة، له الحكمة البالغة، ولعل من الأسباب، أن الكتب بعدها كتب، تبين ما حرفه الناس وما غيره الناس، أما القرآن ما بعده وحي، انقطع الوحي فمن رحمة الله أن حفظه حفظ السنة والقرآن لأنه ليس هناك نبي جديد يبين لنا ما أخطأ فيه الناس، فكان من رحمة الله أن حفظ على أمة محمد القرآن والسنة، أما الماضون قبل محمد، كل نبي بعده نبي وبعده رسل يبينون ما أخطأ فيه أمة الرسول السابق، وما حرفوا، وغيروا، ولهذا بين القرآن والسنة ما حرف أهل الكتاب في التوراة والإنجيل ومن شرائعهم، أما محمد -صلى الله عليه وسلم- فهو الخاتم ليس بعده نبي، فمن رحمة الله أن حفظ كتابه وحفظ سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.  
 
15- ما هي الأسباب التي تؤدي إلى نشر الخرافات ونشوء الوثنيات بين الناس؟
الأسباب قلة العلم وكثرة الجهال، وقلة الناصحين لله، ولعبادة، والطمع في المال والشهرة، وما يقع من الحسد والبغضاء بين الناس، كلها أسباب للشر، فالإنسان إذا لم يكن عنده تقوى لله ودين يحميه فعل ما ترغب نفسه من ظلم وعدوان، ودعوة للباطل ونشر البدع والخرافات؛ لأنه ليس عنده تقوى تمنعه، وخوف من الله يحجزه نسأل الله العافية. 
 
16- هل يجب على الإنسان إذا شاهد شاة، أو ما يماثلها مشرفة على الموت، فهل يذكيها، علماً بأنها مريضة لا تؤكل، ماذا يفعل بها؟
إن ذكاها فلا بأس، وإن تركها فلا بأس، الأمر واسع، إن ذكاها لعل أحد يقبلها أو يأخذها فلا بأس، وإن تركها تموت فلا بأس، الأمر واسع الحمد لله.  
 
17- ما حكم لبس الخاتم الذي يوجد عليه ثعبان، وهل تجوز الصلاة فيه، وجهونا بذلك؟
لا يجوز لبسه، ولا يجوز الصلاة فيه، إلا إذا قطع رأسه رأس الثعبان، يقطع، يحك رأسه حتى يزيل الرأس, و إلا فلا يجوز لبسه سواء كان خاتم، أو حلية في الحلق أو غيره، ثعبان، أو طير، أو حيوان أخر حتى يقطع الرأس و إلا فالواجب عدم لبسه، لكن الصلاة صحيحة، الصلاة صحيحة على الصحيح، لكن لا يجوز استعماله، ولو في غير الصلاة، لبس الخاتم الذي فيه صوره، ثعبان أو غيره، أو حزام، أو قميص، أو غير ذلك فلا يجوز حتى يقطع الرأس ويزال.  
 
18- إنها كثيرة النسيان، وعندما تكون في الصلاة تنسى الآيات، أو تخلط بها، فماذا يجب عليها أن تفعل، هل تعيد الصلاة؟
عليها أن تستعيذ بالله من الشيطان، عليها أن تحرص تحل قلبها بين يدي الله إذا دخلت في الصلاة، تجمع قلبها على الله تعرف أنها بين يدي الله، وأن الواجب عليها إحضار قلبها بين يدي الله، والله يقول -سبحانه-: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ(1-2) سورة المؤمنون. وعليها أن تحذر الشيطان، فإذا جاءت الوساوس تتفل عن يسارها(ثلاث مرات)، تقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولو في الصلاة، تميل عن يسارها قليل بوجهها تقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم(ثلاث مرات)، تتفل وهذا علاج يزيل الله به شر الشيطان، قد أوصى به النبي -صلى الله عليه وسلم- بعض الصحابة، فعليها أن تستعيذ بالله وتستوي في صلاتها، ولا تعيد صلاتها، ولا وضوءها، تقرأ ما تيسر من الآيات والحمد لله بعد الفاتحة.  
 
19- امرأة لا تنجب، ويريد الزوج أن يتزوج بأخرى لهذا السبب، وقالت هذه الزوجة: لو تزوج علي تقتل نفسها، فنريد من سماحتكم توجيه هذه المرأة، وأن تبينوا لها الحكمة من تعدد الزوجات؟
لا يجوز لها قتل نفسها هذا منكر وجهل منها، وله أن يتزوج ثانية، وثالثة، ورابعة، الله يقول -سبحانه-: فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ (3) سورة النساء. والشارع يريد من الأمة أن تجتهد في عفة الفروج، وكثرة النسل حتى تكثر الأمة؛ لتسبح الله وتطيعه، فالتي لا تنجب قد أصابها عيب كبير، والأمر إلى الله، هو حكيم عليم، فعليها أن تحتسب وتصبر، تسأل ربها العافية، وأن الله يرزقها الذرية تسأل ربها، تعالج لا بأس، و لكن زوجها لا بأس أن يتزوج يطلب الذرية، وإذا قتلت نفسها فإلى النار، الله توعدها بالنار، ولا يلزم زوجها أن يطيعها بل يتزوج ولو قتلت نفسها، فالإثم عليها والشر عليها وقاتل نفسه توعده الله بالنار نعوذ بالله. 
 
20- لا أدري هل يجوز أن أسأل مثل هذا السؤال أم لا، هل الإنسان مخير أم مسير في هذه الحياة؟
مخير ومسير جميعاً، مخير له أعمال وله عقل وله تصرف وله سمع و بصر يختار الخير ويبتعد عن الشر، يأكل ويشرب باختياره، يتجنب ما يضره، باختياره ويأتي ما ينفعه باختياره، وأمره مسير بمعنى أنه لا يتعدى قدره، وهو الذي يسيِّره في البر والبحر، قال تعالى: فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ (29) سورة الكهف. وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ (30) سورة الإنسان. فله مشيئة، وله اختيار، إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) سورة المائدة. خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) سورة النمل. كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) سورة الصف . له مشيئة، له فعل وله اختيار، , وله إرادة تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ (67) سورة الأنفال. لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ*وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ (28-29) سورة التكوير. فمشيئة الله نافذة, وقدره نافذ، ومن هذه الحيثية مسير لا يخرج عن قدر الله، وهو مع ذلك مخير, له فعل, وله مشيئة, وله إرادة, يأتي الخير بإرادته, ويدع الشر بإرادته, يأخذ بإرادته, ويمسك بإرادته, يسافر بإرادته, ويقيم بإرادته, يخرج إلى الصلاة وغيرها بإرادته, ويجلس بإرادته, ولهذا يستحق العقاب على المعاصي, يستحق الثواب على الطاعات؛ لأن له فعل, فهو مثاب على صلاته وصومه وصدقاته وطاعته لله، وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر, مثاب على هذا إذا فعله لله، يستحق العقاب على معاصيه من الزنى، من التهاون بالصلاة، من أكل الربا، الغيبة، النميمة، إلى غير ذالك، فله فعل له اختيار، ولكنه في فعله واختياره لا يسبق مشيئة الله ولا يخرج عن قدر الله .   
 
21- هل يجوز لمن فاتته صلاة الظهر أن يصليها جماعة مع من يصلون العصر؟
إذا كان الجماعة مسافرين يصلونها في وقت الظهر، صلاها معهم، فيجب عليه أن يصلي في وقت الظهر، لا يؤخرها، الظهر إذا فاتته مع الجماعة، يصليها في المسجد أو في بيته حالاً، فإن وجد جماعة يصلون، صلى معهم، سواء كانوا مقيمين، أو مسافرين، صلى معهم، فإذا سلموا قام وكمل، وإما يؤخر إلى العصر لا، ما يجوز تأخيرها .  

451 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply