حلقة 162: الإخلاص. والخوف من الرياء - الدعاء الجماعي عند القبر - قراءة القرآن عند دفن الميت - التحصن من الشيطان الرجيم - الحناء - فضل الإكثار من العمرة - علامات قبول الأعمال الصالحة - آداب طالب العلم - حكمة مشروعية عدة المتوفى عنها زوجها

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

12 / 50 محاضرة

حلقة 162: الإخلاص. والخوف من الرياء - الدعاء الجماعي عند القبر - قراءة القرآن عند دفن الميت - التحصن من الشيطان الرجيم - الحناء - فضل الإكثار من العمرة - علامات قبول الأعمال الصالحة - آداب طالب العلم - حكمة مشروعية عدة المتوفى عنها زوجها

1- ما هو الإخلاص، وكيف يحصل العبد على الإخلاص لله، وأنا يا فضيلة الشيخ أرى نفسي أخاف من الرياء، وكأن شيء يحجبني ويحبب لي الرياء، وإني قد تركت بعض الطاعات وتراني أفكر في هذه الأشياء، فماذا أفعل؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: أنت أيتها السائلة وفقني الله وإياك لكل خير وأعاذنا جميعاً من نزغات الشيطان ووساوسه، الإخلاص: هو قصد الرب -جل وعلا- بالعمل هذا هو الإخلاص، أن يقصد المسلم بعمله وجه الله والدار الآخرة هذا هو المخلص، قال الله -جل وعلا-: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ[البينة: 5] قال -سبحانه-: فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ[غافر: 14]، فالمخلص: هو الذي يقصد بعمله وجه الله: بصلاته، بصومه، بصدقاته، بحجه بغير ذلك من العبادات يقصد بها وجه الله، يقصد التقرب إلى الله لا لغيره، لا رياء ولا سمعه، ولا لقصد الدنيا، وإنما يفعل ما يفعل ليرجوا ثواب الله ويرجوا إحسانه -سبحانه وتعالى-، هذا هو الإخلاص. أما الرياء: فهو يفعل لأجل يرائي الناس، لأجل يمدحوه الناس، هذا منكر ومن الشرك، قال الله جل وعلا إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً[النساء: 142]، فالرياء منكر ومن الشرك، يجب الحذر منه، ........ يصلي حتى يمدح، أو يتصدق حتى يمدح، أو يقرأ حتى يمدح هذا من الرياء لا يجوز هذا، يجب الحذر من ذلك، والواجب عليك الحذر من الوساوس دائماً، دائماً، يجب عليك إخلاص العمل لله، وأن يكون قصدك وجه الله بصلاتك وقراءتك وصومك وغير ذلك، وتجاهدي نفسك في ذلك، وتتعوذي بالله من الشيطان كلما خطر شيء من الوساوس أو الرياء قولي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، صدق، وإذا فعلت هذا صدقاً كفاك الله شر الشيطان وأعانك عليه.  
 
2- ما حكم الدعاء الجماعي عند القبر؟
الدعاء الجماعي عند القبر ليس له أصل، كونه يتعمد يقول ندعو جميعاً أنا أدعو وأنتم تؤمنون هذا ما له أصل، لا نعلم له أصل عن السلف الصالح، ولا عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، لكن لو دعا الإنسان وأمنوا على دعائه من غير قصد سمعوه يدعوا يقول: اللهم اغفر له، فقالوا: آمين. ما فيه شيء، لو دعاء إنسان لما دفنوا ....... ميت، فقال: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، اللهم ثبته بالقول الثابت، فقال بعض الحاضرين عند القبر آمين ما يضر. أما كونهم يتفقون على أن هذا يدعوا وهؤلاء يؤمنون هذا لا أصل له، ما ينبغي فعله، لأن هذا دعاء جماعي مقصود فلا أصل له، لم يبلغنا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن الصحابة -رضي الله عنهم وأرضاهم-، تركه هو الذي ينبغي، أما إذا دعا إنسان، سمعوه يدعوا وأمنوا من غير قصد ومن غير تجمع من غير يعني قصد لهذا الشيء، إنما كانوا يدعون للميت بعد ما دفنوه فأمنوا على دعاء من يدعوا، سمعوا واحد يدعوا فقالوا: آمين، آمين، أو دعا هذا وقال الآخر: آمين لا يضر، من غير قصد ومن غير تواطأ. وماذا عن الدعاء بعد دفن الميت جماعة يا شيخ ؟ كل واحد يدعوا بنفسه يقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، اللهم ثبته بالقول الثابت، هكذا، ولا يحتاج أن يجتمعوا على قول واحد، لكن لو دعا واحد وأمنوا من غير قصد سمعوه يدعوا قالوا: آمين من غير قصد فلا حرج .  
 
3- ما حكم قراءة القرآن عند الدفن ؟
بدعة ما لها أصل لا يقرأ عند قبر الميت القرآن، القرآن محله المساجد والبيوت مو محله القبور، ولهذا في الحديث الصحيح يقول -صلى الله عليه وسلم-: (اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً، فإن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) دل على أن القبور ما هي محل صلاة ولا محل قراءة، الصلاة والقراءة محلها البيوت والمساجد.  
 
4- بأنه رجل أمي لا يكتب ولا يقرأ، ويرجو من سماحتكم يقول: أن توضحوا لي بعض التحصينات لأتحصن بها من الشيطان؟
تجتهد في التعوذ بالله من الشيطان، تقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، كلما عرض شيء من الوساوس والمخاطر تقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق تكرر من هذه عند الخوف، أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، وعند وجود الوساوس تقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، تكرر هذا، وهذه من أسباب السلامة. وإذا قرأت بعد الفجر قل هو الله أحد، والمعوذتين ثلاث مرات وبعد المغرب كذلك، هذا من أسباب السلامة أيضاً، الرسول حث على هذا، أن يقرأ الإنسان في أول الصبح: قل هو الله أحد والمعوذتين، وهكذا بعد المغرب قل هو الله أحد والمعوذتين ثلاث مرات، وإذا قرأتها بعد الظهر مرة والعصر مرة والعشاء مرة كذلك مستحب، وعند النوم تُقرأ ثلاث مرات، هي من أسباب العافية والسلامة، عند النوم تقرأ ثلاث مرات أيضاً، مع آية الكرسي عند النوم، وهكذا بعد الصلاة تقرأ آية الكرسي مستحب، بعد الذكر يعني بعد الصلاة وبعد الذكر.  
 
5- شاب اقترض من بنك التسليف مبلغ وهو خمسة عشر ألف ريال، وهو ما يسمى بقرض زواج، وذلك القرض لا بد له من شروط، وهي: أن يكون الشخص المقترض متسبب، وإذا كان موظفاً فلا بد أن يكون الراتب ثلاثة آلاف ريال فأقل، يقول: علماً بأنني أخذت من هذا البنك هذا القرض وراتبي أكثر من ثلاثة آلاف، واستلمت هذا القرض بناءً على أنني متسبب، وأنا موظف، ويتم سداد هذا القرض شهرياً بلا زيادة ولا نقصان، واقتراضي هذا بسبب بعض الديون التي كانت عليّ، فماذا أفعل يا سماحة الشيخ الآن، وبماذا تنصحونني؟ علماً بأن حالتي المادية لا تسمح لي بإرجاع المبلغ؟
الواجب عليك التوبة إلى الله والندم والاستغفار من عدم بيان الحقيقة وعليك أن توفي القرض حسب التعليمات المتبعة، عليك أن توفي القرض حسب التعليمات المتبعة عند البنك، وعليك أن تجتهد في ذلك سواء كنت متسبباً أو موظفاً، عليك أن تسدد حسب الطاقة وحسب التعليمات المتبعة، وإذا كنت لا تستطيع بين للبنك والبنك ينظر في الأمر حسب ما عنده من التعليمات، نسأل الله للجميع التوفيق.  
 
6- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا مات الميت يتبعه ثلاث: أهله، وماله، وعمله، فيرجع اثنان: المال، والأهل، ويبقى واحد: وهو العمل)، سؤالي عن المال: كيف يذهب مع الميت وكيف يعود؟
يخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الميت يتبعه ثلاثه أهله وماله وعمله، فيرجع اثنان ويبقى واحد يعني ثلاثة وصف أغلبي، هذا وصف أغلبي يتبعه أهله مثل أخوه وأبوه وأولاده يشيعونه للصلاة والدفن وماله كالأدوات التي يحفر بها القبر، والماء الذي يرش به القبر، وما أشبهه مما يحتاج إليه عند الدفن، ثم يرجعون، يرجع الأقارب، والأدوات المالية ترجع، ويبقى معه عمله في قبره، ولا يبقى معه إلا عمله من خير وشر، أما المشيعون من أهل وأصدقاء يرجعون، وهكذا المال الذي يتبعه للحاجة إليه كالأدوات التي يحفر بها والأواني التي يخرج بها التراب، وما أشبه ذلك من الأشياء المحتاج إليها عند الحفر، هذه ترجع، يأتون بها للحفر ثم ترجع الآلات وغيرها إلى البيت.  
 
7- إذا وضعت الحناء على الرأس هل يمنع وصول ماء الوضوء إلى فروة الرأس، وهل أكتفي بالمسح عليها أثناء الوضوء فقط؟
الصواب أنه يكفي، إذا كان بالرأس لصوقات من حناء أوغيرها يمسح عليها ويكفي والحمد لله، كما فعلت عائشة -رضي الله عنها-، أخبرت عائشة أنهم كانوا يضعون الصوقات على رؤوسهم ويمسحون عليها والحمد لله.  
 
8- ماذا ورد في فضل الإكثار من العمرة؟
ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) فالعمرة إلى العمرة كفارة، والمعنى الله أعلم كفارة عند اجتناب الكبائر؛ لقوله -سبحانه وتعالى-: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ[النساء: 31] فاشترط في تكفير السيئات اجتناب الكبائر -سبحانه وتعالى-، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، كفارات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر)، فالعمرة إلى العمرة، والحج إلى الحج كلها مكفرات إذا اجتنب الكبائر، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (من حج فلم يرف ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) وقال -صلى الله عليه وسلم-: (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)، المبرور الذي أداه الإنسان وهو غير مصر على شيء من الكبائر، لم يفسق ولم يرفث، وهكذا العمرة إذا أداها وليس مصراً على شيء من الكبائر تكون كفارة للصغائر.  
 
9- ما هي علامات قبول الأعمال الصالحات؟
علامات قبولها استقامة أحوال الإنسان كونه أن يتقدم بالخير والاجتهاد بالخير هذه علامة أنه موفق وأن عمله مقبول، كونه يجتهد في الخير، ويستمر في الطاعات وعلى صحبة الأخيار، هذه دليل على أن الرجل قد تقبل منه، وقد وفق للمجاهدة والاستمرار، فمن علامات القبول انشراح الصدر والاستقامة على الخير، والمسارعة إلى الطاعات، والحذر من السيئات، فإذا قل شره وكثر خيره وانشرح صدره للخير فهذه من علامات التوفيق والقبول أن تكون حاله أحسن. 
 
10- ما هي الآداب التي ينبغي لطالب العلم أن يتحلى بها؟
الآداب الشرعية التحلي بالتواضع، وبذل السلام، ورد السلام، والتوجيه إلى الخير، والنصيحة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وصلة الرحم، وإكرام الجار، وكف الأذى عن الجار، هكذا هذه الصفات هي علامات الخير وعلامات السعادة.  
 
11- من نواقض الإسلام مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، نرجوا أن توضحوا لنا ذلك، وهل كل الطوائف غير المسلمة تدخل في ذلك؟
نعم، مظاهرة المشركين على المسلمين ردة عن الإسلام لقوله -جل وعلا-: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ[المائدة: 51] كونه يظاهر الكفار من النصارى أو اليهود أو الشيوعيين أو غيرهم ضد المسلمين وينصرهم على المسلمين هذا تولي للكفار وردة عن الإسلام نعوذ بالله كما نص على ذلك أهل العلم نسأل الله العافية.  
 
12- بأنها امرأة أرملة توفي زوجها وهي الآن في العدة، تقول: أريد من سماحتكم أن تخبروني ما الحكمة من مشروعية العدة للمتوفى عنها زوجها، وما العبرة من ذلك؟
الأقرب والله أعلم هو حماية المرأة وصيانتها أن يلحق بزوجها نسل من غيره، يعني المرأة جعل الله العدة صيانة لها وصيانة لزوجها من أن يلحق زوجها ولد ليس منه، فإذا بقيت في العدة حتى تكمل العدة كان هذا من الدلائل على براءة رحمها وأنها لم تحمل من الرجل، بحيث لو كان هناك حمل بان في العدة، فإذا ظهر حمل بعد ذلك اتضح أنه من غير زوجها، حتى لا يلحق به شيء من غيره، فالمرأة بعد الطلاق تعتد بثلاث حيض، وإذا كانت لا تحيض بثلاث أشهر، والمتوفى عنها بأربعة أشهر وعشر إذا كانت غير حامل، فهي من باب إظهار الحزن على الزوج، والتأثر بموته، وصيانة المرأة أيضاً من أن يعتريها شيء يسبب إلحاقها زوجها بولد ليس منه، لأنها لو تزوجت مبكرة لربما حملت من هذا وادعت أنه من الأول، فيكون في ذلك إلحاق له بأولاد ليس منه، فالمقصود أن الله -جل وعلا- شرع العدة لمصالح: منها التأثر بفراق الزوج، وان يبقى فاصل بينها وبين الزوج الآخر، ويكون هذا من حق الزوج ومن حريم نكاحه، ومنها أن يكون ذلك صيانة لها أن يطأها أحد بعد ذلك بنكاح فتشتبه الأمور فيقع في نكاح هذا وحملها، ومنها أيضاً حماية الزوج الأول من أن يلحق به أولاد من غيره ففيه مصالح كثيرة.  
 
13- سائلة تقول: إن إمام المسجد الذي بجوارها أفتاني بأنه لا مانع من الكلام مع أخ زوجي وغيره وأنا متحجبة الحجاب الشرعي، وهو الذي أمرني بأن أخرج في النهار عندما أكون متضايقة بحيث أرجع قبل الغروب،
لا بأس بالكلام مع أخ الزوج وخال الزوج وعمه ونحو ذلك لا حرج في ذلك مع البعد عن الفتنة، ....... تكلمه في حاجات وهي متحجبة لا حرج في ذلك والحمد لله، وكان المسلمون هكذا في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- يكلم الرجل زوجة أخيه، ويكلم الرجل جارته وقريبته وغير محرمه في الأمور التي يحتاجون إليها، مع النزاهة والبعد عن أسباب الريبة. أما خروج المعتدة من بيتها فهذا فيه تفصيل: إذا كان لحاجة كخروجها للمستشفى أو محكمة أو لأسباب أخرى فلا بأس، تشتري حاجة من السوق. أما للنزهة وسعة البال ترك هذا أولى، لأن الرسول قال للمعتدة: (امكثي في البيت حتى يبلغ الكتاب أجله) عدة الوفاة يعني، كونها تبقى في بيتها وكذلك عدة الرجعية كونها لا تخرج إلا بإذنه بإذن زوجها، هذا كله مشروع واجب على المرأة، لكن خروجها للحاجة مثل شراء حاجة من السوق، مثل مستشفى، مثل محكمة كل هذا لا بأس به، أما مزاورة الناس لا، لأنها في عدة والله قال: لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ[الطلاق: 1] إذا كانت عدة الرجعية، وهكذا عدة الوفاة، الرسول يقول للمتوفى عنها: (امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله) فتبقى في البيت إلا إذا كان هناك حاجة فلا بأس حاجة في السوق، تشتري لها طعام، تشتري حاجة لبهائمها، تذهب للمحكمة لأجل ادعاء خصومة، تذهب للمستشفى لأجل الحاجة الطبية ما فيه بأس.  
 
14- اشتريت بمبلغ من المال كتب صغيرة، وهي: (الأذكار طرفي النهار)، ونويت عند شراء هذه الكتب أن أتصدق بها وأجعل ثواب ذلك لزوجي المتوفى، فما الحكم أيضاً في هذا السؤال؟
كل هذا طيب، تتصدق بكتب أو بطعام عن زوجها، كتب طيبة معروفة عند أهل العلم أنها طيبة أو بطعام أو ملابس كله طيب عن زوجها وعن أبيها وعن نفسها هذا طيب. 
 
15- ما الأسباب المنجية من عذاب القبر والتي تجادل عن صاحبها، هل المريض بالسرطان في بطنه يعتبر شهيداً، لأن المبطون شهيد؟
أسباب السلامة في القبر طاعة الله ورسوله، الاستقامة على دين الله والحذر من المعاصي، هذه أسباب السلامة في القبر، والمريض بالسرطان أو غيره على خير عظيم، يرجى له خير عظيم، المرض كفارة للسيئات، فإذا أصاب الإنسان مرض فهو كفارة، ما أصاب العبد من المرض والهم والغم حتى الشوكة يكفر الله بها من خطاياه، وأسباب الشهادة كثيرة المطعون المصاب بمرض الطاعون، والمبطون الذي يصاب بمرض البطن، والمجذوم، وكذلك صاحب الهدم وصاحب الغرق والشهيد في سبيل الله كل هذه من أنواع الشهادة وكل إنسان يصيبه مرض أو شيء من الأذى كله كفارة له حتى الشوكة. 
 
16- إذا أخطأ أحدنا خطأ فهل يجوز للمسلمين أن يفضحوا أمره، وينشروه، وما حكم الشرع فيمن يفعل ذلك
هذا يختلف إن كان الرجل أظهر منكر فلا بأس أن يقام عليه ويعامل بما يستحق من إقامة الحد أو التعزير، أما إذا كان أسر المنكر فلا يجوز فضيحته ولا غيبته، بل الواجب الستر عليه لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة) ولقول الله -جل وعلا-: وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً[الحجرات: 12]، فالمؤمن يستر على أخيه ولا يفضحه ما دامت المعاصي خفية، أما إذا أظهر المنكر، وبارز الله بالمحاربة، فهذا لا بأس أن يظهر أمره، ويرفع أمره، حتى تقام عليه الحدود الشرعية، أو التعزيرات الشرعية، حتى لا يتجرأ الناس على المعاصي كما تجرأ. 
 
17- ابتليت بعادة الإسراف، ولست أدري كيف أتخلص منها؟ أرشدوني أرشدكم الله
الواجب على المرأة والرجل الحذر من الإسراف، وأن تكون جميع أعمالها على الاقتصاد وعدم الإسراف، لأن الله -جل وعلا- قال: وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ[الأعراف: 31]، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (كل واشرب والبس وتصدق بغير سرف ولا مخيلة)، فالواجب عليك المجاهدة حتى تعملي ما هو المطلوب من غير إسراف؛ لأن هذا يضرك ويضر زوجك إن كان لك زوج، فالواجب عليك تقوى الله وأن تعملي ما هو المناسب من الاقتصاد وعدم إضاعة المال. 
 
18- لو حدث أن رجلاً كان يتعامل بالربا من بيع وشراء، ثم مات وترك مبلغاً من المال من عمله في الربا، هل أولاده يرثون ذلك أو يتصدقون به؟
يرثون ...... يرثونه، وإذا علموا يقيناً أن جزءاً من المال ربا تصدقوا به، إذا علموا يقيناً أن ماله مثلاًَ عشرة آلاف هذه أصل المال يعني رأس المال ما هي بربا، وعرفوا أن ألف أو ألفين من الربا يتصدقون بها في وجوه الخير، وإذا جهلوا فالمال كله لهم، إذا جهلوا كل المال لهم، وإذا عرفوا جزءاً من المال ربا أو سرقة أو ما أشبه ذلك تصدقوا به وإن عرفوا صاحبه ردوه عليه.  
 
19- أفتونا في رجل تزوج بامرأة من أهل الكتاب وأنجبت له ولدان، وعندما حضر الرجل الموت ليوم أو يومين أسلمت هذه المرأة، هل ترثه أم لا؟
نعم ترثه، إذا أسلمت قبل الموت ترثه، والحمد لله.  
 
20- ما هي ظواهر الشرك القولية والعملية الموجودة في أي مجتمع؟
ظواهر الشرك تارة تكون بالكلام، وتارة تكون بالفعال، فإذا كان في محل تدعى فيه القبور من دون الله ويتبع الناس في دعوة الأموات والاستغاثة بالأموات هذه مظاهر الشرك، وإذا كان الناس يجهرون في دعاء الأموات، أو بدعاء الأنبياء أو الأولياء أو الأصنام أو الجن، هذه من مظاهر الشرك، يستغيثون بهم يذبحون لهم ينذرون لهم هذه مظاهر الشرك، فالواجب الحذر من ذلك، المقصود أن الشرك له مظاهر تارة بدعاء الأموات والاستغاثة بالأموات عند القبور، تارة بإثبات أشجار أو أحجار، تارة بأصنام مصورة توضع في أماكن معينة يدعونها من دون الله، تارة بدعاء الجن والاستغاثة بالجن إلى غير ذلك، تارة بدعاء الأموات وإن كان في بيته أو كان في السيارة أو كان في الطيارة يقول يا سيدي فلان يا رسول الله انصرني أو يا سيدي بدوي انصرني أو يا حسين أو يا حسن انصرني أو اشف مريضي أو يا شيخ عبد القادر الجيلاني أو يا فلان أو يا فلان كل هذا شرك أكبر ولو في السيارة ولو في الطريق ولو في الطائرة وإذا كان ـــ كذلك نسأل الله العافية. 
 
21- رجل توفي وزوجته حامل وظل الجنين في بطنها ثلاث سنوات والسؤال متى تنتهي هذه العدة لهذه المرأة؟
لا تزال في العدة ما دام الجنين في بطنها ما دام جنينها في بطن معلوم فهي لا تزال في العدة ولو مكث ثلاث سنين أو أربع سنين ما زال موجوداً معلوماً أنه جنين فعليها أن تتربص لقول الله سبحانه: وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ولم يخصص سبحانه، والجنين قد يتأخر لأسباب قد يبقى في البطن سنة سنتين أكثر لأسباب تحت رحمة الله جل وعلا، فعليها أن تصبر حتى تضع الحمل.

594 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply