حلقة 177: ما هي الأمانة التي في قوله تعالى إن عرضنا الأمانة - ما حكم الشرع في التمائم والرقى؟ - هل تلتقي أرواح الموتى - الموتى من الأطفال هل يتزوجون في الآخرة - هل ترث العمة والخالة وبنت العم - هل المصائب ابتلاء أم عقوبة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

27 / 50 محاضرة

حلقة 177: ما هي الأمانة التي في قوله تعالى إن عرضنا الأمانة - ما حكم الشرع في التمائم والرقى؟ - هل تلتقي أرواح الموتى - الموتى من الأطفال هل يتزوجون في الآخرة - هل ترث العمة والخالة وبنت العم - هل المصائب ابتلاء أم عقوبة

1- هي الأمانة الواردة في قوله تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ[الأحزاب:72]؟ نرجو منكم التوجيه

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد : فهذه الأمانة أوضحها العلماء في كتب التفسير هي دين الإسلام هي ما شرعه الله لعباده من فرائض, ومن محرمات يجب على المكلفين أداء الفرائض وترك المحارم وهذه أمانة, قال- جل وعلا-:إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا(النساء: من الآية58), وقال-جل وعلا-: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (المؤمنون:8), وقال-سبحانه-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (الأنفال:27), وقال- عز وجل-: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (الأحزاب:72), فهي ما أوجب الله علينا من التوحيد الذي هو أصل الدين, وإخلاص العبادة لله وحده ، وهكذا ما أوجب الله علينا من اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم -, والإيمان بأنه رسول الله, والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله من أمر الجنة, والنار, والساعة, والجنة, وغير ذلك, والحساب, والجزاء كل ذلك داخل في الأمانة ، وهكذا الإيمان بالصلاة, والزكاة, والصيام, والحج, والجهاد, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كل ذلك داخل في الأمانة، لابد أن تؤدى هذه الأمور على ا لذي شرع الله كل ذلك أمانة ، هكذا ترك المحارم أمانة ، فالواجب على كل مسلم أن يتقي الله, وأن يؤدي فرائض الله, وأن يحذر محارم الله, وهذا العمل هو أداء الأمانة . 
 
2- ما حكم الشرع في التمائم والرقى؟
التمائم ممنوعة وهي ما يعلق على الإنسان سواء كانت من القرآن أو غير القرآن الصواب منعها ، إذا كانت من غير القرآن فلا خلاف تمنع، كالطلاسم, أو أشياء منكرة من كتابات منكرة, أو عظام, أو أشياء غير ذلك تعلق هذا منكر, أما إذا كانت من القرآن فاختلف فيها العلماء والصواب أنها تمنع لأمرين: الأمر الأول: عموم الأحاديث مثل قوله - صلى الله عليه وسلم-: (من تعلق تميمة فلا أتم الله ، ومن تعلق ودعة فلا أودع الله له ، ومن تعلق تميمة فقد أشرك ) هذا عام ، والأمر الثاني أنه وسيلة للتمائم الأخرى ، إذا علقت التمائم من القرآن صارت وسيلة لتعليق التمائم الأخرى، فإن التمييز بين هذا وهذا فيه صعوبة, فالواجب سد الباب, ومنع التمائم كلها .  
 
3- أفتونا هل الموتى الذين أرواحهم في البرزخ، هل يلتقي بعضهم ببعض، وهل يتعارفون؟
هذا لم يرد فيه شيء واضح يعني يجزم به, ولكن هناك أوقات يقال أنه قد تتلاقى الأرواح, ولكن ليس هناك شيء نعلمه في الأحاديث الصحيحة يدل على هذا, فقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم -أنه قال: (أن أرواح المؤمنين في الجنة، طائر يعلق بشجر الجنة, وأرواح الشهداء في أجواف طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش)، فهذا ثابت عنه - صلى الله عليه وسلم -, أما تلاقيها في الدنيا, وتلاقي روح الميت مع النائم هذا لا أعلم فيه شيئاً صحيحاً, ولكن ذكر ابن القيم وغيره أن هذا واقع, وقد تتلاقى الأرواح, والناس يقولون أشياء كثيرة عن هذا من التلاقي الدال على أنه موجود, والله- جل وعلا- على كل شيء- سبحانه وتعالى-, فإن أمر الروح أمر غريب وأمر خاص ففي الإمكان كونها في الجنة وكونها تتلاقي مع أرواح أخرى، وقد حدثنا كثير من الناس عن وقائع وحوادث تدل على التلاقي، من ذلك أن إنساناً حدثني أن أباه كان عليه دين لفلان فرأى في النوم شخص أخر يقول له إن دين على أبيك كذا وكذا, ولفلان كذا وكذا, ولفلان كذا وكذا ، فسألهم الولد فقالوا له نعم كله صحيح, المقصود أنه يقع أشياء لا يتهم فيها تدل على أن هناك شيء من التلاقي, والله جل وعلا أعلم سبحانه. 
 
4- هل الأولاد والبنات الذين يموتون قبل سن التكليف، هل يتزوجون في الآخرة، وما مصيرهم؟
نعم إذا ماتوا قبل التكليف وهم من أولاد المسلمين فهم من أهل الجنة بإجماع المسلمين, إذا ماتوا هم من أهل الجنة, وإنما الخلاف في أولاد المشركين, أما أولاد المسلمين فهم في الجنة, والجنة ليس فيها عزب ، كل أهل الجنة يتزوجون ، كل أهل الجنة يتزوجون لهم فيها ما يشتهون, ولهم فيها ما يطلبون, ولهم أزواج من الحور العين ومن نساء الدنيا كل رجال الجنة لهم أزواج. 
 
5- رجل توفي ولا يوجد له عصبة وعنده مال كثير ، وله خالة وعمة وبنت عم ، هل يرثونه أم لا ؟
هذا على خلاف في توريث ذوي الأرحام بعض أهل العلم يرى توريثهم وبعض أهل العلم لا يرى توريثهم, فإذا وقعت هذه تحال إلى المحكمة فتنظر فيه؛ لأن هؤلاء من ذوي الأرحام. 
 
6- هل المصائب التي تصيب المسلم ابتلاء من الله- عز وجل-، أم بسبب معاصٍ اقترفها؟
المصائب قد تقع بسبب رفع الدرجات, وإعظام الأجر للشخص كما يقع للأنبياء وكثير من الأخيار, مثل ما أصاب أيوب وغيره- عليه الصلاة والسلام-, ومثل ما أصاب نبينا في يوم أحد وغيره, وقد تقع بسبب الذنوب كما قال-تعالى-: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (الشورى:30), وقال-عز وجل-: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ(النساء: من الآية79). 
 
7- ما الفرق بين الخطيئة والسيئة والذنب، وماذا يعتبر النظر إلى النساء، وما الفرق بين الحسنة والأجر؟
السيئة والخطيئة والذنب كلها بمعنى واحد, السيئات والخطايا والذنوب هي المعاصي, والحسنات والطاعات, والأعمال الصالحات كلها متقاربة بمعنى واحد، فما جاء في النصوص من ذنوب, وسيئات, والخطايا هذا معناه ما يفعله العبد من الجريمة، لكن قد تطلق الخطيئة على ما كان من غير تعمد, أو النسيان, كما قال-تعالى-: رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا(البقرة: من الآية286) قد يسمى الشيء خطأً يعني أنه وقع بغير قصد أو نسيان, ويسمى الذنب خطيئة, ويسمى سيئة, ويسمى ذنب. 
 
8- ما هي محقرات الذنوب مع ضرب الأمثلة لذلك؟
محقرات الذنوب التي يحتقرها الإنسان يراها صغيره, والنبي –عليه الصلاة والسلام- يقول : ( إياكم ومحقرات الذنوب فإنها تجتمع على العبد حتى تهلكه), وفي لفظ الآخر (فإن لها من الله طالباً) وضرب المثل بالقوم الذين نزلوا منزلاً ليصنعوا طعامهم فيأتي هذا بعود, وهذا بعود, وهذا ببعضه فيوقدوا ناراً ويصنعوا الطعام على هذه الأشياء الحقيرة, ومحقرات الذنوب هي التي يراها صغيرة يحتقرها؛ لأنه يراها ذنوب صغيرة, قد يرى بعض الناس الغيبة من الصغائر, قد يرى بعض الناس كلام على بعض الناس بالشدة والكلام السيئ أنه من الصغائر, بحيث لا يتأدب معه بل يتكلم معه كلام قبيح ، قد يرى بعض الناس أن كونه يعصي والده, أو لا يصل رحمه قد يراها محقرة, قد يعتقد أشياء حقيرة صغيرة وهي ليست كذلك, قد تكون كبيرة, وهو ما يعلم, وقد تجتمع عليه, وهي صغيرة فتجتمع حتى تهلكه بكثرتها وتساهله بها، فالمقصود أن المحقرات هي التي يراها الإنسان حقيرة ويتساهل بها؛ لأنه ما يراها أنها من الكبائر، ويرى أن الله سوف يعفو عنه فيها؛ لأنها باعتقاده ليس لها شدة, وليست تتضمن ظلم للناس, أو مشقة عليهم هذا معنى محقرات. 
 
9- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت فلم يستجب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء)، هل ينطبق هذا على من قال ذلك بقلبه، وجهونا في ضوء هذا السؤال؟.
فينبغي للمؤمن أن يحذر هذا ، يستجاب للعبد ما لم يستعجل يقول دعوت ودعوت فلم أراه يستجاب لي ، فيستحسر ويدع الدعاء هذا مما لا ينبغي للمؤمن, بل ينبغي أن يجتهد في الدعاء و يستمر ويرجو الإجابة؛ لأن الله- سبحانه- حكيم عليم قد يؤخر الإجابة لمصلحة له حتى تستمر في الدعاء, وتؤجر بالدعاء, وتثاب على الدعاء, ويكون لك بسبب الدعاء توجه إلى الله, وأعمال صالحة, وحذر من السيئات, وتنتفع بهذا الدعاء؛ لأنك اجتهد في الأعمال الصالحة, وابتعد عن السيئات فهذا صار خيراً لك, هذا الدعاء وهذه الأعمال الصالحة صارت خيراً لك فلا تسأم, استمر بالدعاء ولو تأخرت الإجابة, واحذر المعاصي التي قد تعوق الإجابة, وقطيعة الرحم كذلك, فالمقصود أن الإنسان يدعو إلى الله, ويجتهد في الدعاء ولا يسأم لا يقول دعوت فلم يستجب لي ، يصبر، يصبر، يصبر ، وقد تأخر الإجابة لحكمة بالغة. 
 
10 - هل تقبل الهدية من المشرك ؟
هذا فيه تفصيل إن كانت الهدية تتضمن شراً على مسلم, لا يتسلط بها الكافر عليه, أو لا يتجرأ بها على المسلمين, ولا يترتب عليها شر فإنه يقبلها المسلم ويكافئ عليها، يكافئ عليها بمثلها أو أحسن منها, والنبي - صلى الله عليه وسلم - قبل من قوم ورد على قوم، قبل من المشركين بعض الهدايا ورد على آخرين لم يقبل هداياهم، فإذا كان قبولها أصلح يترتب عليها تأليف قلبه, ومحبته للمسلمين, ويثيب عليها أكثر المهداة إليه قبلها, فإن كان قبولها يسبب شراً على المسلمين، أو أن هذا المهدي يتجرأ على المسلمين, أو يؤذيهم, أو يفعل أشياء تضرهم بسبب هذه الهدية، أو المهدى إليه هذه الهدية تفضي إلى محبته للكافر المهدي, والتعاون معه في ما يضر المسلمين لم يقبلها لئلا تضره ، لئلا تجره إلى الباطل.  
 
11- من الكبائر تغيير منار الأرض، ما معنى ذلك
الرسول لعن من غير منار الأرض , ولعن من ذبح لغير الله, ثم لعن من لعن والديه, ولعن من أوى محدثاً، ولعن من غير منار الأرض، يعني مراسيم الأرض, كون الإنسان بينه وبين زيد مراسيم تفصل أرضه من أرضه, فالذي يغيرها ملعون بنص الحديث؛ لأنها تفضي إلى النزاع والخصومات يظلم هذا لهذا نسأل الله العافية, سواءً كان بين الشريكين أو من غيرهم, هو ملعون ظالم ؛لأن تغييرها يفضي إلى النزاع والخصومات, وإعطاء الإنسان غير حقه نسأل الله العافية. 
 
12- ما حكم من قال: بأن الذين يدعون الأولياء والصالحين هم مسلمين؟
حكمه أنه يبين له أن هذا كفر وضلال, فإذا أصر صار كافراً مثلهم إن بين له كفرهم وضلالهم والأدلة على ذلك, يقول الله-جل وعلا-:فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً(الجـن: من الآية18), ويقول الله:وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ(المؤمنون:117), فسماه كافر, وقال –سبحانه-: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ*إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ(فاطر: من الآية13-14), سمى دعاءهم شرك، إن بين له أن دعوتهم واستغاثتهم بالأموات هذا شرك المشركين ، هذا شرك قريش مع اللآت ومع غيرها من الصالحين, ومع الملائكة نسأل الله العافية والسلامة. 
 
13- هل يجوز لي أن أدعو الله بألا يعقد الشيطان علي ثلاث عقد عند النوم؟
ما نعلم مانع لو دعا أن الله يكفيه شر الشيطان ويكفيه عقده طيب, فهو مأمور بالتعوذ بالله من الشيطان, والشيطان قد يعقد العقد, وإذا ذكر الله وتوضأ وصلى زالت العقد وكفاه الله شره، مثل ما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - : (إذا أصبح وذكر الله انحلت عقدة, فإذا توضأ انحلت عقدة, فإذا قام وصلى انحلت عقده كلها, فإذا سأل الله أن يكفيه شر الشيطان, وأن الله يعيذه من عقده ، وأن الله يعينه على ذكره وطاعته هذا كله طيب . 
 
14- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم يصب بفاقة أبداً، ما معنى كلمة فاقة، وهل هذا الحديث صحيح؟
هذا الحديث لا نعلم له طريقاً صحيحاً، لا نعلم له طريقاً صحيحاً، فلا يعول عليه، ولكن يقرأ القرآن، ما هو بأجلها يقرأ للتفقه في الدين, وحصول الحسنات؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: ( إقرأوا القرآن فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة), وقال من قرأ حرفاً من القرآن فله به حسنة والحسنة بعشرة أمثالها), فعلى الإنسان أن يقرأ القرآن؛ لأجل فضل القراءة, ويحصل الحسنات, لا من أجل الحصول للدنيا. 
 
15- ما الحكمة في عدم بداية خطبة العيد بالبسملة، وكذلك في خطبة الجمعة؟
الله أعلم ، لا أعرف شيئاً في هذا, لا أذكر شيئاً في هذا ، ولعل الجواب أن يقال أن الحمد يقوم مقام البسملة؛ لأن الحمد ذكر لله والبسملة ذكر لله فالشارع اكتفى بالحمدله, وقد سدت عن البسملة؛ لأنها ذكر لله –عزوجل-. 
 
16- كيف يزيد الإيمان ؟
الإيمان يزيد وينقص ، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي, فإذا صلى الصلوات الخمس, وحافظ عليها, وصلى معها الرواتب زاد إيمانه, وإذا أخل بالرواتب نقص إيمانه, أو أخل بالزكاة نقص إيمانه, أو بالصوم نقص إيمانه، أو بصلة الرحم نقص إيمانه, وهكذا بالمعصية ينقص الإيمان, وبالطاعات يزيد الإيمان ففي صحاف أعماله, وفي ميزانه, وعند ربه-عز وجل-كل ما أدى طاعة زاد الإيمان, وكل ما أدى معصية نقص الإيمان, وكلما ترك شيئاً من الواجبات نقص الإيمان وهكذا. 
 
17- ذهبنا إجابة لدعوة أخ لنا في الله في مدينة تبعد عن مدينة الرياض حوالي مائة وثلاثين كيلوا متر، وفي أثناء الطريق توقفنا لأداء صلاة الظهر، فاختلفنا: هل نصليها قصراً أم كاملة، علماً بأننا لم نكن ننوي أن نصلي معها العصر؛ لأننا سنصلي مع الشخص الذي دعانا لصلاة العصر، ماذا يجب علينا؟
هذا سفر ولكم أن تصلوا في الطريق جمعاً وقصراً؛ لأنه سفر الثمانين سفر، الثمانين فأكثر سفر يعني كيلوا سفر, فإذا قصر في الطريق أو جمع فلا حرج في ذلك والحمد لله. 
 
18- من أكل سبع تمرات في اليوم منع من السحر، ما صحة هذا الكلام؟.
هذا ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( من تصبح بسبع تمرات من عجوة المدينة), وفي اللفظ الآخر: (مما بين لابتيها -أي المدينة-لم يضره سحر ولا سم), هذا ثابت في الصحيح, حديث صحيح :( من تصبح بسبع تمرات من عجوة المدينة), وفي لفظ: (مما بين لابتيها) رواه مسلم, وأصله في الصحيحين (لم يضره سحر ولا سم) . 
 
19- قال الله تعالى: وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ[ص:16]، ما هو القط المذكور في الآية
نصيبهم الذي لهم من الخير يريدونه في الدنيا, هذا وينتقد عليهم ذلك، المقصود أن-قوله-: وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ (صّ:16), يعني نصيبنا وجزاءنا في الدنيا ، عجله في الدنيا, نصيبهم وجزاؤهم من خير وشر.  
 
20- ما هي ثمرات غض البصر في الدنيا والآخرة، وهل من كلمة يا سماحة الشيخ توجهونها للشباب بهذا الخصوص؟
غض البصر من أهم المهمات ومن أفضل الطاعات يقول الله- جل وعلا-: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ(النور: من الآية30), ويقول النبي-عليه الصلاة والسلام-: ( من غض بصره أوجده الله حلاوة يجدها في قلبه ), المقصود أن غض البصر من القربات العظيمة ومن الواجبات؛ لأن إطلاق البصر من أسباب استحسان ما قد يقع على البصر من نساء, أو مردان فيقع الفتنة، فتقع الفتنة, فغض البصر من أهم الواجبات, ومن أهم أسباب النجاة والسعادة، فالواجب على أهل الإيمان غض البصر والحذر من شر النظر, وهكذا المرأة يجب عليها غض البصر والحذر من شر إطلاق البصر, ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح عن نظر الفجأة لما سئل عن نظر الفجأة ، الذي ينظر إلى المرأة فجأةً، قال: أصرف بصرك) ، وقال لعلي لما سأله عن النظرة، قال: (إن لك الأولى وليس لك الثانية ), فالنظرة التي وقعت فجأة لك.......لكن ليست لك الثانية؛ لأنك الأولى؛ لأنك لم تقصدها وليست لك الثانية. 
 
21- هل ورد عن الرسول-صلى الله عليه وسلم-هذا الحديث بهذا المعنى، بأنه سوف يأتي على أمتي زمان المحافظ فيه على دينه كالقابض على الجمر، وأن له من الأجر خمسين صحابي، وإذا كان الجواب بنعم، فهل زماننا هذا هو الذي أشار إليه النبي- صلى الله عليه وسلم-؟
كل هذا صحيح نعم يأتي على الناس زمان, وهذا يقع في بعض الأوقات, وفي بعض الجهات في زماننا وقبل زماننا أيضاً, وسوف يأتي أيضاً ليس في كل زمان بل في بعض الأزمنة وفي بعض المحلات، قد يكون في بلد لا يقع ذلك من ظهور الخير فيها, وقد يكون في بلد آخر قد قل الخير فيها، فالقابض على دينه كالقابض على الجمر، فإذا اشتدت الغربة حصل هذا, وصار العامل يعادل خمسين من الصحابة كلما اشتدت الغربة اللهم صلي على محمد. 
 
22- هل ذلك جائز بأن أحمل القرآن في جيبي؟
لا حرج في ذلك, أما إن كان يتخذه تميمة لا، أما إن كان لحاجه ينقله معه حتى يقرأ فيه فلا بأس, أما أن ينقله معه ويذهب به هكذا وهكذا ليقيه الشرور, ويعتقد أنه تميمة, وحرز من الشرور هذا لا ، لا دليل عليه, ولا أصل له يمنع.  
 
23- هل يجوز أن أقرأ القرآن بدون وضوء؟
إذا كنت تقرأه عن ظهر قلب فلا بأس بغير وضوء, أما من المصحف فلا بد من الوضوء تتوضأ ، لكن إذا كان عن ظهر قلب تقرأ بغير وضوء, إذا كنت لست جنباً, والحائض كذلك لها أن تقرأ على الصحيح؛ لأن المدة تطول عليها، والجنب لا يقرأ حتى يغتسل, لا من المصحف ولا عن ظهر قلب ، أما صاحب الحدث الأصغر الذي ليس على وضوء وما عنده جنابة فهذا يقرأ, والحمد لله عن ظهر قلب, لكن لا يقرأ من المصحف . 
 
24- هل يجوز زرع الأشجار على القبور؟
لا ينبغي ، لا أصل له ، كان النبي - صلى الله عليه وسلم -, وضع الجريدة على قبرين معذبين, أما نحن فلا نعرف عذابهم، فلا يوضع لا جريد ولا غيره، ليس لك بل هو بدعة . 
 
25- هل تجوز الصلاة -صلاة الجمعة- بثلاثة أشخاص إذا كانوا في الصحراء، أو متابعة ذلك على الراديو، وماذا يصلونها؟
في الصحراء صلوا ظهراً ، صلوا ظهراً وليس لكم جمعة، أنتم في حكم المسافر إن كنتم مسافرين، أو في حكم غير المسافرين كالبادية فليس عليكم جمعة, ولو كنتم غير مسافرين ؛ لأن البادية ليس عليهم جمعة صلوا ظهراً ، والمسافر ليس عليه جمعة يصلي ظهراً.   
 
26- سمعت مرة بأن الدعوة تارة تكون معجلة وتارة تكون مؤخرة فكيف يكون ذلك جزاكم الله خيراً؟
لله الحكمة سبحانه، إن أراد يعجلها وإن أراد يؤجلها سبحانه وتعالى لحكمة بالغة، فقد يعجل الاستجابة وقد يؤخرها يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن تدخر له في الآخرة، وإما يصرف عنه من الشر ـــ قالوا يا رسول الله: إذن نكثر، قال: الله أكبر، فهو حكيم عليم قد يعجلها وقد يؤجلها سبحانه وتعالى، وقد يعطي السائل خيراً منها. 

376 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply