حلقة 178: حكم صيام المسيحي لشهر رمضان - توضيح آية الكرسي - حكم نصيحة العم الذي لا يصلي - حكم حج الإنسان عن غيره - ما الفرق بين الفرض والواجب في الحج - الاستمرار على عبادة معينة ليس عليها دليل - الدعاء عند آيات الرحمة وآيات العذاب

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

28 / 50 محاضرة

حلقة 178: حكم صيام المسيحي لشهر رمضان - توضيح آية الكرسي - حكم نصيحة العم الذي لا يصلي - حكم حج الإنسان عن غيره - ما الفرق بين الفرض والواجب في الحج - الاستمرار على عبادة معينة ليس عليها دليل - الدعاء عند آيات الرحمة وآيات العذاب

1- يوجد في القرية عندنا رجل مسيحي وهو يصوم شهر رمضان ولا يصلي، هل صيامه هذا صحيح؟

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, والعاقبة للمتقين, وصلى الله وسلم على عبده ورسوله, وخيرته من خلقه, وأمينه على وحيه نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله, وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين أما بعد : فهذا النصراني الذي يصوم ولا يصلي, ينظر في أمره ويدعا إلى الإسلام, فإن الصيام بدون دخول الإسلام لا ينفعه, فالكفر مبطل الأعمال, كما قال- عز وجل-؛ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (المائدة:5), ويقول سبحانه- وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(الأنعام: من الآية88), فلا بد أولاً من تصديقه محمد - صلى الله عليه وسلم -, ودخوله في الإسلام, فإذا صدق محمد - صلى الله عليه وسلم - ودخل في الإسلام, فحينئذ يطالب بالصلاة, والصوم, والزكاة, والحج, وغير ذلك، أما كونه يصوم أو يصلي وهو على مسيحيته أو نصرانيته هذا لا يصح منه ، صلاته باطله, وصومه باطل ولا ينفعه ذلك؛ لأن شرط هذا العبادات الإسلام ، فإذا صلى وهو غير مسلم, أو صام وهو غير مسلم فعبادته باطلة، فعليكم أيها الأخوة الذين في قربه أن تنصحوه, وتوجهوه إلى الإسلام, وتعلموه أنه لا بد من الإيمان بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وتصديقه, وأنه رسول الله حقاً إلى الناس عامة الجن والإنس، وأن عليه أن يلتزم بالإسلام ، بإخلاص العبادة لله وحده, وترك ما عليه النصارى من القول بأن المسيح ابن الله, أو بالأقاليم الثلاثة يترك هذا كله, ويؤمن بأن الله إله واحد ليس له شريك، وأن المسيح ابن مريم عبد الله ورسوله, وليس هو ابن الله تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، فإن الله- سبحانه وتعالى- ليس له صاحبة ولا ولد, قال الله- عز وجل-: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ*اللَّهُ الصَّمَدُ*لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (الإخلاص:1-4) فإذا ترك ما عليه النصارى من هذا القول الشنيع, وإذا آمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم -, وصدق ما جاء به والتزم بالإسلام، فهذا حينئذٍ يكون مسلماً له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين, وعليه أن يصلي, وعليه أن يصوم, وعليه أن يزكي إذا كان عنده مال ، وعليه أن يحج مع الاستطاعة, وهكذا كسائر المسلمين.  
 
2-   أرجو من سماحتكم توضيح آية الكرسي حيث أن بعض الناس من يقول إنها تنتهي من: (( ... وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ[البقرة:255] صدق الله العظيم، وفيه من يقول عليها زيادة: (( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ... [البقرة:256] الخ؟
آية الكرسي تنتهي بقوله تعالى: وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ(البقرة: من الآية255) هذه آية الكرسي اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ هذه هي آية الكرسي، أما لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ (البقرة: من الآية256), وهذه الآية العظيمة هي أفضل آية, وأعظم آية في كتاب الله-سبحانه وتعالى-وهي مشروعة للمؤمن والمؤمنة بعد كل صلاة، يقرأها بعد الذكر هذه الآية العظيمة مشروعة, إذا أوى إلى فراشه عند النوم يقولها فهي آية عظيمة, وهي أفضل آية في كتاب الله-سبحانه-, وهي تنتهي بقوله-سبحانه-: وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ(البقرة: من الآية255) هذا آخرها عند أهل العلم. 
 
3- أنا مدير محلات تجارية وصاحب هذه المحلات يطرح الزكاة عندي سنوياً، وله ناس مخصصين يأتونه في كل سنة يعطيهم الزكاة، وأسماؤهم مسجلة عندي في كشف، وصاحب المحلات يسافر في شهر رمضان إلى الخارج، ويقول: لا تعطوا الزكاة إلا من كان اسمه مسجلاً في الكشف، وفي هذه السنة لم يأت البعض لأخذ الزكاة، والزكاة عندي موجودة،
عليك أن تعتمد ما قال لك صاحب الزكاة, فتعطيها الأشخاص الذين سماهم, وسجلهم لديك, ولا تعطي غيرهم؛ لأنك وكيل والوكيل يلتزم بما قاله الموكل، لكن إذا علمت أن بعضهم غني وأنه لا يصلح للزكاة تنصحه, وتقول له فلان لا يصلح, فلانة لا تصلح، وإذا تأخر بعضهم تخبره، إذا تأخر بعضهم فماذا أفعل هل أعطيها من أرى أنه فقير, أو يسمي لك أشخاصاً آخرين فتعطيهم, أما أنت فلا تتصرف بدون إذنه، لابد من إذنه في ذلك؛ لأنك وكيل والوكيل لا بد أن يلتزم بأمر الموكل، ولكن عليك النصيحة إذا علمت أن بعض الأشخاص المسمين عندك لا يصلحون لغناهم, أو كفرهم, أو أشياء أخرى تمنعهم من الزكاة ، بين هذا للشخص صاحب التجارة حتى تتفق معه على الأشخاص الذين ينبغي أن تدفع لهم الزكاة, فمن تأخر منهم تدفع حصته ، وتبقى عندك حتى تستشير صاحب الزكاة في ذلك, فيعمدك فيما يرى في هذا الأمر . 
 
4- لي عم أخ لأبي منفرد عن الأسرة ولي متجر بجانب متجره، والجامع قريب منا، ونسمع الأذان معاً في كل وقت، ولكنه لا يذهب إلى الصلاة, ولا يصل الرحم، وفوق هذا فهو يختلي بامرأة أجنبية غريبة عنه، وفي منزل آخر غير منزله، والإسلام يدعو للنصيحة لقول الرسول- صلى الله عليه وسلم-: (إنما الدين النصيحة)، فأنا أكره أعماله هذه وأكره أن أتكلم معه, ولا أرد عليه السلام، علماً بأنه جاري في الدكان -كما ذكرت- فهل عليّ إثم بهذا؟
الواجب عليك النصيحة مثل ما فعلت تنصح له, وترشده إلى الخير, وتخوفه من الله- عز وجل- وتقول له يا فلان اتق الله, عليك أن تؤدي الصلاة في الجماعة, أنت تسمع النداء, والرسول- عليه الصلاة والسلام- يقول: ( من سمع النداء فلم يأتي فلا صلاة له إلا من عذر) وجاءه رجل أعمى فقال: يا رسول الله! ليس لي قائد يلائمني إلى المسجد فهل لي من رخصة لأصلي في بيتي, فقال له- عليه الصلاة والسلام-: (هل تسمع النداء للصلاة؟ قال: نعم ، قال: فأجب), فلم يرخص له بترك الجماعة وهو كفيف ليس له قائد يلائمة, فكيف بحال البصير المعافى, تنصح له وتبين له ما جاء في السنة، وكذلك قطيعته للرحم, تنصح له بها, وهكذا خلوته بالأجنبية تنصحه وتنكر عليه, فإذا أصر على المخالفة والعناد هجره حق, وأنت مصيب في هجرة؛ لأنه قد تظاهر بالمعصية, ومن تظاهر بها ولم يقبل النصيحة استحق أن يهجر. 
 
5- هل يصح للإنسان الذي لم يحج عن نفسه أن يحج عن إنسان آخر له دينٌ عليه، علماً بأن هذا الذي سوف يقوم بالحج عن صاحب الدين قد عمل له سند للدين الذي عليه، فهل يصح هذا؟
ليس للإنسان أن يحج عن غيره قبل أن يحج عن نفسه هذا هو الصواب من قول أهل العلم, ولكن يبدأ بنفسه فيحج عنها, ثم بعد ذلك لا حرج أن يحج عن غيره إذا قصد بذلك خيراً, وأراد أن يشارك في الحج, والمشاعر العظيمة،ومشاركة المسلمين في الخير, وأخذ ما يستعان به من المال حتى يحج عن غيره لا بأس, لكن لابد أن يبدأ بنفسه, لا بد أن يحج أولاً, فإذا حج أولاً فلا بأس أن يحج عن غيره، وإذا حج عن نفسه كان أولى وأفضل إلا إذا أخذ المال ليحج عن غيره بقصد صالح, لقصد إهداء الحق لذمة أخيه من الحج, أو لقصد المشاركة في الخير والحرص على الوصول إلى المشاعر, وهو لا يستطيع ذلك فيستعين بأخذ المال ليحج عن غيره حتى يشارك في الخير فهذا عمل صالح
 
6- ما الفرق بين الفرض والواجب في الحج وهل يستويان في الابتداء؟
الفرض والواجب الفرق بينهما أمر اصطلاحي, الجمهور يرون أن الفرض والواجب شيء واحد ، وأن الفرض ما لزم العبد شرعاً والواجب كذلك ، وقال آخرون من أهل العلم الفرض ما تأكد دليله, وقوية حجته, وصارت فرضيته أشد وأقوى, والواجب ما كان دون ذلك في الأدلة فالوقوف بعرفة فرض لأن أدلته عظيمة وهو الحج, ورمي الجمار أسهل من ذلك, وإن كان واجباًَ, فيطلق على مثل رمي الجمار, ومثل المبيت بمزدلفة واجب، ويطلق على الوقوف بعرفة مثلاً والطواف أنه فرض لعظم أدلتهما وشدة وجوبهما، والقول الآخر لأهل العلم يسمي الجميع فرضاً, ويسمي الجميع واجباً, والأمر في هذا لا مشاحة فيه لكن لا شك أن الواجبات تختلف أن بعضها أوجب من بعض, وأشد فرضية من بعض, فالوقوف في عرفة ,وطواف الإفاضة لهما شأن, وهكذا الإحرام له شأن بخلاف رمي الجمار, بخلاف طواف الوداع فإنهما أسهل من ذلك وإن كان الكل واجباًَ .  
 
7- كيف كانت حجة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- هل تمتع أو قرن أو أفرد؟
الرسول-صلى الله عليه وسلم - حج قارناً هذا هو الصواب الذي عليه المحققون من أهل العلم, وقد تواترت به الأخبار عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أنه لبى بالحج والعمرة جميعاً, وقال: (لولا أن معي الهدي لأحللت معكم), فالمقصود أنه حج قارناً لبى بهما جميعاً بالعمرة والحج جميعاً, وبقي على إحرامه؛ لأنه كان ساق الهدي- عليه الصلاة والسلام- وأن الصحابة الذين لم يسوقوا الهدي فإنه أمرهم بالإحلال, فطافوا, وسعوا, وقصروا, وحلو, وأحرموا بالحج يوم التروية عند توجههم إلى منى, وأما هو - صلى الله عليه وسلم-فكان قارناً هذا هو الصواب لبى بالحج والعمرة جميعاً هذا هو المحفوظ من فعله-عليه الصلاة والسلام-ولكونه ساق الهدي لم يتحلل مع الناس بل بقي على إحرامه حتى حل منهما جميعاً يوم النحر فرمى يوم العيد, ثم نحر, ثم حلق رأسه, ثم تحلل وتطيب, ثم ركب إبله فطاف به طواف الإفاضة- عليه الصلاة والسلام- هذا هو الحق.
 
8- إنني أصلي صلاة الضحى والحمد لله باستمرار، وقد تعمدت أن أقرأ في الركعتين الأوليتين سورة: هل أتى على الإنسان، وذلك لأنه فيها صفات أهل الجنة، وآمل من الله أن يجعلني منهم، وفي الركعة الثالثة أقرأ سورة الضحى؛ لأن الصلاة هي صلاة الضحى، وفي الركعة الرابعة أقرأ سورة الإخلاص؛ لأن فيها ذكر صفات الله العظيمة التي لا يشاركه فيها أحد، فهل يجوز الاستمرار على ذلك أم أنه يعتبر بدعة يجب أن أتركها؟
الأفضل أن لا تستمر بذلك؛ لأن هذا شيء لا أصل له ولا دليل عليه, وربما باعتياده تعتقد أنه كالشيء الواجب, فينبغي أن تفعل هذا تارة وهذا تارة, ولا تستمر على قراءة هذه السور فقط، وسورة الضحى ليس لها ما يبرر أن تقرأ في صلاة الضحى, فإن قسم الله بالضحى شيء آخر غير ما يتعلق بصلاة الضحى، والله يقسم بما يشاء-سبحانه وتعالى- لكن يجوز للمؤمن أن يختار بعض السور وبعض الآيات يقرأ بها، لكن مع الاعتقاد، مع اعتقاده وإيمانه بأن هذا شيء ليس بلازم , وأنه لا بأس بأن يقرأ غيرها من الآيات والسور, فمع هذا الاعتقاد لا حرج لكن الأولى والأفضل أن لا تستمر على هذا الشيء, بل تقرأ تارة كذا وتارة كذا حتى لا تعتاد هذا الشيء, فتظن أنه اللازم والنفوس إذا اعتادت شيء يشق عليها الفراق, و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (الإخلاص:1) بالأخص لها شأن عظيم، فإذا قرأها الإنسان محبة لها, ولما فيها من صفات الله فهذا يرجى له الخير العظيم، وقد ثبت أن بعض الصحابة كان يقرأ بها في صلاته بالناس ، فقال له بعض الصحابة لماذا تلزمها ولا تكتفي بها, فقال, إنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأها فبلغ النبي بذلك فقال: أخبروه أنه الله يحبه، فحبك إياها أدخلك الجنة ، فإذا قرأ الإنسان سورة الإخلاص لهذا المعنى، أو آيات الجنة للشوق إلى الجنة, أو آيات النار للحذر فهذا له خير عظيم, لكن لا يلزم ذلك, بل تارة وتارة حتى لا يعتاد الشيء الذي ليس بلازم ، ثم أيضاً قبل أن ننتقل السنة في الضحى ركعتان هذا أقل شيء, فإذا أراد أن يزيد فيصلي ركعتين, ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، لا يجمع الأربع جميعاً ، الأفضل أن يصلي ركعتين بتسليم، ثم ركعتين بتسليم؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :( صلاة الليل والنهار مثنى مثنى ), وكانت عادته-صلى الله عليه وسلم- أن يسلم من كل اثنتين الليل والنهار ، فالأفضل أن تسلم من كل اثنتين تأسياً بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ، وعملاً بقوله - صلى الله عليه وسلم - : (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى) وهذا الزيادة والنهار جيدة, ولا بأس بها عند كثير من أهل العلم فسندها جيد.  
 
9- إنني أقرأ القرآن والحمد لله، وعندما أصل إلى صفات المؤمنين أدعو الله أن يجعلني منهم، وعندما أصل إلى صفات المنافقين والكفار ومصيرهم أستعيذ بالله ألا يجعلني منهم، فهل بعد الدعاء تلزمني البسملة من جديد أم أتابع القراءة دون ذلك، وهل قطع القراءة للدعاء جائز؟
هذا شيء فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في تهجده بالليل –عليه الصلاة والسلام-إذا مر بآيات الوعيد تعوذ, وإذا مر بآيات الرحمة سأل ربه الرحمة، فلا بأس بهذا، بل هذا مستحب في التهجد بالليل, في صلاة النهار, في القراءة خارج الصلاة كل هذا مستحب وليس عليك أن تعيد البسملة ولا التعوذ، بل تأتي بهذا الدعاء, ثم تشرع بالقراءة من دون حاجة إلى إعادة التعوذ ولا إعادة البسملة ، وهذا كله إذا كنت تصلي وحدك في النافلة, أما إذا كنت في الفريضة فلم يثبت عنه-صلى الله عليه وسلم-أنه كان يفعل هذا في الفريضة, وهكذا إذا كنت مع الإمام تنصت لإمامك, ولا تأتي بهذه الأدعية والإمام يقرأ ، بل تنصت وتستمع في الجهرية, أما في السرية فتقرأ الفاتحة, وما تيسر معها من دون حاجة إلى الأدعية التي يدعى بها في النافلة؛ لأن الرسول-صلى الله عليه وسلم-لم يكن يفعل هذا في الفريضة, ولعل السر في ذلك والله أعلم التخفيف على الناس وعدم التطويل عليهم ؛لأنه لو دعا عند كل آية فيها رحمة، وتعوذ عند كل آية فيها وعيد ربما طالت الصلاة ولربما شق على الناس, فكان من رحمه الله, ومن إحسان إلى عباده, ومن لطفه بهم أن شرع عدم ذلك في الفريضة حتى تكون القراءة متوالية, وحتى لا تطول القراءة على الناس, أما في النافلة كالتهجد بالليل في صلاة الضحى في غيرها من النوافل فلا بأس الأمر فيها واسع. 
 
10- أحياناً تكون ثياب ابني الصغير مبللة بالنجاسة، فيلمس بثيابه تلك دون شعور ثياب أخيه الكبير أو ثيابي، ولكن آثار البلل لا تظهر على ثياب الكبير نتيجة الملامسة، فهل يلزم الكبير غسيل ثيابه لتطهيرها أم أنها لا تعتبر نجاسة؛ لأنها لم تظهر عليه آثار البلل، وهل هناك طريقة للتطهير من النجاسة غير الغسيل كالتعريض للشمس مثلاً، وهل هناك سنٌ يكون فيها بول الولد غير نجس أم أنه نجس منذُ الولادة؟
بول الطفل نجس مطلقا من حين الولادة إلى آخر حياته يكون نجس، لكن في حال الطفولة وعدم آكل الطعام تكون نجاسته مخففة يكفيها الرش والنضح حتى يأكل الطعام ويتغذى بالطعام، فإذا تغذى بالطعام صار يغسل لقول النبي-صلى الله عليه وسلم -: (بول الغلام ينضح وبول الجارية يغسل), فالمقصود أنه ما دام لا يتغذى بالطعام فبوله نجاسة خفيفة يكفي فيها الرش والنضح ، وإذا كان بول الصبي مبلل بالنجاسة, ثم باشر ثوباً آخر طاهر فإن هذا البلل ينجس الثوب الذي يلامسه؛ لأنه رطب إذا كان رطباً, أما إذا كانت رطوبته خفيفة ولم يؤثر في الثوب الذي يلامسه فلا باس لا يتنجس, لكن إذا كانت رطوبته واضحة وبينه فإنه لا بد تؤثر في الثوب الذي تلامسه ولو ما بان ذلك بينونة ظاهرة، فينبغي غسل ما أصاب الثوب الجديد الطاهر من هذا البلل, يتحراه ويغسله بالماء, وليس هناك طريق غير الماء ، الشمس ما تكفي لا بد من غسله بالماء, ولهذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم-إذا أصابه بول الصبي صب عليه الماء- عليه الصلاة والسلام- وإذا كان صغيراً أتبعه الماء ولم يغسله بل يكفي رشه بالماء كما تقدم. 
 
11- لي ابن خالة قد رضع مع خالي وخالي ليس بشقيق لوالدتي بل أخيها من أبيها؛ فهل يصبح خالاً لي هو وإخوانه أيضاً، ولي ابنة خالة قد رضعت مع أم خالي ولكن لم ترضع معه، بل مع أخته وأخيه من أمه وأباً آخر، فهل تجوز لي أن أتزوجها؟
إذا كان ابن خالك قد رضع من زوجة جدك, ولو كانت من غير جدتك، من زوجة أخرى فإنه يكون خالاً لك, وأخاً لأمك ، ولو كان من أبيها, متى رضع من زوجة جدك سواءً كانت جدة لك أو ليست جدة لك، فإن هذا الرضيع إذا رضع خمس مرات أو أكثر حال كونه طفل في الحولين فإنه يكون خالاً لك؛ لأنه صار أخاً لأمك من أبيها, وإن كان من أمها صار أخاً لها من أبيها وأمها, فيكون خالاً لك بكل حال، إذا كانت رضعت من زوجة جد الذي هو أبو الخال وأبو الأم، إذا كانت رضعت منه رضاعاً تاماً خمس مرات فأكثر بنت خالة هذه فإنها تكون أيضاً خالة تكون أخت للأم مثلما سبق, ولو كانت رضعت من شخص قبل خاله أو بعد خاله .... مع خاله متى رضعت من الزوجة التي هي أم الخالة , وأم أمه سواء كانت أم له أو زوجة أخرى ليست أمهما بل زوجة لأبيهما أخرى, وسواء كانت معهما أو مع أولاد قبلهما, أو أولاد بعدهما فإنها تكون خالةًَ إذا كانت رضعت خمس رضعات أو أكثر في الحولين . 
 
12- إنني رأيت بعض الذين أعتقد أنهم صالحون يذكرون بعض الذكر بعد صلاة الصبح فاتخذته وهو: لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، اللهم أجرنا من النار، سبع مرات، اللهم إنا نسألك رضاك والجنة، سبع مرات، نعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ثلاث مرات، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع البصير، ثلاث مرات، رضينا بالله تعالى رباً وبالإسلام ديناً، وبالقرآن كتاباً، وبمحمد- صلى الله عليه وسلم- نبياً ورسولاً، ثلاث مرات، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، مرة، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا راد لما قضيت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، مرة واحدة، اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبد وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثلاث مرات، سورة قل هو الله أحد إلى الأخر ثلاث مرات، سورة الفلق مرة، سورة الناس مرة، سبحان الله ثلاثاً وثلاثين مرة، والحمد لله ثلاثاً وثلاثين مرة، الله أكبر أربعاً وثلاثين مرة، لا إله إلا الله ثلاثاً وثلاثين مرة هل في هذا الدعاء نص صريح يجب على الإنسان أن يتبعه
هذا الذكر أكثره وارد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير وفي بعض الزيادة بيده الخير، عشر مرات هذا سنة جاءت به عدة أحاديث، اللهم أجرني من النار سبع مرات كذلك جاء في حديث وإن كان في سنده بعض الضعف اليسير وهو من أحاديث الترغيب والترهيب، وكذلك أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ثلاث مرات سنة، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم أيضاً سنة ومشروع ثلاث مرات، وهو من أسباب الوقاية من كل شر كما قال النبي- عليه الصلاة والسلام- ، وكذلك اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك... سنة ، وكان إذا دعا ، دعا ثلاث مرات- عليه الصلاة والسلام- ، رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبياً ورسولاً ، هذا حق وسنة ، لكن ما فيه تكرار ثلاث، يدعوا به كثيراً يقول كثيراً ، وليس فيه زيادة بالقرآن إماما, وإنما رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولاً ، أو بمحمد نبياً ، فكله جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ،وكله من أفضل الذكر ولا يتقيد بثلاث، بل يأتي بما تيسر من ذلك ، كذلك سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة سنة بعد كل صلاة ، وإن كبر أربعاً وثلاثين يوفي المائة، سبحان الله ثلاثاً وثلاثين ، والحمد لله ثلاثاً وثلاثين ، والله أكبر أربعاً وثلاثين، هذا وجه من أوجه الذكر الشرعي ، وإن سبح ثلاثاً وثلاثين وحمد الله ثلاثاً وثلاثين ، وكبر ثلاثاً وثلاثين ، وقال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، هذا كله سنه جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم – وهكذا قراءة قل هو الله أحد بعد الصبح وبعد المغرب ثلاث مرات وقل أعوذ برب الفلق ثلاث مرات وهكذا قل أعوذ برب الناس ثلاث مرات، هذا هو السنة. أما ما لم يرد؟ أما ما سوى هذا فلا دليل عليه، اللهم إني أسألك دخول الجنة، ما أعرف أنه ورد، لا ثلاث ولا أكثر ولا بعد الصلوات، وقد ورد أيضاً بعد الصلوات زيادة على هذا، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمساً وعشرين مرة جاء هذا، وهذا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله خمساً وعشرين مرة، وجاء بدلاً منها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله ثلاثاً وثلاثين مرة وتمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، أو التكبير أربعاً وثلاثين كما تقدم.

333 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply