حلقة 187: حكم رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام - رد السلام أثناء الوضوء - حكم من تاب من ذنب ثم عاد إلى فعله - حكم إطلاق كلمة مولانا على رسول الله - مدة غياب الزوج عن زوجته - الشراكة مع شخص يتعاطى الكبائر - مسائل تتعلق بالوضوء

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

37 / 50 محاضرة

حلقة 187: حكم رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام - رد السلام أثناء الوضوء - حكم من تاب من ذنب ثم عاد إلى فعله - حكم إطلاق كلمة مولانا على رسول الله - مدة غياب الزوج عن زوجته - الشراكة مع شخص يتعاطى الكبائر - مسائل تتعلق بالوضوء

1- رجل غادر وطنه قبل ستين سنة، ولا نعرف إلى أي بلد توجه، ولا ندري هو حيٌ أم ميت، ولكن هذا الرجل عندما غادر وطنه كان له مال، وله أب، وأخ من أبيه، وأخ وأخت أيضاً من أبيه فقط، نرجو منكم الإفادة لمن تكون أملاك الغائب، وقد مات أبوه وأخوه الذي من أبيه وأمه؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد. هذه المسألة إحدى المسائل التي يقال فيها إنها من مسائل المفقود، والحكم فيها يرجع إلى فضيلة قاضي البلد التي منها المفقود، والقاضي ينظر ويحكم بما يرى بعد الدراسة والسؤال عن حال الرجل وعن أسباب فقده، ثم بعد ذلك يحكم بما وصل من الشرع المطهر، والمفقود له حالان، حالة يكون الغالب فيها الهلاك، وحالة يكون فيها الغالب السلامة، والقاضي ينظر، ويعتني بالموضوع ويوفق، وليس لهذا حل إلا من طريق المحكمة الشرعية.    
 
2- هل يجوز رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام فقط، أم لا بد من رفعها في جميع أركان الصلاة؟
السنة رفع اليدين عند الإحرام وعند الركوع، وعند الرفع منه، وعند القيام من التشهد الأول إلى الثالثة، وليس ذلك واجباً بل هو سنة، فعله المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وفعله الخلفاء الراشدون، وهو المنقول عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - والسنة للمؤمن أن يفعل ذلك في جميع الصلوات، وهكذا المؤمنة؛ لأن الأصل أن الرجال والنساء سواء في الأحكام إلا ما خصه الدليل، فالسنة رفع اليدين عند التكبيرة الأولى حيال منكبيه أو حيال أذنيه وهكذا عند الركوع، وهكذا عند الرفع منه، وهكذا عند القيام من التشهد الأول إلى الثالثة، كما جاءت به الأخبار الصحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وذلك مستحب وسنة وليس بواجب، ولو صلى ولم يرفع صحت صلاته.   
 
3- رد السلام أثناء الوضوء هل ينقض الوضوء، وهل هو مكروه؟
ليس بمكروه، ولا يضرك إذا سلم عليك وأنت تتوضأ الوضوء الشرعي فالمشروع لك أن ترد السلام، ولو تركت السلام ولم ترد فلا حرج عليك إذا كنت في حالة الاستنجاء في حالة النجاسة؛ لأن بعض العامة يسميها وضوء، ولكن رد السلام في هذا لا بأس به، بخلاف حال البول، حال قضاء الحاجة، فإن الأولى عدم رد السلام حتى تنتهي ثم ترد السلام، والنبي - صلى الله عليه وسلم - سلم عليه وهو يبول فلم يرد حتى قام وضرب الجدار وتيمم ورد السلام وقال: (إني كرهت أن أذكر الله على غير طهارة) فالحاصل أنه إذا كان يتوضأ الوضوء الشرعي الذي هو غسل الوجه واليدين ومسح الرأس وغسل الرجلين الوضوء الشرعي، ويسميه بعض الناس التمسح، هذا إذا سلم عليه يرد السلام بلا إشكال، يجب عليه رد السلام، ولا ينتقض الوضوء لا بالسلام ولا بتركه، وإنما يجب عليه ترك السلام، أما إذا كان يستنجي فالأظهر أنه يرد السلام أيضاً؛ لأن الاستنجاء ليس بولاً ولا غائطاً لكنه فيه مس النجاسة، وإن ترك إلحاقاً لحاله بالبائل فلا بأس إن شاء الله ولا حرج، وإن رد فلا حرج، أما الذي يبول أو يتغوط فالأولى أن لا يرد السلام في هذه الحالة ولا يسلم في هذه الحالة.   
 
4-   أنا أفعل معصية معينة، وأتوب إلى الله توبةً نصوحاً وأعاهد الله على ألا أعود إلى مثل هذه المعصية، ثم أرجع إليها، فهل تصح توبتي أم لا؟
نعم، إذا تاب الرجل أو المرأة توبةً صادقة من الذنب ثم بلي به مرةً أخرى فالتوبة الأولى صحيحة إذا كانت صادقة مشتملة على شروطها المعلومة، هي الندم على الماضي، والإقلاع من الذنب والعزم الصادق أن لا يعود إليه، وإن كان مظلمة ردها إلى صاحبها فإنه لا يؤاخذ بالذنب الذنب الأول؛ لأنه تاب منه، ولكن يؤاخذ بالذنب الثاني، وهكذا إذا تاب من الذنب الثاني توبةً صادقة ثم بلي به مرة أخرى وثالثة، فإنه لا يؤاخذ بالذنب الأول ولا الثاني؛ لأنه تاب منهما توبةً صادقة، وهكذا هكذا جاءت السنة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك عليه الصلاة والسلام، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الرب عز وجل.   
 
5- ما حكم إطلاق كلمة مولانا على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأننا نعرف أن المولى للمؤمنين هو الله سبحانه وتعالى
لا حرج في ذلك؛ لأن المولى كلمة مشتركة تطلق على الله سبحانه وتعالى، والسيد المالك، وتطلق على القريب يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئًا يعني قريب عن قريب، وتطلق على العتيق يقال له مولى، والمعتق يقال له مولى، فهي كلمة مشتركة، لكن الأولى والأفضل ِأن لا تطلق على الناس بمعنى الرئاسة بمعنى الكبير ونحو ذلك؛ لأنه جاء في حديث رواه مسلم في الصحيح أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (لا تقل مولاي فإن مولاكم الله) وجاء في حديث آخر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للعبد: (وليقل سيدي ومولاي) فأخذ منه العلماء أنه يجوز إطلاق لفظ المولى على السيد أو المالك، ويلحق به السلطان والأمير وشيخ القبيلة ونحو ذلك؛ لأنهم لهم رئاسة ولهم سيادة، ولكن ترك ذلك معهم أولى وأفضل إلا في حق السيد المالك فقط للحديث الذي ورد في ذلك، وليقل سيدي ومولاي، وبكل حال فالأمر فيه واسع إن شاء الله لأجل جوازه في حق السيد المالك، فيلحق به ما كان مثله في المعنى كالسلطان والأمير وشيخ القبيلة، والوالد ونحو ذلك، ولكن تركه في حقهم أولى، فيقال أيها السلطان أيها الأمير يا فلان يا فلان يكون هذا أولى، عملاً بالحديث الذي فيه النهي من باب الحيطة؛ لأنه لما جاء فيه النهي فيكون الحيطة ترك ذلك.   
 
6- ما حكم الإسلام في رجل يترك زوجته بحجة السفر للعمل وقد يظل متغرباً عنها عام أو عامين، وهناك من يترك زوجته ثلاثة أعوام، ولا تستطيع الزوجة أن تمنعه من السفر؛ لأن هذا عيب في العرف السائد، فما هو الحكم في حق الزوجة الضائع دون رضاً منها، وقد يتسبب هذا في نشر الرذيلة في المجتمع، حيث يضيع دين المرأة دون رقيب إلا نفسها، فما هو حكم الشرع في ذلك، وكم هي الأيام التي تصبر فيها المرأة عن زوجها؟
ليس في هذا أيام معدودة ولا محدودة، ولكن الواجب على الزوج أن يتقي الله في زوجته، وأن لا يغيب عنها غيبة طويلة يكون فيها خطر عليها من جهة الرذيلة من جهة الفساد الخلقي، ينبغي له أن يلاحظها وأن يعتني بها، وإذا أمكن أن يكون العمل في البلد التي هي فيه حتى يكون عندها ويبيت عندها يكون هذا هو الأصلح، وإذا كان لم يتيسر ذلك فينبغي له أن يلاحظها في الزيارة لها بين وقتٍ وآخر قريب حتى لا يقع في أمر لا تحمد عقباه، وقد ورد على عمر - رضي الله عنه - أنه حدد للجنود ستة أشهر وهذا من باب الاجتهاد منه - رضي الله عنه -، وقد ذكر العلماء أن هذا يختلف فقد تكون الستة مناسبة، وقد يخشى على المرأة في أقل من ذلك، فينبغي للزوج أن يلاحظ حال زوجته وحال البلد التي هي فيه، وما حولها من الناس، فينبغي له أن يلاحظ سلامتها وأمنها إذا كانت الستة طويلة عليها وخطيرة فينبغي له أن لا يطول وليتصل بها بين وقتٍ وآخر كالشهر والشهرين، وأقل من ذلك، ومهما أمكن أن يكون قريباً منها فهو الواجب، لاسيما في أوقات الخطر في هذه الأزمنة؛ لأنه كثر فيها الشر وقل فيها الأمن في غالب البلاد، وكثرت فيها الفواحش ولاسيما المرأة إذا كانت وحدها فالخطر عليها عظيم، وإذا كان عند أهلها المأمونين صار الأمر أقل خطراً وأسلم، وعلى الزوج أن يلاحظ هذه الأمور وأن يتقي الله وإذا كان ولا بد من سفر فليجعلها في محل آمن عند أهلها، أو يكون عندها من المحارم أو النساء من يطمئن إليه حتى يكون ذلك أقرب إلى السلامة، وأما حدٌ محدود فليس هناك حدٌ محدود سوى ما روي عن عمر - رضي الله عنه - في ذلك وهو ستة أشهر، وهذه الستة قد يقوى الزوج على حضورها وقد لا يقوى، قد يكون في حاجة إلى طلب العلم، قد يكون في حاجة إلى طلب الرزق ما عنده في بلاده مكسب، قد لا يتيسر له الستة قد يكون العمل يحتاج إلى أكثر ستة أشهر فيضطر إلى الزيادة، فينبغي له في هذه الحال أن ينقلها معه إذا أمكن، أو يجعلها في محل آمن، والخلاصة أن الواجب عليه تقوى الله في ذلك، وأن يحرص على سلامة زوجته، وعلى الحيطة في حقها، إما بنقلها معها، وإما بتعجيل السفر إليها بين وقت وآخر وأن لا يطول، وإما بجعلها في محل آمن عند أهلها أو في عند محارم مأمونين تكون عندهم، حتى يكون الخطر أقل، وحتى تكون السلامة أغلب والله المستعان. بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً  
7- هناك أشياء كثيرة تحدث يومياً، ولا أعرف هل تُذهب الوضوء أم لا، سأذكرها في نقاط وأرجو أن تبينوا لي ما يذهب الوضوء منها وما لا يذهبه، مثلاً: ملامسة الأدوات الصحية في دورات المياه، كذلك الوقوف على بلاط دورة المياه حافية، ملامسة ملابس الطفل المبتلة بالبول، ملامسة الزوج أو تقبيله، الأكل أو الشرب بعد الوضوء مباشرةً وقبل الصلاة؟
هذا لا يبطل الوضوء ملامسة الأشياء الصحية الأدوات الصحية أو البلاط وتكون حافية وليس فيه نجاسة لا ينقض الوضوء، فإن كان فيه بول وطئت المرأة بول أو الرجل لا يضره لكن يغسل رجله، إذا وطئها وهو طاهر يخرج إلى محلٍ طاهر ويغسل رجله والحمد لله، ولا يضره ذلك. ملامسة ملابس الطفل المبتلة بالبول؟ إذا كان الطفل ملابسه مبتلة بالبول لا تلمسها فإن لمستها تغسل يدها، تغسل ما أصاب يدها من البول والوضوء لا ينتقض. ملامسة الزوج أو تقبيله؟ ملامسة الزوج أو تقبيله لا يضر الوضوء على الصحيح، مس المرأة للرجل عن شهوة أو عن تقبيل كل هذا لا يضر، إلا إذا مست الفرج، أما إذا مست فرجها أو فرجه ينتقض الوضوء، أما إذا مست بدنه أو مس بدنها، أو قبلته أو قبلها، فالصحيح أن هذا لا يضر الوضوء. الأكل أو الشرب بعد الوضوء مباشرة وقبل الصلاة؟ الأكل والشرب لا ينقض الوضوء وبعد الوضوء إلا إذا كان في لحم الإبل، إذا كان فيه لحم إبل فلحم الإبل ينقض الوضوء لحم الجمل لحم الإبل، وأما لحم الغنم ولحم البقر، ولحم الصيد لا ينقض الوضوء، لكن لحم الإبل خاصة، سواءٌ كان لحم ذكر أو أنثى، لحم جمل ذكر، أو لحم أنثى هذا الذي ينقض الوضوء بنص النبي - صلى الله عليه وسلم -. ملامسة الأشخاص الغرباء بعد الوضوء؟ هذا فيه تفصيل، ليس للمرأة أن تلمس الرجل الغريب، ولكن لو لمسته ولمست يده أو قدمه ما يبطل وضوءها، وهكذا لو لمست يد أخيها أو يد أبيها أو يد عمها، أو قبلت رأسه أو قبلت أنفه أو قبلته على الأنف لا يضره لا ينتقض الوضوء كما تقدم، أما الغريب الرجل الغريب الذي ليس محرماً لها لا تلمس يده ولا غيره، لا تصافحه ولا تلمس شيئاً من بدنه ولا يلمسها، إنما تسلم عليه من بعيد من غير لمس، كيف حالك يا فلان؟ وعليكم السلام, السلام عليكم، كيف أولادك؟ كيف أهلك، وما أشبه هذا، من دون مصافحة ومن دون تكشف ولا ملامسة بل تحتجب عليه، تكون محتجبة في وجهها وشعرها وبدنها، وتسلم عليه بالكلام وتسأله عن أهله بالكلام, وهو كذلك يسألها من دون ملامسة لا تصافحه ولا يلمس يدها ولا تلمس يده ولا غير ذلك. غسل الملابس ومسح البلاط والمشي على السجاد الذي تبول عليه الأطفال؟ غسل الملابس تقدم هذا لا يضر، ومسح البلاط كذلك، إن كان فيه نجاسة تغسل ما أصاب يدها، إذا كانت الملابس نجسة، تغسلها ثم تغسلها غسلاً يزيل أثر النجاسة بها حسب الظن، تغسلها مرتين ثلاث بالعصر، تطهر وتطهر يدها مع ذلك، وغسل البلاط كذلك إن كان فيه نجاسة تغسل البلاط ثم تغسل يديها من أثر البلاط غسلاً يزيل الأثر من على البلاط أو على يدها مرتين تغسله بالماء مرتين ثلاث أربع حسب ما تظن أنه زال أثر النجاسة. المشي على السجاد الذي سبق وتبول عليه الأطفال؟ هذا فيه تفصيل إن كان السجاد يابس والرجل يابسة؟؟؟؟؟؟؟ ما تضر، إن كانت الرجل رطبة أو السجاد رطب من البول تغسل رجلها إذا وطئت البول أو وطئت الفراش الذي فيه البول تغسل رجلها في محل آخر طاهر وينتهي الأمر. تقول مداعبة الزوج؟ مداعبة الزوج طيبة مشروعة عليها أن تداعب زوجها ويداعبها هذا من الأنس مع الأهل، المداعبة من سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - مع أهله، كان يداعبهن ويداعبنه عليه الصلاة والسلام، ولا يضرهن مجرد المداعبة كالتقبيل والمضاحكة والملامسة والاضطجاع معها في لحافها أو في لحافه كل هذا لا بأس به، وكل هذا لا ينقض الوضوء إلا إذا أحس بلمس الفرج أو خرج شيء، إذا مس فرجها ومست فرجه ينتقض الوضوء بمس الفرج، وهكذا لو خرج منه شيء مني انتقض وضوئه، وهكذا هي إذا خرج منها مذي انتقض الوضوء، وإن خرج مني وجب الغسل منه أو منها.   
 
8- قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما معناه لامرأة: اغسلي الدم وصلي، أي دم الحيض، فهل يكون هذا في أي وقت من أوقات نزول الدورة أم قرب انتهائها، وإذا اغتسلت وتطهرت منها وصليت فهل يحل الجماع أم لا؟
هذا عند انتهاء الحيض، إذا انتهى الحيض أمرها النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تغسل الدم، وتغتسل وتصلي، إذا انتهت الدورة وفي ثوبها شيء غسلت ما أصاب الثوب، تقرصه بالماء تحكه بظفرها أو بحجر أو بعظم أو بغيره ثم تغسله بالماء، ويطهر الثوب وتصلي فيه بعد ذلك، وكذلك إذا اغتسلت بعد ذلك، بعد زوال الدم أو وجود الطهر، فإنها تصلي بعد ذلك وتحل لزوجها، فالمقصود أن هذا كله عند انتهاء الدورة، إذا رأت الطهارة إما بالقصة البيضاء، أو احتشت بقطن ونحوه بالفرج فخرج نقياً فإنها تغتسل غسل الحيض وتغسل ما أصاب من بدنها شيء إذا كان أصاب فخذها أو رجلها شيء من الدم تغسله، ثم تغتسل غسل الحيض وإذا أصاب ثوبها شيء أو سراويلها شيء غسلته أيضاً وبعد هذا تصلي وتحل لزوجها. جزاكم الله خيراً  
 
9- هل كل ما عاد علي الدم مرةً أخرى طوال اليوم أغتسل وأصلي أم لا؟
ما دام الدم موجود لا تغتسلين، إنما الغسل يكون عند النهاية، أما ما دام الدم يتكرر في الليل والنهار فأنت في الحيض حتى تنتهي المدة وتحصل الطهارة، فإذا انتهت المدة خمساً أو ستاً أو سبعاً أو ثمان حسب العادة، إذا انتهت العادة ورأت المرأة الطهارة بالماء الأبيض، أو جعلت في فرجها شيء من القطن ثم أخرجته أو نحوه من الأشياء الدالة على نظافتها، فإنها تغتسل وتصلي وتحل لزوجها وتصوم إذا شاءت وانتهى الأمر، أما أنها تغتسل كل ساعة لا؛ لأن الدم يجري تارة ويقف أخرى، ما دام المدة موجودة ما انتهت المدة ولا رأت الطهارة فإنها لا تغتسل حتى تنتهي المدة وينقطع الدم. بارك الله فيكم  
 
10- كيفية الغسل من الحيض والجنابة بواسطة وسائل الاغتسال الحديثة كالدش والصنبور وغيرها؟
أولاً يستنجي الإنسان، المرأة تستنجي من حيضها ونفاسها، ويستنجي المرأة الجنب والرجل الجنب، ويغسل ما حول الفرج من آثار دم أو غيره أو آثار المني أو المذي، ويزيل ما هناك وأثر البول، ثم يتوضأ كلٌ منهم وضوء الصلاة الحائض والنفساء والجنب يتوضأ وضوء الصلاة، ثم بعد ذلك يفيض الماء على رأسه ثلاث مرات، ثم على بدنه الشق الأيمن ثم الأيسر ثم يكمل الغسل، هذا السنة هذا هو الأفضل، وإن صب الماء على بدنه مرةً واحدة كفاه وأجزأه الغسل من الجنابة والحيض، لكن التفصيل كما تقدم أفضل، بعدما يستنجي يتوضأ وضوء الصلاة ثم يفرغ الماء على رأسه ثلاث مرات، ثم يغسل جنبه الأيمن ثم الأيسر ثم يعمم بدنه كله هذا هو الأفضل هذا هو الكمال، والمرأة إذا كانت في الحيض يستحب لها أن تجعل في الماء سدر، ماء وسدر هذا هو الأفضل، في غسل الحيض والنفاس، أما الجنب فلا ما يحتاج إلى إناء وسدر ولا شيء، بل ماء يكفي، سواءٌ كان اغتسل من صنبور من دباس، أو اغتسل من دش، أو اغتسل بالغرف من حوض، أو من إناء كله جائز والحمد لله. بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً  
 
11- أنا أبلغ من العمر أربعين عاماً، وأنا فلاحة وأعمل في الزراعة، ويخرج لي الرجال والنساء الأجانب وأخالطهم، ويظهر مني الوجه والكفان وأنا لا أستطيع الاحتجاب في المحيط الذي أنا فيه، وأنا أخاف من عذاب الله، فهل عليه إثم في العمل أم لا؟
عليك أيها الأخت في الله أن تحتجبي ولو كان فيه مشقة، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات) هكذا يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات) فلا بد من كون المؤمن يجاهد نفسه والمؤمنة كذلك، تجاهد نفسها في الحجاب عن الرجال الأجانب، والخلطة التي قد تسبب فتنة عليك أن تجتنبيها، أما كونهم يتصلون بك لحاجة في المزرعة لشراء حاجة في المزرعة، لسؤال عن حاجة في المزرعة، ما يضر، مع الاحتجاب والحمد لله، لكن ليس لك أن تختلي بالرجل الواحد ليس معكما أحد، أما معكما ثاني أو ثالث أو امرأة أخرى من دون ريبة ولا فتنة؛ فلا حرج في ذلك مع الحجاب والتستر إذا سأل عن حاجته أو طلب شراء حاجة أو غير ذلك من الحاجات التي يحتاجها الناس إلى المزرعة، هذا لا حرج فيه مع البعد عن أسباب التهمة، والبعد عن الخلوة والبعد عن الكشف، تكوني مستورة متحجبة. بارك الله فيكم  
 
12- إنها تشرب الدخان وتقرأ القرآن فهل يجوز لها قراءة القران وهي تدخن؟
الواجب عليك أيتها الأخت الحذر من شرب الدخان، الدخان محرم وفيه أضرار كثيرة، فالواجب على الرجال والنساء تركه والحذر منه، فهو منكر لا يجوز بيعه ولا شراءه ولا استعماله، فعليك أن تتقي الله وأن تحذريه، ولا مانع من قراءة القرآن للمدخن، قراءة القرآن أمرٌ مطلوب لكن ينبغي لمن أراد قراءة القرآن أن يغسل فمه بعد التدخين ويستعمل ما أمكنه من الطيب من السواك من الفرشة التي يغسل بها الفم حتى تزول الرائحة الكريهة، حتى يستعمل كتاب الله وكلامه بعد إزالة هذه الرائحة الخبيثة، وهكذا من أكل ثوماً أو بصلاً ينبغي أن يستعمل ما يخفف هذه الرائحة قبل أن يقرأ إذا تيسر له ذلك، على كل حال قراءة القرآن شيء مطلوب وعبادة عظيمة، لا ينبغي تركها، ينبغي العناية بها، لكن شرب الدخان هو المنكر، الذي يجب الحذر منه وتركه والتواصي بتركه، كما يجب ترك شرب المسكرات كلها.

554 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply