حلقة 188: حكم تعليق التمائم - حكم وضع المصحف على الأرض - زكاة الدين المرجو إعادته وغير المقدور عليه - نبذة عن القراءات العشر - حكم الدعاء الجماعي بعد دفن الميت - الدعاء وأوقاته - هل يجوز الرجاء لغير لله؟ - هل يشترط في الطواف الطهارة؟

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

38 / 50 محاضرة

حلقة 188: حكم تعليق التمائم - حكم وضع المصحف على الأرض - زكاة الدين المرجو إعادته وغير المقدور عليه - نبذة عن القراءات العشر - حكم الدعاء الجماعي بعد دفن الميت - الدعاء وأوقاته - هل يجوز الرجاء لغير لله؟ - هل يشترط في الطواف الطهارة؟

1- أمي ترتدي التمائم مع أنها مؤمنة بأن ما يريده الله عز وجل سيقع، ولكن حسبما تقول: فالإنسان مطالب بأن يبحث عن عافيته وصحة نفسه، ولقد نصحناها بأن التمائم شرك وحرام، فنهرتني وغضبت، علماً بأن التمائم منتشرة بين أقاربي ونساء القرية!! فما رأيكم بذلك

تعليق التمائم لا يجوز بنص الرسول -صلى الله عليه وسلم- فوصيتي لك ولأمك ولجميع أهل البلد أن يتقوا الله وأن يحذروا تعليق التمائم، لا من القرآن ولا من غيره، يجب قطع التمائم وإزالتها؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له)، (ومن تعلق تميمة فقد أشرك) ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الرقى والتمائم والتِّوَلة شرك) فالرقى يعني المجهولة أو الرقى بغير الشرع، أما الرقى الشرعية فهي مستثناة غير داخلة في الحديث، والتمائم: جمع تميمة وهي ما يعلق على الأولاد وغيرهم من الحروز من القرآن أو غير القرآن، أو من ودع أو من خرزات، أو من طلاسم وكل ذلك منكر لا يجوز، وهكذا التولة: وهي تسمى الصرف العطفي وهي نوع من السحر لا يجوز فعله لا من النساء ولا من الرجال، فالسحر من المحرمات، بل من الشرك؛ لقوله جل وعلا في السحرة: (وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ) فجعله كفراً، فالواجب الحذر من التمائم كلها من القرآن وغير القرآن؛ لأن تعليقها منكرٌ عمَّته الأحاديث؛ ولأن تعليق التمائم من القرآن وسيلة إلى تعليق غيرها أيضاً، فالذين أجازوا تعليق التمائم من القرآن قد غلطوا في هذا، والصواب المنع؛ لأمرين، أحدهما: عموم الأحاديث الدالة على تحريم تعليق التمائم؛ لأن الرسول لم يستثنِ ما قال: إلا إذا كانت من القرآن! بل عَمَّم، المعنى الثاني: أن تعليق التمائم من القرآن لو أجيز لكان وسيلة لتعليق التمائم الأخرى، يعني ما كل أحد سيفتش على هذا وعلى هذا، وسد الذرائع أمرٌ لازم وواجب.
 
2-   أناس مسافرون وجاء الليل وهم في أرض صحراء، وجاء وقت الصلاة ........ عن القبلة وصلوا عكسها ولم يعلموا بالقبلة الأصلية، وبعد الانتهاء من الصلاة تبينت لهم جهة القبلة الأصلية، هل يعيدون الصلاة في مثل هذه الحالة؟ وجهونا في هذا السؤال،
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فالواجب على المسلم عند حضور الصلاة وهو في السفر أن يتحرى القبلة ويجتهد في معرفة علاماتها، وأماراتها، فإذا اجتهد وصلى ثم بان له أنه أخطأ القبلة بعد الصلاة فلا إعادة عليه؛ لأن الله يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ (16) سورة التغابن، لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا (286) سورة البقرة، ويقول سبحانه: رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا (286) سورة البقرة، أما في البلد فالواجب عليه أن يسأل العارفين بالقبلة ولا يجتهد ما دام في البلد، أما في السفر فإنه لو تحرى وصلى ثم بان له بعد الصلاة أنه أخطأ القبلة فإن صلاته صحيحة، فإن بان له الأمر في أثناء الصلاة استدار إلى القبلة حسب ما ظهر له بعد ذلك، ولا يعيدها من أولها، والله ولي التوفيق.           
 
3- ما حكم وضع المصحف على الأرض، وإذا وضع عليه بعض الأشياء فهل في ذلك بأس؟
وضع المصحف في الأرض إذا دعت الحاجة إلى ذلك في الأرض الطيبة لا بأس، وإذا تيسر مكان رفيع مثل كرسي أو دولاب أو غير ذلك فهذا أولى وأفضل، فإن لم يتيسر ذلك فبدا له وضعه على ..... أو على الحصير لأسباب دعت إلى ذلك فلا حرج في ذلك، لكن لا يوضع إلا على أرض طيبة عند الحاجة.  
 
4- هل يجوز إخراج الزكاة على مؤخر صداق المرأة، علماً بأنها لا تستطيع أن تطالب الزوج بهذا الصداق، ومن الذي يجب عليه إخراج الزكاة في مثل هذه الحالة
ليس عليها زكاة؛ لأن هذا الدين غير مقدور عليه ليس في قدرتها، فهو مثل الدين الذي على المعسر، ليس بقدرة صاحبه الحصول عليه، ومثل المال الضائع لا زكاة فيه، أما الدين المؤجل الذي يقدر عليه صاحبه عند الأجل فهذا يزكى، إذا كان على مليء، أما الصداق المؤجل الذي لا تستحقه إلا بالفراق فليس عليها زكاةٌ له؛ لأنها لا تقدر على قبضه الآن، ولا في وقته الحقيقي؛ لأنه أمرٌ مؤجل لا يدرى متى يحصل.  
 
5- أرجو أن تعطوني نبذة عن القراءات، ولماذا يوجد عشر قراءات رغم أن القرآن نزل على سبعة أحرف فقط؟
علم القراءات معلوم لدى القراء ولدى أهل العلم، والأصل أن الله جل وعلا أنزل القرآن على سبعة أحرف، وهي أحرف متقاربة، تارةً باختلاف اللفظ وتارة باختلاف المعنى لكن مع التقارب، ولما تنازع الناس في عهد عثمان رأى عثمان -رضي الله عنه- ومن كان في زمانه من الصحابة كعلي -رضي الله عنه- وطلحة والزبير وغيرهم من أعيان الصحابة فرأوا جمع القرآن على حرفٍ واحد، حتى لا تكون هناك منازعات، والقراء الذين اختلفوا في القراءات السبعة والعشرة إنما هي قراءات لا يختلف بها المعنى في الغالب، إلا اختلافاً يسيرا، إما زيادة حرف أو نقص حرف أو اختلاف في الحركات الرفع والنصب، فاختلاف القراءات السبع والعشر اختلاف يسير، لا يخرج عن كونه في حرف واحد مما نزل به القرآن.  
 
6- هل يجوز التداوي بالكي، وما هي الأحوال التي يجوز أن أستخدم فيها الكي؟
نعم، يجوز التداوي بالكي؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الشفاء في ثلاث: (شرطة محجم، وشربة عسل، وكية نار)، قال: (ما أحب أن أكتوي) عليه الصلاة والسلام. لكن إذا دعت الحاجة إلى الكي فلا بأس، وقد كوى جماعة من الصحابة، فإذا احتيج إلى الكي فلا حرج في ذلك، ولكن ترك الكي أولى إذا تيسر دواءٌ آخر وعلاج آخر؛ لأنه نوع من التعذيب فتركه أولى إلا عند الحاجة.  
 
7- هل يجوز الدعاء الجماعي بعد دفن الميت؟
أما كون الدافنين يعتمدوا أحدهم ويقول: اجتمعوا حتى أدعو وتؤمنوا هذا لا نعلم له أصلاً، لا نعلم له أصلاً عن السلف الصالح، أما لو دعا على القبر وقال من حوله: آمين، سمعه يدعو وقال: آمين، من غير قصد فلا حرج في ذلك، إذا أمَّن الإنسان على دعاء أخيه عند دفن الميت "اللهم اغفر له وثبته بالقول الثابت" فقال بعض الحاضرين: آمين آمين، أما قصد ذلك، والاتفاق عليه أن هذا يدعو وهؤلاء يؤمنون فهذا لا أعلم له أصلاً عن السلف الصالح فتركه أولى وأحوط، أما إذا أمن من غير قصد، أمن عليه لأنه مشروع أن يدعو للميت، فإذا دعا للميت بعد الدفن وسمعه بعض إخوانه وقال: آمين، فلا حرج في ذلك؛ لأنه دعاء بخير وتأمين على خير، والحمد لله.  
 
8- هل يصل أجر قراءة القرآن للميت، حينما يقرأ الأبناء على نيتهم بالنسبة لوالدهم، وهل الدعاء له فضل، أم قراءة القرآن الكريم أفضل؟
القرآن لا يقرأ عن الناس، لا عن الميت ولا عن غيره، كلٌ يقرأ لنفسه، وثوابه لنفسه؛ لأنه لم يرد في الأدلة الشرعية أن أحدا يقرأ عن أحد أو لأحد، وذكر أبو العباس شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله أنه ليس هناك نزاع بين أهل العلم في أنه لا يقرأ للميت، لا يقرأ أحدٌ لأحد قال: إنه لا نزاع فيه بين أهل العلم، أن هذا ممنوع. لكن الصدقة والدعاء أمرٌ مطلوب، إذا دعا للميت، قال: اللهم اغفر له الله ارحمه، اللهم أنجه من النار، اللهم تقبل أعماله، أو تصدق عنه هذا طيب، وهذا ينفع الميت؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) وقد أخبر الله عن السلف الصالح أنهم كانوا يدعون لسابقيهم، قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (10) سورة الحشر، فالدعاء مشروع للحي والميت، بإجماع المسلمين ليس فيه نزاع، وصلاة الجنازة دعاءٌ للميت، المسلمون يدعون للميت بعد التكبيرة الثالثة، ما بعد التكبيرة الثالثة كله دعاء للميت، فالدعاء للميت فيه خيرٌ كثير ومصالح جمة.  
 
9- امرأة تعمل في البيت بكثرة، تقول: بأنها تحب الدعاء خاصة في الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء، مثل: الدعاء بين الأذان والإقامة، تقول: هل أستطيع أن أدعو وأنا أشتغل، علماً بأن قلبي حاضر وليس غائب؟
نعم، الإنسان يدعو في كل وقت والحمد لله، ولو كانت في الشغل، ولو كانت في شغلها من طبخ أو عجن أو غير ذلك، تدعو وهي في شغلها، والحمد لله، قائمة وقاعدة، فوقت الدعاء واسع، والحمد لله.  
 
10- هل كلمة أرجو أو الرجاء لغير الله جائزة، أم أن الرجاء لا يكون إلا لله عز وجل؟
لا بأس أن تقول لأخيك: أرجو منك يا أخي أن تعطيني كذا، أو أرجو منك من والدي أن يعطيني كذا، أو أرجو من والدتي، أو أرجو من فلان صاحبٍ لك أن يعطيني أو أن يقرضني أو يعينني على كذا وكذا لا بأس بهذا، لكن الشخص الذي لا يستطيع أو ليس من شأن الإنسان لا يرجى منه، إنما هذا فيما يستطاع، أرجو منه أن يقرضني كذا أرجوا أن يعينني وهو يستطيع، أما أن تقول: أرجو من الميت! لا، هذا شرك، ترجو من الميت أنه يعينك بكذا، أو ترجو من الغائب الذي لا يسمع كلامك ولا تخاطبه إنما تعتقد فيه أنه يساعدك وهو ميت! إذا رجوته، أو خفته هذا من الشرك لا يجوز، أما إذا رجوته بالمكاتبة وهو غائب بالهاتف بالتلفون وهو غائب، أو خاطبته وهو حاضر تقول: أرجو أن تقرضني كذا، أرجو أن تعينني على كذا وكذا، هذا لا حرج فيه؛ لأن دعاء الحاضر السامع فيما يقدر عليه لا حرج فيه، كما قال الله سبحانه في قصة موسى: (فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ) (15) سورة القصص؛ لأن موسى قادر حاضر فاستغاثه شخصٌ من بني إسرائيل على خصمٍ له من القبط، فأغاثه موسى. فالمقصود أن الاستغاثة بالحي الحاضر القادر مشافهة أو بالمكاتبة لا حرج فيه إذا كان قادراً.  
 
11- لقد وفقني الله عز وجل من أداء فريضة الحج هذا العام، ولكني هناك خطأ وقعت فيه وهو: أنني انتقض وضوئي في الشوط الخامس من طواف الوداع بخروج ريح، وذلك لعدم تمكني من التحكم في خروج الريح لمدة طويلة، وقمت بإتمام باقي الأشواط بدون تجديد الوضوء، وعندما رجعت وسألت علمت بأنه لا بد للطواف من وضوء، ماذا أفعل حتى يكتمل حجي ويصبح صحيحاً إن شاء الله؟
من شرط الطواف الطهارة كالصلاة، هذا هو الذي عليه جمهور أهل العلم، فإذا أحدث الإنسان في الطواف وجب عليه أن يعيده من أوله، فإن ذهب إلى بلاده ولم يعد طواف الوداع فعليه دم يذبح في مكة للفقراء، إذا كنت ذهبت إلى وطنك ولم تعد الطواف، فإن عليك دماً يعني شاة رأسٌ من الغنم جذع ضأن أو ثني ماعز، أو سُبع بدنة أو سُبع بقرة، يجزئ في الضحية يذبح في مكة للفقراء، ويوزع على الفقراء؛ لأن طواف الوداع ذهب، وهو واجب من الواجبات، فيجب عليك دم يذبح في مكة للفقراء. يوصي يا سماحة الشيخ أحد الإخوان مثلاً في مكة؟ ج/ يوكل من يراه، إذا وصى كفى، إذا وكل إنسانا ثقة كفى.  
 
12- بالنسبة لنافلة الظهر هل لها تشهد أوسط أم تكون أربع ركعات متصلة؟
السنة ركعتان ركعتان، يصلي ركعتين ثم يسلم ثم ركعتين ثم يسلم؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صلاة الليل والنهار مَثنى مثْنى) فأربعاً قبل الظهر بتسليمتين وأربعاً بعدها بتسليمتين، وإن صلى بعدها ركعتين فقط الراتبة فلا بأس، فإن زاد صلى أربعاً بعدها فهو أفضل لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من حافظ على أربع قبل الظهر، وأربع بعدها حرمه الله على النار) وكان -صلى الله عليه وسلم- يصلي أربعاً قبلها، وثنتين بعدها هذه الراتبة، فمن زاد وصلى أربعاً قبلها وصلى أربعاً بعدها، صار ثمان قبلها أربع وبعدها أربع كان ذلك أفضل، وله هذا الخير (من حافظ على أربع قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار) لكن يكون ثنتين ثنتين يسلم من كل ثنتين هذا هو السنة.  
 
13- رجل تزوج بامرأة وأنجبت له أولاد، ثم بعد ذلك تبين أنه رضع من أمها عشر رضعات متواليات، هل يطلقها أم يستمر معها، وهل الأولاد يرثونه أم لا؟
إذا ثبت أنه رضع من أمها بشهادة الثقة من النساء أو الثقات خمس رضعات أو أكثر في الحولين حال كونه في الحولين صارت أخته بانت أنها أختٌ له، فيبطل النكاح، والأولاد يتبعونه، الأولاد نسبهم صحيح؛ لأنهم ولدوا على فراشه على أنها زوجة، فإذا ظهر بعد ذلك أنها رضيعة له لا يضره ذلك أولاده أولاده، ينسبون إليه وهم أولاده وأولادها، لكن متى ثبت أنها أخته من الرضاعة أو خالته أو عمته، أو بنت أخيه أو بنت أخته، بطل النكاح، والأولاد أولاده ينسبون إليه؛ لأنهم ولدوا على شبهة النكاح.  
 
14- هل يجوز للمرأة أن تصلي بالنقاب أو البرقع عندما تصلي، أم أنها تخلعه وتضع شيئاً على وجهها كامل وهي تصلي أمام الرجال؟
الواجب عليها ستر وجهها بخمار أو غيره إذا كان عندها أجانب، أجنبي ليس محرماً لها، تصلي مع ستر الوجه بخمار أو نقاب أو غيرهما، وأما إذا كان ما عندها أحد فالسنة أن تكشف وجهها
 
15- عندي ذهب هدية فهل فيه زكاة؟
نعم، إذا حال الحول على الهدية وهي تبلغ النصاب وجبت الزكاة فيها، فإذا أهدى إنسان إلى إنسان ما يبلغ النصاب من الذهب أو الفضة وحال عليها الحول وجب عليه الزكاة؛ لأنه صار ماله بالهدية إذا قبلها صارت مالاً له، فإذا حال الحول بعد قبوله الهدية وقبوله لها، فإنه يزكي الهدية سواءٌ كانت ذهباً أو فضةً أو مالاً آخر نوى به التجارة والبيع، فإذا حال عليه الحول وجبت فيه الزكاة.  
 
16- والدة زوجتي أحياناً عندما نذهب أنا وزوجتي للسلام عليها في منزلها تسلِّم علي وليس على رأسها غطاء، مع أنها امرأة مسلمة ومحافظة على الصلوات الخمس، ومحافظة على الشريعة والآداب الإسلامية، فهل إذا خرجت عليَّ في بعض الأحيان وليس على رأسها غطاء هل تأثم بذلك؟
الصواب أنها لا تأثم؛ لأنها محرمٌ لك أم زوجتك، لكن لو غطت رأسها يكون أحوط وأحسن خروجاً من الخلاف، خروجاً من خلاف من يرى تحريم إبداء الرأس للمحرم، والأظهر في الأدلة الشرعية أنه لا يحرم، كون المحرم يرى رأس أخته من الرضاعة، أو يرى رأس أم زوجته أو جدة زوجته الصواب أنه لا حرج في ذلك، لكن إذا غطته احتشاماً وخروجاً من الخلاف يكون حسن إن شاء الله.  
 
17- شاب يعمل بمهنة محاسب، يقول: كنت آخذ راتباً والحمد لله، ولكنه كان لا يكفيني، ومضيت ما يقارب من عامين، وخلال العامين أخذت مبلغ على فترات بما يعادل ألف وسبعمائة ريال تقريباً، وأخذت ذلك بدون علم صاحب المحل، كتزويد المبلغ في الفواتير، وأنا اعتبرت هذا المال سرقة، والآن أريد أن أخلص نفسي أمام الله عز وجل من هذا المال الحرام، ولكن أنا في حيرة، وإذا قلت لصاحب الشركة رفضني من الشركة، وإذا علم الناس وزملائي أخاف من موقفي أمامهم! علماً بأنني في نظرهم ملتزم بشرع الله، وجهوني في ذلك، ونيتي - يا سماحة الشيخ يعلم الله- التسديد، ولكن ظروفي الآن لا تسمح، فماذا أعمل؟
الواجب عليك رد المال إلى صاحبه بالطريقة التي تمكنك، مهما أمكن، ولو بغير اسمك باسم آخر، يقول للمسؤول عن الشركة: إن هذا مالٌ عنده للشركة تذكره عنده، ويعطيه المسئول عن الشركة بأي طريقة من دون اسمك أنت، باسم آخر، يقول: إن هذا أعطانيه شخصٌ يقول: إنه للشركة وأنه يريد براءة ذمته، وأن هذا دخل عليه للشركة، ويريد براءة ذمته، وتبرأ ذمته بذلك، فإن تعسر هذا ولم يتيسر فتصدق به عن أهله، تصدق به بنيته على أهله في بعض الفقراء والمساكين، مع التوبة والندم والإقلاع وعدم العودة، والعزم الصادق على أن لا تعود في مثل هذا.  
 
18- هل أستطيع أن أذكر أذكار المساء بعد صلاة العصر مباشرة، وذلك لأنني قد أخرج بعد صلاة العصر مباشرة في بعض الأحيان لزيارة أقاربي ولا أعود إلا بعد صلاة المغرب؟
أذكار المساء يستحب أداؤها بعد العصر أو بعد المغرب، الأمر واسع، من حين تزول الشمس دخل وقت أذكار المساء العشي، العشي بعد الزوال كله عشي، وإذا أتى بالأذكار في العصر أو في المغرب أو بعد العشاء كله طيب، والحمد لله، وإذا تيسر في العصر فهو أحسن.  
 
19- في بيتنا شجرة كبيرة ومثمرة، وهذه الشجرة تقف عائقاً في سبيل أن نبني محلات تجارية، وأسرتي ترغب في اقتلاعها، فما حكم الشرع في ذلك
لا حرج في ذلك يعمل بالأصلح، إذا كان قلعها أصلح الحمد لله، ليس فيه إضاعة مال، هذا من مصلحة أهل الشجرة، فإذا رأوا أن قلعها أصلح فلا بأس، النبي -صلى الله عليه وسلم- لما كان في محل مسجده شجر أمر بقلعه، أمر بقلع النخل لمصلحة توسعة المسجد، فالمقصود إذا كان في قلع الشجرة أو قطعها سواءٌ كانت نخلة أو رمانة أو تينة أو غير هذا من الشجر الذي ينفع، إذا اقتضت المصلحة قلعه لبناء دور فيه، أو بناء مسجد أو توسعة بيت، أو توسعة مسكن كل ذلك لا حرج فيه، والحمد لله.  
 
20- ما حكم الشرع في نظركم -سماحة الشيخ- فيمن يقوم بتحسين اللحية دون حلقها، خاصةً بأن حجم اللحية كثيف جداً وملفت للنظر!! هل يكون معذوراً أمام الله عز وجل إذا قام بتهذيبها، وجهونا في ضوء هذا السؤال؟!
ليس لأحد أن يتعدَّى على اللحية، لا بحلق ولا تقصير ولا تهذيب، الواجب تركها وعدم التعرض لها؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (قصوا الشوارب ووفروا اللحى، خالفوا المشركين) متفق على صحته، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (قصوا الشوارب وأعفوا اللحى، خالفوا المشركين) هكذا جاء في الحديث الصحيح عند البخاري ومسلم، وفي رواية لمسلم يقول عليه الصلاة والسلام: (جزوا الشوارب وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس)، فالواجب على المؤمن إعفاء اللحية وتوفيرها وعدم التعرض لها، أما الشارب فيقص ويحفى بأمر النبي -صلى الله عليه وسلم-.  
 
21- هل يجب عند غسل اليد عند الوضوء من المرفق إلى الكف من الأعلى إلى الأسفل، أم أنه لا يجب التقيد باتجاه معين؟
الواجب غسل اليد من أطراف الأصابع إلى المرفق في الوضوء، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يغسل ذراعيه مع المرفقين حتى يشرع في العضد، يعني يدخل المرفقين في الغسل، سواءٌ بدأ من أعلى أو من أسفل، المهم أن يجري الماء على اليد من أطراف الأصابع إلى المرفق إلى أول العظم، وهكذا في الرِّجل يجري الماء على الرجلين حتى يستدخل الكعبين يشرع في الساق، فتكون المرفقان والكعبان كلها داخلة في المغسول.  

557 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply