حلقة 271: حكم الوصية - دعاء الإستخارة - إزالة المكياج عند الوضوء - صلاة التسبيح - حكم صلاة الحاجة - ضرب الدف - المبيت في منى - التيمم لإدراك الجماعة - الموالاة في الوضوء - من زاد على ثلاث غسلات في الوضوء ينبه

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

21 / 50 محاضرة

حلقة 271: حكم الوصية - دعاء الإستخارة - إزالة المكياج عند الوضوء - صلاة التسبيح - حكم صلاة الحاجة - ضرب الدف - المبيت في منى - التيمم لإدراك الجماعة - الموالاة في الوضوء - من زاد على ثلاث غسلات في الوضوء ينبه

1- حكم الوصية، هل هي واجبة، بمعنى أنه لا بد لكل إنسان أن يوصي حتى ولو كان لم يكن يملك شيئاً من المال، وهل يجوز للإنسان أن يوصي بالثلث لابنه الأكبر؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فالوصية سنة إذا كان له شيء يوصي فيه، بالثلث فأقل، إذا كان عنده مال فلا بأس أن يوصي بالثلث فأقل، أما إذا كان ماله قليل فالأحسن عدم الوصية يتركه للورثة، أما إذا كان ماله فيه خير وفيه بركة فلا مانع أن يوصي بالثلث أو الربع أو الخمس، كله خير، كأن يقول: بالصدقة للفقراء، في تعمير المساجد، في صلة الرحم، في ضحية لي ولأهل بيتي، أو لي ولوالديَّ أو ما أشبه ذلك من وجوب البر، أو في سبيل الله، يعني للجهاد في سبيل الله، لكن إذا عين الجهات يكون أحسن، للفقراء والمساكين، في تعمير المساجد حتى يكون الوكيل على بينة، ويكون له وكيل، يجعل هذه الوصية لها وكيل من أقاربه من أولاده من غيرهم، وهكذا لو كان عليه دين ما عليه بينات يجب أن يوصي به، عندي لفلان كذا ولفلان كذا، حتى لا تضيع حقوق الناس، أما إن كان عندهم وثائق فالحمد لله، لكن إذا أوصى به احتياطاً خشية أن تضيع وثائقهم أونحو ذلك، أوصى به احتياطاً لفلان عندي كذا ولفلان عندي كذا هذا طيب وهذا حسن، كذلك إذا أحب أن يخص أحداً بعطية من غير الورثة كأن يقول لخالتي كذا، أو لفلانة كذا أو فلانٍ كذا الثلث فأقل يعطيهم فلا بأس، أما الورثة لا يوصي لهم، لا أبنائه ولا غيرهم، ليس للورثة وصية، النبي - صلى الله عليه وسلم- يقول: (لا وصية لوارث)، أما غير الوارث فلا بأس، كأن يوصي لعمته لخالته لشخصٍ آخر لغيره من أقاربه بالثلث بدراهم معينة أقل من الثلث، ببيت أقل من الثلث، بسيارة أقل من الثلث وما أشبه ذلك لا مانع، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ما حق امرئٍ مسلم له شيء يريد أن يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده)، هكذا رواه ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، واتفق على صحته، فقوله - صلى الله عليه وسلم-: (ما حق امرئٍ له شيء يريد أن يوصي فيه)، يدل على أنها الوصية لمن عنده شيء، أما إنسان ما عنده شيء ما تفعل له الوصية، أو عنده شيء لكن ما يريد أن يوصي ما تلزمه الوصية، لكن إذا أراد أن يوصي يوصي، يشهد على الوصية ويكتب كتابة موثوقة، حتى تعتمد، سواء الوصية بالثلث أو بالربع أو بالخمس أو بأقل في وجوه البر، في حج، في عمرة، في ضحية، أو وصية لإنسان يعطيه من أقاربه غير الورثة، من غير الوارث خال عم أخ، أما الوارث لا يوصى له، ولأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- يقول: (لا وصية لوارث)، يكفيه حقه الذي كتب الله له.  
 
2- المسافر يوم الجمعة ، هل يصليها ظهراً أربع ركعات أو ركعتين؟
يصليها ظهراً، إذا سافر يصليها ظهراً ركعتين في السفر، إذا سافر قبل الزوال قبل الأذان الأخير يصليها في السفر ركعتين صلاة ظهر، النبي - صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع صلّى يوم الجمعة ظهراً يوم عرفة، صلّى الظهر ثنتين والعصر ثنتين، ما صلّى جمعة عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع.   
 
3- المرأة التي تتخذ سجادة للصلاة في بيتها، هل في ذلك بأس -سماحة الشيخ-؟
لا حرج في سجادة أو حصير لا حرج في ذلك، كان النبي له حصير في البيت، عليه الصلاة والسلام، لا بأس
 
4- أم معاذ من المدينة المنورة أرسلت بمجموعة من الأسئلة، تقول في السؤال الأول: دعاء الاستخارة قبل السلام أم بعد السلام من الصلاة -سماحة الشيخ-؟
السنة أن يكون بعد السلام؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: إذا هم أحدكم بأمر فليصلي ركعتين ثم ليقل: فجعل الدعاء بعد الصلاة.  
 
5- هل المكياج يمنع وصول الماء أثناء الوضوء، بمعنى: هل يجب أن نزيل هذا المكياج عند كل وضوء؟
إذا كان المكياج له جسم يمنع الماء يزال، وإن كان ما له جسم مجرد صفرة لا يكون له جسم فلا يلزم إزالته، أما إذا كان له جسم يحصل له منع، يعني يمنع المنع، فهذا يجب أن يزال من الوجه، وهكذا من الذراع إذا كان فيه شيء كعجين يزال، أو من الوجه أو من الرجل، أما إذا كان شيء لا، صبغة ما لها جسم، ما لها جرم هذا ما تجب إزالته.  
 
6- ما حكم صلاة التسبيح، وهل هي واردة أم لا؟
صلاة التسبيح غير ثابتة، حديثها ضعيف ولا يجوز استعمالها، لأنها خلاف الصلاة المشروعة الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، فحديثها غير صحيح.  
 
7- هل هناك حديث صحيح يدل على وجود صلاة لمنع نسيان القرآن -يا شيخ-؟
لا نعلم شيءٌ في ذلك، إنما الدعاء يدعو ربه أن الله يعينه ويوفقه لحفظ كتاب الله يسأل ربه، يروى عن علي- رضي الله عنه – لكنه حديثه ضعيف، المقصود أن يسأل ربه وأن يتضرع إلى الله أن يحفظه القرآن وأن يعينه على حفظ القرآن والعمل به، يضرع إلى الله، الله يقول: ادعوني استجب لكم. - سبحانه وتعالى -.  
 
8- ما حكم صلاة الحاجة سماحة الشيخ ؟
لا أرى في هذا، صلاة الاستخارة وصلاة التوبة، هذا الذي نعلم، إذا أراد أن يتوب من ذنب وصلّى ركعتين ثم سأل ربه أن يتوب عليه وأن يغفر له، هذا لا بأس، جاء في الحديث الصحيح عن الصديق أبي بكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إذا أذنب أحدكم ثم تطهر وصلّى ركعتين ثم استغفر الله تاب الله عليه)، وليس شرط التوبة الصلاة، إذا تاب وندم وأقلع تاب الله عليه، إذا صدق في ذلك، وإذا صلّى ركعتين وتاب بعدها هذا زيادة خير من باب أسباب صحة التوبة وكمالها.  
 
9- هل يجوز رفع اليدين أثناء دعاء الاستخارة؟
نعم، سنة من أسباب الإجابة.  
 
10- إزالة شعر الوجه بالنسبة للمرأة هل هو من النمص؟
الشعر العادي لا يجوز، أما إذا كان شيء مشوه فلا بأس، مثل لحية، شارب يشوه الخلقة يزال، أما الشيء العادي لا، لا تأخذ شيء من وجهها ولا من حاجبيها.  
 
11- هل يجوز ضرب الدف قبل يوم الزواج أو بعده، علماً بأنني سمعت بأنه لا يضرب إلا في يوم الزفاف فقط؟
السنة أن يضرب ليلة الزفاف، هذا هو السنة، وهكذا للجواري أيام العيد لا بأس، أما غيره فتركه أحوط للنساء، إنما السنة ضربه في إعلان النكاح ليلة الزفاف، أو كان في يوم العيد كما فعله بعض الجواري عند النبي - صلى الله عليه وسلم-، وقال لما أنكر عليهن أبوبكر، قال: (دعهن فإن لكل قومٍ عيداً، وهذا عيدنا) فدل على أن يسمح للجواري بضرب الدف يوم العيد، عيد الفطر، عيد النحر، وهكذا في الزواج بإعلان النكاح، أما الطبل لا، لا يستمع للطبل ولكن الدف ذو الوجه الواحد.  
 
12- هل يجوز أن يجلس الخطيب مع خطيبته بعد العقد وقبل الدخول؟
نعم زوجته، له أن يجلس معها، وينظر إليها ويخلو بها لا بأس، زوجته، لكن إذا كان يخشى أو تخشى شيئاً من أهلها لا يفعل، لا يعرضها لشيء من الشر إلا بإذن أهلها حتى تكون الخلوة شرعية، أما إذا كان أهلها يسمحون بذلك فلا بأس لأنها زوجته بعد العقد، أما قبل العقد لا، ليس له أن يخلو بها، له أن ينظر إليها، لكن ليس له أن يخلو بها قبل العقد، أما بعد العقد إذا سمح له أهلها فلا بأس، وإلا فليصبر حتى يأتي الزفاف المعروف المعتاد.   
 
13- هل تجوز الصلاة وقراءة القرآن داخل غرفة بها نجاسة، علماً بأنه يصلي على مصلى طاهر؟
نعم، لا بأس ولو كان فيها نجاسة لكن لا يقرأ في الحمام محل قضاء الحاجة، أما غرفة فيها ثياب نجسة أو فيها بول من صبي، ما يضر يقرأ ويصلي على شيء طاهر والحمد لله.   
 
14- في ليالي التشريق وأنا حاج كنت أذهب للمبيت في منى في منتصف الليل، أي: الثانية عشرة، وعند الساعة الثالثة والنصف آخر الليل أعود من منى إلى المنزل في مكة، فهل هذا يعتبر مبيت، أم علي ذنب؟
الواجب على الحجاج أن يبيتوا في منى ليلة إحدى عشرة وليلة ثنتى عشر، هذا الواجب إلا السقاة والرعاة ومن له عذر كالمريض، فإذا كنت تبيت غالب الليل فلا شيء عليك، أما إذا كنت تبيت أقل من الأكثر فعليك دم، لأنك غير معذور، الرسول بات في منى والصحابة باتوا في منى في حجة الوداع، وقال - صلى الله عليه وسلم-: (خذوا عني مناسككم)، أمرنا أن نأخذ مناسكنا عنه أن نقتدي بأفعاله، فالواجب المبيت في منى ليلة إحدى عشر وثنتى عشر وهكذا ليلة ثلاثة عشر لمن لم يتعجل، فإذا كان نومك في منى أكثر من الليل فلا حرج عليك.  
 
15- إنها دائماً تقاطع صلتها مع أخواتها، حيث تقول: لا أكلمهم! وقد تستمر تلك المقاطعة لأكثر من شهر؛ بسبب سوء أخلاقهن، والتلفظ بألفاظ –تقول- لا أقبلها، ماذا علي، وهل أعمالي لا تصعد إلى السماء طول تلك المدة، وماذا أفعل مع أنهن أخواتي؟
الواجب صلة الرحم، والتسامح بالأشياء اليسيرة التي ليست معاصي، مع النصيحة التوجيه إلى الخير، ولا يجوز لك قطيعة الرحم، لأن الله جل وعلا يقول: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (22-23) سورة محمد، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (لا يدخل الجنة قاطع رحم)، فالواجب الحذر، عليك أن تزوريهن وعليهن أن يزرنك، وعليكن أيضاً التسامح بينكن ومن طريق الهاتف يالكلام الطيب بالتلفون، إذا ما تيسرت الزيارة من طريق الهاتف، الكلام الطيب، وإذا كان عندهن بذاءةٌ في اللسان عليك النصيحة حتى يعتدن الكلام الطيب، وعلى من يعرف ذلك من الأقارب أن ينصحوا هؤلاء الأخوات حتى تستقيم الحال بينكن إن شاء الله، المقصود المشروع الصبر مع النصيحة والتوجيه والزيارة المناسبة أو من طريق التلفون حتى لا تقع القطيعة، وعليهن أن يتقين الله وأن يسمعن وأن يطعن فيما ينتقد عليهن، وإذا كان الواقع شيئاً يسيراً من سوء الكلام فإن النصيحة تكفي إن شاء الله، وليس لك قطيعتهن، أما إذا كان معاصي ومجاهرة بالمعاصي فهذا يوجب هجرهن كأن يلعنَّ ويسببنك أو يجاهرن بالمعاصي من الاختلاط مع الرجال أو شرب الخمر أو تعلب باستعمال الملاهي والأغاني الخبيثة، هذه منكرات عليك أن تهجريهن حتى يتبن ويستقمن على طاعة الله ورسوله، أما إذا كان أشياء بسيطة من سوء الكلام بينكما أو المزح بينكن أو ما أشبه ذلك فعليك النصيحة والتوجيه ولعل الله أن يهديهن بأسبابك.  
 
16- بعض الأخوات -سماحة الشيخ- في مجمع من النساء قد يتساهلن ببعض الألفاظ والتي قد تخل بالعقيدة، هل من كلمة للنساء في هذا المجال؟
الواجب عليهن تقوى الله، وأن يحفظ ألسنتهن مما يغضب الله، يجب على كل رجل وعلى كل امرأة أن يتقي الله، وأن يحفظ لسانه عما يغضب الله جل وعلا لا من جهة العقيدة ولا من غير العقيدة، يجب الإنسان أن يصون عقيدته والمرأة تصون عقيدتها مما يخل بها من المعاصي، والكلام الرديء، وكل واحد من الرجال والنساء أن يتقي الله وأن يراقب الله في حفظ عقيدته والاستقامة على دين الله، وعلى ترك محارم الله والحذر من كل ما يغضب الله جل وعلا قولاً وعملاً على الرجال والنساء جميعاً، من جهة توحيد الله والإخلاص له وترك الشرك، من جهة الإيمان بأسماء الله وصفاته، من جهة أداء ما أوجب الله وترك ما حرم الله، من جهة حفظ اللسان عن الغيبة والنميمة والسب والشتم، إلى غير ذلك، كل واحد يحاسب نفسه عليه أن يتقي الله وأن ينصح من قصر في هذا من أخيه أو عمه أو عمته أو خاله أو خالته أو أبويه أو غير ذلك، النصيحة واجبة يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)، ويقول الرسول - صلى الله عليه وسلم-: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، كما تحب أن تكون من خير الناس، هكذا تحب لأخيك وعمك وأبيك وأمك وقريبك وأخيك المسلم وتنصح له بالكلام الطيب والأسلوب الحسن.  
 
17- في آخر أسئلة هذه السائلة من مكة المكرمة: (ن. ش. ح) تستفسر عن الآية الكريمة في سورة المائدة: (( مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حَامٍ ))[المائدة:103]؟
هذه أشياء كان الجاهليين يعملونها، ثم نسخها الله وأنكرها عليهم، البحيرة والسائبة والوصيلة كلها أشياء جاهلية يفعلونها فأنكرها الله عليهم ونهاهم عنها وأبطلها، والله جل وعلا أباح لهم إبلهم وبقرهم وغنمهم وليس في البحيرة الأصنام ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام، وقد فسر العلماء هذه الأشياء في كتب التفسير، فمن أراد ذلك يراجع تفسير ابن كثير وتفسير البغوي وغيرهما من التفاسير يجد مطلوبه إن شاء الله.   
 
18- الآية الكريمة سماحة الشيخ (( وأحضرت الأنفس الشح )) تريد تفسيراً لها أيضاً ؟
مثل ما ظاهر القرآن، أحضرت الأنفس الشح والبخل إلا من رحم الله، فالواجب على المؤمن أن يتقي ذلك ويحذر الشح والبخل ويعتاد الجود والسخا وعدم البخل والشح، لقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: (اتقوا الشح فإنه أهلك من كان قبلكم)، والله يقول - سبحانه وتعالى – في كتابه: وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16) سورة التغابن. من صفات العباد الشح والبخل إلا من عصم الله، إلا من رحم الله، والشح الحرص على المال بكل وسيلة من حلال و حرام، ثم إذا وجده بخل به، كالصالح الشحيح حريص على طلب المال بكل طريق ثم إذا وجده بخل به أيضاً، والشح شره عظيم، ولهذا قال-سبحانه وتعالى-:وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16) سورة التغابن، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (اتقوا الشح فإنه أهلك من كان قبلكم، واتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة).  
 
19- كنت أريد أن أصلي الظهر في مسجد على الطريق من مقر عملي، فلم أجد ماء في دورة مياه المسجد، وكان البيت بعيداً عن المسجد، فخشيت أن تفوتني صلاة الجماعة فخرجت إلى جوار المسجد ووجدت تراباً نظيفاً فتيممت وصليت جماعة مع المسلمين، فهل ما فعلته صحيح، أم علي أن أعيد الصلاة؟
ليس بصحيح وعليك أن تعيد الصلاة؛ لأن الله قال: (فلم تجدوا ماءً فتيمموا)، وأنت واجد الماء والحمد لله، إذا ما في ماء في المسجد تروح مسجد آخر، أو إلى بيتك تتوضأ ثم تذهب إلى المسجد، وإن فاتتك الصلاة صليت في بيتك والحمد لله، فاتقوا الله ما استطعتم، أما أن تيمم لا والماء موجود هذا لا يجوز، هذا باطل، نسأل الله العافية.  
 
20- نحن نعلم أن المسلم يجب أن يصلي في ملابس طاهرة، ولكننا لا نعلم هل يجوز للمسلم أن يتوضأ في ملابس غير طاهرة، ولكنها في الحقيقة غير نجسة نجاسة عينية، كملابس النوم مثلاً؟
ليس له أن يصلي في ملابس نجسة، أما الملابس التي يشك فيها فلا بأس، ملابس النوم غير نجسة، إلا إذا علم أنه أصابها نجاسة يغسل النجاسة، وأما كونه ينام فيها النوم لا ينجسها إلا إذا أصابها بول أو مذي أو شيء من النجاسات الأخرى، يغسل، يغسل ما أصابها، فإذا علم أن فيها نجاسة لا يصلي فيها، أما إذا لم يعلم فالأصل الطهارة والحمد لله.   
 
21- شخص بدأ في الوضوء لبعض أعضاء جسمه فانقطع عليه الماء، فذهب إلى مكانٍ آخر وأكمل ما تبقى من أعضاء جسمه، فهل هذا الوضوء صحيح؟
إذا كانت المدة غير طويلة فلا بأس، إذا كانت المدة الفاصلة خفيفة فلا بأس، وإلا فليعيده من أوله
 
22- هل حمل المصحف في الصلاة جائز لمن لم يحفظ من القران إلا القليل ؟
لا مانع أن يقرأ من المصحف في تهجد الليل أو في صلاة التراويح، أما الفريضة يقرأ ما تيسر ولا حاجة إلى المصحف يقرأ ما تيسر مع الفاتحة ويكفي والحمد لله، الفاتحة هي الأصل والباقي سنة، يقرأ ما تيسر من السور القصيرة أو الآيات ويكفي.  
 
23- إذا طلبت من زوجي أن أذهب إلى أختي أو إلى خالتي، يقول لي: ليس لك صلة رحم، هل هذا صحيح، وهل للزوج أن يمنع زوجته من زيارة أقاربها؟
هذا غلط، صلة الرحم واجبة بالكلام الطيب وبالنفقة إذا كان القريب فقير وأنت غني تساعده وتحسن إليه، هذا واجب، صلة الرحم واجبة وقطيعتها محرمة، ولا يجوز للزوج أن يعين على قطيعة الرحم ولا أن يأمر بقطيعة الرحم، بل يجب عليه أن يساعد على الخير، ولكن لا تخرجي إلا بإذنه، بالكلام الطيب والأسلوب الحسن حتى يأذن، وليس له أن يمنعك من صلة الرحم لا بالمال ولا بالزيارة، إلا إذا كانت الزيارة فيها شرط إذا كانت الرحم فيها خبث من المعاصي له أن يمنعك من زيارتهم، إذا كان عندهم الشر والمعاصي ويخشى أن تضرك الزيارة، أما إذا كانوا على خير واستقامة فليس له منعك على الوجه المعتاد المعروف الذي ما فيه مضرةً عليه كأن تزوري أختك أو خالتك أو عمتك أو جدتك أو ما أشبه ذلك من الأرحام، أو خالك أو أخاك أو ما أشبه ذلك لكن على الوجه الذي يضر الزوج، وإذا منعك فلا تخرجي إلا بإذنه بالأسلوب الحسن والكلام الطيب ولا تعجلي.   
 
24- ما هي شروط الاعتكاف في رمضان، وهل يجوز للإنسان أن يخرج من المسجد في هذه المدة لأي سبب من الأسباب؟
السنة الاعتكاف في المسجد في رمضان إذا تيسر ذلك، في رمضان أو غيره، لكن في رمضان أفضل إذا تيسر ذلك، وله الخروج إذا أراد الحاجة أن يخرج يتوضأ يخرج يقضي الحاجة لا بأس، وله أن يهون إذا كان أراد أن يعتكف خمسة أيام ثم ترك منها يوم أو يومين واكتفى بيومين أو ثلاثة أيام لا بأس، لأنه سنة مو بلازم ، إلا إذا نذر، قال: لله علي، نذر أن أعتكف كذا وكذا فعليه أن يوفي النذر، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم: (من نذر أن يطع الله فليطعه)، أما إذا كان مو بنذر فهو مستحب، له أن يدخل ويعتكف وله أن يقطع الاعتكاف إذا عرض له عارض وأحب أن يقطع الاعتكاف لا حرج، وله أن يخرج لحاجته لوضوء لغسل لقضاء الحاجة لا بأس.  
 
25- نحن نعمل في مزرعة ولا يوجد بها مسجد، وأنا أصلي الصلاة بعد الأذان بحوالي نصف ساعة، فهل هذا يكون في وقت الصلاة أم لا، وإذا لم يكن في وقتها فما هي المدة المحددة بين الأذان والإقامة؟
الأمر في هذا واسع والحمد لله، عندك التقويم وتعرف التقويم، تعمل بالتقويم، والتقويم هذا معروف ومستقيم لا بأس بالتقويم، يكون عندك في مزرعتك حتى تعرف الأوقات لكن ما تسمع الأذان ما عندك مساجد ما حولك مساجد؛ فيكون عندك التقويم وتعمل به بعد التوقيت ربع ساعة ثلث ساعة نصف ساعة تصلي لا بأس، في الظهر والعصر المغرب والعشاء والفجر ولكن المغرب أن يكون أفضل لا تتأخر بعد عشر دقائق ربع ساعة بادر بالمغرب؛ لأن الرسول كان يبادر بها عليه الصلاة والسلام، المقصود أن يكون عندك نسخة من التقويم حتى تعرف الأوقات، إذا كانت المساجد بعيدة عنك لا تسمع الأذان.  
 
26- لو أن الإمام أخطأ أثناء الصلاة في آية، هل يسجد سجود للسهو أم لا؟
ما يلزمه السجود، إذا أخطأ في القراءة في غير الفاتحة ما يلزمه السجود الحمد لله، لأن هذا قراءة الزيادة في غير الفاتحة ليس بواجب، لكن إذا أسقط من الفاتحة لا بد أن يأتي بالفاتحة كاملة، ينبهه الذي وراه، إذا أسقط عليه من الفاتحة ينبه الذي وراه ما أسقط حتى يأتي به، ولو ما أتى به تبطل الركعة يأتي بركعة بدلها ،إذا أسقط عليه من الفاتحة بطلت الركعة وقامت الأخرى مقامها إذا سها عن الآية ولم ينبه، أما إذا نبه وأتى بها في الحال فلا بأس، والحمد لله. أما في غير الفاتحة إذا أسقط شيء ناسي فلا يضر والحمد لله.  
 
27- هل الزيادة في الوضوء لأكثر من ثلاث مرات للعضو يعتبر بدعة أم لا -سماحة الشيخ-؟
لا يجوز، الرسول نهى عن هذا، السنة ثلاث فأقل، واحدة مجزئه وإن كان أفضل والثلاث أفضل، جاء في بعض الروايات من زاد فقد تعدى وأساء وظلم. فما ينبغي الزيادة، لا تنبغي الزيادة
 
28- إذا زاد -سماحة الشيخ- وهو أكثر من ثلاث، أربع وخمس، هل للمشاهد لهذا المتوضئ أن يمنعه؟
لا لا، ينبهه يقول له ترى هذا ما يجوز، أو ..... ينبهه
 
29- هل يصح للإنسان أن يقرأ من المصحف من غير وضوء؟
ليس له أن يقرأ إلا بوضوء من المصحف، أما من صدره فلا بأس، أما من المصحف فلا بد من الوضوء، الرسول نهى عن مس المصحف من غير وضوء، كتب أن لا يمس القرآن إلا طاهر، جاء في أحاديث وفعله الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، فالمقصود أنه لا يقرأ من المصحف إلا وهو طاهر. أما المحدث لا يقرأ القرآن إلا عن ظهر قلب، أما الجنب فلا يقرأ لا عن ظهر قلب ولا من المصحف حتى يغتسل الجنب، لكن الذي ما هو جنب هذا يقرأ من صدره ولا بأس ولو كان على غير طهارة، أما من المصحف فلا بد من الوضوء

754 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply