حلقة 273: مستقر الشمس - البرهان الذي رآه يوسف - استعمال لولب لمنع الحمل - اليمين الغموس - مس المصحف ودخول المسجد للحائض والنفساء - كيفية نصيحة الأب والأخ - من أفطر يوماً عمداً - مسح الرقبة في الوضوء - العمرة لمن حج منفرداً

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

23 / 50 محاضرة

حلقة 273: مستقر الشمس - البرهان الذي رآه يوسف - استعمال لولب لمنع الحمل - اليمين الغموس - مس المصحف ودخول المسجد للحائض والنفساء - كيفية نصيحة الأب والأخ - من أفطر يوماً عمداً - مسح الرقبة في الوضوء - العمرة لمن حج منفرداً

1- يقول الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم في سورة (يس): ((وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ))[يس:38] ما المقصود بهذه الآية الكريمة، وما هو مستقر الشمس

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فقد فسر النبي- صلى الله عليه وسلم- هذا المستقر وقال لأبي ذر: أتدري ما مستقرها يا أبا ذر؟ قلت: لا، قال: مستقرها سجودها تحت العرش. كانت إذا حاذت العرش سجدت سجوداً يليق بها، الله الذي يعلمه-سبحانه وتعالى- وكيفيته، تجري لمستقرٍ لها إذا حاذت العرش سجدت سجوداً يليق بها، لا يعلمه إلا الله -سبحانه وتعالى-هو الذي يعلم كيفيته، ثم تستمر يؤذن لها، فتستمر حتى تطلع من مطلعها، فإذا جاء آخر الزمان قيل لها: ارجعي من حيث جئت، فترجع فتطلع من مغربها، فالمستقر محاذاتها إلى العرش، إذا حاذت العرش في وسط السير سجدت، ثم تستمر بعدما يؤذن لها في السير، فتطلع من مطلعها، وإذا أراد الله طلوعها من المغرب قيل لها: ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها في آخر الزمان، وذلك من أشراط الساعة.  
 
2- يقول الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم في سورة يوسف: (( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ))[يوسف:24]، يقول: ما هو البرهان الذي رآه يوسف عليه السلام من ربه؟
يوسف عليه الصلاة والسلام هم بها وهمت به بعد المراودة، لكن الله عصمه وحماه منها وسلم، وهذا البرهان لا يلزم فيه نصٌ واضح، شيءٌ أراه الله إياه حتى انكف عن هذا الأمر ولم يقدم عليه، وحماه الله من ذلك، لأنه كان من عباد الله المخلصين، الذين خلصهم الله لعبادته وطاعته ونبوته عليه الصلاة والسلام، قال بعض السلف: إنه رأى سورة يعقوب أمامه، وقال قوم آخر: شيء آخر من ذلك، فالمقصود أن هذا البرهان لم يرد فيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم- ما يفسره، وأقوال بني إسرائيل لا يعول عليها، هو برهانٌ أراه الله إياه أوجب له الكف والحذر، لأنه الله جعله من عباده المخلصين الذين يطهرون من مثل هذا الأمر، ولهذا قال - سبحانه وتعالى -: كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ، يعني مطهرين من هذه الفواحش.  
 
3- ما حكم استعمال لولب منع الحمل بالنسبة للنساء، وهل استعماله حرام ومعارض لحكم الله في إنجاب الأطفال، وبماذا تنصحون من سمح لزوجته أن تستعمل مثل هذا اللولب؟
استعمال اللولب والحبوب لا يجوز لمنع الحمل، المطلوب طلب النسل، المطلوب من الزوجين أن يحرصا على طلب النسل، وكثرة الأولاد وتكثير الأمة، كما قال-صلى الله عليه وسلم-: (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثرٌ بكم الأمم يوم القيامة)، لكن إذا كان لعلة كمرض يشق معها الحمل، وتراضت هي وزوجها على ذلك، أو بحاجة الطفل لحليبها والحمل يمنع هذا اللبن، وهي تحتاج إلى أن ترضع طفلها فلا بأس أن تستعمل الحبوب أو اللولب لأجل المصلحة الشرعية، أو لأجل دفع المضرة التي عليها، أما من دون مرض ومن دون مصلحة فلا يجوز، بل الواجب ترك ذلك، وأن يحسنا الظن بالله-عز وجل-، وأن الرزق عند الله، ولو جاءهم عشرون أو ثلاثون أو أكثر، وهذا خيرٌ لهم، تكثير للأمة، تكثير لعباد الله الصالحين نسأل الله أن يصلح لهم الذريات، ووجود الذرية الصالحة خيرٌ لهم وللمسلمين، فعليهم أن يحسنوا الظن بالله وأن يَدْعُوا الله أن يصلح لهم الذريات، وأن يَدَعُوا الحبوب واللولب إلا من مصلحة شرعية أو مرض حادث بها يضرها وجود الحمل.  
 
4- ما هي اليمين الغموس، ولماذا سميت بذلك، وما هي الكفارة؟
اليمين الغموس: هي الكاذبة، التي قال فيها النبي-صلى الله عليه وسلم-: (من حلف على يمين صبر هو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان)، وفي اللفظ الآخر: (من حلف على يمين صبر وهو فيها كاذب أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة)، فالواجب على المؤمن أن يحذر الكذب بالأيمان وغير الأيمان، وإذا حلف على ذلك صار الإثم أكبر، ولا سيما إذا اقتطع بها حق أخيه، كأن يحلف أن ما عنده لفلان شيء، وهو عنده له مال، يحلف أنه ما أخذ منه شيء وقد أخذ منه، هذا كذب وظلم، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم-: (من حلف على مال يقتطع مال امرئ مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان)، وفي لفظ: (فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة)، قالوا: وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله، قال: (وإن كان قضيباً من أراك)، فالواجب الحذر، يقال لها الغموس، لأنها تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار، تغمسه في الإثم والعصيان لله ثم تغمسه في النار، هذه من أسباب دخول النار نسأل الله العافية.  
 
5- هل يجوز للحائص أو النفساء أن تمس المصحف وتقرأ فيه، وهل يجوز لها أيضاً أن تدخل المسجد لتتلقى العلوم الشرعية وهي حائض؟
ليس لها الجلوس في المسجد، وليس لها مس المصحف وهي حائض حتى تتطهر، لكن إذا دعت الحاجة إلى مسه من وراء قفازين من وراء حائل لمراجعة آية أو ما أشبه ذلك لا بأس، أما أن تمسه من دون حائل، لا، ليس لها ذلك، لأن حدثها أكبر كالجنب، فالجنب لا يقرأ ولا يمس المصحف، أما الحائض فلها أن تقرأ بطول المدة والنفساء كذلك على الصحيح، لها أن تقرأ غيباً لكن لا تمس المصحف، إلا إذا دعت الحاجة إلى مراجعة آية فلا بأس أن تمسه من وراء حائل.  
 
6- إذا كان أبي وأخي يقصرون في الصلاة، فأرشدوني إلى الطريقة الأفضل لنصحهم وتوجيههم، ماذا أعمل تجاههم؟
عليك النصيحة المستمرة، وتخويفهم من الله جل وعلا لعل الله أن ينفع بك، وكذلك تستعين بالطيبين من أقاربك وجيرانك ينصحونهم، الله يقول: (وتعاونوا على البر والتقوى)، ولا تمل ولا تيأس انصحهم ووجهم إلى الخير وخوفهم من الله-جل وعلا- وأبشر بالخير العظيم، وهكذا من يساعدك من إخوانك من جيران أو أقارب على هذا الخير فأنتم على خير شديد، وهذا من باب التعاون على البر والتقوى ومن باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن باب التواصي بالحق، والله لا يضيع عمل عامل- سبحانه وتعالى -.  
 
7- صمت رمضان وأفطرت يوماً واحداً فيه بغير عذر، وتبت إلى الله عز وجل، وقضيت هذا اليوم من غير تأخير -والحمد لله-، فهل علي مع صوم هذا اليوم كفارة؟ وجزاكم الله خيراً.
إذا كان إفطارك بغير جماع فليس عليك كفارة، عليك التوبة والحمد لله والقضاء، أما إذا كان بجماع، جامعتك زوجتك أو جماعاً محرماً نعوذ بالله فعليك الكفارة مع قضاء اليوم ومع التوبة عليك الكفارة، وهي عتق رقبة مؤمنة فإن عجزت صوم شهرين متتابعين ستين يوماً، فإن عجزت أطعمت ستين مسكيناً ثلاثين صاع كل مسكين نصف صاع، يعني تسعين كيلو، كل مسكين له كيلو ونصف كفارة، إذا كنت جامعت في رمضان سواء زوجتك أو غيرها نعوذ بالله من الشيطان، الحاصل أن الجماع يوجب الكفارة مع قضاء اليوم، أما إفطارٌ بالأكل والشرب ونحو ذلك لكن من غير جماع هذا يوجب القضاء فقط والتوبة.   
8- الأفضل للشاب المسلم البحث عن زوجةٍ صالحة كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة ، فإن لم يجد ووجد زوجة قد يؤثر عليها فهل يتزوجها؟
إذا تيسرت الزوجة الصالحة فليحرص لقوله-صلى الله عليه وسلم-: (تنكح المرأة لأربع: لمالها وحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك)، وقوله-صلى الله عليه وسلم-: (ومتاعها الزوجة الصالحة)، فليحرص على الزوجة الصالحة التي تحافظ على دين الله، تحافظ على الصلاة، بعيدة عن تهمة الفواحش، بعيدة عن سائر المعاصي، يحرص، لعله يجدها؛ فإن لم يجد تزوج من تيسر ما دامت مسلمة عفيفة يتزوج ولو كان عندها نقص من الناس المعروفين بالمسابقة إلى الأعمال الصالحات، وليست معروفة بالبعد عن شيء من المعاصي، فاتقوا الله ما استطعتم، ما دامت مسلمة الحمد لله، لكن إذا تيسرت المرأة السليمة المعروفة بالاستقامة والصفة الحميدة فليحرص عليها مهما أمكن.  
 
9- إذا رضع الطفل من امرأة لمدة أسبوع كامل، ولكن هذه المرأة ليس فيها حليب، فهل يعتبر ابناً لها أم لا؟
إذا ارتضع منها ولو دهراً طويلاً، إذا كان ما فيها لبن ما يصير ولداً لها، لا بد من لبن فيها ولا بد من خمس رضعات أو أكثر يشرب اللبن ويدخل إلى جوفه عن يقين، وإلا مص الثدي وما فيه شيء ما ينفع ولو شهر ولو سنة ما ينفع، لكن لا بد أن يكون فيه لبن ويذهب إلى بطن الصبي خمس رضعات أو أكثر، حال كون الصبي في الحولين قبل أن يفطم، قبل تمام الحولين يكون ولداً لها بهذه الشروط؛ كونه في الحولين وكونها ترضع لبن حقيقة موجود، وكونه خمس رضعات فأكثر، أما المص بدون لبن ما ينفع.  
 
10- ما حكم مسح الرقبة في الوضوء؟
غير مشروع، المشروع الرأس فقط، يمسح رأسه مع الأذنين أما الرقبة لا تمسح.  
 
11- إذا أدى الحاج مناسك الحج مفرداً فهل عليه بعد أن يكمل المناسك أن يذهب إلى التنعيم ويحرم بعمرة بعد الحج، وما معنى قوله تعالى: (( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ)) [البقرة:196]؟
إذا كان ما اعتمر يعتمر، إذا كان لم يعتمر سابقاً، وأحرم بالحج وحده فإنه إذا فرغ من الحج يعتمر من التنعيم كما فعلت عائشة، أمرها النبي - صلى الله عليه وسلم- أن تعتمر من التنعيم بعد حجها، أما إذا كان قد اعتمر سابقاً فالحمد لله، تكفيه عمرته السابقة والحمد لله، وأما قوله: (وأتموا الحج والعمرة لله)، معناه إذا لبى بهما يتمهما، إذا لبى بالحج يتمه في أركانه وواجباته، وإذا لبى بالعمرة كذلك يتمها بطوافها وسعيها وحلقها أو تقصيرها إن كان رجل، أو بالطواف والسعي والتقصير إن كانت امرأة، لا من تمامها؛ لأنها بالشروع وجبت، إذا شرع في العمرة وجب إتمامها، شرع في الحج وجب إتمامه ولو كان نافلة.  
 
12- إذا توضأت المرأة لصلاة الضحى فهل يجوز لها أن تصلي الظهر وهي على نفس الوضوء؟
نعم، من توضأ لصلاة الضحى أو ليقرأ فله أن يصلي الظهر إذا جاء وقت الظهر وهو على طهارة، ويصلي بالعصر أيضاً، لو توضأ وصلّى صلاة الضحى وبقي على طهارته صلّى بها الظهر والعصر، حتى المغرب لو بقي على طهارته صلّى بها المغرب أيضاً، ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم- أنه صلّى يوم الفتح الصلوات الخمس بوضوء واحد- عليه الصلاة والسلام-، قال: (عمداً فعلت هذا) ليعلم الناس- عليه الصلاة والسلام -، أن الإنسان إذا كان على طهارة يصلي الأوقات الكثيرة، والحمد لله.  
 
13- إذا كان الزوج لا يحافظ على الصلاة فيصلي أياماً ويدعها أخرى، وكذلك الصيام، هو رجل طيب القلب ولا يمنع زوجته عن مجالس العلم، وحرية الالتزام، فما حكم الزواج في مثل هذه الحالة، هل أستمر معه أم لا، علماً بأن لي منه ابناً وبنت وهو ابن عمي، وهل الامتناع في الفراش عنه يعتبر معصية؟
إذا كان الرجل لا يصلي بعض الأوقات لا يلزم البقاء معه؛ لأن ترك الصلاة كفر، فإذا كان زوجتك لا يصلي بعض الأوقات فالواجب عليك البعد عنه، والذهاب إلى أهلك والامتناع منه حتى يتوب إلى الله ويصلي، هذا هو الصواب من قولي العلماء، والقول الثاني: أنه لا يكفر بذلك لأنه كفر دون كفر وأنه عاصي معصية عظيمة، ولكن لا يكفر بذلك إلا إذا جحد الوجوب وهذا قولٌ ضعيف ومرجوح، والصواب أنه متى تركها عمداً كفر بذلك، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، وقوله - صلى الله عليه وسلم-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، فكل امرأة زوجها يدعي ترك الصلاة؛ يجب عليها أن تفارقه، وأن تمنعه من نفسها حتى يتوب إلى الله، وإلا فعليها أن تفارقه إلى أهلها، وأن تطلب فسخ الطلاق من جهة المحكمة ولا يجوز البقاء معه، لأنه بترك الصلاة صار كافراً في أصح قولي العلماء، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، وقوله - صلى الله عليه وسلم-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، نسأل الله العافية، ولو ما جحد وجوبها، ولكن إذا جحد وجوبها، وقال ما هي بواجبة كفر عند الجميع نعوذ بالله، ولو صلّى.  
 
14- لي جارة ملتزمة بشرع الله والحمد لله، ولكن زوجها شارب للخمر، وهناك شبهة في بيعه للخمر، ما حكم الأكل الذي تهديه لي هذه الجارة، هل أقوم بأكله أم لا، وهل أقبل ما تهديه إليَّ من هدايا، علماً بأنها تدعوه إلى الله فلا يجيب؟
لا حرج في ذلك، إذا كان سامحاً لها أن تهدي من ماله فلا بأس، لأن المال المختلط يجوز أكله، والنبي - صلى الله عليه وسلم- أكل من طعام أهل الكتاب واشترى منهم وهم يأكلون الربا، ومع هذه اشترى منهم طعاماً، وأكل من طعامهم، فدل ذلك على أن المال المختلط الذي فيه ربا أو فيه ثمن خمر أو ما أشبه ذلك وعندهم أموال أخرى حلال لا بأس، الأصل الحل والإباحة حتى تعلم أن هذا المال ربا، أو هذا المال من ثمن الخمر فلا، إذا علمت أن هذا الطعام اشتراه من ثمن الخمر أو اشتراه من الربا فلا يجوز، وأما إذا لم تعلم فالأصل الإباحة والحل، ولكن هذا الزوج ينبغي لها أن تبتعد عنه ما أمكن، وإن كان مسلماً لكن كونه يعتاد شرب الخمر هذه المعصية عظيمة وفسق ظاهر،فكونها تطلب الطلاق منه تعافف، خيرٌ لها وأولى لها، وخيرٌ لذريتها - أيضاً - نسأل الله العافية والسلامة.  
 
15- ما حكم خروج الفتاة بدون علم والدها للدعوة إلى الله، أو لزيارة المرضى وفعل الخيرات، هذا مع أن الوالد لا يمنعها من ذلك، وهل إذا افترضنا أنه يمنعها هل تخرج للدعوة أم لا؟
نعم لها الخروج للدعوة، وزيارة الأقارب، وعيادة المريض بالتحفظ والعفة والتستر والحجاب لا بأس، وإن لم تستأذن والدها إلا إذا كان في خروجها خطر فلا بد من إذن والدها وأخذ رأيه في الكيفية التي تخرج بها حتى لا تقع في الخطر؛ لأن والدها مسؤولٌ عنها وهكذا إخوتها، فإذا كان خروجها لا يترتب عليه شر في خروجها لعيادة المريض أو سماع المواعظ أو سماع خطبة الجمعة، إذا كان خروجها مضبوطاً متسترة وليس هناك ما يوجب التهمة فلا بأس، أما إذا كان تخشى أن تتهم فينبغي لها أن تحذر، وأن لا تخرج إلا بإذن، ويكون معها من يصحبها من أخواتها، من زوجة أبيها، من غيره من النساء الثقات حتى لا تتهم بالسوء.   
 
16- الحقيقة سماحة الشيخ لا أدي من أين أبدأ رسالتي هذه لكم، ومجمل قصتي بأنني فتاة جامعية على مشارف التخرج والحمد لله، وأنا الآن لم أتزوج، أعلم بأنك ستقول بأن الطريق ما زال أمامي، ولكن العادات في قريتنا هي السبب، حيث أن الآباء يزوجون البنات وهن في سن الخامسة عشر، أما والدي فإنه يرفض جميع من يتقدم لخطبتي بحجة إكمال الدراسة الجامعية، فأصبحت الآن محط أنظار الناس باعتبار أنني من البنات اللاتي كبرن عن الزواج في نظر أهل القرية، وأنا -والحمد لله- لا أشكو من أي مشاكل عائلية، ولكنني أخشى من الزمن ولا أدري ماذا أعمل، وماذا في علم الغيب، وتذكر هذه السائلة وتقول: كل ما أريده منكم -سماحة الشيخ- أن تقوموا بنصح والدي؛ لأنني أعلم أن ذلك غير مجدي معه، ولكن لعله يستجيب، وأطلب منكم الدعاء سماحة الشيخ، فأنا أعتبركم-جزاكم الله خيراً- من الدعاة إلى الله، وجهوني في ضوء هذه الرسالة بالنصح والتوجيه؟ لعل والدي يتغير، ولعل حالي يتغير، فادع لي جزاكم الله خيراً،
نوصي جميع الرجال بأن يتقوا الله في بناتهم، وأن يحرصوا على تزويجهن بالأكفاء ولو لم يكملن الدراسة، متى جاءكم يساورها وإذا رضيت زوجها، سواء كانت في المتوسطة أو في الثانوية أو في الدراسة الجامعية، لا يرد الكفؤ ما دامت المرأة توافق فإنه يزوجها ولا يمنعها الزواج حتى تكمل الدراسة، فإنه قد يفوت الكفؤ، وقد تكمل الدراسة ولا تجد الكفؤ بعد ذلك، فالواجب على الأولياء أن يتقوا الله، وأن يزوجوا البنات متى جاء الكفؤ، متى خطبهن الكفؤ، لقوله - صلى الله عليه وسلم-: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبير)، وفي لفظ:(فساد عريض) فالواجب على الولي متى جاء الكفؤ وخطب إليه أن يزوجه ولا ينظر إلى دراستها، كملت أو ما كملت ويشهد عليها وينصحها بأن توافق، حتى لو قالت: دعوني أكمل، يقول: لا، أنا أنصحك أن تقبلي، الرجل الكفؤ ما هو على كل حال نحصَّله متى أردنا، قد يذهب الكفؤ ولا يجيء كفؤ، فينصح لها حتى يزوجها ولو كانت في المتوسط أو الثانوي إذا كانت أهلاً للزواج سليمة قد عافاها الله يزوجها، بنت خمسة عشر أو أربعة عشر أو ستة عشر لا بأس، المقصود يختار لها الرجل الطيب فإذا خطبها الكفؤ فالواجب عدم التفريط فيه، والواجب على البنت أن تقبل أيضاً وعلى الأب والأخ والعم أن يوافق على ذلك، عليهم كلهم أن يحرصوا، على الأولياء أن يحرصوا، وعلى البنات أن يقبلن إذا جاء الكفؤ ولا يضيعن من أجل الدراسة، بل الكفؤ غنيمة، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم-: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبير)، هذا توجيه النبي - صلى الله عليه وسلم-، فعلى الآباء أن يتقوا الله، وعلى الأولياء جميعاً أن يتقوا الله وأن يزوجوا البنات متى خطبهن الأكفاء ولو كن في الدراسة الثانوية أو المتوسطة ولا يؤخروا تزويجهن لإكمال الدراسة الجامعية فإن هذا في خطر، قد تكمل الدراسة ثم لا تجد الكفؤ، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية، ونسأل الله للسائلة الزوج الصالح، نسأل الله أن ييسر لها الزوج الصالح، وأن يوفق آباءها لما فيه صلاحها وصلاح إخوتها.  
 
17- شاب يبلغ من العمر التاسعة عشر من العمر، وظهر الشيب بشكل واضح جداً في شعره ورأسه، ماذا تنصحونه أن يفعل بهذا؟
يصبغه بغير السواد والحمد لله، يصبغه بالحمرة بسواد مع الحمرة، لا يكون خالص سواد، أما بالسواد فلا، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- قال: (غيروا هذا الشيب واجتنبوا السواد) ولم يقل إلا أن يكون شاب، (غيروا هذا الشيب واجتنبوا السواد)، فإنه يغيره بما أحب لكن لا بالسواد الخالص، إذا كان سواد مخلوط بالحمرة بين الحمرة والسواد لا بأس، أو الحمرة الكاملة أو الصفرة الكاملة أما سواد خالص لا، ولو كان شاباً.  
 
18- أديت فريضة الحج وأنا مُحرم في مني، وبتنا في منى وحصل لي حدث واغتسلت، وذهبت في الصباح إلى عرفة، هل حجتي هذه صحيحة، أم يلزمني شيء؟
إذا كان أراد بهذا أنه احتلم فلا يضره ذلك، الاحتلام ليس باختياره، إذا احتلم ورأى المني ما يضر حجه، عليه أن يغتسل والحمد لله وحجه صحيح، الممنوع أن يتعمد جماع الزوجة، هذا الممنوع أما كونه يحتلم في الليل أو في النهار وهو حاج أو في رمضان لا يضره ذلك، لا يضر حجه ولا صومه، لأنه ليس باختياره. 
 
19- هل يجب دفن الشعر المتساقط والأظافر المقصوصة في التراب؟
ليس بلازم، يلقيها في القمامة والحمد لله، ما في دليل على دفنها، إذا ألقاها في القمامة كفى والحمد لله. 

406 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply