حلقة 287: حكم تزيين القبور - العلم والإيمان قرينان - المحرمات من النساء على الرجال - المبطلات الشرعية للزواج - المؤمن يسأل ربه الخير ويستعيذ به من الشر - حكم هجر المخالف في الرأي - خروج الموظف قبل انتهاء الدوام - التفقه في الدين

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

37 / 50 محاضرة

حلقة 287: حكم تزيين القبور - العلم والإيمان قرينان - المحرمات من النساء على الرجال - المبطلات الشرعية للزواج - المؤمن يسأل ربه الخير ويستعيذ به من الشر - حكم هجر المخالف في الرأي - خروج الموظف قبل انتهاء الدوام - التفقه في الدين

1- ما حكم أولئك الذين يجمعون المقرئين في بيت الميت بعد دفنه ويقرؤون ما تيسر من القرآن، ثم يأكلون ويشربون، وقد يأخذون مبلغاً مالياً على تلك القراءة؟ وجهونا سماحة الشيخ.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: هذا الاجتماع لا أصل له في الشرع، بل هو بدعة، إنما السنة أن يزار أهل الميت للتعزية والدعاء لميتهم جبراً لمصابهم، وأما أن يجمعونهم ليقرؤوا ويطعمونهم هذا بدعة، يقول جرير - رضي الله عنه- جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه-: كنا نعد الاجتماع إلى الميت وصنعة الطعام بعد الدفن من النياحة)، خرجه الإمام أحمد بإسناد حسن، فالمقصود أن كونهم يجمعونهم ليقرؤوا ويأكلوا هذا لا أصل له بل هو من البدع، أما لو زارهم إنسانٌ ليسلم عليهم ويدعو لهم ويعزيهم وقرأ في المجلس قراءة عارضة، ليست مقصودة وهم مجتمعون، فقرأ آية أو آيات لفائدة الجميع ونصيحة الجميع فلا بأس، أما أن أهل الميت يجمعون الناس أو يجمعون جماعة معينة ليقرؤوا ويطعموهم ويعطوهم فلوس، هذا بدعة لا أصل له.  
 
2- ما حكم تزيين القبور ؟
التزيين يختلف: إن كان المقصود كونه يجمع التراب عليها، ويجعل عليها النصائب هذا لا بأس ليس من التزيين، هذا هو المشروع، إذا دفن الميت يرفع قبره قدر شبر، بقية التراب يوزع على قبره حتى يعرف أنه قبر، ويجعل النصائب على طرفيه من اللبن حتى يعرف أنه قبر حتى لا يوطئ ولا يمتهن، أما تزيينه بالجس أو بالطين أو بالبناء عليه هذا هو منكر لا يجوز، الرسول نهى عن تجصيص القبور ونهى عن القعود عليها، ونهى عن البناء عليها. رواه مسلم في الصحيح، ونهى أن يكتب عليها أيضاً فلا يكتب عليها، ولا يبنى عليها لا مسجد ولا غيره ولا قبة، كل هذا بدعة، والذي يفعل في بعض الدول من البناء على القبور واتخاذ القباب عليها والمساجد من البدع ومن وسائل الشرك لا يجوز هذا، والواجب على المسلمين كف ذلك، والواجب على أمراء المسلمين أن يمنعوا هذا وأن يزيلوا هذه الأشياء، يجب على جميع الدول الإسلامية أن تمنع هذا، تمنع البناء على القبور، وتزيل المساجد التي على القبور، أو الأبنية التي عليها قباب يجب أن تزال، وإذا كانت المساجد قديمة ولكن دفن فيها ميت ينبش، إذا كانت المساجد هي القديمة ولكن دفن فيها ينبش، ويخرج منها إلى المقابر، ويوضع في حفرة في المقابر ويسوى عليه التراب كسائر القبور، ولا يجوز أن يبقى في المساحد قبور، أما إن كانت قبور قديمة ولكن بني عليها فالواجب هدم البناء، قبة أو مسجد أو غيره، فيزال ولا يجوز لأن هذا من وسائل الشرك، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، وقالت له بعض أزواجه: يا رسول الله إنا رأينا كنيسة في أرض الحبشة وفيها صور، قال عليه الصلاة والسلام: (أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله)، أخبر أنهم شرار الخلق، لبناءهم على القبور واتخاذ المساجد عليها والصور، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها)، وروى مسلم في الصحيح عن جابر - رضي الله عنه- قال: نهى رسول الله أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه. فالواجب على علماء المسلمين في كل مكان وعلى أمراء المسلمين في كل مكان إزالة هذا الشيء، ووعظ الناس وتذكيرهم وتحذيرهم، وعلى ولاة الأمور أن يزيلوه بالقوة، يهدموا المسجد الذي بني على القبر ، ويهدموا القبة على القبر، تكون القبور بارزة ليس عليها قباب ولا مساجد، كما كانت في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم – في البقيع، وهكذا الآن في الدولة السعودية في البقيع وفي غير البقيع مكشوفة ليس عليها بناء ولا مساجد، وهكذا كان الحال في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، كانت القبور في البقيع، وفي غير البقيع، في مكة وفي المدينة وفي غيرها مكشوفة، وهكذا في عهد الصحابة - رضي الله عنهم وأرضاهم- حتى جاءت الرافضة وغلت في القبور، وهكذا من شابههم من غير الرافضة، فالواجب الحذر، الواجب هدم المساجد التي على القبور، وهدم الأبنية والقبب التي على القبور، وأن تكون القبور مكشوفة ليس عليها شيء، يزورها الناس للسلام عليهم، يزورها المسلمون للسلام فقط، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة)، وكان - صلى الله عليه وسلم – يعلم أصحابه: إذا زاروا القبور أن يقولوا: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم والعافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين)، هذه هي السنة، فالمسلمون يزورون القبور ويسلمون عليهم فقط، لا يسألونهم ولا يدعونهم ولا يجوز أن يتمسحوا بالقبور، بل هذا من المنكر والشرك، دعاء الميت والاستغاثة بالميت هذا من الشرك الأكبر، يقول: يا فلان اشفع لي أو انصرني أو اشف مريضي، سواء كان هذا عند النبي أو عند البدوي أو عند الحسين أو عند فلان كل هذا شركٌ أكبر، فلا يجوز هذا أبداً عند جميع المسلمين، لا يجوز أن تأتي قبر تقول: انصرني أو اشف مريضي، أو أنا في جوارك أو أنا في حسبك، لا قبور الأنبياء ولا غيرهم، ولا يجوز أن تقول: يا سيدي فلان أو يا أبا فلان، أو يا رسول الله انصرني أو اشف مريضي هذا من الشرك الأكبر، سواء كان ذلك مع الأنبياء أو مع أهل البيت أو مع غيرهم، ولا يجوز التمسح بالقبور أو التبرك بها، وإنما تزار فقط، يزورهم ويسلم عليهم فقط يقول: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم والعافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين)، هكذا علم النبي أصحابه عليه الصلاة والسلام، يعلمهم إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم والعافية، هكذا رواه مسلم في الصحيح، هكذا ذكر العلماء في بلوغ المرام ومنتقى الأخبار، وهكذا ذكره أهل العلم في كتب الحديث وفي كتب الفقه بينوا هذا، فالواجب على علماء المسلمين نشر ذلك، وبيان ذلك للناس، يجب على العلماء أن يبنوا في المساجد وفي خطب الجمعة وفي غيرها وفي المحاضرات وفي المدارس يعلموا الناس، يعلمونهم هذه الأمور حتى يكونوا على بصيرة، حتى يدعوا الغلو في القبور، حتى لا يتخذوا عليها مساجد، حتى لا يدعوها من دون الله، حتى لا يستغيثوا بها أو بأهلها، المصيبة عظيمة الآن في هذه المسألة في كثير من البلدان الإسلامية يبنى على القبور مساجد وقباب، ويدعى أهلها من دون الله ويستغاث بهم وينذر لهم، هذا هو الشرك، دعاؤهم من دون الله والاستغاثة بهم والنذر لهم هذا هو الشرك الأكبر، واتخاذ المساجد وسيلة لذلك، واتخاذ القباب وسيلة لذلك، فالواجب على أمراء المسلمين في كل مكان في مصر والشام والعراق والمغرب وفي كل مكان يجب عليهم أن يزيلوا هذه القباب، وهذه المساجد التي على القبور ويجب على العلماء أن ينبهوهم وينصحوهم ويذكروهم، إذا كانوا مسلمين فعليهم أن يزيلوا ما حرم الله، إذا كان الوالي مسلماً فليتق الله وليزل ما حرم الله من القباب والمساجد التي على القبور، وليمنع الناس من دعاء الموتى والاستغاثة بهم، والنذر لهم، النذر لله وحده، هو الذي يدعى هو الذي ينذر له، هو الذي يستغاث به قل: يا رب اغفر لي، يا رب انصرني، يا رب اشف مريضي، يا رب ارحم ضعفي، يا رب ارزقني يدعو ربه، أما الميت لا يدعى، لا الميت ولا الصنم ولا الكوكب ولا الجن، لا يدعون من دون الله، الله هو الذي يدعى - سبحانه وتعالى -، فلا يجوز دعاء الأنبياء ولا دعاء المؤمنين ولا دعاء غيرهم، ولا دعاء الكواكب والنجوم، ولا دعاء الأصنام ولا دعاء الجن كل هذا لا يجوز، بل يجب إخلاص العبادة لله وحده، يا رب اغفر لي، يا رب ارحمني، يا رب انصرني، يا الله يا ذا الجلال والإكرام، اغفر لي وارحمني، اشف مريضي، ارزقني من فضلك، أما أنه يأتي الميت ويقول: ارزقني أو اشف مريضي، حتى ولو كان النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، من جاء إلى قبره أو بعيداً عنه يقول: ارزقني يا محمد أو انصرني هذا الشرك الأكبر، أو يقول: يا سيدي عبد القادر أو يا سيدي الحسين أو يا سيدي البدوي أو سيدي فلان، انصرني أو اشف مريضي، أو أنا في جوارك أو أنا في حسبك هذا هو الشرك الأكبر، يجب الحذر من هذه الأمور، ويجب على العلماء أن يبنوا للناس وأن ينصحوهم ويجب على الأمراء أمر المسلمين أن يمنعوا هذا وأن يزيلوا الأبنية التي على القبور، وأن تكون مكشوفة ليس عليها مساجد ولا قباب، هذا هو الواجب على المسلمين حمايةً لجناب التوحيد، وحرصاً على سلامة عقيدة المسلمين، ودعوةً لهم إلى الحق، وأداءً لواجب الدعوة، نسأل الله أن يوفق ولاة أمر المسلمين لما يرضيهم، ونسأل الله أن يعين العلماء على البلاغ والبيان، ونسأل الله أن ينصر الجميع بالحق، وأن يعيذ الجميع من مضلات الفتن ولا حول ولا قوة إلا بالله.  
 
3- هل يتنافى العلم مع الإيمان؟
ما يتنافى العلم مع الإيمان، قال الله جل وعلا:وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ(56) سورة الروم، فالعلم والإيمان قرينان، ولا يتم الإيمان عن علم، الإيمان لا بد أن يكون عن علم، الإيمان بالله وبرسوله وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، والإيمان بما أخبر الله به عن الآخرة والجنة والنار والحساب والجزاء وعن ما يكون في آخر الزمان إلى غير ذلك، لا بد من العلم والإيمان، فلا بد أن يؤمن بالله عن بصيرة، عن علم، يؤمن بأن الله خلقه وأن الله رازقه، وأن الله هو المعبود بالحق، وأن الله هو الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله لا شبيه له ولا شريك له، وعلى العبد أن يؤمن بأن الله فوق العرش، فوق جميع خلقه في العلو وليس ... الله - سبحانه وتعالى – فوق العرش، فوق جميع الخلق، كما قال جل وعلا: الرحمن على العرش استوى، وقال - سبحانه وتعالى -: إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ(3) سورة يونس، (ثم استوى على العرش) في سبعة مواطن، قال - سبحانه وتعالى -: فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ(12) سورة غافر، وقال - سبحانه وتعالى -:وهو العلي العظيم)، وقال جل وعلا:تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ(4) سورة المعارج، وقال - سبحانه وتعالى -:إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ(10) سورة فاطر، فهو.... - جل وعلا- فوق العرش، يجب الإيمان بذلك، ومن قال إن الله في كل مكان فقد كفر، وكذب الله وكذب رسله، ويجب الإيمان بأنه - سبحانه وتعالى – يتكلم إذا شاء، وأنه يرضى ويغضب، وأنه هو السميع العليم، وأنه قدير، وأنه على كل شيء قدير، وأنه المعطي المانع الخلاق الرزاق، وأنه على كل شيء قدير، وأنه - سبحانه وتعالى – العالم بأحوال عباده، وأنه المستحق لأن يعبد، ما يستحق العبادة سواه، وأنه الخلاق العليم، وأنه رب العالمين، فيجب على العباد أن يؤمنوا بهذا وأن تكون أعمالهم عن علم عن بصيرة، فهو يصلي عن إيمان؛ لأن الله هو المعبود الحق، وأنه فوق العرش، يصوم كذلك، يزكي كذلك، عن إيمان وعن علم بأن ربه فوق العرش وأن ربه هو العالي فوق خلقه، وأنه كامل في ذاته وفي أسمائه وصفاته لا شبيه له، ولا كفؤ له ولا ند له، وهو يصلي عن هذا الإيمان عن علم، ويصوم ويزكي ويبر والديه ويجاهد عن هذا الإيمان، عن إيمانه بالله ورسوله، عن إيمانه بأن معبوده هو الحق، فوق العرش، فوق جميع الخلق، وأنه العالي فوق جميع الخلق، ومن قال إن الله في كل مكان، وأنه في الأرض وأنه ليس فوق العرش؛ فهذا مكذبٌ لله ومكذبٌ لرسوله، ويكون بهذا كافراً نسأل الله العافية، لا حول ولا قوة إلا بالله.   
 
4- ما هي المحرمات من النساء على الرجال؟
بين الله جل علا المحرمات في سورة النساء، من قرأ سورة النساء عرف المحرمات في قوله جل وعلا: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ الآية...(23) سورة النساء، وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - الزيادة على هذا، قال: (لا يجمع الرجل بين المرأة وعمتها، ولا بين المرأة وخالتها)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب)، فالأمر واضح والحمد لله.  
 
5- ما هي مبطلات الزواج شرعاً
المبطلات أنواع، فقد يتبين أنها أخته من الرضاعة فيبطل النكاح، يتبين أنها بنته من الرضاعة يبطل النكاح، يتبين أنها عمته من الرضاعة يبطل النكاح، يتبين أنها خالته يبطل النكاح، يتبين أن العقد غير صحيح وأنه تزوجها بدون ولي أو بدون إيجاب وقبول فيبطل النكاح الذي ادعاه أنه نكاح، قد يبطل بأنه تزوجها في العدة قبل أن تخرج من العدة، قد يتبين أن زوج ما طلقها فيبطل النكاح؛ لأنه تزوجها وهي ذات زوج، قد يبطل النكاح بأن تزوجها في العدة مات زوجها وتزوجها قبل أن تكمل العدة فيبطل النكاح، مبطلات كثيرة بينها العلماء.  
 
6- لقد قرأت بأن عمر - رضي الله عنه - كان يقول: [[ اللهم إن كنت كتبت علي شقاء أو ذنباً فامحه عني فإنك تمحو ما تشاء، وتثبت ما تشاء ]] السؤال: هل إذا دعا الرجل ليمحو الله عنه بأنه شقي، مع العلم بأن الله - عز وجل- أمر القلم أن يكتب مقادير السماوات والأرض، فهل يمحو الله ذلك، حيث سمعت منكم بأن القدر قدران، قدرٌ محتوم وقدر معلق، فهل هذه المقولة التي قالها عمر - رضي الله عنه- تدخل في القدر المعلق، أم القدر المحتوم؟
هذه يروى عن ابن عمر - رضي الله عنهما- والصواب أن هذا الدعاء لا يصلح، ولكن يسأل ربه المغفرة والرحمة، يقول: اللهم اغفر لي اللهم ارحمني اللهم أدخلني الجنة، اللهم أنجني من النار، وأما من كتبه الله شقياً فإنه يموت شقياً، ومن كتبه الله سعيداً يموت سعيداً كما دلت عليه النصوص من الكتاب والسنة، لكن ........... لا يعلمه الإنسان، القدر علمه عند الله، ولكن المؤمن يسأل ربه، والمؤمنة كذلك، يقول: اللهم اغفر لي وارحمني، كما دعا النبي - صلى الله عليه وسلم -، اللهم أدخلني الجنة، اللهم أنجني من النار، إلى غير ذلك، يسأل ربه الخير ويتعوذ بالله من الشر، والقدر علمه عند الله جل وعلا، ولكن الإنسان يسأل ربه كل خير، ويستعيذ بربه من كل شر كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم – يسأل الله الجنة ويتعوذ به من النار، ويسأله المغفرة - سبحانه وتعالى -، وقال له رجل: يا رسول الله، إني لا أحسن دندنتك ودندنة معاذ، ولكني أسأل الله الجنة وأعوذ به من النار، فقال - صلى الله عليه وسلم -: حولها ندندن. يعني حول هذا السؤال. فالمقصود أن الإنسان يسأل ربه الخير ويتعوذ بالله من الشر، أما أن يقول: اللهم إن كنت كتبتني شقياً فاكتبني سعيداً، هذا لا أصل له، الله جل وعلا بين أن قدره ماضي ونافذ، وبين الرسول - صلى الله عليه وسلم – ذلك.  
 
7- لدينا قبيلة -هداهم الله- لا زالوا على بعض العادات، وقد وضعوا طريقة للمهر وشروط، فمن الناس من رفض ذلك، فهجرناهم وقررنا هجرهم، وقطعناهم، ولم نحضر الاحتفالات التي يقيمونها، وكان فيهم أقرباء لنا وجيران، فما رأي سماحتكم؟
هذا لا يجوز هجرهم ولا مقاطعتهم، ولكن ينصحون إذا قرروا المهور لبناتهم، بنته بكذا وأخته بكذا ينصحوا بالتخفيف، أما هجرهم هذه لهم شبهة ما تسمى معصية، لا يهجرون بل ينصحون ويوجهون إلى الخير ويتعاونوا معهم على الخير والبر بالكلام الطيب والأسلوب الحسن مع الرجل ومع المرأة ومع أمها ومع أبيها وعمها ونحو ذلك، من باب التناصح والتواصي بالحق، هذا هو الذي ينبغي، أما الهجران والمقاطعة فلا وجه لهذا، لأن لهم شبهة قد تكون لهم أسباب، قد يكونوا شرطوا أشياء يحتاجونها ولا يمكن يعني أن ينجزون الزواج إلا بها، لكن إذا كان مهورٌ زائدة وتكلفٌ زائد ينصحوا من باب النصيحة، من باب التعاون على البر والتقوى، من باب التواصي بالحق لا من باب الهجر والشدة.  
 
8- رجلٌ موظف ولكن عند انتهاء ما عنده من معاملات يغادر الدوام قبل انتهائه وخاصةً في رمضان، وبعض الأحيان في غير رمضان نذهب في عمل ميداني فنعود قبل الظهر، ونغادر إلى منازلنا، فهل هذا جائز؟
لا يجوز، يبقى في عمله حتى ينتهي الدوام إلا بإذن من مرجعه، الذي هو المرجع، وإلا الواجب، قد تأتي معاملة جديدة قد يحتاج إليه، فالواجب أن كل موظف يبقى في عمله حتى ينتهي الدوام إلا بإذن من الدولة أو من المرجع الذي هو المسؤول عنه.  
 
9- أنا طالب في المرحلة الثانوية في الفرع العلمي، وقد شغلني تحصيل العلوم الدنيوية عن التفقه في دين الله، فهل أنا آثم على ذلك، ذلك-سماحة الشيخ-؟
نعم يحب عليك أن تتفقه في دين الله، يجب عليك أن تتعلم، وأن لا تُشغل بالأمور الدنيوية عن العلوم الدينية، الله أوجب عليك أن تعبده ولا طريق للعبادة إلا بالفهم والعلم، فعليك أن تتعلم ما تعرف به دينك، والعبادة التي خلقت لها، في قوله - سبحانه وتعالى -: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) سورة الذاريات، فعليك أن تعرف هذه العبادة وتؤديها كما أمر الله، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (من يرد الله به خيراً يفقه في الدين)، فلا بد من أن تتعلم ما يحصل لك به الفقه في الدين حتى تؤدي ما أوجب الله عليك عن بصيرة، وحتى تترك ما حرم الله عليك على بصيرة، هذا هو الواجب، الواجب أن تعرف من دينك ما لا يسعك جهله، فتعرف ما أوجب عليك وما حرم عليك حتى تؤدي الواجب وحتى تبتعد عن المحرم.  
 
10- ما حكم لبس الذهب المحلق بالنسبة للنساء؟
لا بأس من لبس المحلق، النبي - صلى الله عليه وسلم- أقر ذلك ولا حرج في ذلك، أما ما يروى من النهي عن ذلك فهي أحاديث منسوخة، ما بين أحاديث ضعيفة وما بين أحاديث منسوخة، هذا هو الصواب، ولا بأس أن تلبس المحلق الخواتم والأسورة لا بأس بذلك ولا حرج فيه، فقد صحت السنة بذلك، وقد حكى بعض إجماع العلماء على هذا، وأنه لا حرج فيه والحمد لله، ومن قال من بعض علمائنا الحاضرين أنه لا يجوز فقد غلط، الصواب أنه لا حرج في ذلك، وأن الخواتم والمحلق من الذهب والفضة لا حرج فيه على الرجال والنساء، أما الذهب فللنساء، وأما الفضة فلا بأس أن يلبس الرجل خاتم الفضة ولا بأس أن تلبس المرأة خاتم الذهب والفضة والأسورة كذلك، المقصود أن المحلق لا حرج فيه على النساء، وهكذا الخاتم الفضة على الرجل لا حرج فيه.  
 
11- في صلاة التراويح وبعد أن يصلي الإمام الوتر وعند السلام لا نسلم معه، بل نقوم ونصلي ركعة إضافية حتى لا يكون وتراً؛ لأننا نرغب في تأخير الوتر إلى بعد النوم، فأيهما أفضل متابعة الإمام، أو تأخير الوتر؟
الأمر واسع في هذا، من تابع فهو أفضل، يصلي معه حتى يكون له أجر ما فعل مع الإمام حتى ينصرف، ومن أتى بركعة وشفع بها وتره، وأوتر في آخر الليل فالأمر واسع بحمد لله، وإن سلم معه فلعله أفضل إن شاء الله، ثم يصلي بعد ذلك ما تيسر من دون وتر، يصلي ركعتين يصلي أربع فما أكثر أو أقل يسلم من كل ركعتين، وليس هناك حاجة للوتر، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (لا وتران في ليلة)، لكن يصلي ما تيسر ويسلم من كل اثنتين والحمد لله، وأما سلامه فيكون مع الإمام يكون أفضل وأبعد عن الرياء.  
 
12- سمعت من إحدى الأخوات في المصلى أن وضع العباءة على الكتفين حرام في الصلاة، ما صحة هذا القول؟
الذي يظهر أنه لا يجوز، لأن فيه تشبه بالرجال، فإما أن تلبس جلباب وتصلي فيه، وإلا تصلي في العباءة وهي رأسها، وإلا تدع العباءة ويكون عليها جلباب يسترها والحمد لله.  
 
13- لأمي ثلاثة أعمام، فهل يجب علي أن أكشف وجهي عليهم، كما أنني سمعت الكثير من الناس يقولون بأنهم كأجدادي، فهل هذا صحيح؟
أعمام الأم أعمامٌ لك، أعمام أمك إخوة أبيها هم أعمامٌ لك، وهكذا أخوالها أخواك وإن ارتفعوا، فهم محارم، عم أمك وخال أمك محارمُ لك، عمها أخو أبيها ولو كانوا جماعة هم محارم، إخوانها .....، إخوان أمها كذلك هم محارم.  
 
14- شاب في الثانوية يبلغ من العمر السابعة عشر من العمر، حصل له قبل ستة أشهر فشل كلوي، يقول: وأنا الآن لم أصم رمضان وذلك بسبب الفشل، وبعد أسبوع سوف أبدأ بالغسيل الكلوي، فإني سألت عن ماذا أفعل عن عدم الصيام فقالوا لي: تقوم بتوزيع فدية ثلاثين صاع عن رمضان، كل صاع لمسكين؟
عليك أن تسأل الأطباء المختصين، فإذا كان يرجى شفاؤك فتقضي وتصوم في الأوقات التي ما فيها غسيل، ولا يضرك فيها الصوم، أو في الأوقات التي يزول فيها الغسيل إن شاء الله وتبرأ، أما إن كان المرض يستمر وأن القاعدة أن هذا المرض يستمر، وأنه يضرك الصوم فلا مانع من الإطعام عن كل يوم نصف صاع، عن جميع الشهر خمسة أشهر صاع، لكن الظاهر والله أعلم أن هذا يرجى زواله، وأن الأيام التي ما فيها غسيل يمكن أن تقضي فيها، الحمد لله تقضي في الأيام التي ما فيها غسيل إذا كنت تستطيع، أما إذا قرر الأطباء أن هذا يضرك، وأن الصوم يضرك، وأنه لا بد أن تستمر في عدم الصوم فتطعم عن كل يوم مسكيناً نصف صاع، كيلوا ونصف.
 
15- هل الصلاة تقبل للذي ثوبه مسبل؟
لا يجوز الإسبال، والصلاة صحيحة، لكن هو على خطر من عدم القبول، وعلى خطر من الإثم، لا يجوز أن يصلي مسبل، ولا يجوز أن يسبل ولو ما صلى، ولو في حال غير الإسبال، ولو في طريقه إلى بيته أو إلى السوق، الإسبال محرماً مطلقاً، لا يجوز الصلاة فيه ولا فعله، والإسبال هو كون الثوب يتجاوز الكعبين، السراويل أو القميص أو البشت، هذا يسمى الإسبال. يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (ما أسفل من الكعبين فهو في النار) فلا يجوز أن يسبل ولو في غير الصلاة، لكن لو صلى مسبلاً صلاته صحيحة لكن مع الإثم.

381 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply