حلقة 345: ما حكم من يقول الله في كل مكان - تفسير قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ - حكم الإيمان بالكتب السماوية - هل يجوز الدعاء بقوله الله إنا نسألك بعزك الذي لا يرام - صحة حديث أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

43 / 48 محاضرة

حلقة 345: ما حكم من يقول الله في كل مكان - تفسير قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ - حكم الإيمان بالكتب السماوية - هل يجوز الدعاء بقوله الله إنا نسألك بعزك الذي لا يرام - صحة حديث أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا

1- البعض من الناس -سماحة الشيخ- عندما يسأل: أين الله؟ يقول: في كل مكان! فما هو الجواب الصحيح من الأدلة الشرعية؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، صلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد. فالواجب على من سئل أين الله؟ أن يجيب بما أجابت به الجارية لما سألها الرسول - صلى الله عليه وسلم -، جيء إلى النبي بجارية يريد صاحبها أن يعتقها فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أين الله؟ قالت: في السماء ، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله ، قال - صلى الله عليه وسلم - للذي أتى بها: أعتقها فإنها مؤمنة) وهذا هو الواجب لمن قيل أين الله يقول في السماء فوق العرش كما قال جل وعلا: (أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء) وقال في الآية الأخرى: (أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء) يعني في العلو في جهة العلو فوق العرش، قال جل وعلا: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) وقال سبحانه: (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ) الآية، والله جل وعلا قال: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) وقال سبحانه: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) معنى استوى: ارتفع وعلا، في سبعة مواضع من القرآن ذكر فيها أنه استوى على عرشه سبحانه وتعالى، وأهل السنة والجماعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأتباعهم بإحسان يؤمنون بهذا ويقرون بأنه سبحانه فوق العرش، فوق جميع الخلق وأنه استوى على العرش استواءً يليق بجلاله وعظمته لا يشابه خلقه في شيء من صفاته - سبحانه وتعالى- فمن سُأِل: أين الله؟ تقول: في السماء فوق العرش، هكذا قال أهل السنة والجماعة كما دل عليه القرآن العظيم والسنة المطهرة، ومن قال إنه في كل مكان فقد كذب الله ورسوله وهو بهذا يكون كافراً يستتاب فإن تاب وإلا قتل، على ولي الأمر، السلطان أن يحيله إلى المحكمة فإن تاب وإلا قتل؛ لأن معناه إنكار كون الله في العلو كونه فوق العرش، معناه تكذيب الله وتكذيب الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيكون كافراً مرتداً يستتاب فإن تاب وإلا قتل من جهة ولي الأمر يحال إلى المحكمة الشرعية حتى يستتاب.   
 
2- ما معنى قوله تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ))[غافر:28]؟
هذا وعيد شديد يدل على أن المسرفين والكذابين متوعدون بأن لا يهديهم الله،وأن لا يوفقهم فالواجب الحذر، الواجب التوبة من الإسراف والكذب حتى يهديه الله، من أراد الهداية فليتب إلى الله، فليبادر بالتوبة فليبادر بالعمل الصالح ويسأل ربه أن يهديه، والله جل وعلا أمرنا أن نقول: (اهدنا الصراط المستقيم) في كل ركعة من صلاتنا، فالواجب على من كان عنده إسراف في المعاصي، كان عنده كذب، كان عنده شيء مما يخالف أمر الله يبادر بالتوبة، وأن يحرص على التوبة وأن يسأل ربه الهداية، يضرع إلى الله يقول: اللهم اهدني سواء السبيل، اللهم اهدني صراطك المستقيم، يسأل الله في صلاته وفي غيرها في السجود، في آخر الصلاة، في كل وقت، لكن مع الحذر من الإصرار على المعاصي فإن الإصرار على المعاصي والكذب من أسباب الحرمان من عدم قبول دعوته، ومن عدم هدايته نسأل الله العافية.   
 
3-  ما حكم الإيمان بالكتب السماوية وكم عددها؟
الواجب الإيمان بها إجمالاً وتفصيلاً إجمالاً فيما لم بين ولم يسمى، نؤمن بأن الله أنزل الكتب على الرسل والأنبياء كما قال تعالى: لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ يؤمن المؤمن بأن الله أنزل كتب على الرسل عليهم الصلاة والسلام، فيها العدل وفيها الشرائع، ويؤمن بما سمى الله به التوراة والإنجيل والزبور، يؤمن بهذا بما سمى الله سمى هذا لنا، التوراة على موسى والإنجيل على عيسى والزبور على داود، يؤمن بما سمى الله وميزها، والقرآن على محمد عليه الصلاة والسلام، فما سمى الله سميناه وآمنا به نصاً وما أجمله الله أجملناه، ونقول الله جل وعلا أنزل كتباً على أنبيائه ورسله، نؤمن بها ونصدق بها ونعلم أنها حق من عند الله عز وجل؛ لكن لا نعلم تفصيلها إنما نعلم أنه أنزل كتباً إقامة للحجة وقطعاً للمعذرة، ومنها التوراة والإنجيل والزبور والقرآن التوراة على موسى والإنجيل على عيسى والزبور على داود والقرآن على خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام.   
 
4- كثيراً ما يردد في أدعية أئمة المساجد قولهم في دعاء القنوت: (اللهم إنا نسألك بعزك الذي لا يرام, وبركنك الذي لا يضام, وبنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات)، فهل هذا الدعاء جائز بهذه الصيغة؟
لا نعلم بأساً فإن ركنه لا يضام، وعزه لا يرام، كل الناس عزهم دون عزه سبحانه وتعالى كلهم ضعفاء لديه وهو القاهر على كل شيء سبحانه وتعالى، وبنور وجهه الذي أشرقت له الظلمات، نوره وسع السماوات والأرض سبحانه وتعالى: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) الذي نورهما وأقام الشمس وأقام القمر نوراً للعباد، كل شيء من عنده جل وعلا، فهو منورهما وهو مسخر الشمس والقمر ومسخر النجوم الذي أعطانا مادة النور سبحانه وتعالى، السراج الذي ينور به المادة التي تجعل في السراج حتى ينور كل هذا من فضله سبحانه، فهو الذي نور العباد ويسر لهم الأرزاق، وهو الذي بيده تصريف الأمور جل وعلا، فلا يرام عزه ولا ملكه سبحانه وتعالى وهو القاهر فوق عباده وكلهم تحت قهره، وكلهم تحت قدرته وكلهم تحت عزه سبحانه وكلهم في قبضته.   
 
5- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا, ومن تخلف عنها هلك وهوى) هل هذا الحديث صحيح
لا، ليس بصحيح، هذا موضوع حديث موضوع، السفينة هو القرآن والسنة هذه هي السفينة ، السفينة كتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام، من استقام عليهما نجا ومن تخلف عنهما هلك، وأما أهل البيت فيهم الصحيح، فيهم الصالح والطالح أبو لهب من أهل البيت وهو من أكفر الناس، وهكذا أبو طالب مات على الكفر عم النبي - صلى الله عليه وسلم - فالصالح يرجى له الخير، مثل علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، ومثل الحسن والحسين، مثل علي بن الحسين، مثل جعفر أبو محمد، ومثل العباس بن عبد المطلب وابن عباس - رضي الله عنه – والفضل بن عباس، وغيرهم من الصحابة ومن غير الصحابة، أهل بيته المستقيمون لهم أجرهم ولهم فضلهم، والواجب محبتهم في الله، وإعانتهم على الخير والإحسان إليهم كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (أذكركم الله في أهل بيتي) وحبهم دين، ومن عقائد أهل السنة والجماعة حب أهل البيت، المؤمنين والترضي عنهم والإحسان إليهم، والدفاع عنهم إذا ظلموا، هذا واجب أهل الإسلام أن يحبوا أهل بيت الرسول - صلى الله عليه وسلم - يعني المؤمنين، ويترضوا عنهم ويحسنوا إليهم، ويعطوهم من بيت المال ما يحتاجون إليه هذا حق، أما فاسقهم، فيعامل كما يعامل غيره ينصح ويوجه إلى الخير وتقام عليه الحدود، وكافرهم مثل غيره لا يحب بل يبغض في الله حتى يسلم كأبي لهب وأبي طالب وغيرهم ممن كفر بالله ولم يؤمن بالرسول - صلى الله عليه وسلم -  
 
6- رجل قال: زوجتي طالق إن فعلت كذا! ثم فعل, وعندما قال هذا الكلام كان في حالة غضب, ماذا يلزمه -سماحة الشيخ-؟
هذا يراجع المحكمة ويبين الواقع مع زوجته ومع وليها، وتنظر المحكمة أو يكتب إلينا في الموضوع وننظر في أمره إن شاء الله.   
 
7- ما حكم من ينكر رؤية الله؟
من ينكر رؤية الله فهو ضال مضل؛ لأن الله جل وعلا أثبت رؤيته وثبتها رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول الله جل وعلا: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) ويقول عن الكفار: (كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ) فدل على أن المؤمنين ليسوا بمحجوبين بل يرون سبحانه يوم القيامة وفي الجنة، وقال جل وعلا: (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله) هكذا جاء تفسيرها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأخبر - صلى الله عليه وسلم - أن الناس يرون ربهم يوم القيامة كما يرون الشمس صحواً ليس دونها سحاب، وكما يرون القمر ليلة البدر لا يضاهون في رؤيته ويراه أهل الجنة ولهم اجتماع معه سبحانه وتعالى فهذا قول أهل السنة والجماعة قد أجمع أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن بعدهم على أنه سبحانه يرى في الآخرة وفي الجنة، ومن أنكرها تبين له الأدلة فإن أصر كفر، تبين له الأدلة من القرآن والسنة فإن أصر كفر؛ لأنه كذب لله ولرسوله، فالواجب على جميع أهل العلم أن يبينوا ذلك للناس وأن يوضحوه للناس وعلى من عنده شك أن يتقي الله وأن يرجع للصواب، على من عنده شك وتردد أن يتقي الله وأن يرجع إلى الحق، فالمؤمنون بالنص وإجماع أهل السنة يرون ربهم يوم القيامة في العرصات وفي الجنة، أما الكفار فلا يرون (كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ).   
 
8-  ما رأيكم يا سماحة الشيخ في بيع التورق, وما حكمه، وما صفته؟
بيع التورق لا بأس به على الصحيح، وصفته أن تشتري سلعة من زيد إلى أجل، ثم تبيعها بالنقد لحاجتك تشتري سيارة من زيد بأقساط معلومة ثم بعد قبضها تبيعها بالنقد حتى تتزوج أو توفي دين عليك أو تعمر بيتك أو ما أشبه ذلك هذا هو بيع التقسيط ويسمى التورق، ويسميه بعض الناس الوعدة بالواو والعين، ويسميه بعض الفقهاء التورق فهذا بيع التقسيط، فإن كان لغير البيع فإنه لا حرج عند الجميع، كونه اشترى السلعة إلى أجل لكن ليستعملها هذا جائز عند الجميع أو اشترى بيتاً للتقسيط ليسكنه هذا جائز عن الجميع لقول الله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ) فأباح الله المداينة، لكن الخلاف إذا اشتراه ليبيعه، اشتراه لأجل ليبيعه بالنقد حتى يستعمله في حاجته هذا يقال له بيع التورق، وبيع التقسيط للمبيع بالنقد هذا هو محل الخلاف، والصواب أنه لا حرج فيه ولو أنه للبيع ويسمى التورق ويسميه بعض العامة الوعدة فإذا اشتريت السيارة بأقساط معلومة، وقصدك أن تبيعها لتتزوج أو لتعمر بيتاً أو لتوفي دَيناً فهذا يسمى بيع التورق، وهو صحيح والصواب أنه لا بأس به لأنه داخل في قوله جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ) وداخل في قوله سبحانه: (وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا) وداخل في الأحاديث الصحيحة (البيعان بالخيار) إلى غيره.      
 
9- كيف يعامل الشخص والديه في ظلمهم لزوجته, حيث أن هذه الزوجة صابرة من أجل أن تنال محبة الله ومحبة الرسول, وزوجها يخاف إن خرج من عند أهله أن يكون قد عصا الله والرسول, وهي تقوم بكل الواجبات في البيت, والزوج لا يستطيع أيضاً أن ينصح الوالدين أو يتحدث معهم في هذا الأمر, بالرغم من أنه ليس راضٍ عنهم في معاملتهم لزوجته بهذا الأسلوب,
مادامت صابرة محتسبة جزاها الله خيراً، وعليك أن تنصحهما أو تتطلب من غيرك أن ينصحهما كأعمامك أو بعض جيرانك الطيبين أن ينصحوا والديك حتى يحسنا إلى زوجتك كله طيب، وإذا تكلمت معهما بكلام طيب وقلت لهما: يا والدي هذه امرأة صفتها كذا أرجوا أن تحسنا إليها، أرجوا أن تصبرا عليها وما أشبه ذلك من الكلام الطيب لا بأس وإذا صبرت جزاها الله خيراً، وأنت عليك بالرفق والكلام الطيب وسؤال الله أن يهدي والديك حتى ينصفاها وحتى يعرفا حقها وحسن سيرتها وأبشر بالخير اصبر وهي تصبر، وأبشرا بالخير ولكن مع هذا كله لا مانع أن تطلب من الجيران الطيبين أو الأقارب الطيبين أن ينصحوا الوالدين لا بأس أو أن تمنع والديك بالرفق والكلام الطيب تقول يا والدي يا أبي كذا يا والدتي كذا وكذا هذه زوجة صالحة هذه عملها طيب أرجو أن تحسنا إليها وما أشبه ذلك مع سؤال الله أن يهديهما وأن يوفقهما لإنصافها. 
 
10- ما حكم من ذهب لطلب العلم وأخذ معه زوجته, ويكون هناك بدون عمل, حيث أن صاحب مكان طلب العلم متكفل لطلاب العلم بتوفير السكن العائلي، والمأكل والمشرب, ما الحكم في ذلك؟
إذا كان المحل طيب وسليم والمعلم من أهل السنة والجماعة وذهابه بأهله يكون لهم مكان مناسب ليس فيه اختلاط فهذا أصوب له وأقرب إلى الخير وحتى لا يقع في الفاحشة وحتى لا تسوء حاله، فإذا كانت معه زوجته فهذا خير له إذا كان المحل مناسباً وليس فيه اختلاط وليس فيه شر عليه ولا على زوجته فالحمد لله.   
 
11- ما حكم من يصلي في رمضان أربعاً وعشرين ركعة, ويقنت في صلاة الفجر ويعجل فيها؛ كي لا يكون شاقاً على من خلفه؟
صلاة الليل موسع فيها والحمد لله، لكن أربعاً وعشرين لا وجه لها، ثلاثة وعشرين نعم، الصحابة صلوا ثلاثة وعشرين وصلوا إحدى عشرة، عشرين يسلم من كل ثنتين يوتر بثلاث ويسلم من ثنتين ثم يوتر بواحدة أما صلاة أربعة وعشرين مالها وجه، لكن يصلي ثلاثة وعشرين أو واحداً وثلاثين أو ثلاثاً وثلاثين أو ثلاثة وأربعين أو تسعة وثمانين يعني يوتر لا بأس ليس في هذا حد محدود والحمد لله يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي الصبح أوتر بواحدة) فإذا صلى عشراً وأوتر بواحدة إحدى عشر كما كان النبي يفعل في غالب تهجده عليه الصلاة والسلام، أو صلى بثلاثة عشرة أو بثلاثٍ وعشرين أو صلى أكثر من ذلك لكن يوتر بواحدة لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى) والأفضل إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة لأن هذا هو أكثر ما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - وإن أوتر بأكثر كما فعل الصحابة في بعض الأحيان أوتروا بثلاثة وعشرين في عهد عمر أو أوتر بستٍ وثلاثين يعني مع الوتر تسعة وثلاثين، أو أوتر بإحدى وأربعين أو بأكثر من هذا فكل هذا لا حرج فيه والحمد لله، لكن يصلي ثنتين ثنتين يسلم من كل ثنتين وأقل ذلك واحدة أقل وتر واحدة وفي رمضان الأفضل أن يوتر بإحدى عشر أو ثلاثة عشرة وإن أوتر بثلاثٍ وعشرين؟يسلم من كل ثنتين كله طيب والحمد لله.   
 
12- ما حكم الإسراف والتبذير بالأكل والماء؟
الإسراف والتبذير لا يجوز لا هذا ولا هذا ربنا يقول جل وعلا: (وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ) ويقول سبحانه: (وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا) والإسراف الزيادة في الأكل على وجه يضر الآكل أو يحصل منه إضاعة المال بغير وجه، والتبذير صرف الأموال في غير وجهها هذا تبذير والزيادة في هذا بغير حاجة يسمى إسراف، فالواجب على المؤمن في أكله وشربه وصنعه الطعام أن لا يكون مسرفاً يصنع الطعام الذي يحتاج إليه وإذا بقى شيء صرفه في جهات الخير أعطاه الفقراء والمساكين، ولا يضيع، وأما التبذير هو تبذيره في غير وجه صرفه في اللعب في القمار في الخناء والمعاصي كل هذا من التبذير فالواجب أن يصان المال، الرسول نهى عن إضاعة المال، والمال له شأن فالواجب أن يصان عن الإضاعة ولا يبذر المؤمن ولا يسرف فيه بل يصونه ويصرفه في وجوه الخير في الصدقة في إكرام الضيف في إعانة المعسر، في تعمير المساجد في تعمير المدارس في تعليم القرآن والسنة إلى غير هذا المال يصرف في وجوه الخير أما كونه يبذر في الباطل أو يسرف فيه حتى يلقى في غير حاجة في الزبل في محلات أخرى فهذا لا يجوز الواجب أن يكون الطعام مصوناً ما فضل يعطاها الفقراء والمساكين ولا يبذر في غير وجه.  
 
13- ما حكم من تزوج ثم دعا الله ألا يرزقه الله إلا بذرية صالحة, مع العلم بأن هذا مخالف لحديث: (تزوجوا الولود الودود)؟
ما في هذا مخالفة، إذا تزوج وسأل الله أن يرزقه الذرية الصالحة هذا طيب يتزوج ويسأل الله أن يرزقه الذرية الصالحة ما في هذا مخالفة . استثنى سماحة الشيخ يقول ألا يرزقه الله إلا الذرية الصالحة؟. يسأل ربه إلا يرزقه إلا الذرية الصالحة، يسأل الله أن لا يرزقه ذرية خبيثة، يسأل ربه أن تكون ذريته كلها طيبة مثل ما قال جل وعلا: (رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء) وهو زكريا، فالمقصود أن الإنسان يتزوج زوجة أو زوجتين أو ثلاث أو أربع ويسأل ربه أن يرزقه الذرية الصالحة وأن لا يهبه ذرية خاسرة هذا لا حرج فيه، يسأل الله أن يهبه الذرية الطيبة لا بأس.   
 
14- هل يجوز للمرأة أن تسافر مع أختها وزوج أختها, أو تسافر مع أسرة أخرى صديقة لهم وليس معها محرم؟
لا يجوز لها السفر إلا بمحرم لا مع زوج أختها ولا مع زوج عمتها ولا غيرها فالواجب أن لا تسافر إلا مع المحرم لأنه ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (لا تسافر المرأة إلا مع محرم) هكذا ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصحيحين يقول - صلى الله عليه وسلم -: (لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم) ليسل لها أن تسافر مع زوج أختها ولا مع أصدقائها إذا لم يكن معها محرم.   
 
15- نجاسة الأطفال الصغار إذا نزلت على الأرض ثم جفت دون غسلها, فهل يطهر المكان بمجرد الجفاف، وهل تجوز الصلاة في هذا المكان الجاف من النجاسة؟
لا يطهر حتى يراق عليه الماء، إذا علم محل النجاسة يراق عليه الماء مثل ما أراق النبي - صلى الله عليه وسلم - على بول الأعرابي سدلاً من ماء فإذا عرف محل البول يراق عليه الماء من الصبي أو من غير الصبي حتى يطهر المحل.   
 
16-  هل يجوز استخدام المواد الكيماوية والماء المغلي في الحمامات؛ وذلك لتنظيفها مع وجود الكائنات التي نتعوذ منها؟
لا نعلم بأساً بهذا في غسل الحمامات بالماء الدافئ وفي المواد التي تمنع الصراصير والأشياء المؤذية، لا مانع من ذلك إذا كان المقصود منع شيئاً مؤذياً من عقارب أو حيات أو صراصر أو شيء يؤذيهم لا بأس الحمد لله، لكن لا يكون بالنار يكون بالمواد المزيلة النار لا يعذب بها إلا الله الماء الحار الذي يقتل لا لكن يستعمل المواد التي تبيد الحشرات لكنها بغير النار.   
 
17- هل يجوز خصم قيمة دين على معسر من قيمة الزكاة الواجبة، وإذا كان الجواب بنعم, ما هي شروط ذلك، وإذا كان المعسر لا يصلي هل يجوز ذلك أيضاً؟
لا يجوز خصم الدين عن الزكاة ولكن ينظر المعسر، وأما أن يعتبر دينه على المعسرين من الزكاة لا، لأن هذا وقاية للدين لماله لأنه يخشى أن يضيع عليه هذا المال عند المعسر فيجعله وقاية لماله، لا، الزكاة إعطاء، الزكاة إيتاء، يؤتي من ماله الذي عنده أما الدين الذي على المعسر فهذا ينظر فيه حتى يؤدي الله عنه لأن الله يقول: (وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ) فلا يجوز جعله زكاته وإذا كان لا يصلي لا يعطى من الزكاة لأن ترك الصلاة كفر نسأل الله العافية إلا إذا كان مؤلفاً من المؤلفة قلوبهم من رؤساء العشائر من الكبار الذي يرجى في إسلامهم وقوة إيمانهم أن يسلم نظرائهم وإمامهم وأن يقتدى بهم لأن الله جل للمؤلفة حقاً في الزكاة إذا كانوا ممن يطاع من الرؤساء والأعيان الذين يرجى بإسلامهم إسلام نظرائهم وقوة إيمانهم وقوة إيمان نظرائهم.   
 
18- قمنا بالحج أنا والأولاد منذ عام, وفي يوم عرفة تخلفت السيارة عنا, وأدى ذلك إلى بقائنا في عرفة حتى قرب الفجر, وأخذنا سيارة، وهذه السيارة لم تقم بتوصيلنا إلى مزدلفة إلا بعد شروق الشمس, فصلينا بها المغرب والعشاء قضاء, والفجر أيضاً, ماذا علينا في ذلك، وإذا كان علينا شيء فهل على الأطفال شيء أيضاً؟
الواجب عليكم المبادرة إلى مزدلفة، لكن إذا كان التخلف لعذرٍ شرعي ما حصلت السيارات تنقلكم ما حرج عليكم والحمد لله؛ لأنكم معذورون، ولكن يجب عليكم أن تصلوا الصلاة في وقتها قبل نصف الليل، صلاة المغرب في وقتها والعشاء جمعاً، وقصراً ولو في عرفة أو في الطريق، لا تؤجلوها إلى بعد نصف الليل، قد أخطأتم في تأخيرها، فعليكم التوبة إلى الله من ذلك، فالواجب على من تأخرت عنه السيارات أن يصلي الصلاة في وقتها، وهكذا عند الزحمة في الطريق لا يؤخر الصلاة، بل يصليها قبل نصف الليل المغرب والعشاء قصراً جمعاً، وليس عليه شيء إذا فاته المبيت في مزدلفة من أجل العذر الشرعي وهو تأخر السيارات؟؟؟؟ فلا حرج، فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ (16) سورة التغابن. شكر الله لكم.... 

394 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply