حلقة 363: حكم من ترك الصلاة ثم تاب - ترجمة الشيخ محمد بن عبدالوهاب - فضل الزواج - صلاة النساء جماعة في البيوت - أحكام رؤية المخطوبة - حكم دفن ورقة مكتوب عليها استغفار في قبر الميت - بر الوالدين بعد موتهما - زكاة رأس المال

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

13 / 50 محاضرة

حلقة 363: حكم من ترك الصلاة ثم تاب - ترجمة الشيخ محمد بن عبدالوهاب - فضل الزواج - صلاة النساء جماعة في البيوت - أحكام رؤية المخطوبة - حكم دفن ورقة مكتوب عليها استغفار في قبر الميت - بر الوالدين بعد موتهما - زكاة رأس المال

1-  فتاة تركت الصلاة فترةً من عمرها ثم عادت وتابت وندمت، هل تنصحونها بقضاء ما فات، أم كيف يكون توجيهكم؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: الحمد لله الذي هداها ومن عليها بالتوبة، وليس عليها قضاء، لأن ترك الصلاة كفر أكبر، فإذا تاب الإنسان من ذلك فليس عليه قضاء، هذا هو الصواب وهذا هو الحق، فعليها التوبة النصوح والاستقامة والصبر والإكثار من العمل الصالح، والحمد لله، يقول الله -عز وجل-: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) سورة طـه، فليس عليها قضاء ولكن عليها لزوم التوبة، وعليها بكثرة الاستغفار والإكثار من العمل الصالح، والحمد الله على كل حال.   
 
2- هل من يقرأ القرآن في البيت وينويه لميت هل يصل ثوابه إليه أو لا؟
ليس على هذا دليل، فقراءة القرآن على الأموات الراجح أنه لا يستحب ولا يشرع، إنما يقرأ يطلب الثواب لنفسه، ويدعو لمن أحب من أقاربه وغيرهم، أما أن يقرأ بالنية عن فلان فهذا لا دليل عليه، والأظهر في الأدلة الشرعية أنه لا يجوز، وإن أجازه بعض أهل العلم، فالذي نرى في هذا عدم القراءة للناس والتثويب على الناس، بل يقرأ يرجو ثواب الله لنفسه ويدعو لمن أحب من إخوانه المسلمين.  
 
3- أرجو أن تحدثونا عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وعن دعوته، وعن سيرته، وأبرز مؤلفاته؟
الشيخ محمد رحمه الله إمام كبير وعلامة شهير منَّ الله عليه بالفقه في الدين والبصيرة في علوم الشريعة، ولا سيما العقيدة الصحيحة عقيدة أهل السنة والجماعة، وكان ذلك في وسط القرن الثاني عشر، تعلم على علماء بلده وسافر إلى مكة والمدينة وأخذ عن بعض علمائهما، ثم رجع إلى بلده الدِّرْعيَّة، ورأى ما الناس فيه من التعلق بالأموات والقبور والشجر والحجر ففتح الله عليه ومنَّ عليه بالقوة والصبر، فدعا إلى الله وأرشد الناس إلى توحيد الله، وعلَّمهم أن التعلق بالقبور والأشجار والأحجار والاستغاثة بها شرك أكبر، وصبر على ذلك وعاداه كثير من أهل زمانه، ولكن الله نصره عليهم، وتابعه جم غفير من أهل العلم والبصيرة من أقاربه وغيرهم وصارت دعوته فتحا عظيماً على المسلمين ورحمة من الله لعباده في هذه الجزيرة العربية، وكانت دعوته أولاً في حريبلاء، ثم انتقل إلى العيينة، كلها قرى متقاربة، ومكث في العيينة مدة أيضا عند أميرها عثمان بن معمر يدعو إلى الله ويعلم الناس شريعة الله ويحذرهم من الشرك بالله وعبادة غيره، وكانت قُبة زيد بن الخطاب في الجبيلة معظمة من دون الله كان يدعى من دون الله ويعبد لأنه قتل في يوم اليمامة في قتال مسيلمة، فصار الناس يعظمون قبره ويدعونه من دون الله، وعليه بلية فأعان الله الشيخ وذهب بجماعة من العيينة وهدموا تلك القبة وبين للناس أن هذا لا يجوز وأن البناء على القبور لا يجوز وأن دعاء الميت والاستغاثة به لا يجوز، ولم يزل في الدعوة إلى الله وإرشاد الناس إلى توحيد الله وإلى ما شرعه الله من الأوامر، وإلى ترك ما حرم الله من المعاصي من الزنا والسرقة والربا وشرب المسكرات إلى غير ذلك، وتابعه على ذلك جم غفير من العلماء من أبنائه وأقربائه وغيرهم، فهو بحمد الله نعمة من الله فتح الله به القلوب وفتح الله به البلاد حتى دخل الناس في دين الله أفواجاً بعدما اتضحت لهم الدعوة وقام آل سعود وناصروه وعلى رأسهم الإمام محمد بن سعود الأمير في زمانه فإنه كان من عيينة أولا، ثم صار بينه وبين عثمان بن معمر بعض الشيء فخرج من العيينة إلى الدرعية، وتلقاه الأمير محمد بن سعود أمير الدرعية وبايعه على النصرة والجهاد فوفى له بذلك، الإمام محمد وفى بما قال وتساعدا في الدعوة وقام سوق الجهاد في سبيل الله حتى أظهر الله الحق ونصر الحق ودخل الناس في دين الله أفواجا، وانتشرت الدعوة إلى هذه الجزيرة ثم فتح الله على آل سعود مكة والمدينة وأظهر فيها العقيدة الصحيحة، وهدم ما على القبور من البنيات من القباب وغير ذلك في مكة والمدينة، وأوضحوا للناس حقيقة التوحيد، وكان فتح مكة والمدينة على آل سعود بعد موت الشيخ رحمه الله في السنة الثامنة عشرة من الهجرة بعد القرن الثاني عشر، سنة ثماني عشرة ومائتين وألف، وكان الشيخ توفي رحمه الله سنة ست ومائتين، والمقصود أن دعوة الشيخ رحمه الله دعوة سلفية دعوة صحيحة وهو إمام محقق فتح الله عليه في هذا الباب ودعا إلى الله وأرشد إلى الله وصبر على الأذى وعلى معاداة من عاداه من أقاربه وغيرهم حتى نصره الله عليهم، وحتى أظهر الله الحق على يديه، ثم على يدي أبنائه بعده وعلى يد الأمراء من آل سعود، فجزاهم الله جميعاً خيرا ورحمهم رحمة واسعة، وضاعف لهم المثوبة. ولم تزل هذه الدعوة -بحمد الله- قائمة على يدي آل الشيخ وآل سعود وعلى يدي العلماء علماء الشريعة علماء العقيدة من علماء الجزيرة يدعون إلى الله ويُعلمون الناس دين الله، وهكذا انتشرت في خارج الجزيرة في الشام والعراق ومصر وفي الهند وغيرها، نقلها العلماء إلى هذه البلدان ونفع الله بها من شاء من العباد، وذلك بتوفيق من الله ورحمة من الله لمن نقلها ولمن نقلت إليه. وهو رحمه الله صبور على الأذى، وهكذا أتباعه صبروا كثيرا وأوذوا كثيرا فقتل من قتل من أتباعه، ولكنهم لم يتأخروا عن جهاد أعداء الله، ولم يتأخروا عن الدعوة بل صبروا وجاهدوا حتى فتح الله عليهم بلاد الجزيرة من أهل النجدية كلها، وهكذا فتح الله عليهم الحجاز والحرمين وبقية بلاد الحجار كل ذلك من فضل الله عليهم، لما نصروا دينه وأرشدوا العباد إلى ما يجب عليهم وصبروا على الأذى فتح الله عليهم ونفع الله بدعوتهم، وانتشرت أيضا في اليمن هذه الدعوة وانتفع بها الكثير من أهل اليمن، وله من المؤلفات رسائل كثيرة جمعت في مجموع الرسائل والفتاوى المسماة (الدرر السنية) المطبوع والموزع بين الناس، وله (كتاب التوحيد) كتاب عظيم ألفه في أول الدعوة وانتشر، وله (الثلاثة الأصول) و(القواعد الأربع) كتاب صغير مفيد جداً، وله أيضاً (كشف الشبهات) أوضح فيها بطلان الشبهات التي يتشبث بها أعداء الله من عباد الأوثان، وله كتاب في الصلاة والزكاة والصيام يسمى (آداب المشي إلى الصلاة)، وله رسائل كثيرة رحمه الله طبعت في المجموعة التي سمعت. الذي هو (الدرر السنية). - هل هذا -الكتاب- منتشر في كل مكان سماحة الشيخ؟ ج/ نعم منتشر توزعه الحكومة، وتوزعه دار الإفتاء سابقاً، وتوزعه وزارة الشؤون الإسلامية أيضاً. - هل هو منتشر على نطاق تجاري؟ ج/ نعم منتشر يوزع من مدة طويلة، يوزع من مدة طويلة في الداخل والخارج. - من أراد شراءه يتمكن سماحة الشيخ؟ ج/ يبيعون منها أولاد الشيخ، أولاد الجامع الشيخ ابن قاسم، أولاده يبيعونه، ودار الإفتاء توزعه، والآن انتقل التوزيع إلى وزارة الشؤون الإسلامية التي يقوم عليها معالي الوزير الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي.  
 
4- أنا شاب في العشرين من عمري وغير متزوج، لكني دائماً أفكر في الزواج، وحالتي المادية لا تسمح لي بذلك في الوقت الحاضر، بماذا توصونني وتوجهونني؟
نوصيك بما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم الشباب: جاء في الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج)، الباءة يعني الزواج، (فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)، خرَّجه الشيخان في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وإذا تيسر لك الاستدانة أو القرض حتى تتزوج فافعل ذلك وأبشر بالوفاء، يوفي الله عنك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه)، فأنت تأخذ وتستلف أو تشتري سلعة وتبيعها سيارة أو غيرها وتبيعها ثم تتزوج، والله يوفي عنك، أبشر بالخير إن شاء الله، فإن لم يتيسر هذا فأكثر من الصوم حتى يسهل الله لك النكاح.  
 
5- كيف يمكن للنساء أن يصلين في البيت جماعة إذا جاز ذلك؟
إذا تيسر لهن ذلك فهو أفضل، فقد جاء عن أم سلمة وعائشة أنهما كانتا تصليان بالنساء جماعة، فإذا تيسر لصاحبة البيت أن تصلي بأخواتها أو بناتها أو خادماتها هذا طيب، تقوم وسطهن، يصففن عن يمينها وعن شمالها وهي وسطهن، ترفع صوتها في القراءة والتكبير حتى يتعلم الجميع يستفيد الجميع. - إذن توصون أم البنات أن تفعل ذلك في بيتها -سماحة الشيخ-؟ ج/ نعم، نوصي إذا كان عندها علم، وإن كان بناتها أعلم منها فتتقدم العالمة منهن، فالمقصود يؤمُّهن أقرأهن وأعلمهن. - إذاً لا يرى سماحتكم بأساً في صلاة جماعة النساء؟ ج/ نعم هو مستحب، إذا تيسر ذلك فهو مستحب؛ لما فيه من الفائدة العظيمة والأجر العظيم. - بعض إخوانكم لا يرون ذلك سماحة الشيخ فما هو توجيهكم؟ ج/ لا، الصواب أنه لا بأس به؛ لعموم الأدلة ولفعل عائشة وأم سلمة.   
 
6- إذا ذهب رجلٌ خاطباً من أحد البيوت، وتمَّت الخطبة، فهل له أن يرى مخطوبته، وجهونا جزاكم الله خيراً؟
نعم له أن يرى المخطوبة قبل الخطبة وبعدها؛ ليتأكد من صلاحها وليطمئن لصلاحها ومناسبتها، ولكن من دون خلوة، لا يكون مع خلوة، بل بحضرة أبيها أو أمها أو غيرهما، يرى منها وجهها ويديها وقدميها لا بأس، ولو رأى شعرها لا حرج إن شاء الله، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لما قال له أنه تزوج امرأة يعني أراد تزويجها قال: (أنظرت إليها؟) قال: لا، قال: (اذهب فانظر إليها)، وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا خطب أحدكم المرأة فإن أستطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل)، فالمقصود أن الرسول أمر بذلك، أمر الخاطب أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاح المرأة، ومعلوم أن وجهها ويديها وقدميها وشعرها مما يدعو إلى نكاحها إذا أعجبه.  
 
7- إذا صلى أحد ونسي التشهد الذي بين الركعتين وقام وكبر، ثم تذكَّر بعد ذلك، فهل يجلس للتشهد أم يكمل الركعة، وكيف يتمها؟
إذا ترك الإمام التشهد الأول أو المنفرد ولم يذكر إلا بعد أن استتم قائماً فالأفضل له أن يكمل الصلاة، ثم يسجد السهو سجدتين قبل أن يسلم كما فعله النبي عليه الصلاة والسلام، أما إن ذكر حين القيام أو ذكَّروه نبهوه يرجع ويجلس ويأتي بالتشهد ثم يقوم ويكمل صلاته ويسجد للسهو أيضاً، ولو رجع بعد أن يستتم قائماً لو رجع جهلا منه فلا حرج عليه، صلاته صحيحة ويسجد للسهو أيضا. - إذا تذكر أنه نسي التشهد أو شك فهل يسجد سجود السهو؟ ج/ إذا شك لا، أما إذا تذكر أنه تركه فإنه يسجد للسهو، أما إذا تردد فالأصل أنه لم يترك، الأصل أنه سليم.  
 
8- هل يجوز دفن ورقة مكتوب عليها استغفار في قبر الميت، وهل ينفع ذلك الميت؟
هذا لا أصل له ولا يجوز، لا يدفن معه شيء إلا كفنه. لا يدفن معه لا مصحف ولا أوراق ولا كتابة ولا سيف ولا غير ذلك.  
 
9- لو ماتت أمي وهي غاضبةٌ عليَّ فكيف لي أن أرضيها بعد الموت؟
إذا ماتت أمك أو أبوك وهما غاضبان عليك، عليك أن تدعو لهما وتتوب إلى الله من إغضابهما وعقوقهما، والتوبة تمحو ما قبلها حتى الشرك أعظم الذنوب من تابَ تاب الله عليه، عليك بالتوبة إلى الله والندم والعزم ألا تعود في القطيعة والعقوق، وعليك أن تجتهد في الاستغفار لهما والدعاء لهما والصدقة عنهما، وأبشر بالخير من تابَ تاب الله عليه.  
 
10-  هل دعوة المظلوم تنقص من أجل الإنسان، أي إذا كنت مظلوماً من قبل فلان من الناس ودعوت عليه بالموت، فهل ينقص أجله؟
دعوة المظلوم تضر الظالم، ولا تضر المظلوم، فله أن يدعو على ظالمه، والرسول يقول: (واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)، فهي تضر الظالم وأما المظلوم فلا تضره، ولا تنقص من أجله، مباح له أن يدعو على ظالمه وأن يشكوه إلى الحكومة أو إلى الهيئة أو إلى الجهات المختصة التي تنصفه، ويقول: هذا ظلمني؛ لأن الله سبحانه يقول: لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ.. (148) سورة النساء، فالمظلوم له أن يشتكي، وله أن يرفع ظلامته وله أن يدعو على من ظلمه: أن الله يعاقب من يستحق. 
 
11- يقول: جاء رجل إلى أبي الدرداء وقال: يا أبا الدرداء قد احترق بيتك! قال: لم يكن الله ليفعل بي ذلك؛ من كلمات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، عليك توكلت، وأنت رب العرش العظيم، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة أنت آخذٌ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم، من قالها حين يصبح وحين يمسي لم تصبه فتنة لا في نفسه ولا ماله ولا أهله، وإني قلتهن هذا اليوم، فقال: فذهبنا إلى بيته فوجدنا كل ما حوله قد احترق وداره لم تحترق. ما صحة هذا الحديث، وإذا كان ضعيفاً فهل نعمل به؟
الحديث ضعيف، ولكن إذا عمل به الإنسان رجاء أن ينفعه الله به فهو ذكر طيب، وهو ذكر عظيم ذكر طيب لا بأس به، لكن من غير اعتقاد أنه يحصل به هذا المطلوب، وبغير اعتقاد أنه سنة، لكنه ذكر من أعظم الذكر المشروع، ذكر طيب عظيم مشروع، لكن لا يعتقد فيه هذا الشيء الذي جاء فيه، ثم يقول: فعلت ولم يستجب لي! ولم يحصل، لكن الأذكار الشرعية كلها مطلوبة. - نقف قليلا لو تكرمتم سماحة الشيخ عند العمل بالأحاديث الضعيفة، هل يشرع ذلك أم لا؟ ج/ إذا وافقت الأحاديث الصحيحة في المعنى كأحاديث الأذكار والاستغفار والتوبة من غير اعتقاد ما علق عليه في الأحاديث الضعيفة. - إذن إذا لم يكن لها سند صحيح فلا يعمل بها؟ ج/ إذا كان المعنى صحيح فلا بأس، يعمل به ولا بأس، ولا يضر، لكن من غير اعتقاد ما جاء في الحديث: أنه يفعل به كذا، وأنه يحصل له كذا، ويحصل له كذا.  
 
12-  يسأل عن السيارة الخاصة، هل يؤدى عنها زكاة، وعن سيارة الأجرة أيضاً؟
السيارة الخاصة للاستعمال وسيارات الأجرة ليس فيهن زكاة، لكن الأجرة إذا حال عليها الحول وهي تبلغ النصاب يزكيها صاحبها إذا صار عنده دراهم كسبها من السيارة وحال عليها الحول وهي تبلغ النصاب كخمسين ريال فضة فأكثر أو ما يعادلها يزكيها، أما نفس السيارة جرم السيارة ليس فيها زكاة لأنه لم يعد للبيع إنما أعد للاستعمال، والزكاة إنما تجب في العروض المعدة للتجارة للبيع، فإذا أعدَّ السيارة للبيع وجبت فيها الزكاة، وهكذا إذا أعد البيت أو الأرض للبيع وجبت فيها الزكاة، أما إذا كان البيت معدا للإيجار أو السيارة للإيجار فلا زكاة فيهما، لكن الأجرة إذا حال عليها الحول وهي تبلغ النصاب زكِّيت.  
 
13- تسأل عن حبوب منع الحمل، هل يجوز استعمالها أو لا؟
هذه فيها تفصيل: إذا كان هناك مضرة لأن معها طفلاً ترضعه وتريد أن ترضعه وألا تحمل عليه ورضي الزوج بذلك فلا بأس، أو كان يضرها الحبل، إذا معها مرض يضرها الحمل فلا مانع أن تتعاطى الحبوب مؤقتا حتى يزول المرض والأذى، أما تعاطيها لأجل كراهة الأولاد أو المشقة من نفقتهم هذا لا يجوز.  
 
14-  هل يجوز للمرأة أن تجهر بالصلاة الجهرية في الفرض؟
نعم، تجهر تقرأ جهراً في المغرب والعشاء والفجر، لكن إذا كان عندها أجنبي فالأولى السر لئلا يفتتن بقراءتها، ولا سيما إذا كان صوتها حسناً قد يفتتن به، فالحاصل أن الأفضل لها السر عند الأجانب خوف الفتنة، أما إذا كان بين النساء أو في بيتها فلا شيء.  
 
15- هل يمكنني المبيت عند إحدى أخواتي في بيتها؟
نعم لأنها محرم، لك أن تبيت في بيتها، لكن لا في فراش واحد، كل واحد في فراش، أنت في فراش وهي في فراش. المنهي عنه أن تجتمعا في فراش واحد، الرسول صلى الله عليه وسلم نهى أن يفرق بينهم في المضاجع، إذا بلغ الغلام إذا بلغ الغلمان أو النساء العشر فإذا نمت وحدك وهي وحدها فلا حرج. إذا كانت أختها متزوجة فهل يجوز لها أن تبيت في بيتها؟ ج/ إذا كانت ما تخشى من زوجها ما تخشى فتنة فلا حرج، إذا كان ما تخشى الفتنة، أما إذا كانت تخشى فتبتعد، إلا أن يكون معها غيرها كأمها أو أخت ثانية أو خادمة أو شيء حتى يبتعد الخطر، وأما إذا كان ما تخشى فالحمد لله.  
 
16-  أسألكم عن رفع اليدين للدعاء وأن نمسح بهما الوجه، هل ذلكم جائز؟
رفع اليدين من أسباب الإجابة، إذا دعا ورفع يديه فهو من أسباب الإجابة، وإن مسح بهما وجهه فلا حرج، لكن الأحاديث الصحيحة ليس فيها المسح فإذا ترك ذلك فهو أولى وإن مسح فلا حرج؛ لأنه ورد في ذلك أحاديث فيها ضعف، وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في بلوغ المرام: إنها بالمجموع أن تكون من باب الحسن، فهذا قول يتوجه به في العمل بها أحاديث المسح، إذا مسح فلا حرج إن شاء الله، لكن فيما نعلم من الأحاديث الصحيحة التي جاءت في الصحيحين وغيرهما ليس فيها مسح، وقد استسقى النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وفي المصلى ولم ينقل أحد أنه مسح بيديه وأنه رفعهما في الدعاء، ولم ينقل أحد فيما أعلم أنه مسح وجهه بيديه عليه الصلاة والسلام، فالحاصل أن المسح لا بأس به، لكن تركه أولى إلا لمن اعتقد سنيته اعتقاداً لصحة الأحاديث أو حسنها، والحاصل في هذا أن رفع اليدين سنة في الدعاء إلا في أوقاتٍ ما رفع فيها النبي صلى الله عليه وسلم، مثل: بعد السلام من الفريضة ما كان يرفع يديه صلى الله عليه وسلم فلا يسن الرفع، مثل: خطبة الجمعة أو خطبة العيد لا يرفع فيها؛ لأن الرسول ما رفع فيها في دعائه عليه الصلاة والسلام، لكن لو استسقى يستحب رفع اليدين، أو دعا في أوقات أخرى دعا ربه يرفع يديه، أو بعد النافلة رفع يديه لا حرج في ذلك؛ لأن جنس الرفع مستحب وهو من أسباب الإجابة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صِفراً)، وهو حديث حسن لا بأس به، وفي حديث آخر رواه مسلم في الصحيح يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى طيبٌ لا يقبل إلا طيباً) قال في آخره: (ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذِّي بالحرام فأنَّى يستجاب لذلك) فهذا معناه أن رفع اليدين من أسباب الإجابة لكن منَع الإجابة تعاطيه الحرام نعوذ بالله، فالحاصل أن رفع اليدين سنة في الدعاء ومن أسباب الإجابة إلا في المواضع التي وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرفع فيها، مثل بعد الفريضة، مثل خطبة الجمعة، مثل خطبة العيد، مثل الجلسة بين السجدتين لا يرفع فيها، مثل الجلسة في آخر الصلاة قبل السلام إذا دعا لا يرفع؛ لأن الرسول لم يرفع في هذه المواضع. جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم سماحة الشيخ في ختام.... 

470 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply