حلقة 394: ما معنى أن عمرة في رمضان تعدل حجة معي - هل يجوز شراء ألعاب الأطفال التي تأتي على شكل حيوان أو إنسان؟ - معنى قوله صلى الله عليه وسلم لا عدوى - حكم التشاؤم من شهر صفر - حكم الاستدلال بالأحاديث الضعيفة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

44 / 50 محاضرة

حلقة 394: ما معنى أن عمرة في رمضان تعدل حجة معي - هل يجوز شراء ألعاب الأطفال التي تأتي على شكل حيوان أو إنسان؟ - معنى قوله صلى الله عليه وسلم لا عدوى - حكم التشاؤم من شهر صفر - حكم الاستدلال بالأحاديث الضعيفة

1- سماحة الشيخ: ورد في الحديث الصحيح (أن عمرة في رمضان تعدل حجة معي)، في ماذا يا سماحة الشيخ تعدلها، أهو في الأجر؟ أم في الكيفية؟ أم ماذا؟ وجهونا مأجورين.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه, أما بعد: الحديث المذكور صحيح، رواه البخاري ومسلم في الصحيحين، ومعنى ذلك أنها تعدل حجة معه في الأجر، يقول-صلى الله عليه وسلم-: (عمرة في رمضان تعدل حجة)، وفي لفظ آخر: (حجة معي)، هذا يدل على فضلها وأنها في رمضان لها مزية عظيمة، وأجر عظيم، كالذي حج مع النبي -صلى الله عليه وسلم-. 
 
2- هل يجوز شراء ألعاب الأطفال التي تأتي على شكل حيوان أو إنسان؟
ترك ذلك أحوط، لعموم الأحاديث؛ لأن الرسول-صلى الله عليه وسلم-، عظم شأن التصوير، وبين أن أهله أشد الناس عذاباً يوم القيامة، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون)، وقال: (إن أصحاب هذه الصورة يعذبون يوم القيامة ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم)، وفي الحديث الصحيح أنه -صلى الله عليه وسلم-: (لعن آكل الربا، وموكله، والواشمة والمستوشمة، ولعن المصور)، وقال لعلي -رضي الله عنه-: (لا تدع صورة إلا طمستها)، ولما دخل الكعبة يوم الفتح طمس ما في جدرانها من الصور. وبعض أهل العلم أجاز اللعب؛ لأنها تمتهن لاستعمال الصغار والبنات الصغار؛ لأنها تمتهن وتعلقوا بما جاء عن عائشة -رضي الله عنها- أنها كان عندها لعب, وكان من بينها خيل لها أجنحة، قالوا: هذا يدل على جواز اللعب للأطفال المصورة. والجواب عن هذا، أن هذا والله أعلم كان قبل التحريم قبل النهي, حين كانت صغيرة في أول الهجرة، فإنه نكحها -صلى الله عليه وسلم-، ودخل بها وهي بنت تسع صغيرة، فلعل هذا كان قبل التحريم من الصور، فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حياته في المدينة شدد في هذا الأمر، ومن ذلك أنه -صلى الله عليه وسلم- دخل ذات يوم على عائشة ورأى عندها سترًا فيه تصاوير فهتكه، وقال: (إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم)، فالأحوط للمؤمن ألا يتخذ للصبية الصغار شيء من الصور، ولكن يأتي بلعب أخرى غير مصورة، هذا هو الأحوط للمؤمن.  
 
3- ورد في الحديث الصحيح قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لا عدوى، ولا طيرة، ويعجبني الفأل) ماذا يقصد الرسول -صلى الله عليه- بقوله: (لا عدوى) أهي عدوى المرض؟ نرجو التوضيح
ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (لا عدوى ولا طيرة, ولا هامة, ولا صفر ويعجبني الفأل، قيل: يا رسول الله! وما الفأل، قال: الكلمة الطيبة)، كانت العرب تعتقد العدوى، ويقولون أنه إذا خالط المريض الأصحاء، أصيبوا بمثل مرضه، وقالوا للنبي -صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله! الإبل تكون كذا وكذا، فيخالطها البعير الأجرب فتجرب، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (فمن أعدى الأول؟! لا عدوى ولا طيرة)، والمعنى نفي العدوى التي يعتقدها الجهال من المشركين، وأن المرض كالجرب ونحوه يعدي بطبعه هذا باطل. أما كون الخلطة تؤثر فهذا ما نفاه النبي-صلى الله عليه وسلم-، الخلطة قد تؤثر، قد ينتقل المرض من المريض إلى الصحيح بسبب الخلطة، بأمر الله، بإذن الله -جل وعلا-، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يورد ممرض على مصح)، أي لا يورد صاحب إبل مراض، على صاحب إبل صحاح، من باب تجنب أسباب الشر، وقال: (فر من المجذوم فرارك من الأسد)، فهذا من باب اجتناب أسباب الشر. فالعدوى التي يعتقدها الكفار باطلة، وهو كون المرض ينتقل بنفسه, ويعدي بطبعه من دون قدر الله ولا مشيئته هذا باطل. أما كون المرض قد ينتقل من المريض إلى الصحيح بإذن الله فهذا قد يقع، ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم-: (فر من المجذوم فرارك من الأسد)، يعني لا تجالسه، فقد ينتقل مرضه إليك، وقال: (لا يورد ممرض على مصح)، يعني إذا ورد الجميع إلى الماء فالممرض صاحب الإبل المراض لا يوردها مع صاحب الإبل الصحاح، هذا له وقت وهذا له وقت، بعداً عن العدوى، بعداً عن انتقال المرض من المريضة إلى الصحيح. والخلاصة أن الشريعة جاءت باجتناب اسباب الشر، مع الإيمان بأن الأمور بيد الله، وأنه لا يقع شيء إلا بقضائه وقدره وإرادته, فاعتقاد المشركين أن العدوى تنتقل حتماً بنفسها وطبعها هذا باطل، أما كونه ينتقل بإذن الله إذا شاء فهذا واقع، ولهذا أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأسباب الوقاية، وقال: (لا يورد ممرض على مصح)، (فر من المجذوم فرارك من الأسد)، مع أنه - صلى الله عليه وسلم- أخذ بيد المجذوم وأكل معه، وقال: (كل بسم الله) ثقة بالله، ليبين أن الأمور بيد الله -سبحانه-، وأن الله هو الذي يقدر الأمور، فإذا اجتنب مخالطة المجذومين هذا هو المشروع بعداً عن الشر، ولو فعل ذلك، وأكل معهم لبيان أن الأمور بيد الله، وليتضح للناس أن المرض لا يعدي بطبعه, وأنه إنما ينتقل بقدر الله إذا فعل هذا بعض الأحيان لإبطال العدوى التي يعتقدها الجاهليون هذا حسن كما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم-. إذن سماحة الشيخ حفظكم الله: الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل. نعم، الواجب الأخذ بالأسباب، فالإنسان يبتعد عن أسباب الشر، ويحذر أسباب المرض، ولا يعرض نفسه للخطر، ومع هذا يعتمد على الله ويتوكل عليه، ويعلم أن الأمور بيده-سبحانه وتعالى-، وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[المائدة: 23]، وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ[الطلاق: 3]، ولكن مع اجتناب أسباب الشر، فلا يخالط المرضى الذين قد جرت العادة بإذن الله أن مرضهم ينتقل، ولا يخالط أهل الشر؛ لأنه قد يصيبه ما أصابهم من الشر فيفعل أفعالهم, ويحرص على صحبة الأخيار؛ لأن ذلك من أسباب أن يتخلق بأخلاقهم, ولا يأكل الأشياء التي قد تضر وقد يعرف أنها تضر، وما أشبه ذلك. 
 
4- في الحديث: (لا عدوى ولا طيرة) تشاؤم البعض من الناس من بعض الشهور كشهر صفر، هل له أصل يا شيخ؟
جاء في الحديث: (لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر) باطل، صفر مثل بقية الشهور، لا يجوز التشاؤم به، وقد أبطله النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: (لا عدوى ولا طيرة ولا هامة)، الهامة: طائر يتشاءم به أيضا أهل الجاهلية، وأنه إذا صاح على البيت هلك أهله، وهو باطل. وصفر الشهر المعروف، كان معروفاً أيام الجاهلية يتشاءمون به، فأبطل النبي هذا، وبين أنه مثل بقية الشهور ليس فيه شؤم. والطيرة معروفة، التطير بالمرئيات أو المسموعات كانوا يتطيرون أهل الجاهلية، قد يتطير بغراب أو بغيره، فأبطل النبي هذا، وقال: (لا طيرة).   
5- هل يجوز الاستدلال بالأحاديث الضعيفة أو الموضوعة في فضائل الأعمال؟
أما الموضوعة فلا، يجب بيان بطلانها ولا يستدل بها، وهي مكذوبة فهي لا أساس لها ولا أصل لها، أما الضعيفة لضعف بعض الرواة أو لعنعنة بعض المدلسين أو ما أشبه ذلك، لكن ليس بموضوعة، بل فيها ضعف في رواتها ضعف أما أن يكون قلة حفظ، أو لغير هذا من أسباب الضعف، فهذه ذكر العلماء أنه يحتج بها إذا تعددت طرقها اثنين فأكثر، وتكون من باب الحسن لغيره، وتذكر في باب الترغيب والترهيب، يقول الحافظ العراقي: وسهلوا: يعني أئمة الحديث. وسهلوا في غير موضوع رووا *** من غير تبيين لضعف ورأوا بيانه في الحكم والعقائد *** عن ابن مهدي وغير واحد فأهل العلم في الحديث يتساهلون عن الضعيف في الفضائل والترهيب. أما في العقائد لا بد من الأحاديث الصحيحة، فيما أوجب الله، وفيما حرم الله، وفي صفات الله وأسماء الله وأمر الجنة والنار، والآخرة ونحو ذلك. أما فضائل الأعمال؛ فضل الصلاة فضل الصوم، فضل الصدقة، يتساهلون في الأحاديث الضعيفة، ولا سيما إذا تعددت طرقها من طريقين أو أكثر، فتكون من باب الحسن لغيره.  
 
6- سماحة الشيخ: ما هو الأفضل في السنة عندما أسبح وأهلل وأكبر, هل أخفض صوتي، أم هو في النفس، أم على الشفتين, وجهونا في ذلك؟
السنة رفع الصوت بالأذكار، يقول ابن عباس -رضي الله عنهما-: (كان رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-)، فالسنة رفع الصوت، إذا سلم، وقال: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام، ثم يرفع صوته، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، مرة، والأفضل ثلاثاً، بعد الظهر والعصر والعشاء، وبعد المغرب والفجر، يزيد عشر مرات، زيادة، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، يرفع الصوت، يسمع من حوله، يسمع من عند باب المسجد، يدرون أنها انقضت الصلاة للذين عند باب المسجد، أو يمرون من باب المسجد كما قال ابن عباس: كنت أعلم إذا انتهوا من الصلاة إذا سمعتهم، لأنه كان صبي قد يحضر الجماعة، وقد لا يحضر الجماعة. فالمقصود أن السنة الجهر، بعض الناس إذا سلم يخافت هذا خلاف السنة، لأن السنة إذا سلم أن يرفع صوته، بحيث يسمعه من حوله ويعلم الناس أن الصلاة انقضت وانتهت، ثم بعد هذا يسبح الله ويحمده ويكبره ثلاثا وثلاثين، هذه الألفاظ إذا خفض صوته فيها لا بأس، لأن العلم بانتهاء الصلاة، قد علم بالأذكار الأولى، فإذا خفض صوته بعض الشيء بسبحان الله والحمد لله والله أكبر، ثلاثا وثلاثين مرة فلا بأس، وإن رفع فلا بأس، لأنه سماع ذكر، والسنة بعد الصلاة، بعد الذكر المعروف، أن يقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر، ثلاثا وثلاثين مرة، الجميع تسعة وتسعون، ثم يختم المائة بقوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لما رواه مسلم في الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وحمد الله ثلاثا وثلاثين، وكبر الله ثلاثا وثلاثين، فتلك تسع وتسعون، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)، هذا فضل عظيم، وجاءه الفقراء من المهاجرين، وقالوا: يا رسول الله، إن إخواننا أهل لهم مال غبوننا، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون ولا نتصدق، لأنه ما عندنا شيء، ويعتقون ولا نعتق، فقال لهم -صلى الله عليه وسلم-: (ألا أدلكم على شيء تسبقون به من بعدكم وتدركون به من سبقكم، ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين مرة، فرجعوا إليه، وقالوا: يا رسول الله! سمعوا إخواننا أهل الأموال فصنعوا مثلنا -صاروا يسبحون مثلنا-، قال لهم -صلى الله عليه وسلم-: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء)، إذا ....... جمع بين الصدقة بالأموال والإتيان بالأذكار الشرعية هذا فضل الله -جل وعلا-، والفقير له فضله وله أجره مثل أجورهم، لأنه منعه العجز، والإنسان إذا منعه العجز ونيته الصادقة أنه ينفق له أجر المنفقين، كما أن المجاهد في سبيل الله له أجر عظيم، والقاعد له مثل أجره، القاعد الذي عجز عن الجهاد، وهو يحب الجهاد لكن عجز لمرض ونحوه له مثل أجر المجاهدين، فضل من الله -جل وعلا-.      
 
7- هل يلزم الترتيب في الأذكار, ومن قدّم بعضها على بعض هل في ذلك شيء؟
السنة يقدم: أستغفر الله ثلاثا، اللهم أنت السلام... أول ما يسلم، ثم بعدها يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، مرة أو ثلاث مرات، كما في حديث بن الزبير، والمغيرة، ثم يقول: لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، صح من حديث المغيرة، ومن حديث ابن الزبير، أن النبي كان يفعل هذا إذا سلم في حديث ثوبان أول ما يسلم يقول: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام، ثم ينصرف إلى الناس، يعطيهم وجهه -عليه الصلاة والسلام-، ثم يقول كما في حديث ابن الزبير و المغيرة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولوكره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد، يجهر بهذا بعد الصلوات الخمس، ويزيد في المغرب وفي الفجر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، كما ثبت في عدة أحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم بعد هذا يقول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ثلاثا وثلاثين مرة، ثم يختمها بقوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ثم يستحب له أن يأتي بآية الكرسي بعد هذا، اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ....[البقرة: 255] ثم يأتي بـ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ[الإخلاص: 1] والمعوذتين، وفي الفجر وفي المغرب يكررها ثلاثاً، في أول الصباح وأول الليل، يكرر "قل هو الله أحد" والمعوذتين، ثلاث مرات، أما بعد الظهر والعصر والعشاء مرة.  
 
8- امرأة ماتت ولها إرث من والدها, ولها ولدين وإخوان وبنتين وأمها, ما نصيب الأم من ميراث ابنتها -يا شيخ-؟
الأم لها السدس مع الولد، يقول -سبحانه وتعالى-: وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ[النساء: 11] ، فهذه المرأة إذا ماتت عن أولاد وعن أخوة وعن أم، الأم لها السدس، وإن كان لها زوج يعطى الربع، والباقي لأولادها ذكورهم وإناثهم، للذكر مثل حظ الانثيين، لقول الله: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ[النساء: 11]، والأخوة ما لهم شيء، مع الأولاد، يمنعهم الأولاد، إذا كان لها أولاد ذكور، فالأخوة ليس لهم شيء كلهم، ولو ابنا واحدا، يمنعهم الولد، فإذا ماتت عن أمها وابنها وبنتيها، صار للأم السدس والمسألة من ستة، للأم السدس واحد من ستة والباقي بين الابن والبنتين أنصافا للابن النصف والبنتين النصف، للذكر مثل حظ الاثنيين، وإذا ماتت عن ابن وثلاث بنات، وأم أو أب، فالمسألة من ستة للأم السدس، أو الأب إن كان أب له السدس، أو جد له السدس، أو جدة لها السدس، والباقي خمسة، للابن وثلاث بنات، اثنان للابن وثلاثة للبنات كلها واحدة لها واحد، وإذا ماتت عن أبوين أم وأب وعن ابن وبنتين فالمسألة من ستة أيضا، للأب السدس وللأم السدس والباقي أربعة للابن والبنتين للابن اثنان والبنتين اثنان، كل واحدة منهما واحد، وإن كان لها زوج يعطى الربع، لقول -سبحانه-: وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ[النساء: 12].  
 
9- نويت الإحرام من الميقات, ثم بعد ذلك نزل علي الحيض قبل الوقوف بعرفة, ثم طهرت في الحادي عشر وسعت وطافت بدون إعادة للإحرام, أي: أنها لم تذهب مرة أخرى للميقات لتجدد إحرامها بعد أن طهرت, فهل فعلها صحيح؟
نعم فعلها صحيح، وليس هناك حاجة للتجديد، إذا أحرمت من الميقات ثم أصابها الحيض تبقى على إحرامها وتفعل أفعال الحج، ما عدا الطواف والسعي يؤجل، فتقف مع الناس بعرفة وفي مزدلفة وترمي الجمار، وتقصر من رأسها أو تحلق فإذا طهرت طافت وسعت والحمد لله، وليس عليها أن تعيد الإحرام، إحرامها من الميقات كافي، والحيض لا يبطل الإحرام، الإحرام باقي، ولكن يمنع من الطواف، وهكذا النفاس لو ولدت في عرفة أو بعد عرفة، تفعل أفعال الحج كلها، إلا الطواف والسعي تؤجل حتى تطهر. سماحة الشيخ/ حتى ولو لم تكن قد اشترطت، تقول: وهل إن اشترطت عند نيتها للإحرام ثم جاءت الحيضة يلزمها إعادة الإحرام بعد الطهر؟ إذا كانت اشترطت لها الحل، لها التحلل، إذا كانت اشترطت، قالت: محلي حيث حبستني، يعني مقصودها من الحيض، يعني إذا أصابها الحيض تحل، فهذا لها الحل، أما إذا ما قصدها هذا القصد تخاف أن يصيبها مرض أو نحوه فالحيض ليس بمانع، حجت عائشة وأصابها الحيض قبل دخول مكة، وأمرها النبي أن تفعل ما يفعل الحجاج إلا الطواف، فالمقصود أنها إذا قالت: محلي حيث حبستني عند الإحرام، قالت: إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني، هذه إذا منعها مرض أو منعها عدو لها أن تحل، أما الحيض لا يعلم، لا يمنعها، لكن لو كانت تقصد الحيض، جاءت للعمرة مثلا، ومعها رفاق، فأحرمت للعمرة وقالت: إن حبسني حابس، ومقصودها حتى الحيض إن حبسها حتى تحل وترجع مع أصحابها، فهي على نيتها، أما الحيض ما يمنع الحج، ولو قالت: إن حبسني حابس، فالحيض تمضي في حجها، وإذا طهرت تطوف وتسعى والحمد لله.  
 
10- هل صحيح أن الحاج يقصر من صلاته الرباعية أيام حجه بما فيها أيام التشريق الثلاث؟
الحاج نعم، نعم، يقصر في عرفة وفي مزدلفة وفي منى، مثلما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يقل: يا أهل مكة أتموا، قصر معه الناس في عرفة، صلوا الظهر ثنتين والعصر ثنتين، وفي مزدلفة صلوا معه المغرب ثلاثا، والعشاء ثنتين، ولم يقل يا أهل مكة أتموا، فدل على أن الحجاج يفعلون مثلما يفعل غيرهم، يقصرون في منى وفي عرفة وفي مزدلفة.
 
11- ما هي السنن التي يستحب له أن يتقرب بها إلى الله في الصلاة في الحج, وهل منها صلاة السنن الرواتب, وصلاة قيام الليل, خاصة أيام منى؟
أيام منى، يصلي الفريضة فقط، النبي كان يصلي الفريضة ولا يزيد عليها، إلا الفجر، كان يصلي سنتها ثنتين قبلها، وإلا التهجد في الليل لا بأس أن يتهجد بالليل، المسافر وغير المسافر، الحاج وغير الحاج، أما بقية التطوعات، تركها أفضل في أيام الحج، في يوم عرفة وفي أيام التشريق. وفي السفر سماحة الشيخ؟ وفي السفر كذلك، الأفضل ترك الرواتب سنة الظهر والمغرب والعشاء والعصر، إلا سنة الفجر، لكن له أن يصلي الضحى، سنة الضحى باقية، والتهجد في الليل كذلك، النبي صلى الضحى وهو مسافر يوم الفتح -عليه الصلاة والسلام-، صلاة الضحى مشروعة في السفر والحضر، والوتر كذلك، والتهجد في الليل، وسنة الفجر كذلك. إذا كان السفر أكثر من أربعة أيام يا شيخ؟ هل له أن يأتي بالرواتب؟ إذا كانت الإقامة، إذا نوى إقامة أكثر من أربعة أيام يتم، في محله، إذا بعث بلدا أو منـزلا، يريد أن يقيم فيه أكثر من أربعة أيام، عند الأكثرين يتم، وبعض أهل العلم يقولون: ما دام في نية السفر له القصر ولو طالت المدة، ولو كانت أكثر من أربعة أيام، لما جاء في الأحاديث من إطلاق أنه قصر وقد أقام أكثر، بقي في مكة تسع عشرة يوما وهو يقصر، وأقام في تبوك عشرين يوما وهو يقصر -عليه الصلاة والسلام-، قالوا: فهذا يدل على أن المسافر ما لم ينوي الإقامة المطلقة فإنه يقصر، واحتجوا بهذا. والجمهور يقولون إنه -صلى الله عليه وسلم- أقام في مكة وفي تبوك، إقامة لم ينوها لا يدري متى يتيسر له السفر، فهذا يقصر، فلو أن الإنسان نزل منـزلاً ولا يدري متى يرتحل، ينتظر جماعة يوفدون إليه، أو ينتظر شيئا آخر ولا يدري متى يرتحل، فهذا يقصر ولو أقام شهور، لأنه ما يدري متى يرتحل، وهذا هو الذي حمل عليه الجمهور إقامة النبي في تبوك وفي مكة، يعني هل أقام لإزالة آثار الشرك في مكة، وقام في تبوك، على نية غزو الروم، ثم يسر الله له الرجوع ولم يمض، فحمله الجمهور، على أن هذه الإقامة لم يعزم عليها بل هو متردد وينتظر شيئا.  
 
12-  أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى, ما معنى هذا -يا شيخ-؟
معنى هذا النهي عن صومها، النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن صوم أيام التشريق، بعث مناد في الناس ألا تصام، لأنها أيام أكل وشرب وذكر، الناس يأكلون ويشربون ويتقربون إلى الله بالذبائح بالهدي والضحايا، فيأكلون ويشربون، ما هي بأيام صوم، لا صوم فريضة ولا صوم نافلة، بل الواجب الفطر، في يوم العيد وأربعة أيام يجب إفطارها، فهي أيام أكل وشرب وذكر، إلا ما لم يستطع الهدي هدي التمتع فإنه له أن يصوم الثلاثة الأيام خاصة من الناس، لما ثبت في البخاري -رحمه الله- في صحيحه عن عائشة وابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- قالا: لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لم يجد الهدي، الحديث رواه البخاري في الصحيح، من حديث عائشة وابن عمر، ومعنى لم يرخص، يعني لم يرخص النبي -صلى الله عليه وسلم-، إذا قال: لم يرخص، أو رخص أو أمرنا، هذا المراد به النبي -صلى الله عليه و سلم-، هكذا قال أهل العلم، لأن الرسول هو الآمر الناهي المرخص -عليه الصلاة والسلام-، فإذا قال: لم يرخص، يعني النبي -صلى الله عليه وسلم لم يرخص لأحد أن يصوم أيام التشريق إلا من عجز عن الهدي فله أن يصوم الثلاثة، إذا لم يصمها قبل الحج، إذا لم يصمها قبل عرفة فله أن يصومها؟؟؟ وله أن يؤخرها. أحسن الله إليكم وبارك الله فيكم سماحة الشيخ
 
13- والدي عنده مجموعة من الغنم أكثر من أربعين, ويوفر لها الأكل والشرب والمسكن والحماية, ويبيع منها, هل عليها زكاة؟
إن كانت ترعى فيها الزكاة، وإن كانت محبوسة عنده في الحوش في البيت يعلفها فليس فيها زكاة، إلا إن كان للبيع والشراء، إذا كان للبيع فعليه الزكاة في قيمتها، يكون من العروض، أما إذا كانت للدر والنسل والانتفاع بلبنها وغيره فلا زكاة فيها إلا إذا كانت راعية، لأن الرسول أخبر في السائمة الراعية الزكاة، إذا كانت أربعين فيها واحدة، إلى مائة وعشرين، فإذا بلغت مائة وإحدى وعشرين صارت فيها ثنتان، فإذا بلغت مائتين وواحدة صار فيها ثلاث، ثم بعد هذا في كل مائة شاه، إذا كانت ترعى، أما إذا كانت للبيع والشراء، عنده غنم للبيع والشراء، أو بقر، لا ترعى بل يعلفها ويبيع عدها للبيع، فهذه فيها زكاة النقود زكاة التجارة. شكر الله لكم.... 

537 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply